وفد من الحسكة الى دمشق لمقابلة الأسد والأحزاب الكردية ترفض المشاركة فيه

ذكرت بعض المصادر الخبرية نبأ ذهاب وفد شعبي من محافظة الحسكة الى دمشق لمقابلة الرئيس السوري بشار الأسد, وعلم ان الوفد الذي يضم فعاليات مجتمعية وبعض الرموز العشائرية والدينية, ذهب بناء على دعوة من النظام, في حين رفضت القيادات الكردية التي وجهت لها الدعوة المشاركة فيه.

ففي لقاء له مع قناة أورينت أكد السيد عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا, رفضه المشاركة في الوفد الذي دعي اليه, وفي سؤال للقناة عن مغزى هذه اللقاءات, اكد درويش ان السلطة تهدف من وراء ذلك لتحييد الكرد وعدم الخروج الى الشارع, واضاف درويش انه مع مطاليب الشعب السوري في الغاء قانون الطوارىء واطلاق سراح معتقلي الراي , واجراء اصلاحات دستورية وسياسية وأضاف درويش ان السلطة لم تستمع لمطاليب المجتمع السوري , وحيى درويش شهداء درعا واللاذقية ودمشق ودوما وقدم التعازي لأهاليهم.
أما محمد موسى سكرتير الحزب اليساري الكردي في سوريا وفي لقاء مع نفس القناة, أكد ان هذه الخطوة من النظام والتي جاءت بعد اللقاء الذي جرى مع محافظ الحسكة والذي طلب تهدئة الأوضاع في الشارع الكردي, تهدف لاستمالة المجتمع الكردي, لكنه قال انه ليس ضد هذه اللقاءات الا ان من يمثل الشارع الكردي هي الحركة الكردية, وان من يريد تلبية مطاليب الشعب الكردي في الحرية والانعتاق يجب ان يكون اللقاء مع الحركة السياسية الكردية, لانها تمثل ارادة الشعب الكردي وتطلعاته وردا على سؤال حول تقديم السلطة لمبالغ مالية للأحزاب الكردية كنوع من الرشوة لعدم الخروج الى الشارع, أكد ان هذا افتراء وان قرار الخروج أو عدم الخروج الى الشارع هي بيد الحركة الكردية انطلاقا من كون المجتمع الكردي جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري والحركة الوطنية الكردية جزء من الحركة الوطنية والديمقراطية في البلاد ولهذا نحن كحركة كردية جزء من الحراك السياسي والديمقراطي وان الاحتجاجات التي تحصل هي ليست مؤامرة أو دسيسة بل انها احتجاجات ما يبررها وهي رد على السياسات والتراكمات السلبية التي مورست بعشرات السنين بحق المواطنين السوريين على كافة اطيافهم وتنوعهم ونعتقد ذلك تعود بالدرجة الأولى الى السياسات القمعية التي مورست من قبل السلطة بحق الحركة الوطنية والديمقراطية لفترة طويلة .
ومن جانبه فؤاد عليكو (عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكردي) الذي أكد للقناة حضوره الاجتماع الذي جرى مع محافظ الحسكة , قال ان ما جرى في اجتماع المحافظ كان كلام مجاملات واستعدادهم لتخفيف بعض الاجراءات الأمنية والاجراءات الاستثنائية عن مواطني الجزيرة كموضوع المجردين من الجنسية والنقل والفصل التعسفي بحق الشباب الكرد من المدرسين والموظفين والدعم الزراعي للفلاحين والاهتمام بالمحافظة والأمور الخدمية , وفي سؤال عن مغزى لقاء اليوم وتوقيته, بين السيد عليكو وان النظام دائما عندما يقع في مأزق أو أزمة يحاول استمالة الشعب الكردي الى جانبه من خلال الاتصالات , ان الغاية هي ابعاد الشعب الكردي عن الشارع السوري والايحاء بان الأكراد معهم ويقومون باستعراض بعض الشخصيات التافهة على التلفزيون , الذي عرض بعض الدبكات واناس سافلين وكلمات مديح , وقال ان هذا غير صحيح, الأكراد ليسوا مع النظام , الأكراد مع النظام عندما يكون نظام ديمقراطي وعندما ينفذ ما طلبته المعارضة السورية بالغاء المادة الثامنة من الدستور , والغاء الأحكام العرفية , وانهاء دور حزب البعث في السيطرة على مفاصل الدولة والمجتمع , وان الأكراد مع الديمقراطية ,مع الحرية , مع المساواة , مع مطالب الشعب السوري وليس مع النظام , وعن سؤال حول الموقف من التظاهرة التي قام بها الشباب الكردي الحر , أكد فؤاد عليكو بانه أدلى بتصريح قبل يوم من المظاهرة ايد فيه هذه التجمعات وهذه المظاهرات واضاف ان المجلس السياسي أكد امام المحافظ بانه مع التجمعات السلمية الديمقراطية من ديرك الى درعا , وان أي اساءة لها سنقف ضدها وعلى الأمن أن لا يتدخل في التجمعات الاحتجاجية , واضاف عليكو باننا لم نقل للناس لا تذهبوا , وقلنا للنظام باسم المجلس السياسي اننا مع التجمعات الاحتجاجية واننا مع الافراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير من قامشلي حتى درعا , وان موقفنا واضح وصريح وبامكانكم الاطلاع على بيان المجلس السياسي الذي صدر قبل عشرة ايام من الآن والذي اكدنا فيه باننا مع التغيير الديمقراطي السلمي في سوريا .

وعن سؤال حول عدم الاستمرار في التظاهر وخاصة بعد عدم استخدام السلطة العنف ضدها, قال السيد عليكو ان المظاهرة قام بها الشباب الكرد وليست الحركة السياسية الكردية ومعنى ذلك الشباب أحرار في تحديد اليوم الذي سيخرجون فيه للتظاهر وليس نحن ما نقرر ذلك .

الحركة السياسية الكردية اسوة بالحركة السورية ككل لم تصدر بيان بالنزول الى الشارع وانما المعارضة السورية تؤيد الدعوات الشبابية ونحن نؤيد أيضا ولذلك من الممكن أن يخرجوا غدا الى الشارع أو بعد غد والقرار ليس قرار الحركة الكردية ونحن نؤيد تظاهرات الشباب اذا كانت سلمية وديمقراطية , وعن الموقف من دعوة السيد أحمد الجبوري بوحدة الأكراد والعرب ضد النظام والى عدم الخوف من بعضهم البعض , أكد عليكو انه مع التضامن الكردي العربي ووجه رسالة الى الأخوة العرب بان الشعب الكردي شريك اساسي لهم في الوطن ويتحمل مثلهم المعاناة, و اضاف عليكو نأمل أن ينظر الأخوة العرب بعين الأخوة الى الشعب الكردي وليس بعين الريبة مثلما كان يحصل في الماضي وأن لا يسمعوا دعايات أية جهة على ان للأكراد نوايا انفصالية , نحن جزء من سوريا ونعاني ما يعانيه الشعب السوري ونقف الى جانبهم ونأمل أن يقفوا الى جانب حقوقنا كشعب وكقومية شريك لهم في الوطن ضمن اطار الوطن السوري , وان هذه هي توجهات الحركة الكردية ونعمل من أجله ونؤيد أي صوت وأي يد يمد الينا في هذا المجال .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…