وجه موقع (ولاتي مه) سؤال الى عدد من الكتاب والمثقفين السياسيين الكورد للاطلاع على وجهة نظرهم من موقف الأحزاب الكردية في قبولها لمبدأ الحوار مع نظام دعته المعارضة إلى الاستقالة الفورية وفي وقت بات إسقاطه هو الشعار الرئيسي للمتظاهرين ومن بينهم أبناء الشعب الكردي, وكذلك في ظل الفجوة الكبيرة التي أحدثها النظام بينه وبين الشعب السوري بممارساته الدموية التي واجه بها الشعب الأعزل في احتجاجاته الشعبية السلمية ومطالبه المشروعة في الحرية والديمقراطية, والتي أسفرت حتى الآن إلى إزهاق أرواح أكثر من ألف وثلاثمائة شهيد وآلاف الجرحى وآلاف أخرى من المعتقلين فضلا عن محاصرة المدن ودكها بالدبابات والمدافع وقطع كل سبل الحياة عنها.
ننشر أدناه القسم الثالث من ردود السادة الكتاب والمثقفين والسياسيين الكورد وسننشر تباعا الإجابات التي ستصلنا:
شادي حاجي: ماذا أقول يا أخوتي وأنا العائد من أنتاليا
أحمـد عـلي: ان الذهاب إلى الحوار مع النظام، وهو يقتل ويذبح السوريين، ويدمر مدنهم وقراهم بالدبابات ستكون نهاية للأحزاب التي تقدم على هكذا خطوة
أثارت الدعوة التي وجهها الرئيس السوري إلى الأحزاب الكردية، عاصفة من ردود الأفعال عليها، بين السوريين، وفي الوسط الكردي في الداخل والخارج.
خاصة وان هذا ترافق مع تصريح غير مسئول أدلى به قيادي في احد الأحزاب الكردية، يقول فيه بان الأحزاب الكردية، تقف على مسافة متساوية بين النظام والمعارضة (مع التحفظ لأنه لا يمثل الأحزاب الأخرى، او حتى مجموع حزبه هو).
وهذا ما طرح مجددا العديد من الأسئلة حول الموقف الكردي، وأين يقف الكرد مما يجري في سوريا.
أولا وقبل كل شيء ، لا بد من التذكير ، بأن الشباب الكردي، ومنذ الأسبوع الأول لبدء الثورة السورية، قد شارك فيها وقام بمظاهرات كبيرة في عامودا وقامشلو والدرباسية ورأس العين وكوباني –عين العرب.
متضامنا مع إخوته السوريين في المدن الثائرة من درعا إلى بانياس إلى حمص وحماة…الخ، وكانت حناجره تصدح بشعارات الحرية والكرامة والوحدة الوطنية في مواجهة النظام، وآلته القمعية الرهيبة، وهو ما يزال يصعد مشاركته يوما ، بعد آخر، والجالية الكردية السورية منفردة، ومع إخوتهم السوريين، شاركت بكثافة ،إن لم نقل إنها كانت محرك أساسي، لكافة النشاطات والاحتجاجات، المؤيدة لثورة شباب الوطن على امتداد العالم، حيثما تواجدوا، ومشاركين في كل المؤتمرات ،والتجمعات التي تقيمها المعارضة السورية في الخارج.
وكانوا عاملا أساسيا في إنجاح أول مؤتمر للمعارضة في انطاليا.هذا في الوقت الذي لم تشارك فيه مدنا أساسية إلى الآن في الثورة على النظام.
