بقلم: رامان سور
لقد كنت البارحة أمام التلفاز أراقب الأحداث التي تجري في بلدي الحبيب سورية وشعرت بألمٍ ينتاب جسدي خليةً خلية .
تألمت من أعماقي على الدماء الزكية التي تراق بوحشية قلَّ لها مثيل .
جرائم تفوق جرائم صدام المقبور و جرائم تيمورلنك و هولاكو .
لقد كنت البارحة أمام التلفاز أراقب الأحداث التي تجري في بلدي الحبيب سورية وشعرت بألمٍ ينتاب جسدي خليةً خلية .
تألمت من أعماقي على الدماء الزكية التي تراق بوحشية قلَّ لها مثيل .
جرائم تفوق جرائم صدام المقبور و جرائم تيمورلنك و هولاكو .
ساديةً ما بعدها سادية أن تعذب طفلاً حتى الموت ثم تمثل بجثته الطاهرة ثم تقول بأنه لم يتعرض للتعذيب! إنها بربريةٌ أن تطلق النار على المسيرات السلمية و تقتلهم جماعاةً و فُرادا و تعيد الكرَّة بأن تُطلق النار على المشيعيين الذين يدفنون شهدائهم وتلحقهم أيضاً بقافلة الشهداء و كأنك تقول: لن أسمح لك بأن تدفن شهيدك و إذا دفنته ستُدفَنَ معه.
إنه كفرٌ أن تمنع سيارات الإسعاف من أن تسعف الجرحى، وإن تجرأ أحدٌ تطلق النار على الطبيب و ترديه قتيلا! إنها همجيةٌ أن تهاجم المتظاهرين العزل بالدبابات و المدافع و تقتل كل جنديٍّ يرفض إطلاق النار على أهله ثم تصرخ: مجرمين, مخربين, سلفيين, مسلحين, مندسين قتلوا الجنديَّ المدافع عن الوطن.
إنها جبهةٌ بلا رحمة! جبهةٌ بين إنسانٍ أعزل مسلحٌ بكلماتٍ:أحتجُّ,أريد حريتي ردَّ لي كرامتي, كفى ظلماً, كفى سجناً كفى ذلاً, و نظامٍ مدججٍ بالسلاح و عناصر من الحرس الإيراني يلقن عناصر الأمن دروساً من تجاربه في القمع و مرتزقة من حزب الشياطين المتمرسون في القتل و إخفاء جثة القتيل.
ثم ماذا؟ ثم يقولون نريد الحوار الوطني! نريد الإصلاح ولكن هؤلاء المندسين يمنعوننا من إجراء الإصلاحات! تعالوا يارؤساء الأحزاب الكردية لكي نتحاور.
عندما كانت القوات الدولية تقترب من الحدود العراقية لتدك أبواب بغداد كان صدام المخلوع يدعوا الأكراد إلى بغداد لإجراء الحوار الوطني , وبأنه سيلبي جميع مطالبهم, إلا أن الأكراد رفضوا دعوته و سخروا منه على سذاجته.
وهذا ما يقلده النظام السوري تماماً.
قبل يومين أرسل ..
وزير خارجيته إلى العراق لعله يستطيع أن يلتقي بالبارزاني و يتوسل إليه للضغط على أكراد سورية للوقوف إلى جانب النظام , إلا أن البارزاني رفض اللقاء به وعاد خالي الوفاق, ثم فكر بالإستفادة من رؤساء الأحزاب الكردية الكثيرة و المطيعة بدعوتهم للحوار الوطني.
إلا أن الفرق هو أن السيد (…).
قبل الدعوة من حيث الفكرة وهذا جهل رهيب إنك يا سيد (…)..
