سيامند ابراهيم
بعيداً عن وضع الرؤوس في الرمال و دون أن ننافق فنقول ما أجمل أن نسوح في ربوع سوريا الجميلة حيث صلادة الجبال تمنحنا جرعات من ترياق جبل عبد العزيز, وتمنحنا سهول حوران بهاء الطهارة والكبرياء على الضيم, ورفع الرؤوس بكرامة لا تقبل الذل والهوان.
بعيداً عن وضع الرؤوس في الرمال و دون أن ننافق فنقول ما أجمل أن نسوح في ربوع سوريا الجميلة حيث صلادة الجبال تمنحنا جرعات من ترياق جبل عبد العزيز, وتمنحنا سهول حوران بهاء الطهارة والكبرياء على الضيم, ورفع الرؤوس بكرامة لا تقبل الذل والهوان.
يتوق الشعب السوري إلى العيش بحياة جميلة بكل جوانبها, فسوريا منذ انقلاب البعث 1963 هي ليست على ما يرام؟! ولم تكن كما هي مرسومة حيث تشكل فسيفساء مزنر بالمحبة وبالقلوب الدافئة, وأذهب إلى حال لسان الشاعر السوري الحلبي (مصطفى بدوي) في ترحابه بشهر نيسان:
طال انتظار الأرض يا نيسان
للدفء للورد
لتمتمات العطر
للسحر للألوان
حلم ربيعي قديم, كنا نسجناه, كنا اقتطعناه
من همسات الطير في الصباح
هلا صدقت اليوم يا نيسان
هلا هدمت السجن والسجان
وأثب مرة ثانية إلى عرائش الشاعر الكبير نزار قباني:
أحاول منذ الطفولة رسم بلاد
تسمى مجازاً بلاد العرب.
أحول رسم بلاد..
لها برلمان من الياسمين
وشعب رقيق من الياسمين
و لا يتجول فيها العساكر فوق جبيني..
وأنا مذ وعيت على هذه الحياة وشربت من بردى, وتعطرت بعطر دمشق, وقبلت ثرى الدرباسية الأجمل, وكم أنت رائعة يا سوريا لكن بدون أن يجوس فيها زوار الفجر؟! ويبحثون عن همسات البشر؟! ولا آذان تصيخ السمع إلى رائحة عطر أنفاسنا, تسترق السمع إلى خيمة حبنا, ويفترشون الأرض, وعلى الأشجار أخاف أن أغني لا خوفاً من العصافير, لكن من سارق يفترس أحلامي ويقصف نيسان وردي الجميل, ويطيح بأحلام أطفالي في عدم سماع كلمة السجن اللعين؟!
سحت في جميع بلادي الدنيا ولم أجد أجمل من وطني, لكنني أتفاجأ في دمشق ببرلمان تصفر فيه الريح وتئن المقاعد من غياب الحريات والديمقراطية, ولكنني الآن لا أخاف من نظرات شرطي يرمقني بنظرة لا تعجبه نظرات الطويلة لهذا البرلمان ولسماع قصيدة عشق لشاعر كردي يتغنى بدمشق وجغجغ القامشلي؟!
وهنا أنذكر كاتبي الرائع أمين الريحاني حيث يقول محاضرته التي ألقاها في نيويورك ” الحياة والحرية والسيف”
هذه الحقيقة هي أن الإنسان لا يرتقي ولا يسعد إلا بممارسة حقوقه الطبيعية, وإن الحكومات الحرة لا تقوم إلا بشرائع عادلة تسنها المجالس النيابية لا بأوامر يصدرها السلاطين والملوك.
وأول حقوق الإنسان الحرية, حرية الفكر, حرية العمل”
كم أتألم وأنا أقرأ ما سطرته أنامل هؤلاء المبدعين الأوائل, وبثوا في هذه المعاني روح الحياة التي هي حق طبيعي للكائن البشري على رغم اختلاف لغته, عرقه, دينه و حرية وكرامة الإنسان هو أسمى وأقدس شيء في الوجود.
ولنعود إلى سوريتنا الجميلة ونتساءل أين هي من هذه المفردات كلها, لنعترف بالواقع المأساوي الذي عشناه ونعيشه من غياب الديمقراطية وسيطرة حزب البعث على كل مقدرات الدولة, ورسم السياسات العنصرية بحق الأكراد, لكن لابأس أن تصحح الأمور في هذه العجالة المتأزمة والتي فقد الشعب الثقة بالسلطات التي خرج الرصاص من العقول الحاقدة على حق التعبير والتظاهر السلمي وبالمطالبة بالإصلاح الحقيقي لهذه الأخطاء التي فعلت فعلها السيئ خلال العقود الأربعين الماضية؟!