إن التفرقة والفتنة التي زرعها النظام، لعقود طويلة بين أطياف الشعب السوري كان لها هدف واحد، وهو تفتيت المجتمع إلى مكوناته الأولية، لكي يسهل عليه التحكم به، وقد نال الشعب الكردي في سوريا النصيب الأكبر من ذلك،ليس خدمة للعروبة كما كان يدعي، وليس خدمة لسورية، وإنما حسابا لهكذا موقف، لكن الشعب السوري افشل هذه السياسة، عندما سمى شباب الثورة، الجمعة قبل الماضية ب آزادي، وعندما كانت دير الزور بشكل خاص، وكل مظاهرات المدن السورية، تصيح آزادي آزادي، شعر الكرد لأول مرة منذ خمسين عاما،بأنهم مواطنون سوريون حقيقون تم الاعتراف بهم إخوة ومواطنين من قبل الشعب السوري، وهذا هو المهم، وليس من قبل نظام يقتل شعبه، وان الكرد يعرفون جيدا، بأن حصولهم على الجنسية السورية، ورغم نضالهم المديد وتضحياتهم، فان الفضل الكبير فيه هو لدم شهداء درعا.
إن الأحزاب الكردية والتي بذلت الكثير من التضحيات ، لإبقاء جذوة النضال الكردي متقدة حتى الآن، تجد نفسها أمام مفترق تاريخي، نتمنى أن تكون واعية له، هذا المفترق هو إن نضالهم عبر خمسين سنة من اجل إيصال مطالب، ومظالم الشعب الكردي إلى بقية الشعب السوري، وحشد تأييدهم لها، وهو ما تحقق منه الكثير في هذه الفترة القصيرة ، لا يتقاطع مع موقف قد يتخذونه بالذهاب إلى الحوار مع النظام، وهو يقتل ويذبح السوريين، ويدمر مدنهم وقراهم بالدبابات، وليس لديه إلا الحل الأمني في مواجهة الشعب وأبطاله في شوارع وساحات سوريا.
هذا الموقف سيكون قبل كل شيء هدرا لكل تضحيات الشعب الكردي ، ولتضحيات هذه الأحزاب نفسها، وتهديدا لمستقبل العلاقة بينه وبين بقية الشعب السوري، وستكون نهاية للأحزاب التي تقدم على هكذا خطوة.
ولتكن كلمة المناضل مشعل التمو الذي خرج البارحة من السجن، وقالها بدون مجاملة، ((مع احترامنا لمواقفكم، لكننا لسنا معكم، نحن مع ثورة الشباب السوري)) إنذارا قويا يستحق التفكير فيه مليا.
الشعب الكردي في سوريا قال كلمته، وهي انه ليس هناك منطقة وسطى بين جنة الشعب السوري، وجهنم نظامه، فأين موقعكم أنتم ؟.ا
حسين عيسو: هل نصدق أن هذه السلطة التي تتلطخ أياديها يوميا بدماء الأطفال والشباب , أن تتحول الى هذا الحنان..
وهي تحاول دق إسفين بين الكرد وشركائهم في الوطن
غريب أمر هذه السلطة كيف تحولت من خصم عنيد للكرد , نشرت عنا الإشاعات المغرضة , ولم تبق صفة منكرة الا وألصقتها بنا , لدرجة أن الشارع العربي أصبح ينظر الى شريكه الكردي كعدو غادر يتحين الفرصة للانقضاض عليه , فما الذي تغير اليوم حتى تتحول الى أم رؤوم للكرد , لا هم لها سوى خدمة تطلعات قادة أحزابنا , أتساءل اليوم , أليست هذه السلطة هي التي قتلت أكثر من ثلاثين شابا كرديا بدم بارد عام 2004 ونهبت محلات الكرد بطريقة أنفالية , ثم كررتها العام 2005 , ثم أطلقت النار على ثلاثة أطفال وهم يحتفلون ليلة نوروز منذ عامين دون أن يرف لها جفن , هل نصدق أن هذه السلطة التي تتلطخ أياديها يوميا بدماء الأطفال والشباب , أن تتحول الى هذا الحنان فتعيد الجنسية الى من جردتهم منها لا بل “منحتهم اياها” ثم تدعو قادة أحزابنا الى اللقاء بها للتحاور فيما يخص شؤون الكرد السوريين في التفاف واضح على شباب الانتفاضة من الكرد أولا ولدق اسفين بين الكرد وشركائهم في الوطن بعد أن وحدتهم المعاناة , أليس من حقنا أن نتساءل ونسأل هؤلاء القادة أن يفكروا لحظة قبل أن يقدموا على هكذا خطوة !!! سؤال يبقى برسم الذين وافقوا على هذا اللقاء .
