فيزيولوجيا الشرق (لماذا لم تصدقوا ناجي العلي)

ريبر يوسف

إظهار الحقيقة في مثابة إجراء عملية جراحية.

الآن، وبعد سقوط النظام العراقي القمعي وشنق قائده (رغم أني من مناهضي عقوبة الإعدام عالمياً) وبعد امتداد الحدود الأمريكية إلى حيث الشرق الأوسط والذي، هدا المد، لم يكن مفاجئاً أبداً للحكام العرب والترك والفرس هؤلاء الذين لم يزلَوا عابثين بجوهر الفكرة في بنية الإنسان الشرقي.

هكذا هي الحال، كأي حدث يمكن جره إلى نقيضه أو يمكن استدراكه بفحوى أخرى تمثل نقيضاً آخر، ففي حين تهب تلك الحكومات إلى دحر الفن عموماً وإلصاقه بوجه الريح ثبت أن الفن كان على دراية بما ستؤول إليه الحال الآن إذ هم فنان الكاريكاتير الفلسطيني، والذي اغتيل في لندن العام 1987م..

هذا الفنان الذي فضح في وقته الحنجرة العربية التي كانت ينفخ فيها حكامها أجمعون إلى جانب نضاله الفني لدحر الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين.

في إحدى لوحاته ـ ناجي العلي ـ دوّن بخط ما, لم يكن سليب النسب آنذاك ذلك الخط العربي ” الأمريكان قادمون” لم يصدقه أحد آنذاك، ما هبّ لإنقاذه أحد من الكتاب العرب المنطوين في الما تسمى بدائرة الممانعة ـ زملائه في تلقين الفن ماهيةَ الجمال، واغتيل..

هو الذي كان يلوي أذرع الأنظمة العربية آنذاك.
لم تكن تلك العملية ـ الاغتيال, هي الأخيرة في الشرق، أو بتعبير آخر، مثلاً، يكون أقرب إلى الدقة منه إلى الجمالية لم تكن هذه العملية هي الأخيرة التي يذهب ضحيتها أناس من صلب الشرق الأوسط، تلتها عمليات اغتيال كثيرة منها: كمال جنبلاط، جبران تويني، سمير القصير، رفيق الحريري، الشيخ معشوق الخزنوي، وغيرهم قادة من حركتي حماس وحزب الله.

الآن، وبعد اتهام بعض الأطراف بحوادث اغتيالات عديدة خاصة تلك التي حدثت مع أشخاص ينتمون إلى طاقم جريدة النهار اللبنانية (والتي ممنوعة من دخول سوريا، بل وحتى موقعها على شبكة الانترنت محجوب) فيها ما أُستغل، الأمر الذي جعل العديد من الأطراف توجّه سبّابةَ الاتهام إلى طرف واحد قبل انتهاء التحقيق من تلك الاغتيالات.
ثم ماذا؟
ترى، هل يحق لنا أن نتهم ذلك الطرف بالاغتيالات إثر تحرك حجر الاحتمالات على رقعة التخيل ذي اللون الواحدة، ونبض الاستنتاج، وحسب المنطق الرياضي أن يكون هناك أناس مستفيدون من موت شخص ما بطريقة الاغتيال؟ وأرى في هذا الحدث قانوناً ثابتاً لا يمكن دحره، وللمراقبين سير الاغتيالات تلك على شريط العلاقات الدولية والمواقف استدراكُ المغزى بمحاور النتيجة.

إلا أنه، وحسب المنطق الإنساني والأخلاقي، يجب الانتظار حتى انتهاء التحقيق في أية حادثة اغتيال عالمية.
الآن، وبعد سقوط النظام العراقي اللا ديمقراطي، وبعدما أصبحت أمريكا جارة لكل من سوريا وتركيا وإيران، وبعد تبخر مسعى الفكر الشوفيني لبعض القوى والمثقفين ـ مثقفي الممانعة، والذين عددهم لا يحصى إلى الحد الذي استولوا فيه على المشهد الثقافي الرسمي ـ المستنبض من الحكومات العربية التي توجه سؤال الحريات من الداخل إلى قضايا خارجية ـ والشعبي المعاش على فطرة العاطفة, في توثيق النابت إثر البيان القومي النابع من العقل بسدرة الخيال في جرّ المنطقة إلى مساحة شاسعة للخيال.
شحذ المئات من الكتاب العرب هؤلاء أقلامهم..

