نداء إلى كافة الأحزاب الكردية في سوريا من أجل وحدة العمل والموقف والكلمة

ما يجري الآن من احتجاجات وتظاهرات واعتصامات في معظم البلدان العربية هي الشكل الجديد لثورة الشعوب العربية العاصفة بالنظام السياسي العربي، والتي أحدثت تغييرات جذرية هامة في شكل المفاهيم وبنية النظم الحاكمة لهذه البلاد.

هذا التغيير الحاصل في كل من مصر وتونس ما لبث أن انتقل إلى ليبيا واليمن والجزائر وكل دول المنطقة، وها هي رياح التغيير هذه قد بدأت تهب شيئاً فشيئاً على مناطق عديدة من بلدنا سوريا حيث ينتفض الشعب بكل فئاته وفي غالبية المحافظات السورية بإحتجاجات وتظاهرات تعبر عن طموحاته في تحقيق الإصلاح السياسي الحقيقي من خلال الغاء كافة القوانين التي تحد من حريته وتزيد من استبداد وهيمنة السلطة الحاكمة.
 وقد انطلقت الشرارة الأولى من درعا لتعلن عن ثورة الشعب السوري على يد الحركة الشبابية التي تحتج سلمياً وترفع شعارات تدعو إلى الحرية، والديمقراطية، والكرامة.

هذا الحراك المجتمعي الذي لا يزال في بدايته يعكس تطلعات وطموحات الشعب السوري في تحقيق الإصلاح والتغيير على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

هذه الثورة تنبذ الأفكار الطائفية وترفض النزعة القومية العنصرية مما يجعل كل فئات الشعب السوري يعقد أمالاً وطيدة على هذه الثورة من أجل التحرر والخلاص والإنعتاق من قيود الاستعباد الذي فرضته الأجهزة المخابراتية التابعة للحكم الأوتوقراطي الشمولي المستبد في سوريا.

هذا الحراك يفرض على المعارضة السياسية السورية بكافة قواها العربية والكردية مهاماً نضالية كبيرة تقود هذه الحركة الإحتجاجية سياسياً وإعلامياً من أجل تحقيق التغيير الشامل لنظام الحكم ليتمكن الأنسان السوري أن ينتقل من حالة القهر والذل والمهانة والإرادة المسلوبة إلى حالة ينعم بالحرية والكرامة والعز، ويشعر أن الوطن وطنه، والكلمة كلمته، وذلك عن طريق رفع حالة الطوارئ، والغاء البند الثامن من الدستور الذي ينص على تابو البعث بامتلاكه لجميع مفاصل الحكم والادارة والاعلام في المجتمع، وحل المسألة الكردية حلاً ديمقراطياً في اطار الوطن السوري وطناً للجميع.

 

أن المستجدات الجارية في الشارع السوري تضع الحركة الكردية أمام مسؤولية تاريخية لا بد أن تعي طبيعة المرحلة الحالية وتستعد للقيام بمهامها بجاهزية عالية، لذا تقتضي منها القفز على الأطر النضالية القديمة، وأن تضع خلافاتها الثانوية جانباً، لتبدأ العمل بعقلية جديدة، وتبادر فوراً إلى عقد إجتماع عاجل تضم ممثلي جميع الأحزاب الكردية دون استثناء من أجل دراسة الوضع الراهن بقضاياه الملحة بشعور عال من المسؤولية للوصول إلى اتفاق مشترك حول كيفية العمل في المرحلة الجديدة.

ونحن الكتاب والمثقفين الكرد نرى أن الواجب النضالي يفرض على الاحزاب الكردية أن تعمل على إيجاد هيئة قيادية مشتركة وموحدة  بآلية ديناميكية، يشترك في تكوينها ممثلين من جميع الأحزاب الكردية دون استثناء، يمكن تسميتها بـ(القيادة الميدانية الموحدة/المشتركة) أو أي اسم أخر، وذلك بهدف توحيد الموقف الكردي.

وفي نهاية الاجتماع يتوصل المشاركون إلى صياغة ورقة عمل تُعد بمثابة عقد سياسي يوقع من قبل جميع الأطراف المشاركة، تُحدد فيها الخطوط الأساسية للإستراتيجية الكردية في المرحلة الحالية، وطبيعة خطابها، وماهية شعاراتها.

لهذه القيادة الجديدة صلاحيات واليات تخولها القيام بإنجاز مهامها بالسرعة القصوى، وتعمل على تجميع وتوحيد وتنظيم طاقات العمل الإحتجاجي والسياسي للقوى الكردية في سوريا من خلال أداءها لمهام معينة ومحددة تفرضها رياح التغيير، وتنسجم مع تطلعات الشعب السوري بشكل عام، ومطالب القومية الكردية بشكل خاص، وهي الجهة الوحيدة المخولة في اتخاذ القرارالكردي، وهي المسؤولة عن العمل الإحتجاجي والسياسي والاعلامي في كافة مناطق تواجد الكرد في سوريا على أن تؤدي عملها بطريقة منهجية وسريعة من خلال لجان تخصصية يتم تشكيلها على الشكل التالي:

قيادة ميدانية موحدة تصاحبها أربع لجان تقود العمل الإحتجاجي الميداني

1- تشكيل لجنة تقوم بتنظيم العمل الاعتصامي بين أطراف الحركة الكردية والشرائح الشبابية على أرض الواقع في ساحات الاحتجاج.

2- تشكيل لجنة تدير العمل الإعلامي وتوحيد الخطاب الكردي بما ينسجم مع الخطاب السوري العام على أساس مبادئ مشتركة تهم مصلحة الجميع، مع الإشارة إلى الخصوصية الكردية ومطالبها المحقة.

3- تشكيل لجنة تنسيق العلاقات بين القوى الكردية والقوى العربية سواء على مستوى المعارضة السياسية أوعلى مستوى الجماهير الشعبية

4- تشكيل لجنة لوجستية تقدم الدعم المادي والصحي للإحتجاجات.

تشكيل القيادة الميدانية بلجانها الأربع على شكل ثلاث مجموعات، كل مجموعة تعين في منطقة جغرافية يتم تحديد حدودها الأقليمية حسب تواجد الكرد فيها، ويمكن التحرك في ثلاث مناطق جغرافية مستقلة:

1-  مدينة قامشلي مركز محافظة الحسكة ودير الزور، لها قيادة ميدانية وأربع لجان   

2-  مدينة حلب مركز محافظة حلب وعفرين وادلب والرقة وكوباني، لها قيادة ميدانية وأربع لجان  

3-  مدينة دمشق مركز محافظة دمشق وضواحيها، لها قيادة ميدانية وأربع لجان
  

مجموعة من الكتاب والمثقفين الكرد في سوريا
الأول من نيسان لعام 2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…