خالص مسور: أن قبول الأحزاب الكردية للحوار دون مؤتمر وطني عام هو قفزة في المجهول ونوع من الانتحار السياسي والأخلاقي بنفس الوقت
أعتقد أن النظام غير جاد في دعواه وأنه لايريد حواراً بل إعطاء جرعات مسكنة وخافضات لحرارة الشارع ليس إلا، وليس من المعقول لنظام حكم أكثر من أربعة عقود دون أن يرى الآخر المختلف ولايرى غير نفسه وقد خلق ليحكم بدون رقيب أو حسيب، عقود كان يعتبر فيه الشعب السوري فاقداً لوعيه الذاتي ودون المستوى المطلوب من الوعي الديموقراطي.
فليس من المعقول أن يلبي مثل هذا النظام مطلب الجماهير بالحرية والعدالة والديموقراطية الحقيقية، لأن في إعطاء هذه الأجندات السياسية حسب المطلوب ستكون نهاية حتمية للنظام، ولذك يريد النظام التهدئة والتهدئة فقط للإلتفاف على المطالب الجماهيرية واتباع سياسة فرق تسد، مع القليل من الإصلاحات وكثير من المعيقات عن طريق سن القوانين البديلة الجديدة.
ولهذا نرى أن قبول الأحزاب الكردية للحوار دون مؤتمر وطني عام تشارك فيه كل أطياف المعارضة السورية بدون استثناء هو قفزة في المجهول ونوع من الانتحار السياسي والأخلاقي بنفس الوقت، ولكن هذا لايمنع من مشاركة الأحزاب الكردية من التوجه للحوار إذا كانت الدعوة عامة للجميع، أي إشراك جميع أفرقاء المعارضة السورية، على أن يجري الحوار في وقت واحد وعلى طاولة مستديرة واحدة.
حيث حوار الجميع مع الجميع أفضل من إراقة الدماء التي لايعلم إلا الله كم ستراق منها على هذه الحال من استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المتظاهرين في معظم أنحاء سورية.
وعلى المعارضة والنظام معاً ان يعلما بأن ليس هناك سوريين خلقوا ليحكموا وآخرون خلقوا ليطيعوا فقط، فسورية بلد الجميع والشعب هو من يقرر من سيحكمه الآن ومستقبلاً وعلى الطرفين أن يضعا حقن الدم السوري هدفاً مقدساً لن يحاد عنه.
غير معروفة نقاطها ….غير مكتوبة نصها
بداية الحوار كمفهوم ومبدأ لا يمكن رفضها ولكن أي حوار نقصده, حوار نجهل بنوده وغير مكتوبة نص بنودها، حوار مع القوة المفرطة وتحت ازيز الرصاص والدخان.
فبالامس خرج علينا محمد سعيد بختيان الامين القطري المساعد لحزب البعث ورفض الغاء المادة الثامنة من الدستور وقال بالحرف الواحد إن الباب مغلق أمام إلغاء المادة الثامنة من الدستور التى تجعل من حزب البعث الحزب القائد للدولة والمجتمع، وأضاف أن تعديل مواد الدستور “يحتاج اقتراحا من ثلثي أعضاء مجلس الشعب ثم يعرض على الاستفتاء العام”، وقال “بعد انتخابات مجلس الشعب المقبلة يحق للمجلس (الجديد) النظر في الاقتراح بموافقة ثلثي أعضائه”.
فكيف يكون التحاور مع هذه العقلية وكأن سوريا مسجلة بالطابو العام على اسمهم وكذلك كأنهم بصناديق الاقتراع والانتخاب اصبحوا سيداً للدولة والمجمع.
السبيل الافضل للحوار هو التمهيد للحوار عبر تغير هذه المادة والاعتراف بأخطاء الماضي وتجنبها والسماح
للمواطنين بحرية التعبير والتظاهر .
وما يخصنا ككورد الاعتراف الدستوري بنا كقومية والغاء كافة القرارات والمواد الدستورية التي تحط من كرامة الانسان وحريته.