لا تمثل سوى شخصك , إنك لا تمثل حتى أطفالك, لأنك إذا سألت طفلك هل يجدي الحوار مع النظام , سيرد عليك : بابا إن هؤلاء الوحوش قتلوا صديقي حمزة و سوف يقتلني أنا أيضاً عندما تسمح لهم الظروف, ألا تخجل ان تمد يدك إلى يد بشار الملطخة بدماء الشعب السوري بكافة أطيافه؟
ما هو الهدف من الحوار في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا مع الاكراد؟ إن الهدف واضحً وضوح الشمس , و هو خلق الفتنة و الكراهية و الشقاقَ بين الأكراد و العرب و بقية مكونات الشعب السوري لأن طبيعة هذا النظام هو التفرد بإحدى المكونات, وخلق نوعٍ من اللاثقة و التناحر فيما بينهم و بهذا يستمر في اغتصاب السلطة كما يفعله اليوم , إذ ينتقل من مدينة إلى أخرى, بدأها بدرعا ثم بانياس ثم حمص ثم مجزرة حماه الفظيعة ثم…..
ثم نريد أن نقوم بالإصلاحات , نريد أن نتحاور!
ثم عن ماذا سوف تتحاور يا سيد …؟
إنني شعرت بالغثيان عندما سمعتك كيف تقرأ مطالبك و كأن النظام لا يعلم ماذا يريد الشعب؟ ألا يسمع أصوات مئات الآلاف التي تشق عنان السماء “الشعب يريد إسقاط النظام”.
ألا يدرك النظام مطالب الشعب السوري بما فيها مطالب الشعب الكردي في العيش الكريم, حتى تذهب أنت و تقرأ لهم مطالبك؟ أم أنك تحاول إنقاذ هذا النظام الدموي؟ أم ان الغريق يتعلق بقشة؟ أسألكم بالله؟ متى ذكر الإعلام السوري طيلة إحدى و أربعين عاماً كلمة “كردي”؟ متى ذكر “عيد نوروز”؟ ألم يُكرَّم شباب الأكراد (محمحد-محمد-محمد) بالرصاص المتفجر و الموت الزُؤام في يوم نوروز؟ ثم يأتي اليوم ليحاور الأكراد, ألا ترون في هذا مفارقةً كبرى! إن الحوار حقاً هو حوار الطرشان.
إن القادة الحقيقيين من أبناء الشعب الكردي يقبعون في سجون النظام أو استشهدوا على أيدي مجرمي النظام أذكر منهم شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي, الشهيد عثمان سليمان والشهيد أبو جودي .
و أخيراً أرجو أن تعودوا إلى رشدكم و تردوا الدعوة على أعقابها قبل فوات الأوان, قبل أن يدرج اسمكم في قائمة العار و الذلِّ.
أرجو أن يكون ردُّكم “اذهبوا واسألوا طفلاً يرفع علماً في شوارع عامودا سيقول لكم ما هي مطالبنا و ما هي أسس الحوار , إننا لن نلبي دعوتكم المتأخرة جداً أيها الجلادون”
بيد أن الأيام أو الأسابيع المقبلة ستشهد الحدث الذي طال الشعب السوري في إنتظاره ألا و هو قلع نظام الوحش و البعث الفاشي من جذوره على أيدي الشباب السوريين و زرع بستانٍ من ورود الياسمين التي سوف تملئ سماء سورية بروائحها العبقة و ستبني وطناً يشعر فيه كل أطيافه بالحرية و العدالة و المساواة التي طالما حرموا منها طيلة نصف قرن.
إنها جبهةٌ بلا رحمة! جبهةٌ بين إنسانٍ أعزل مسلحٌ بكلماتٍ:أحتجُّ,أريد حريتي ردَّ لي كرامتي, كفى ظلماً, كفى سجناً كفى ذلاً, و نظامٍ مدججٍ بالسلاح و عناصر من الحرس الإيراني يلقن عناصر الأمن دروساً من تجاربه في القمع و مرتزقة من حزب الشياطين المتمرسون في القتل و إخفاء جثة القتيل.
ثم ماذا؟ ثم يقولون نريد الحوار الوطني! نريد الإصلاح ولكن هؤلاء المندسين يمنعوننا من إجراء الإصلاحات! تعالوا يارؤساء الأحزاب الكردية لكي نتحاور.
عندما كانت القوات الدولية تقترب من الحدود العراقية لتدك أبواب بغداد كان صدام المخلوع يدعوا الأكراد إلى بغداد لإجراء الحوار الوطني , وبأنه سيلبي جميع مطالبهم, إلا أن الأكراد رفضوا دعوته و سخروا منه على سذاجته.
وهذا ما يقلده النظام السوري تماماً.
