قرار المقاطعة صحيح من أجل فرض الحل الديموقراطي والدستور الديموقراطي

الحكومة تتحدث عن “موسى عنتر” ولكن ليس لديهم حق النطق باسمه ، فالذين قتلوه هم من الكونتركريلا ، أي الدولة .

والآن يستخدمون اسمه بدون أية مساءلة .

كنت قد تحدثت سابقاً بشأن الاستفتاء ، فلو ألقت الحكومة خطوة ملموسة في موضوع دستور ديموقراطي يشمل الجميع ، لقال الأكراد “نعم” .

وبنفس الشكل لو استبدل CHP(حزب الشعب الجمهوري) موقفه ، وأبدى موقفاً إيجابياً نقياً في هذا الموضوع ربما قال الأكراد “لا” .

معنى المقاطعة هو الآتي : المقاطعة تعني “نحن نريد دستوراً ديموقراطياً تعددياً يشعر الجميع بأنه يعود له” .

فنحن مناهضون للفاشية الوطنية القوموية ، مثلما نحن مناهضون للفاشية الإسلاموية القوموية ، ونحن اتخذنا قرار المقاطعة من أجل فرض حل ديموقراطي ودستور ديموقراطي على جمهورية تركيا ودولتها وحكومتها ، وهو ندعم قرار المقاطعة.

حدثت لي لقاءات مع أشخاص مسؤولين في الدولة ، والفترة من 13 إلى 20 أيلول مهمة ، ويجب النظر إلى التطورات بعد ذلك التاريخ فعندها ستضح كل شيء ، ولكن لا يمكن قول شيء حاسم .

لقد تمت معايشة مسار مماثل في عام 2001 أيضاً ، ففي تلك المرحلة كان العسكر يسيرون اللقاءات ، ولكن بينما كانت تلك اللقاءات انقطعت فجأة في عام 2001 .

ولهذا لا يمكن قول شيء حاسم ، فربما يحدث نفس الشيء .

تعلمون أنه في ذلك الوقت حدث تدخل في شؤون “أجويد”(رئيس وزراء تركيا راحل) ، بينما الأشخاص المسؤولون الذين يأتون الآن مدركون للمرحلة ، فهناك من يرى أن الأمور لن تستمر هكذا .


إن “واللرشتاين” عالم اجتماعي مهم ، هو أيضاً ، يوضح ضرورة أن تقوم تركيا بتغيير بنيتها الأحادية ، وأن نموذج الدولة الأحادية قد أكمل أجله ، وأن الدول التي اكتشفت هذا النموذج مثل إيطاليا وانكلترا وفرنسا قد تخلت عنه ، وإذا طبقت تركيا الإدارة الذاتية فإن الدولة الأحادية ستنتهي .

نعم إن أقواله متوازية مع ما نقوله .

بالإضافة إلى أنه يوضح فيما إذا كانت الإدارة الذاتية الديموقراطية تهدف إلى تجاوز الهرمية المجتمعية أم لا وذلك أمر مهم جداً ، ومن المحتمل أنه يتابع حركتنا وآراءنا ، ويمكن أنه أدلى بتصريحات من خلال ذلك .

 أنا أقول دائماً أن هذه الدولة القومية لها ماض لايتجاوز خمسة قرون على الأكثر ، وهي النموذج الأخير الذي تستخدمه الحداثة الرأسمالية في السيطرة على الشعوب منذ خمسة قرون .

أنا أناقش هذا الأمر منذ زمن طويل ، ولكنني تطرقت موسعاً إلى هذه المواضيع في “سوسيولوجيا الحرية” بشكل خاص .


يجب تحليل حقيقة الدولة القومية بشكل جيد ، فمرحلتها الأعلى هي الفاشية ، وأوروبا شاهدت ذلك عن قرب من خلال ألمانيا “هتلر” ، وفي الحقيقة فاشية هتلر هذه لم تنته كما يُعتقد ، فما دام مفهوم الدولة القومية هذا مستمراً سيبقى خطر الفاشية قائماً أيضاً ليستمر في خلق “هتلريين” آخرين .

نموذج الدولة هذا لايتطابق مع الشرق الأوسط قطعاً ، حيث أن نسيج الشرق الأوسط الاجتماعي والثقافي لا يتطابق مع هذا النموذج ، وأميريكا أحد الذين طبقوا هذا النموذج ولازالت تطبقه الآن في الشرق الأوسط .