في هذا التوقيت لا يكن التحاور و لكن بمكن التشاور لايجاد سبيل للخروج من هذه الازمة التي احدثها كم من سنوات القهر والاضطهاد والحرمان.
وما يدور في ذهني هل هذه الدعوة الموجهة للأحزاب الكوردية هي دعوة خطية مكتوبة ام شخصية عن طريق الامن وصلت .
وان تكن علنية فأين هي نصها؟ وماهي بنودها ونقاط ارتكازها وموادها القابلة للتحاور اذا استثنينا المادة الثامنة!!!!
كل حوار تحتاج الى تحضير ودراسة وبنود وأسس تستند اليها.
على أي أساس سيتم التحاور مع الاحزاب الكورية، أهي من اجل الجلوس لتبادل الآراء أم من اجل التعارف و فرز الوجوه المساندة والممانعة وكشف المندسين.
كل دعوة مبهمة مرفوضة من قبل الشباب الكوردي وهم يطلبون من الاحزاب الشفافية في التحرك والتعامل فهذا ما لمسته في زيارتي الاخيرة في خضم الاحداث عند الشباب الكورد..
ولم التمس أي دور للأحزاب في الحراك الجاري في العلن وهم أيضاً لم يذكروا بأنهم ممثلين عن الشباب… والكل يذكر لهم دورهم الوطني ومواقف بعضهم المشكوكة.
المعارضة عندما تبنت شعار اسقاط النظام هل قدمت نفسها بديلاً أم ممثلاً عن الشارع… الجواب كلا كذلك للمعارضة ذاتها رؤى متباينة من القضية الكوردية… فليعلنوا مشروعهم لقيادة المرحلة القادمة وماذا سيكون محلنا من الاعراب في مسودات قررا تم.
فمن يقرأ ملاحظات الفنان شفكر سيعرف نواياهم ومن شارك مع عبدالحليم خدام عرف نواياهم… فهم ليسوا بأحسن من النظام في الوقت الراهن فيما يخص المسألة الكوردية.
التاريخ لن يرحم أحداً ,فجيل الشباب الحالي… جيل الانترنت والفيس بوك
لا يخافون لومة لائم… ان لم يكونوا بشفافين في حراكهم وتعاملهم مع الدعوات المبهمة.
سليمان مجيدو: ما أتمناه من الحركة الكردية أن لا تقوم بشق وحدة الصف السوري و أن تكون جزءا لا يتجزأ من المعارضة السورية بأكملها لأن النظام يريد تفكيك و تمزيق المعارضة السورية
بالعودة إلى التاريخ و التجارب المريرة والحوارات التي مر بها الشعب الكردي مع الفرس و العثمانيين و البعثيين تبينت نوايا تلك الأنظمة و الامبراطوريات و الدكتاتوريات حيث دفع الشعب الكردي ثمنها باهظا الا و هي حقه في دولة كردية (كردستان).
و بالنسبة للسوريين فلم يجنوا أي ثمرات من تلك الحوارات لانه و منذ استلام البعث للسلطة تم تدمير البنى التحتية ناهيك عن القتل و التعذيب و الاعتقال و التشريد و غيرها من الممارسات القمعية و في النهاية صنفت سوريا بين الدولة الداعمة للارهاب في العالم.
لا بد من القول بأن كلمة حوار كلمة نزيهة و تعتبر الطريق الأمثل لحل الأزمات و المشاكل و لكن ليتم أي حوار لا بد من توافر عدة شروط و منها صدق نية الأطراف المتحاورة و توازن قوى تلك الاطراف و ضرورة تبادل الاحترام ما بينها و على الطرف المحاور أن يكون مخولا و صاحب قرار.
كغيري من أبناء الشعب الكردي السوري قرأت خبر دعوة رئيس الجمهورية للحركة الكردية تلك الدعوة التي لا تفوح منها رائحة الصدق ولا الامان ولاحسن النية و ذلك للأسباب التالية:
– استمرار القمع و الاعتقال و القتل.