ونحن هنا لسنا بموضع التشفي وبث سياسة الانتقام, لأننا بنينا هذا الوطن بمحبة وإخلاص وسقينا ربوع الجولان وفلسطين بالدم الكردي الغالي, ولا نستجدي هذه الحقوق من أحد! إننا شركاء في هذا الوطن, ولنا الحق كل الحق مثل أي عربي في سوريا, سياسياً واجتماعياً وثقافياً, لنكن صريحين أليس من حقنا أن نفتح آلاف المدارس الكردية, وتدرس لغتنا الكردية في الجامعات السورية, ونصدر صحف باللغتين العربية والكردية, وأن يكون لنا وزراء أكراد وكتلة برلمانية بحجم الأكراد في سوريا البالغين 4 ملايين نسمة في البرلمان الإيراني الصفوي ثمة نائب يهودي يمثل الطائفة الموسوية, وفي البرلمان السوري و لا نائب كردي باستثناء بعض شيوعيي الجبهة؟!
لنكن واقعيين ونضع الأصبع على الجرح ونقول الحقيقة بدون خوف أو وجل, أن الإنسان السوري قد كسر حاجز الخوف وشارك ويشارك في هذا الحراك المطلبي الوطني, والغاية منها الإصلاح الحقيقي, لا ذر الرماد في العيون, وإرسال طائرة خاصة ودعوة بعض الرموز المحسوبة على السلطة لتمثيل الأكراد, فهؤلاء لا يمثلون سوى عائلاتهم وليسوا وجهاء عشائرهم وغير معترف بهم في المجتمع الكردي؟! وما دعوتهم من قبل رئيس الجمهورية لهو ابتعاد آخر عن طريق الإصلاح والابتعاد عن السياسات الصحيحة في هذا الزلزال الذي أصاب سوريا على كل الصعد, وإلى كل الذين سألوا أين الأكراد؟ فنقول لهم كما قال الشاعر محمود درويش في قصيدته الرائعة مري بكردستان يا عروبة:
هل فر مهرك يا صلاح الدين
هل هوت البيارق
هل سيفك صار مارق
فنقول لهم لا..
لا
سيفنا حطم حاجز الخوف والردى منذ 12 آذار ولم ننتظر إلى اليوم لنحطم قيود الخوف والقهر! ولا يستطيع أية قوة أن ترعب وتقهر إرادة وعزيمة “شعب إذا أراد الحياة” وما أحلاها سوريا بدون ضغط سلطوي حيث الحياة تسير بديمقراطية سلسة ويتمتع الشعب بحرية التعبير, ونمشي في الشوارع والملاعب ونتكلم بحرية بعيدة عن آذان الأمن ؟! و أخيرً أسطر لكم ما قال محمود درويش:
يا شهرزاد
ما مات إلا الموقودن
مصباح ليلهم زيت الآخرين
فإلى اللقاء مع العصور القادمة
قومية العصر الذي صنعته كف الثائرين.
للدفء للورد
لتمتمات العطر
للسحر للألوان
حلم ربيعي قديم, كنا نسجناه, كنا اقتطعناه
من همسات الطير في الصباح
هلا صدقت اليوم يا نيسان
هلا هدمت السجن والسجان
وأثب مرة ثانية إلى عرائش الشاعر الكبير نزار قباني:
أحاول منذ الطفولة رسم بلاد
تسمى مجازاً بلاد العرب.
أحول رسم بلاد..
لها برلمان من الياسمين
وشعب رقيق من الياسمين
و لا يتجول فيها العساكر فوق جبيني..
وأنا مذ وعيت على هذه الحياة وشربت من بردى, وتعطرت بعطر دمشق, وقبلت ثرى الدرباسية الأجمل, وكم أنت رائعة يا سوريا لكن بدون أن يجوس فيها زوار الفجر؟! ويبحثون عن همسات البشر؟! ولا آذان تصيخ السمع إلى رائحة عطر أنفاسنا, تسترق السمع إلى خيمة حبنا, ويفترشون الأرض, وعلى الأشجار أخاف أن أغني لا خوفاً من العصافير, لكن من سارق يفترس أحلامي ويقصف نيسان وردي الجميل, ويطيح بأحلام أطفالي في عدم سماع كلمة السجن اللعين؟!
سحت في جميع بلادي الدنيا ولم أجد أجمل من وطني, لكنني أتفاجأ في دمشق ببرلمان تصفر فيه الريح وتئن المقاعد من غياب الحريات والديمقراطية, ولكنني الآن لا أخاف من نظرات شرطي يرمقني بنظرة لا تعجبه نظرات الطويلة لهذا البرلمان ولسماع قصيدة عشق لشاعر كردي يتغنى بدمشق وجغجغ القامشلي؟!
