رد هادئ على مقالة السيد نزار آكري

مرشد اليوسف

المقاربة الواقعية للمشكلة الكردية في الشرق الأوسط وثوابتها وتعقيداتها وتشعباتها وتفرعاتها وتداعياتها لا تتم بكيل التهم والشتائم لهذا الطرف الكردي أو ذاك, والسؤال الأول الذي طرحه السيد آكري في بداية مقالته- التي تحمل عنوان / صفقة تركية ايرانية على حساب الكرد / المنشورة في موقع كسكسوربتاريخ25-9-2006 حول تزايد هجمات حزب العمال الكردستاني على الجيش التركي,وفيما اذا كان هناك هدف خفي وراء ذلك؟-
ليس سؤالا بريئا, ولست هنا محامي الدفاع عن الحزب الكردستاني,فللحزب اعلامه ومؤسساته ومدافعيه , وله رب يحميه,ولكن سأدافع هنا عن القيم الكردية التي أهدرها السيد آكري وفق هواه,سوف أتصدى للتهيؤات والأفكار المريضة والاشارات المشبوة التي وردت في المقالة, سوف اتصدى للحالة العبثية التي تسيطر على ذهن المغرورين اللامبالين بالدماء الكردية الذكية التي تهدر يوميا هنا وهناك على جبال ووديان وسهول كردستان من أجل الحرية والكرامة الوطنية والثوابت المقدسة التي استشهد من أجلها الملايين من أبناء الشعب الكردستاني على مر التاريخ (وأشكر هنا السيد آكري باسم آلاف الشهداء الأكراد لأنه ذكرهم في مقالته العتيدة وان بشكل تهكمي/ أن حرب حزب العمال الكردستاني ضد النظام التركي أودت بحياة أكثر من ثلاثين ألف كردي- وهو صحيح –  وأحرقت آلاف القرى ودمرت البنية التحتية في المناطق الكردية, ولكن لماذا التهكم والجميع يدرك أن تلك الدماء الذكية البريئة لم تذهب هدرا , بل تسير الآن في شرايين الملايين من الأكراد الوطنيين الذين يقارعون المحتلين في جميع أجزاء كردستان .في آمد  وسننداج………..

الخ و في  كل مكان, وغدا ستزهر وردا وحرية,وهل ذهبت دماء ضحايا وشهداء الأنفال والكيمياوي من الأكراد الأبرياء هدرا؟ لا….لقد أزهرت أقليما كرديا حرا متحررا, وهل الشعب الجزائري الذي قدم مليون ونصف شهيد على مذبح الحرية والكرامة أكثر نبلا من الشعب الكردي؟).
والجواب على السؤال الذي طرحه السيد آكري في بداية المقالة بسيط : لقد جن جنون الأترك والفرس الشوفينيين مع قيام فدرالية أقليم كردستان, وبدأت التهديدات والتحشدات العسكرية على حدود الأقليم, والهدف المعلن هو ضرب الحزب الكردستاني والهدف الخفي هو ضرب التجربة الكردية الوليدة والقضاء على فيدرالية أقليم كردستان التي هي أمل الشعب الكردي في كل مكان, وفي هذه الحالة ماذا يتوقع المراقب الحصيف من حزب العمال الكردستاني أن يفعل ؟ هل المطلوب أن يبقى مكتوف الأيدي, أم أن الواجب الوطني والقومي يفرض عليه أن يحرك أنصاره في الجانب الآخر من الحدود ليخفف الضغط على أقليم كردستان, وأزيد هنا: لقد صرح السيد مراد قره يلان في حينه وهو قائد كبير في حزب العمال الكردستاني : أن أي اعتداء على أقليم كردستان معناه الحرب الشاملة بيننا وبين تركيا,أما بخصوص منظمة صقور كردستان فيما اذا كانت منظمة ارهابية كما ادعى الكاتب!!! فهذا أمر لايحدده هو ولا أنا , وكل عمل مسلح ضد المدنيين سواء كان من قبل الأكراد أو الأتراك فهو عمل مدان, ولا أرى أية علاقة أو رابط بين ما قامت به منظمة صقور كردستان والتحالف التركي الايراني ضد أقليم كردستان,أما قول الكاتب / يرى بعضهم أن العمليات الارهابية الأخيرة قد تكون مفتعلة بتواطىء الجانبين(التركي والحزب الكردستاني) من أجل اجتياح كردستان العراق / فهواتهام باطل , وهلوسة من بنات تهيؤات وأفكار الكاتب, و اشارة الى عقل باطن قروي ريفي, ولاأحد يذهب ماذهب اليه,لقد ولى زمن الاقتتال الكردي الكردي الى الأبد, لقد وصلت القوى الكردية في الشمال والجنوب الى قناعة تامة أن أي ضرر يسببه طرف كردي للطرف الآخر  بقصد أو دون قصد هو اضعاف لكل الأطراف , ولم تتهم حكومة أقليم كردستان قوات حزب العمال الكردستاني بتجاوز حدود الأقليم لمهاجمة الجيش التركي, ثم أن الحكومة في أقليم كردستان تفكر بعقلية الدولة المعاصرة , دولة المؤسسات , لا بعقلية الأحزاب و الميليشيات المتحاربة, وهي ترسل الرسالة تلو الأخرى للنظام التركي للجلوس مع حزب العمال الكردستاني وحل المشكلة الكردية بالطرق السلمية والوسائل الديمقراطية, وجاء وقف اطلاق النار الأخير من قبل حزب العمال الكردستاني في1-9-2006(يوم السلام العالمي) بناء على طلب حكومة أقليم كردستان (تصريح سيادة الرئيس جلال الطلباني) كبادرة حسن نية من قبل الجانب الكردستاني, وهذا يدحض كل الارهاصات و التهيؤات التي  ظهرت بين طيات المقالة المشار اليها.

والحكمة تقتضي أن يبادر كل كردي الى رأب الصدع بين الأطراف الكردية لا تأليبها على بعضها كما يفعل المحتلون .
شكرا لتقبلكم النقد البناء , مع التحية.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…