المحامي مصطفى إبراهيم *
من نافلة القول أن الحلقة الأولى من هذا المسلسل الدرامي تم إخراجه وتصويره على الساحة العراقية وكانت نهايتها إنهيار النظام العراقي البائد ورمزه الملك الجمهوري صدام حسين مع ولي عهده نجله الثاني قصي بعد العثور عليه في حفرة هي أقرب إلى أوكار وجحور الفئران والجرذان بهيئته ومنظر أشبه بالمتسولين أو الهاربين من إحدى مشافي الأمراض العقلية مع ما رافق من سيناريو التأكد من هويته الشخصية من خلال عديد أسنانه كما هي عليه الحال في عمليات شراء الخيول والأبقار بعد جاه وصولجان وطغيان إستمر أكثر من ثلاثة عقود كانت القتول الجماعية والإبادة البشرية وتدمير العراق وطناً وشعباً بكل أطرافه وجميع مكوناته القومية والدينية والمذهبية، ناهيكم عن مغامراته الخارجية شرقاً مع إيران وجنوباً منع دولة الكويت المسالمة ونهب معظم ثروات الشعوب العراقية بلغت أرقاماً خيالية حتى اللحظات الأخيرة من إحدى أبرز سمات عصره ونظامه المقبور في مزبلة التاريخ.
ورغم المشاهد المثيرة لأحداث هذه الحلقة التي شدت أنظار المشاهدين في العالم العربي على وجه الخصوص بدءاً بسقوط الصنم في ساحة الفردوس يوم 9/4/2003 ومروراً بجلسات المحكمة العلنية والعادلة بتأمين جميع الحقوق والضمانات لهيئة الدفاع عنه وعن رفاقه في الجرائم التي إرتكبوها وإنتهاء بالقصاص العادل الذي تلقاه، عملاً بقوله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)، الذي كان آخر مشهد من الحلقة أسوة بمصير جميع الطغاة على مر التاريخ.
بيد أن هذا المصير ولقطات تلك الحلقة المثيرة لم تحرك عقول أو تهز ضمائر أقرانه من الحكام العرب فاستمروا في غيّهم وطغيانهم وكأن الغشاوة قد غطت عيونهم وتوقفت الأحاسيس وماتت المشاعر الإنسانية في ضمائرهم وأن ماجرى لايعنيهم أو أن مسرح عرض هذا المسلسل يقع في كوكب آخر، متذرعين أو واهمين بأن ماجرى كان فقط بفعل أو بتأثير عوامل خارجية وإحتلال أجنبي للبلاد بالتعاون مع بعض القوى السياسية في الداخل ولم يأخذوا من ذاك الحدث أو مشاهد تلك الحلقة الحد الأدنى من العبرة واستمروا في ممارساتهم وشعاراتهم الممجوجة، وعادوا كما تعود حليمة إلى عاداتها القديمة بغباء وغرور قل نظيره في مسار التاريخ ومسيرة الشعوب حتى حان موعد عرض:
الحلقة الثانية من هذا المسلسل منذ أسابيع قليلة التي جرت إخراجها وتصويرها في ارض تونس الخضراء التي إعتقد الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين وحتى المهتمين بالشأن التونسي أن هذه الدولة الواقعة على ضفاف الأطلسي بموروثها الثقافي الغربي هي من أكثر الدول العربية استقراراً وإزدهاراً وتقدماً فكانت المفاجاة والصدمة في آن معاً بأن هذا النظام الجمهوري الملكي كغيره من الأنظمة الملكية العربية قائم على البطش والإرهاب ومصادرة حرية أبناء شعبه ونهب ثرواته وتزوير إرادة الناخبين في جميع مؤسساته التنفيذية والتشريعية والحزبية على مر عقدين ونيف، وأن الملك الجمهوري بن علي هو نسخة من أقرانه من الملوك الجمهوريين في العالم العربي، فأطلق ساقيه للريح مع ولية عهده حرمه المصون وباقي بطانته في زمن قياسي من قيام ثورة البوعزيزي إن جاز التعبير، فكانت الحلقة وربما ستبقى من أقصر حلقات المسلسل التي عرضت على الفضائيات في جميع أنحاء العالم.
ومرة أخرى كان الملوك الجمهوريون صم بكم عمي لايفقهون وخدعوا أنفسهم وشعوبهم بأن بلدانهم ليست تونس وعروشهم محصنة من أي فيروس لأنها ملقحة بمضادات حيوية حيال جميع الفيروسات المرضية حتى حان موعد عرض:
الحلقة الثالثة التي كانت بالمطلق الزلزال أو أم الحلقات السابقة واللاحقة التي عرضت في ميدان التحرير على أرض الكنانة مصر العروبة زعيمة العالم العربي سكاناً وثقافة وتاريخاً ودوراً ريادياً والتي تناولت الملك الجمهوري حسني مبارك وولي عهده جمال الذي قارع وصارع ثورة شباب مصر حتى وصلت إلى مشارف قصره فشد الرحال وتخلى عن السلطة التي تربع عليها ثلاث عقود شابت بالفساد والمحسوبية ونهب ثروات الشعب المصري الذي عاش بين سندانة الفقر والجوع ومطرقة الأجهزة الأمنية.