ولكن ستعجزون عن تطبيقه على العراق ، بل لن تستطيعوا فعل ذلك قطعاً ، كما لن تستطيعوا تطبيق ذلك على أفغانستان أيضاً ، هذا غير ممكن .

هاهي الدولة الشيعية لا زالت تقاوم في سبيل تطبيقه في إيران ولكن لا تفلح ، فالشعوب تقاوم .

نظام الشيعية القوموي يُوَّلد المجازر ، وإذا استمرت إيران في تصميمها هذا فهي ستتضرر من ذلك .

والقوموية العربية ودولتها القومية أيضاً أسفرت عن الفاشية والمجازر بنفس الشكل ولا زالت .

أما وضع تركيا فأمام الأنظار ، فالفاشية التي يطبقها الأتراك البيض تعتبر جميع الاختلافات الأخرى غير موجودة ، حتى أن الإبادة العرقية التي مورست على الأرمن في عهد الاتحاد والترقي والعثمانيين ، اتخذتها ألمانيا النازية مثالاً لها ، واقتدت به ! فقد تعلَّم “هتلر” الفاشية من هؤلاء .

ولهذا نحن نقترح الإدارة الذاتية الديموقراطية ، ليس من أجل الأكراد فقط ، بل نقترحها من أجل جميع الشعوب والشرق الأوسط وأفغانستان .

مشروع الدولة القومية للحداثة الرأسمالية لا يحل قضايا الشرق الأوسط ، بل على العكس يجعل منها مأزقاً ، فهاهي إسرائيل وفلسطين أمام الأنظار .

الإدارة الذاتية الديموقراطية التي نقترحها ، لا تعتمد على الأثنية كما ليس لديها حدود جغرافية صماء ، بل تعتمد على الوحدات الديموقراطية للشعب ، وهذه الوحدات كثيرة ومتنوعة ، فيتم قبول كل شريحة اجتماعية كوحدة مجتمعية ديموقراطية .

مثلاً حي “باغلار” في دياربكر وأنا أعرف باغلار جيداً ، يمكن قبوله كوحدة مجتمعية ديموقراطية ، والناس الذين يعيشون هنا يقيمون مجالسهم ولجانهم ليتمكنوا من نقاش وحل مشاكلهم اليومية وجميع قضاياهم الأخرى .

كما يمكن قبول دياربكر بذاتها كوحدة مجتمعية ، فتقوم بإنشاء مجلس مدينتها ، ووحدات الأحياء الأخرى وهي ذاتها تجد تمثيلها ضمن هذا الإنشاء .

في كتاب “سوسيولوجيا الحرية” كنت قد شرحت ستة أبعاد للإدارة الذاتية الديموقراطية بشكل جيد .

وحتى تكون الإدارة الذاتية الديموقراطية مفهومة ، أفكر أنه من المفيد قراءة هذا الكتاب ونقاشه جيداً ، فببحوث هكذا يمكن تأليف كتب عنها ، ويمكن استنباط مقالات متطورة .


الأنشطة المتعلقة بالكونفرانس الوطني الكردي مهمة جداً ، ويجب أن تنضم كل الشرائح الكردية إلى هذه الأنشطة .

كنت قد شرحت رؤاي بهذا الصدد من قبل ، وقلت بالمبادئ النظرية الأربعة والمقترحات العملية الثلاث .

وتطبيق المقترحات العملية الثلاث مهم بشكل خاص ، فالأول ستكون آلية القرار الكردي ، أي مؤسسة على شاكلة البرلمان ، ولكن ذلك لن يكون بمعنى برلمان قومي ، بل أكثر من البرلمان يمكن تسميته بـ “المجلس الوطني لكردستان، فالأمر المهم هو أن يكون ذلك آلية تمكن كل الأكراد من اتخاذ قرار مشترك ، ويمكن النظر إلى مثال “منظمة التحرير الفلسطينية” في ذلك ، إنه يشبه ذلك جزئياً .

يجب أن يكون لذلك إجراؤها وتنفيذيتها وذلك هو إقتراحي الثاني ، وهذا سيكون الجهاز الذي يقوم بتطبيق وتنفيذ ما يتم إقراره عملياً .

أما الثالث فهو تكوين قوة دفاع ذاتي مشتركة ، وهذا مهم جداً ، حيث أنه متعلق مباشرة بأمن الأكراد .