– لم يتم محاسبة المسؤولين عن أعمال القتل و التعذيب حتى الان بل على العكس يتم دعمهم للقيام بالقمع.
– استمرار تسمية مظاهرات الحرية السلمية بالعصابات السلفية و الارهابية.
– انعدام احترام الشعب السوري.
– عدم القاء اي خطاب رئاسي من شأنه الاعتذار للشعب و تعزية ذوي الشهداء.
– لا بد من حضور وسائل الاعلام لتغطية مجريات الحوار.
انعدام وجود الطرف الثالث المراقب للحوار.
إنني و بلا شك متأكد من صدق نية الحركة الكردية للخروج بسوريا إلى بر الأمان و الدليل على ذلك أن الحركة الكردية و منذ أكثر من خمسين عاما و حتى الان كانت دائما الطرف الداعي للحوار كانت صاحبة مشاريع من أجل دمقرطة سوريا لتكون من الدول الحامية لحقوق الانسان و الداعية للسلم و الديومقراطية لتكون دولة راقية للشعب و من الشعب.
لذلك أريد ذكر ثلاث نقاط للحركة الكردية قبل الذهاب لهذا اللقاء:
– عدم التنازل عن انعقاد المؤتمر الوطني الذي سيضم كافة شرائح المجتمع السوري.
– الحوار والتنسيق مع شباب الثورة.
– أن يتذكروا رموز الحركة الكردية في سوريا كالمناضل أصمان صبري و دهام ميرو و نور الدين زازا و اسماعيل عمر و كمال درويش و نذير مصطفى و الشيخ معشوق الخزنوي و رشيد حمو محمد ملا أحمد وغيرهم.
أؤكد بأن الحركة الكردية قامت مرارا و تكرارا بعدة حوارات مع السلطة و لكنها لم تثمر عن شيء وذلك لعدم صدق و حسن نوايا النظام.
وما أتمناه من الحركة الكردية أن لا تقوم بشق وحدة الصف السوري و أن تكون جزءا لا يتجزء من المعارضة السورية بأكملها لأن النظام يريد تفكيك و تمزيق المعارضة السورية.
04.06.2011
المحامي زردشت مصطفى: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
الحوار من حيث المبدأ لغة حضارية وعقلانية وموضوعية وهو طريق سلمي للوصول إلى الأهداف المرجوة دون إراقة الدماء
إلا أنها تتطلب فريقين متوازيين إلى حد ما من حيث القوة إن كانت مادية أو معنوية من جهة او من حيث التوجه السياسي من جهة أخرى
و السؤال الذي يطرح نفسه
كيف للأحزاب الكردية في سورية إن تتحاور مع سلطة مهمينة على كافة مفاصل الحياة السياسية و الاقتصادية و الثقافية في البلاد منذ أكثر من ثمان وأربعون عاما والأحزاب لاتهيمن على شيء مقابل ذلك
النظام لا يقبل بالديمقراطية و الأحزاب تطالب بالديمقراطية
النظام شمولي لا يقبل بتعديل المادة الثامنة من الدستور و الأحزاب تطالب بالتعددية السياسية و إلغاء المادة الثامنة
النظام شمولي يعتبر حزب البعث قائد الدولة و المجتمع و الأحزاب السياسية ترى في نفسها القومية الثانية في البلاد و الاعتراف بها دستوريا و المشاركة في السلطة
النظام امني إلى ابعد الحدود و الأحزاب الكردية تطالب بنظام مؤسساتي فعلي وسلطة القانون
النظام ليس بالجمهوري و لا الملكي إنما هو شبه رئاسي و الأحزاب الكردية تطالب بمبدأ فصل السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية عن بعضها البعض
النظام يرى في البعثي ومن لف لفهم مواطنين من الدرجة الأولى لهم الأولوية في التعيين و التوظيف و التطوع في السلك العسكري واستلام زمام الأمور و الأحزاب الكردية تطالب بمبدأ تكافوء الفرص
مؤسسات النظام غارقة في الفساد و الأحزاب الكردية تطالب بمحاسبة المفسدين
النظام قيه الكثير من …………………و الأحزاب تطالب بتغيير هذا الكثير……………….