قبل يومين أرسل ..
وزير خارجيته إلى العراق لعله يستطيع أن يلتقي بالبارزاني و يتوسل إليه للضغط على أكراد سورية للوقوف إلى جانب النظام , إلا أن البارزاني رفض اللقاء به وعاد خالي الوفاق, ثم فكر بالإستفادة من رؤساء الأحزاب الكردية الكثيرة و المطيعة بدعوتهم للحوار الوطني.
إلا أن الفرق هو أن السيد (…).
قبل الدعوة من حيث الفكرة وهذا جهل رهيب إنك يا سيد (…)..
لا تمثل سوى شخصك , إنك لا تمثل حتى أطفالك, لأنك إذا سألت طفلك هل يجدي الحوار مع النظام , سيرد عليك : بابا إن هؤلاء الوحوش قتلوا صديقي حمزة و سوف يقتلني أنا أيضاً عندما تسمح لهم الظروف, ألا تخجل ان تمد يدك إلى يد بشار الملطخة بدماء الشعب السوري بكافة أطيافه؟
ما هو الهدف من الحوار في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا مع الاكراد؟ إن الهدف واضحً وضوح الشمس , و هو خلق الفتنة و الكراهية و الشقاقَ بين الأكراد و العرب و بقية مكونات الشعب السوري لأن طبيعة هذا النظام هو التفرد بإحدى المكونات, وخلق نوعٍ من اللاثقة و التناحر فيما بينهم و بهذا يستمر في اغتصاب السلطة كما يفعله اليوم , إذ ينتقل من مدينة إلى أخرى, بدأها بدرعا ثم بانياس ثم حمص ثم مجزرة حماه الفظيعة ثم…..
ثم نريد أن نقوم بالإصلاحات , نريد أن نتحاور!
ثم عن ماذا سوف تتحاور يا سيد …؟
إنني شعرت بالغثيان عندما سمعتك كيف تقرأ مطالبك و كأن النظام لا يعلم ماذا يريد الشعب؟ ألا يسمع أصوات مئات الآلاف التي تشق عنان السماء “الشعب يريد إسقاط النظام”.
ألا يدرك النظام مطالب الشعب السوري بما فيها مطالب الشعب الكردي في العيش الكريم, حتى تذهب أنت و تقرأ لهم مطالبك؟ أم أنك تحاول إنقاذ هذا النظام الدموي؟ أم ان الغريق يتعلق بقشة؟ أسألكم بالله؟ متى ذكر الإعلام السوري طيلة إحدى و أربعين عاماً كلمة “كردي”؟ متى ذكر “عيد نوروز”؟ ألم يُكرَّم شباب الأكراد (محمحد-محمد-محمد) بالرصاص المتفجر و الموت الزُؤام في يوم نوروز؟ ثم يأتي اليوم ليحاور الأكراد, ألا ترون في هذا مفارقةً كبرى! إن الحوار حقاً هو حوار الطرشان.
إن القادة الحقيقيين من أبناء الشعب الكردي يقبعون في سجون النظام أو استشهدوا على أيدي مجرمي النظام أذكر منهم شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي, الشهيد عثمان سليمان والشهيد أبو جودي .
و أخيراً أرجو أن تعودوا إلى رشدكم و تردوا الدعوة على أعقابها قبل فوات الأوان, قبل أن يدرج اسمكم في قائمة العار و الذلِّ.
أرجو أن يكون ردُّكم “اذهبوا واسألوا طفلاً يرفع علماً في شوارع عامودا سيقول لكم ما هي مطالبنا و ما هي أسس الحوار , إننا لن نلبي دعوتكم المتأخرة جداً أيها الجلادون”
بيد أن الأيام أو الأسابيع المقبلة ستشهد الحدث الذي طال الشعب السوري في إنتظاره ألا و هو قلع نظام الوحش و البعث الفاشي من جذوره على أيدي الشباب السوريين و زرع بستانٍ من ورود الياسمين التي سوف تملئ سماء سورية بروائحها العبقة و ستبني وطناً يشعر فيه كل أطيافه بالحرية و العدالة و المساواة التي طالما حرموا منها طيلة نصف قرن.
رامان سور
كاتب كردي سوري
04/06/2011