فبدون توفير ضمان أمن الشعب الكردي يجب أن لا يتحدث أحد عن السلام ولا يتحدث عن التخلي عن السلاح .

هذا أمر واضح ، فبدون حل مسألة أمن الشعب لن يحدث شيء مطلقاً بعد الآن .

فهناك خطر الإبادة العرقية ، فهناك قوى لو وجدت الفرصة فهي لن تتردد في ارتكابها .

فالدفاع الذاتي شرط من أجل حماية الوجود ، والأكراد مرغمون على حماية وجودهم ، وهذا ليس محدوداً بالكريلا وبـ HPG ، ولهذا السبب أقول الحماية الذاتية شرط لا بد منه ، فالجميع مسؤولون عن ذلك ، كما على الأفراد أيضاً أن يحققوا حماية ذاتهم ، كما على الشعب أن يتخذ تدابيره ، حتى أنه إذا لم تتحقق مسألة الأمن هذه وما لم يتحقق أمن الأكراد ، يجب على شعبنا أن يفكر مرة أخرى عندما يرسل أبناءه إلى الجندية الإلزامية ، وعليه تقييم الشباب الذين يرسلهم إلى الجندية من هذه الزاوية أيضاً .
يجب تذكير أولئك التجار ومنظمات العمل تلك التي تدعي التكلم باسم الشعب في دياربكر بمدى مصداقية  التحدث عن السلام إذا لم يتحقق أمن هذا الشعب .

ألا يرى هؤلاء خطر الإبادة العرقية حتى يتكلمون هكذا ؟ إنني أستنكر هؤلاء .

إنني أتأسف على محيط “الطرف”(جريدة) و”أورهان ميروغلو” و”ياسمين جونكار” ، إن هؤلاء يتجاهلون اللقاءات التي أجريناها والتضحيات التي قدمناها منذ سنوات من أجل السلام ، إنهم يظلموننا .

فالمجموعات التي يسميها محيط الطرف بـ”البرجوازية الكردية” ويريدون إبرازها ، وتدعي بتكتيم الأصوات التي تريد السلام ، لم يعد لها أية علاقة بالكردياتية .

فبقدر ما يتنكر هؤلاء لكرديتهم ، يحققون ريعاً كبيراً بنفس القدر ضمن هذا النظام ، ويتسلقون ضمن هذا النظام بنفس القدر ! فبينما الشعب يتضور ويعاني من الجوع والفقر ، يعيش هؤلاء بأفخم شكل ! ولا يمكن أن يمثل هؤلاء شعب دياربكر ولا الأكراد ، وشعب دياربكر لن يقبل بهؤلاء ولن يقبل بهؤلاء ممثلين له قطعاً ، إنهم يدّعون التكلم باسم الأكراد دفعة واحدة  ! بينما هم بقدر ما يرتكبون من خيانة ، يحصلون على منافع أكثر من النظام ، وعلى الأكراد أن يعرفوا هؤلاء جيداً .


لقد قلتها سابقاً ، إن هذه الإبادة العرقية ليست محدودة بالإبادة الجسدية ، في الحقيقة تتم ممارسة الإبادة العرقية الثقافية والاقتصادية وفي جميع الميادين .

فكِّروا معي أنكم لا تستطيعون حتى تعلم لغتكم الأم واستخدامها بحرِّية ، وذلك أكثر الحقوق طبيعية .

بل إن معاهدات الأمم المتحدة تعتبر منع اللغة الأم وممارسة الضغوط عليها ومنع استخدامها بحرِّية ، على أنها إبادة عرقية .

ومعاهدات أوروبا التي تركيا طرف فيها توفر الضمانات لهذه الحقوق .

يجب عدم الالتفات إلى الحظر الموجود وبذل الجهود من أجل تجاوزه .

والعلاقة بيني وبين أمي مثال جيد على ذلك ، فعند الذهاب إلى المدرسة وأنا لازلت في السابعة وجدت أنه يتم إرغامي على تعلم لغة مختلفة عن لغتي الأم ، وكطفل ارتعدت من هذا الأمر ، وفكرت في كيفية تعلمي للغة أجنبية ، حيث كان يصعب عليّ ذلك ، وبسبب هذا الموضوع زاد حنقي على أمي وناقشتها ، وبذهنيتي الطفولية تلك عقدت الأمل على أن تنقذني أمي من تلك الإبادة الثقافية ، ولكن نظراً لأنها لم تفعل ذلك ـ وماذا يمكنها العمل ـ ناقشتها كثيراً وأبديت ردة فعلي .