أكرر القول بأن هذه الحلقة كانت أم الحلقتين السابقتين والحلقات اللاحقة من هذا المسلسل فهي أقرب إلى سقوط الإمبراطورية السوفياتية وتداعياتها على منظومة الدول الإشتراكية في أوروبا الشرقية وإنهيار جدار برلين، فإنها بلا شك ستؤثر على بقية الجمهوريات الملكية العربية والأنظمة الشمولية الإستبدادية أقلها أفول ثقافة الحزب الواحد والقائد الرمز أو الضرورة وبدعة الإستفتائات الصورية المزورة ونتائجها بالرقم المخزي والمشؤوم 99.99% في تاريخ شعوب المنطقة.
أما موعد ومسرح عرض الحلقة الرابعة أو التي تليها فليعذرني القراء الأكارم من تحديدها في هذا المقال ولكن جميع المؤشرات والأحداث والتطورات التي تجري في ساحات بعض الدول العربية (ليبيا- اليمن- الجزائر- سوريا- السودان) هي مرشحة لإستضافة منتجي ومخرجي وأبطال هذا المسلسل كما هي عليها الدول المرشحة لإستضافة مونديال كأس العالم ولكن يبدوا أن دولة ملك الملوك الكولونيل القذافي وولي عهده سيف الإسلام واليمن السعيد بملكه علي عبدالله صالح وولي عهده هما الأوفر حظاً في هذا السياق لإستضافة هذا المونديال وأما مصير الملكيات الثلاث الأخرى (الجزائر- سوريا- السودان) قد يأتي في مرحلة لاحقة ولكن يقيناً بأنها لن تكون طويلة، لأن أولي الأمر فيها يسبحان عكس مسار التاريخ وعاصفة التغيير.
من المفارقات الغربية بأن حلقات هذا المسلسل تكاد تكون متطابقة في المشاهد واللقطات والساحات في البداية والنهاية، فكانت البطولة هي لجيل الشباب من الشعب طلاب الحرية والكرامة الإنسانية وضمان مستقبل واعد إختفت فيها نهائياً شعارات التحرير والممانعة والرسالة الخالدة والثورة العالمية والبلاغ العسكري رقم /1/ الذي جلب الويلات والمآسي لشعوب المنطقة وبالتالي كان الفوز للبطل والفرار أو الموت للملك الجمهوري وولي عهده مع الحواشي والأزلام والهلع والرعب في نفوس جلاوذته جلادي الشعوب، ناهيكم بأن رقم المليار أو المليارات من العملات الأجنبية هو القاسم المشترك لثروات هؤلاء الملوك الجمهوريون المنهوبة من قوت تلك الشعوب وكأن رقم المليون أو الملايين من العملات الوطنية لا مكان لها في خانة ثرواتهم.
ان ما جرى في العراق وتونس ومصر هي رسالة واضحة ومباشرة وجرس إنذار للجميع، فهل وصلتهم الرسالة وسيأخذون منها الدرس والعبرة قبل فوات الأوان وسقوط الهيكل أو غرق السفينة؟ فليرجعوا إلى قول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه (الكفر يدوم والظلم لايدوم) والعدل كان وسيبقى دائماً هو أساس الملك.
بيد أن هذا المصير ولقطات تلك الحلقة المثيرة لم تحرك عقول أو تهز ضمائر أقرانه من الحكام العرب فاستمروا في غيّهم وطغيانهم وكأن الغشاوة قد غطت عيونهم وتوقفت الأحاسيس وماتت المشاعر الإنسانية في ضمائرهم وأن ماجرى لايعنيهم أو أن مسرح عرض هذا المسلسل يقع في كوكب آخر، متذرعين أو واهمين بأن ماجرى كان فقط بفعل أو بتأثير عوامل خارجية وإحتلال أجنبي للبلاد بالتعاون مع بعض القوى السياسية في الداخل ولم يأخذوا من ذاك الحدث أو مشاهد تلك الحلقة الحد الأدنى من العبرة واستمروا في ممارساتهم وشعاراتهم الممجوجة، وعادوا كما تعود حليمة إلى عاداتها القديمة بغباء وغرور قل نظيره في مسار التاريخ ومسيرة الشعوب حتى حان موعد عرض:
الحلقة الثانية من هذا المسلسل منذ أسابيع قليلة التي جرت إخراجها وتصويرها في ارض تونس الخضراء التي إعتقد الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين وحتى المهتمين بالشأن التونسي أن هذه الدولة الواقعة على ضفاف الأطلسي بموروثها الثقافي الغربي هي من أكثر الدول العربية استقراراً وإزدهاراً وتقدماً فكانت المفاجاة والصدمة في آن معاً بأن هذا النظام الجمهوري الملكي كغيره من الأنظمة الملكية العربية قائم على البطش والإرهاب ومصادرة حرية أبناء شعبه ونهب ثرواته وتزوير إرادة الناخبين في جميع مؤسساته التنفيذية والتشريعية والحزبية على مر عقدين ونيف، وأن الملك الجمهوري بن علي هو نسخة من أقرانه من الملوك الجمهوريين في العالم العربي، فأطلق ساقيه للريح مع ولية عهده حرمه المصون وباقي بطانته في زمن قياسي من قيام ثورة البوعزيزي إن جاز التعبير، فكانت الحلقة وربما ستبقى من أقصر حلقات المسلسل التي عرضت على الفضائيات في جميع أنحاء العالم.