أين الانسجام بين هذا الفريقين وكيف سيتم التوافق و الحوار وعلى حساب من
الم يسبق للنظام البعثي في العراق إن حاور الشعب الكردي في العراق مرات عدة وما إن سنحت له الفرصة حتى تخلى عن كافة التزاماته وضرب عرض الحائط و أباد الشعب الكردي هناك رغم قوة الأكراد في العراق
وإمكانياتهم العسكرية وظروفهم الجغرافية المنيعة وقائدهم المقدام وبيشمركتهم الأبطال
أليس النظام البعثي في سوريا توأم للنظام البعثي في العراق أليست العقيدة واحده و المؤسس واحد و الفكر واحد و الأهداف واحدة
لا اعتقد إن هذا الحوار مجدي وسوف يؤدي إلى نتائج ايجابية لا بل سوف يؤدي إلى شرخ كبير بين الأحزاب الكردية من جهة وبين هذه الأحزاب و الشعب الكردي من جهة أخرى
أليس من الخطأ إن نجرب المجرب آمل إن أكون مخطئا في تصوري
* شخصية كردية مستقلة
هوشنك بروكا: الأسد وأكراد(ه): “حوارٌ” في الظل
بخصوص سؤال موقعكم عن رأيي في قادم ما يسمى ب”حوار” النظام مع “مجموع” الأحزاب الكردية، أقول:
شخصياً لست بالضد من الحوار في مفهومه العام، كمبدأ أو سلوك مدني، أو وسيلة سلمية، للأخذ والردّ السياسييّن، بين الأفرقاء، أو حتى بين الأصدقاء والأعداء، وذلك بهدف العبور إلى حلولٍ وسط، ترضي الجميع.
ولكن السؤال المتعدد الذي يطرح نفسه على مستوى القادم من “حوار” النظام مع أكراد الأحزاب، هو الآتي:
مع من الحوار، وكيف الحوار، وعلى ماذا الحوار، ولماذا الحوار، وفي ظلّ ماذا ومَن الحوار؟
كلّ هذه الأسئلة وغيرها لا جواب واضحٍ عليها، حتى اللحظة، سوى جوابٌ واحدٌ أحد لا شريك له، ألا وهو: النظام؛ هو السؤال وهو الجواب في آن؛ هو الأنا والآخر، الذات والموضوع، السبب والنتيجة.
النظام السوري، بقيادة حزبه الواحد، لا يزال هو الفوق: فوق الكلّ، ولا فوق سواه؛ فوق الدولة والمجتمع والثقافة والمال والعسكر والإقتصاد.
“الحوار” إذن، هو مع واحد النظام، كيفما يريده النظام، وعلى ما يشاءه النظام، ولأجل بقاء النظام، والهروب به إلى مزيد من التاريخ؛ التاريخ المختوم بأختام النظام.
هذا فضلاً عن أنّ الحوار(أيّاً كان) يعني قبل كلّ شيء، تأمين الحد الأدنى من السلام والأمان لكلّ الأطراف، أو “الهدنة” كما هو الحال في الحروب، كأضعف الإيمان.