وهل يمكنكم التفكيرفي أنني لم أتكلم مع أمي هاتفياً ولو لمرة واحدة حتى وفاتها .

فتمردي على هذا كبير إلى درجة أنني لم أبحث عن أمي حتى وهي على فراش الموت ، ولا زلت أعيش تلك الآلام .

ففي النقاشات قلت لأمي “حتى الدجاجات تتكلم مع فراخها بلغة تفهمها وتتفاهم معها ، وتحمي فراخها من الأخطار ، فلماذا لا تستطيعين ذلك ؟” .

هذه هي مسألتي ، وهذا هو الواقع الذي أظهر آبو .

مسألة اللغة الأم هذه مهمة بأهمية الخبز والماء ، فإن لم تستطع تعلم وتُعلِّم لغتك الأم لن تستطيع التفكير والإنتاج بشكل سليم .

فتصبح وكأنك تحيا موتاً دماغياً ، وهذا الأمر موجود في أساس القضايا التي يعيشها المثقف الكردي ، ولهذا لا ينشأ مثقف كردي قوي وذو نوعية كفوءة ! ذلك التمرد الذي ابتدأته بأمي ـ وفي الحقيقة لم يكن بوسع تلك المرأة المسكينة القيام بالكثير ـ استمريت به في مواجهة النظام ، وهأنذا هنا لذلك السبب .

يجب على عائلاتنا الوطنية أن تعلِّم أبناءها لغتهم الأم مطلقاً مهما حدث ، فذلك هو أهم بُعد في نضالنا ، وعليهم أن يفعلوا ذلك رغم كل الحظر وأن يتجاوزوه .

كما على KCD أن يرى نفسه مسؤولاً في هذا الموضوع ويطور أساليب ومؤسسات تقوم بتعليم اللغة الأم في الأحياء ، وعلى العائلات أن تحوِّل بيوتها إلى مدارس تعليمية تطوِّر فيها لغتها الأم .

وحساسيتي في هذا الموضوع معلومة ، وعلينا أن نفهم أهمية مسألة اللغة الأم هذه جيداً .


بسبب هذا الألم ولأنني أعرف هذا الأمر أناهض الزواج أيضاً ، ولدي انتقادات جادة ، ولن أقول بأنني أناهض الإنجاب ، ولكن على الذين لديهم أولاد يجب أن يدركوا مسؤولياتهم .

فلأمر المهم هو أن يستوعب الطفل معاني المرحلة التي مر بها منذ ولادته إلى اليوم ، وأن يمتثلوا ثقافتهم ولغتهم الأم ويتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الإبادة الثقافية .

فلهذا السبب أنا أنتقد كل هذه الزيجات بشدة ، وربما تأخذ النساء على خاطرهن ولكن إذا كنا عاجزين حتى عن تعليم أطفالنا لغتنا الأم ، وإذا كنا سنستسلم لهذا النظام فلا يمكن أن يكون هناك أي معنى لكل ذلك .

إن هذا الموضوع هو الأكثر مصيرية لدينا ، أي يجب جعل الأطفال يمتثلون لغتهم الأم وثقافتهم عند نشأتهم .

الإبادة العرقية الثقافية لا تشبه الإبادات الأخرى ، فهي الأخطر ، بل هي أخطر من الإبادة العرقية الجسدية ولكن هذا غير مفهوم ، فهي تصيب الإنسان بالتفسخ وتُخرجه من إنسانيته ، وتُظهر شخصية معدومة الكرامة ، بل إن الإبادة العرقية الثقافية تدفع بالإنسان إلى حال لن تستطيعوا القيام بشيء عندما تدركون ذلك .

هذه الإبادة العرقية الثقافية باتت حبلاً أو سلسلة مضروبة على أعناقنا وأفواهنا تمسك بنا وتستعبدنا ، والأطفال ينشأون وفي أعناقهم تلك السلاسل والعائلات لاتفعل شيئاً لتحطيمها بل يسعون إلى دعمها .

عندما أقول ذلك يجب أن لا يُفهم بأنني أناهض التركية أو تعلمها ، فنحن نتعلم اللغة التركية أيضاً وليس لدينا اعتراض عليها ، وفي هذه الظروف اضطررت إلى ترك الكردية جانباً ، ولكن كل ذلك لا يعني أننا تخلينا عن هذا النضال .


