فأي إصلاح يرجى بعد الآن من هذا النظام, وقد استبعدت من هذه القرارات إطلاق سراح المعتقلين السياسين وهو يشكل المدخل الرئيسي لأي إصلاح جاد وحقيقي لا بل من أبسط شروطه, وأي إصلاح يرجى ويصر النظام على إخضاع إنهاء قانون الطوارئ المطلب الرئيس للشعب السوري لرحمة اللجان والدراسات التي قد تستغرق سنين وسنيين مثلما عودنا هذا النظام مع كل وعود التي أطلقها على مدى السنوات العشر الماضية, وهو بالأساس لا يحتاج سوى مرسوم رئاسي يبطل عمله ويعيد الحياة للقوانين الاعتيادية التي ظلت معطلة على مدى خمسين عاما, وأي تبريك لنوروز شعبنا الكردي وتبقى قضية المجردين من الجنسية حبيسة الدراسة منذ عشرات السنيين, وتأكد اليوم ان هذه الدراسة لن تنتهي ولن يحلم المجردون من الجنسية بأن ينعموا باستعادتها أبداً.
وأي وعود بالإصلاح وتتدارك الناطقة باسم النظام ذلة اللسان بتفوهها بكلمة الكردي لتسحب بعدها كلمتها لتقول أنها نطقت بها على سبيل المجاز, لتعيدنا من جديد إلى تلك السياسة العنصرية المقيته لتكرس من جديد بأن نطق كلمة الكردي لازال في القاموس الرسمي لهذا النظام ممنوع من التداول وستبقى كذلك وهي إهانة ما بعدها إهانة توجه للشعب الكردي للتؤكد أن التبريك للشعب الكردي بعيد نوروز هي مجرد مناورة ومراوغة وخدعة ولن تغيير في حقيقة النهج العنصري والشوفيني المزمن تجاه الشعب الكردي.
إن تلك الوعود التي أطلقتها القيادة القطرية هي مجرد لعبة للتمرير الوقت وتهدئة الخواطر لن تنطلي على الشعب السوري, ولن تعيد عجلة التاريخ إلى الوراء, فالشعوب لم تعد تثق بهذه الأنظمة ووعودها وقد دفعت ثمنا باهظاً من حقوقها وحريتها لما سمي على مدى العقود الماضية بالاستقرار الذي فرض بآلة القهر والبطش وخلفت للشعب السوري الكثير من العذابات, ولن تروي ظمئها المتعطش للحرية والديمقراطية والعيش الكريم مثل هذه الوعود الفارغة من كل محتوى في هذه اللحظة التاريخية التي تعيش شعوب العربية لحظات الحرية وسجلت فيها فيها انتصارات حاسمة على أنظمتها الدكتاتورية القمعية.
لازال هذا النظام يعيش وهماً لا يريد الاستفاقة منه, ويعتقد أنه يمكن أن يسكت الشعب السوري بفتات من زيادات الرواتب وما إلى غير ذلك, ولا يريد أن يستوعب أن الجوهر لدى الشعب السوري هي قضية الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.
24/3/2011