وهنا أنذكر كاتبي الرائع أمين الريحاني حيث يقول محاضرته التي ألقاها في نيويورك ” الحياة والحرية والسيف”
هذه الحقيقة هي أن الإنسان لا يرتقي ولا يسعد إلا بممارسة حقوقه الطبيعية, وإن الحكومات الحرة لا تقوم إلا بشرائع عادلة تسنها المجالس النيابية لا بأوامر يصدرها السلاطين والملوك.
وأول حقوق الإنسان الحرية, حرية الفكر, حرية العمل”
كم أتألم وأنا أقرأ ما سطرته أنامل هؤلاء المبدعين الأوائل, وبثوا في هذه المعاني روح الحياة التي هي حق طبيعي للكائن البشري على رغم اختلاف لغته, عرقه, دينه و حرية وكرامة الإنسان هو أسمى وأقدس شيء في الوجود.
ولنعود إلى سوريتنا الجميلة ونتساءل أين هي من هذه المفردات كلها, لنعترف بالواقع المأساوي الذي عشناه ونعيشه من غياب الديمقراطية وسيطرة حزب البعث على كل مقدرات الدولة, ورسم السياسات العنصرية بحق الأكراد, لكن لابأس أن تصحح الأمور في هذه العجالة المتأزمة والتي فقد الشعب الثقة بالسلطات التي خرج الرصاص من العقول الحاقدة على حق التعبير والتظاهر السلمي وبالمطالبة بالإصلاح الحقيقي لهذه الأخطاء التي فعلت فعلها السيئ خلال العقود الأربعين الماضية؟!
ونحن هنا لسنا بموضع التشفي وبث سياسة الانتقام, لأننا بنينا هذا الوطن بمحبة وإخلاص وسقينا ربوع الجولان وفلسطين بالدم الكردي الغالي, ولا نستجدي هذه الحقوق من أحد! إننا شركاء في هذا الوطن, ولنا الحق كل الحق مثل أي عربي في سوريا, سياسياً واجتماعياً وثقافياً, لنكن صريحين أليس من حقنا أن نفتح آلاف المدارس الكردية, وتدرس لغتنا الكردية في الجامعات السورية, ونصدر صحف باللغتين العربية والكردية, وأن يكون لنا وزراء أكراد وكتلة برلمانية بحجم الأكراد في سوريا البالغين 4 ملايين نسمة في البرلمان الإيراني الصفوي ثمة نائب يهودي يمثل الطائفة الموسوية, وفي البرلمان السوري و لا نائب كردي باستثناء بعض شيوعيي الجبهة؟!
لنكن واقعيين ونضع الأصبع على الجرح ونقول الحقيقة بدون خوف أو وجل, أن الإنسان السوري قد كسر حاجز الخوف وشارك ويشارك في هذا الحراك المطلبي الوطني, والغاية منها الإصلاح الحقيقي, لا ذر الرماد في العيون, وإرسال طائرة خاصة ودعوة بعض الرموز المحسوبة على السلطة لتمثيل الأكراد, فهؤلاء لا يمثلون سوى عائلاتهم وليسوا وجهاء عشائرهم وغير معترف بهم في المجتمع الكردي؟! وما دعوتهم من قبل رئيس الجمهورية لهو ابتعاد آخر عن طريق الإصلاح والابتعاد عن السياسات الصحيحة في هذا الزلزال الذي أصاب سوريا على كل الصعد, وإلى كل الذين سألوا أين الأكراد؟ فنقول لهم كما قال الشاعر محمود درويش في قصيدته الرائعة مري بكردستان يا عروبة:
هل فر مهرك يا صلاح الدين
هل هوت البيارق
هل سيفك صار مارق
فنقول لهم لا..
لا
سيفنا حطم حاجز الخوف والردى منذ 12 آذار ولم ننتظر إلى اليوم لنحطم قيود الخوف والقهر! ولا يستطيع أية قوة أن ترعب وتقهر إرادة وعزيمة “شعب إذا أراد الحياة” وما أحلاها سوريا بدون ضغط سلطوي حيث الحياة تسير بديمقراطية سلسة ويتمتع الشعب بحرية التعبير, ونمشي في الشوارع والملاعب ونتكلم بحرية بعيدة عن آذان الأمن ؟! و أخيرً أسطر لكم ما قال محمود درويش:
يا شهرزاد
ما مات إلا الموقودن
مصباح ليلهم زيت الآخرين
فإلى اللقاء مع العصور القادمة
قومية العصر الذي صنعته كف الثائرين.
القامشلي
4 / 4 / 2011