إن الرياضة أيضاً قد تلطخت بالفاشية ، فعلاقة كرة القدم بالفاشية أمر معلوم ، وهذا يعاش في إدارة فريق دياربكر ، ولكنهم يمارسون أدبيات الفقر والمسكنة ! فهذه الأمور ليست جديدة ، بل هو مشروع يجري العمل به منذ أن كان “بيوكآنيت”(رئيس أركان سابق) قائداً للجيش الفرعي في دياربكر .

لقد شاهدتم أردوغان أيضاً ، حيث أخذ إلى جانبه على المنصة “هاكان شكري”(لاعب كرة قدم شهير) وبعض اللاعبين من فريق “غالاتاسراي” .

كل هذه أمور تجري عن وعي وإدراك .

يجري الحديث عن مسألة الألوان الثلاثة ، وعن كوني من مشجعي “غالاتاسراي” ، ولكن الآن كل من فريقي “غالاتاسراي” و “دياربكر” يخدمان سياسات الحرب الخاصة إذا لم يدقق النظر هناك بعض الأمور التي لا تُلاحظ ، فقد كانت هناك مباراة بين فريقي “دياربكر” و “غالاتاسراي” في التسعينيات على أرض دياربكر وعلى كأس تركيا ، ونظراً لأن مشجعوا دياربكر يحبون “غالاتاسراي” كانوا يصفقون له ، ومن لاعبي “غالاتاسراي” كان الحارس فقط وهو الأجنبي “تافاريل” كان يلتفت إلى المشجعين ويلوِّح لهم بيديه ويحييهم ، أما اللاعبون الآخرون حتى لم يلتفتوا إلى المشجعين .
إذا تخلص كل من فريقي “غالاتاسراي” و “دياربكر” من أن يكونا آلة لسياسات الحرب الخاصة ، فإنني سأكون من مشجعي كلا الفريقين .

كما أن شعب دياربكر لن يقبل بهكذا فريق لدياربكر ، فإذا كان فريق دياربكر ملكاً للشعب ، عندها يجب فتح المجال أمام جميع أبناء دياربكر ليكونوا أعضاء في النادي ، فبهذا الشكل يمكن دمقرطة الإدارة ، وعندها ستدافع الجماهير أيضاً عن فريق دياربكر وسيقدم الجميع كل الدعم الذي يستطيعون عليه .

في الحقيقة نعلم جيداً بكيفية استخدام الرأسمالية للرياضة .

فمن قبل تكلمت عن العناصر الثلاثة (الرياضة ، الفنون ، الجنس ) ، ولكن ذلك ليس عقبة أمام أن يقوم الشعب بشكل ديموقراطي بتأسيس وتطوير نواديه وجمعياته الرياضية .

فعلى الأكراد أن يؤسسوا كل أشكال نواديهم الرياضية ويمارسوا الرياضة في كل المدن والمناطق والقرى لتطوير رياضتهم .

فالرياضة مهمة على صعيد الصحة البدنية والروحية ، بالطبع يجب ممارستها  .
كان قد جرى قتل إمام في الأيام الماضية ، الآن أفكر أنه يجب رؤية أن هناك سياسة جديدة لـ AKP ، ويريدون استخدام الأئمة هؤلاء ، فمن خلالهم يريدون ممارسة الدعاية على الشعب لخداعهم ، أنها ممارسة تشبه ممارسة حزب الله سابقاً ، وعلى شعبنا أن لا ينزلق إلى هذه الألاعيب ، حيث يجب الامتناع عن الذهاب إلى المساجد التي فيها مثل هؤلاء الأئمة ، وأن لايلقى هؤلاء أي اعتبار لهم ، حيث يمكنهم الاجتماع في بيوتهم وأن يمارسوا عبادتهم مع جماعاتهم لإفشال هذه السياسات .

أظن أنه جرى قتل إمام آخر قبل يوم أو يومين ، إنه من الشعب ويسمونه بـ “ملا” ، وعندها يتضح جيداً أنهم يحاولون خلط الأمور ، ويجب أن يلتزم الشعب بالحذر حيال هذه الألاعيب ونحو هؤلاء ويتخذ تدابيره .

ويجب أن ينبذوهم ، وأن يتخذوا كافة التدابير في مواجهة دعاياتهم المضادة .