فكيف الحوار مع نظامٍ اختار الفاشية في تصفية شعبه، طريقاً إلى حلّ أزمته المشتعلة منذ حوالي 11 اسبوعاً من القتل والبطش وهدر الدماء بطريقة وحشية، قلّ نظيرها في تاريخ العالم المعاصر؟
كيف يمكن الحوار مع هكذا نظامٍ، صحيحاً، وهو لا يزال مصرّاً على خطئه، منذ أكثر من أربعة عقودٍ، ومستمراً على نهج “حركته التصحيحية”، التي لم تترك كبيرة ولا صغيرة، في سوريا، إلا وخرّبته عن سابق إصرار وترصد؟
ماذا تغيّر في سلوك هذا النظام تجاه الأكراد وقضيتهم، في كونها قضية أرض وشعب، حتى تغيّر الأحزاب الكردية من سلوكها، وتذهب للجلوس إلى رئيسه، الذي لا يزال يرفض الإعتراف بوجود الشعب الكردي في سوريا، أصلاً وفصلاً، زماناً ومكاناً، حقيقة وافتراضاً، ويرفض أيّ اعتراف بحقوقه السياسية والثقافية، كما تنادي بها شعارات هذه الأحزاب ودفاترهم العتيقة؟
هل سيجلس الرئيس إلى الأمناء العامين لهذه الأحزاب الكردية، بوصفهم “ممثلين شرعيين” للشعب الكردي في سوريا، أم بوصفهم “شخصيات وطنية” مفصلة رسمياً، على مقاس وطنيات التربية الوطنية للنظام؟
مجموع الأحزاب الكردية(10 أحزاب قررت المشاركة في اللقاء حتى الآن) تقول أنها ستقدم ما تسمى ب”خارطة طريق كردية” إلى النظام، علّ وعسى أن تخرج سوريا من أزمتها.
من الجميل بدون أدنى شك، أن يكون الأكراد أصحاب مبادرات وخرائط طريقٍ، في مثل هذه الأحوال والظروف العصيبة، ولكن هل سيستقبلهم رئيس النظام كأصحاب خارطة طريق كردية فعلاً، للعبور بالشعب السوري بمختلف مكوناته، إلى برّ التغيير والجمهورية الجديدة، أم أنهم سيُستقبلون، بإعتبارهم “أكراداً تحت الطلب”، ليعبر النظام على ظهرهم، إلى المزيد من الديكتاتورية، و”الشرعية الوطنية” ل”شرعنة” الباقي من سلوكه القمعي الوحشي، الذي لا يزال يتخذ من الحل الأمني، طريقاً وحيداً لتحقيق الإصلاحات بالدبابات؟
منذ أكثر من شهر، وصف رئيس الإستخبارات السورية الأحزاب الكردية ب”العملاء” و”المتخابرين أو المتعاملين” مع إسرئيل وربيباتها، واليوم سيجلس رئيسه “الممانع جداً” إلى هؤلاء “العملاء”، فأيّ عاقلٍ سيصدّق نظاماً كهذا، لا ينكر الوجود الكردي فحسب، بل يتهم الأكراد أيضاً وعلى الدوام ب”العمالة للأجنبي” و”اقتطاع أجزاء من أراضي سوريا”، بمناسبة وبدونها!؟
النظام السوري، الذي “بدأت شرعيته تنفذ” على حدّ قول سيدة الديبلوماسية الأميركية، يريد بهذا “الحوار السيّار”، ضرب أكثر من عصفورٍ سوري بحجرٍ واحد:
أولاً: تأليب المعارضة على المعارضة، وشق صفوفها، وشرذمتها وتقسيمها إلى معارضات متناحرة، أو معارضتين في أقل تقدير: معارضة “وطنية” بأجندات داخلية، تجتمع إلى النظام عند الحاجة، وتريد تحقيق إصلاحات كما يريدها، ومعارضة أخرى “عميلة”، بأجندات خارجية، تريد جرّ البلاد إلى الخراب والحرب الأهلية.
ثانياً: تأليب الشعب على الشعب، وتقسيمه إلى “شعب وطني” معه، وآخر “سلفي عميل” ضده.
ثالثاً: استمالة الأكراد إلى النظام، والإيحاء للعرب بوجود تقارب بين النظام والأكراد(باعتبارهم أقليتين) ضد “الأغلبية السنية” التي يتهمها النظام بالإنحياز إلى مشروع ما يسمى ب”الإمارات السلفية”، التي تريد إسقاط النظام المتخفي في “عباءة علوية”.
ولا ننسى أنّ دعوة النظام إلى الحوار مع الأكراد، قد جاءت في وقتٍ بدأ فيه الإخوان المسلمون ينظمون صفوفهم في الخارج، انطلاقاً من تركيا، تحت وصاية أردوغانية، ويحاول هؤلاء جاهدين، الهيمنة على كلّ نشاطات المعارضة السورية في الخارج، كما رأينا في كلّ مؤتمراتها، لا سيما مؤتمرها الأخير الذي انعقد وأُدير في بروكسل، بعقلية أخوانجية، مؤسسة على شعارهم الأول والأخير: الإسلام هو الحلّ.