ومرة أخرى كان الملوك الجمهوريون صم بكم عمي لايفقهون وخدعوا أنفسهم وشعوبهم بأن بلدانهم ليست تونس وعروشهم محصنة من أي فيروس لأنها ملقحة بمضادات حيوية حيال جميع الفيروسات المرضية حتى حان موعد عرض:
الحلقة الثالثة التي كانت بالمطلق الزلزال أو أم الحلقات السابقة واللاحقة التي عرضت في ميدان التحرير على أرض الكنانة مصر العروبة زعيمة العالم العربي سكاناً وثقافة وتاريخاً ودوراً ريادياً والتي تناولت الملك الجمهوري حسني مبارك وولي عهده جمال الذي قارع وصارع ثورة شباب مصر حتى وصلت إلى مشارف قصره فشد الرحال وتخلى عن السلطة التي تربع عليها ثلاث عقود شابت بالفساد والمحسوبية ونهب ثروات الشعب المصري الذي عاش بين سندانة الفقر والجوع ومطرقة الأجهزة الأمنية.
أكرر القول بأن هذه الحلقة كانت أم الحلقتين السابقتين والحلقات اللاحقة من هذا المسلسل فهي أقرب إلى سقوط الإمبراطورية السوفياتية وتداعياتها على منظومة الدول الإشتراكية في أوروبا الشرقية وإنهيار جدار برلين، فإنها بلا شك ستؤثر على بقية الجمهوريات الملكية العربية والأنظمة الشمولية الإستبدادية أقلها أفول ثقافة الحزب الواحد والقائد الرمز أو الضرورة وبدعة الإستفتائات الصورية المزورة ونتائجها بالرقم المخزي والمشؤوم 99.99% في تاريخ شعوب المنطقة.
أما موعد ومسرح عرض الحلقة الرابعة أو التي تليها فليعذرني القراء الأكارم من تحديدها في هذا المقال ولكن جميع المؤشرات والأحداث والتطورات التي تجري في ساحات بعض الدول العربية (ليبيا- اليمن- الجزائر- سوريا- السودان) هي مرشحة لإستضافة منتجي ومخرجي وأبطال هذا المسلسل كما هي عليها الدول المرشحة لإستضافة مونديال كأس العالم ولكن يبدوا أن دولة ملك الملوك الكولونيل القذافي وولي عهده سيف الإسلام واليمن السعيد بملكه علي عبدالله صالح وولي عهده هما الأوفر حظاً في هذا السياق لإستضافة هذا المونديال وأما مصير الملكيات الثلاث الأخرى (الجزائر- سوريا- السودان) قد يأتي في مرحلة لاحقة ولكن يقيناً بأنها لن تكون طويلة، لأن أولي الأمر فيها يسبحان عكس مسار التاريخ وعاصفة التغيير.
من المفارقات الغربية بأن حلقات هذا المسلسل تكاد تكون متطابقة في المشاهد واللقطات والساحات في البداية والنهاية، فكانت البطولة هي لجيل الشباب من الشعب طلاب الحرية والكرامة الإنسانية وضمان مستقبل واعد إختفت فيها نهائياً شعارات التحرير والممانعة والرسالة الخالدة والثورة العالمية والبلاغ العسكري رقم /1/ الذي جلب الويلات والمآسي لشعوب المنطقة وبالتالي كان الفوز للبطل والفرار أو الموت للملك الجمهوري وولي عهده مع الحواشي والأزلام والهلع والرعب في نفوس جلاوذته جلادي الشعوب، ناهيكم بأن رقم المليار أو المليارات من العملات الأجنبية هو القاسم المشترك لثروات هؤلاء الملوك الجمهوريون المنهوبة من قوت تلك الشعوب وكأن رقم المليون أو الملايين من العملات الوطنية لا مكان لها في خانة ثرواتهم.
ان ما جرى في العراق وتونس ومصر هي رسالة واضحة ومباشرة وجرس إنذار للجميع، فهل وصلتهم الرسالة وسيأخذون منها الدرس والعبرة قبل فوات الأوان وسقوط الهيكل أو غرق السفينة؟ فليرجعوا إلى قول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه (الكفر يدوم والظلم لايدوم) والعدل كان وسيبقى دائماً هو أساس الملك.
21-2-2011
* سياسي كوردي سوري