كما ناقشنا سابقاً ، لقد تفاهم AKP(حزب العدالة ولتنمية) والجيش في الشورى العسكرية(عقدت في بداية شهر آب) ، فالجيش لن يتدخل في السياسة ويفتح المجال لـ AKP ، أما AKP فسيتغاضى عن كل العمليات التي تستهدف الأكراد والعنف في كردستان .

بالإضافة إلى أن “كوشانار” رئيس هيئة الأركان الحالي قد توصل إلى تفاهم أشمل من “بيوكآنيت” و”باشبوغ” (رئيسا الأركان السابقين) ، فقد كانت لكليهما تناقضات مع الحكومة في عهدهما ، ولكن يبدو أن تلك التناقضات قد تدنت إلى الحد الأدنى .

وبالأصل تقدم رئيس هيئة الأركان الجديد بطلب السماح للقيام بعمليات ماوراء الحدود ! بينما AKP سيستمر في هذه الأثناء بخداع الأكراد بأساليبه ، فهاهو مثلاً سيُدخل الأئمة على الخط .
الخسائر التي تحدث في الكريلا في الأيام الأخيرة تحزنني جداً ، إنه مؤلم .

وحدوث ذلك في مرحلة وقف العمليات يثير غضبي ، ويجب عدم فهم وقف العمليات بشكل خاطئ ، حيث يمكنهم الدفاع عن أنفسهم والرد بالمثل بكل الأشكال في إطار الدفاع المشروع وهذا أمر لا نقاش فيه .

ولكن كما يُرى ، نحن نقوم بكل ما نستطيع من أجل السلام والحل الديموقراطي ، ونبدي كل التضحيات ، ولكن النتيجة أمام الأنظار . و أؤكد مرة أخرى بأن كل شيء سيصل إلى النقاء فيما بين 13 ـ 20 أيلول .

وقد يحدث تحامل وعمليات عسكرية شاملة تهدف إلى الإبادة بعد هذا الاستفتاء ، ويجب وضع هذا الأمر في الحسبان .

ولكن حتماً يجب أن يدافع الأكراد عن أنفسهم بكل شكل في مواجهة كل اعتداء .

الأمر غير ممكن بالنمط القديم .

وكما أوضحت سابقاً ، أنني لست قادراً على ممارسة القيادة العملية من هنا ، فظروفي غير مناسبة لذلك ، ولهذا السبب هم سيتخذون قرارهم وسينفذونه بأنفسهم .

بعد العشرين من أيلول أنا لن أتدخل في أي شيء ، والمسؤولية لن تعود إليّ ، وعلى الدولة أن تعرف ذلك .

هم الذين يتخذون قرارهم في كل موضوع وهم الذين ينفذونه ، وعليهم أن لا يتخذوا القرارات التي لن يستطيعوا تنفيذها ، فإذا كانوا سيطبقون الإدارة الذاتية الديموقراطية فعليهم أن يدخلوا ضمن بنية وتموضع يتناسب مع هذا الأمر .


للمرة الأخيرة أوجه ندائي إلى الدولة والحكومة ؛ نحن نريد أن نحيا أحراراً في هذا الوطن ، وليس لدينا مطلب من قبيل الإنفصال ، وقد قلناها مرات عديدة ، ويجب قبول مطالبنا العادلة ، وفي حال العكس فنحن على حق عند استخدام حقنا في المقاومة .
هناك المشاكل التي يعيشها المعتقلون والمحكومون في السجون ، كما هناك ما يقارب على الخمسين من الذين مرضهم عضال في كل السجون ، هؤلاء أغلبهم مصابون بالسرطان وأوضاعهم سيئة ، أحزن كثيراً من أجل هؤلاء الرفاق ، وأتمنى الصبر والشفاء لهم جميعاً ، في هذا الموضوع على الجميع أن يقوموا بما يستطيعون عليه ، يمكن للمنتمين إلى BDP بذل جهودهم لدى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بهذا الصدد ، أما بشأن الظروف السيئة الأخرى ، فمع الأسف نحن جميعاً نحيا هذه المشاكل ، ونحن هنا منشغلون بنفس القضايا ، حتى أنني مثلاً لا أستطيع الاستفادة من حقي في التلفزيون والهاتف ، كما قلت أتمنى للرفاق جميعاً الصبر ، وأبعث لجميعهم محبتي وتحياتي .
أنا أهنئ جميع شعبنا بمناسبة عيد الفطر ، أبعث بتحياتي إلى شعبنا في دياربكر وإزمير .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .

   8 أيلـــــــــــــول 2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…