رابعاً: سحب البساط من تحت الأكراد، كيلا يتحوّلوا إلى حراك جماهيري فاعل يشعل الشوارع، كما هو الحال في جهات سورية أخرى، لأن حراكاً كهذا، فيما لو حدث، لن يكون برداً وسلاماً على النظام، ناهيك عن أن النظام لن يستطيع إقناع الداخل السوري، فضلاً عن خارجه ب”نظرية الإمارات السلفية”، في المناطق الكردية.
لهذا يحرص النظام كلّ الحرص الإبقاء على بؤر التوتر والقتل الشنيع محصورةً في “المكان السنيّ”، لإطالة حبل كذبه أكثر فأكثر.
خامساً: نهاية شهر العسل التركي السوري، وانقلاب أردوغان على تحالفه الإستراتيجي الطّيب مع نظام الأسد، وفتور علاقاتهما، وتحوّل تركيا مؤخراً إلى “حضن دافئ” للإخوان المسلمين، جعل النظام السوري يعيد النظر، هو الآخر، في حساباته، ويغيّر من استراتيجته في هذه المرحلة الحرجة من عمره.
لهذا قوبل ترحيب أردوغان في تركيا بالأخوان المسلمين، ب”ترحيب” آخر مضاد، من جهة النظام بالأكراد في سوريا.
ليس لأن النظام يحب الأكراد، ويتعاطف مع قضيتهم ويريد لحقوقهم أن تتحقق سورياً، وإنما لأن الممكن السياسي للنظام تطلّب لا بل فرض ذلك، على قاعدة “عدو عدوك صديقك”.
هذا من جهة.
أما من الجهة الأخرى، فوجود الأكراد وتوزعهم الديمغرافي على طول الحدود التركية السورية(حوالي 900 كم)، يعطي المناطق الكردية في هذا الزمان السوري، حيث الثورة مشتعلة في كلّ مكان، بعداً أمنياً واستراتجياً هاماً.
فتركيا الجارة بالنسبة لسوريا الآن، ليست الأردن، ولا لبنان ولا العراق ولا حتى إسرائيل.
النظام السوري يعلم تمام العلم أنّ أيّ انفجار في المناطق الكردية، أو حصار أو قصف لها بالدبابات، سيسهّل ويعجّل من تدويل الثورة السورية، من خلال البوابة التركية، التي ما عادت بوابةً أمينةً، كما كانت من قبل.
هذا هو واحدٌ من الأسباب المهمة، التي دفعت بالنظام إلى التحلي بأقصى درجات الصبر وضبط النفس في المناطق الكردية، ولم تطلق أجهزته الأمنية وشبيحته حتى الآن طلقة واحدة هناك.
على ما أذهب، ليس للأكراد، بإعتبارهم قضية أرض وشعب، كما تقول دفاتر جلّ الأحزاب الكردية، ناقة ولاجمل في هذا الذي يسمى “حواراً”.
فيه ما يضّر الأكراد وقضيتهم العادلة أكثر مما يفيدهم.
فيه من السقوط، كردياً، أكثر من الصعود، ومن الفشل أكثر من النجاج، ومن التهور أكثر من التجريب.
هو، في النهاية، لا بل أولاً وآخراً، “حوارٌ” للنظام، ولأجل النظام، ومن النظام إلى النظام.
فالنظام، لم يترك أحداً يحاوره، اللهم خلا ظله.
لهذا لن يكون هذا المسمى ب”الحوار” سوى حواراً في الظل، أو حواراً للنظام مع ظله، في أحسن الأحوال.
آراء في قرار الأحزاب الكردية قبول دعوة اللقاء والحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد (القسم الأول)
آراء في قرار الأحزاب الكردية قبول دعوة اللقاء والحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد (القسم الثاني)