بل وتوغلوا، كما تتوغل الجيوش على مشارف الحدود، في المواقع الالكترونية والصحف والمجلات، إلى أن خرج الصراع من أجل إيجاد الحلول لحقوق الإنسان عامةً من قالبه الذي كان مفضياً إلى مسألة شبه حتمية هي انتهاك ذلك النظام العراقي لمبادئ الحقوق عامة، بدءاً من حق الحياة وليس انتهاء بحق البيئة في المسير خلل فطرتها السليمة إذ همّ النظام العراقي وفي حرب الخليج الثانية إلى إحراق الما يزيد من 732 بئراً نفطياً؛ ما دعا إلى حدوث أكبر كارثة بيئية في الكويت، ونجمت عنها أضرار بيئية إقليمية ودولية ـ إذ جعل المطر الأسود يهطل في العديد من دول المنطقة آنذاك ـ  وتدمير الهدأة خلل الكائنات عموماً..

بدءاً من نبتة وليس انتهاء بنفاق الأسماك على امتداد شاطئ الكويت والخليج الـ لم يزل الصراع قائماً بشأنه في استدراكه إلى نسبه الطبيعي، وهمَّ الرأي الدولي آنذاك تسانده العديد من الدول العربية منها ما تعتبر من دول الممانعة في الإجماع على رأي خروج العراق من أرض الكويت، إذاً كان الفكر العربي أيضاً لحظتها مصوباً نحو فساد النظام العراقي آنذاك، بل وسارعت الجيوش العربية أيضاً إلى جانب الجيش الأمريكي في إجلاء الجيش العراقي من الكويت، إذاً كانت أمريكا على صواب لحظتها (بعلامة المساعدة العربية) والتي كانت لتلك الدول جواباً للسلفيين المتأهبين في بلدانها بالفتوى من تلك المشاركة ـ حرب الخليج ـ بآية من سورة الحجرات (9 ) “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ”.
لم يهم الكتاب العرب (الممانعون) ـ والذين يطغون على المشهد العربي ـ في الكتابة عما عاناه الناس في العراق زمن صدام حسين، ولم تهم أية دولة عربية وإسلامية في الحديث عن مجزرة حلبجة في العام 1988م  في مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السابع عشر الذي انعقد في عمان، المملكة  الأردنية الهاشمية بتاريخ 7شعبان 1408 هـ  الموافق  21 – آذار 1988م تحت تسمية “دورة التضامن الإسلامي انتفاضة الشعب  الفلسطيني ” انعقد بعد مجزرة حلبجة بثلاثة أيام كما ذكر أيضاً في كتاب “كردستان مستعمرة دولية” للكاتب التركي (إسماعيل بيشكجي) أي في الوقت الذي كانت فيه جثث خمسة آلاف كردي مسلم ملقاةً على جمود حركاتهم التي استوقفها الغاز الكيماوي إلى جانب الحيوانات الـ  ازرقّت إثر الغاز بنكهة التفاح ( ثور يحرث حقلاً في حلبجة، مات الثور ولم يزهر الحقل).

إنها الفيزياء، تتغير المفاهيم في قانون الحركة أمٌ ماتت لحظة إرضاعها طفلها، في العام نفسه الذي تأسست فيه المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، والتي كان برنامجها يدعو إلى “الدفاع عن الحقوق الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، السياسية، والمدنية للجماهير الفلسطينية في إسرائيل، وتعزيز التمتع بها، وذلك من خلال السعي لتطبيق مواثيق حقوق الإنسان العالمية، وخاصة المتعلقة بحقوق الأقلية.”
لم تتحدث أية دولة في المؤتمر الإسلامي ذاك عن حلبجة المسلمة، في حين كان خمسون قراراً آخر يدور في طيات المنطقة الإسلامية آنذاك على برامج أعمال مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السابع عشر.

ولم يكتب أحد من الكتاب العرب ـ دعاة الإنسانية منهم، عن تكتم المؤتمر (وزراء الخارجية الإسلامي السابع عشر) لحلبجة وحملات الأنفال التي دفن فيها ما يزيد عن 182 ألف كردي، الكثير منهم دفنوا وهم على قيد الحياة إذ تُكتَشَف دمى أطفال إلى جانب الجثث في المقابر الجماعية نتاج حملات الأنفال التي استوحى النظام العراقي الميت اسمه من كتاب القرآن، ولم يكتب أحد من الكتاب العرب ـ دعاة الإنسانية منهم، لا في وقتها ولا الآن.

ترى، أين تكمن فكرة الخلاص هذه؟ أيّ سكون يصب زيته على شمس الشرق في اللحظة التي تتحول الأوطان إلى مواد خامة للكتابة ومصدر لكسب المال..

في اللحظة التي تُطفأ الأعين على ما تصنعه  الدكتاتوريات العربية بشعوبها..

في اللحظة التي يكون قانون الطوارئ في مثابة البلسم..

في اللحظة التي يجب علينا أن نكره دون معرفة السبب..

في اللحظة التي نعرف فيها أسباباً هلامية.


ماذا لو كانت روسيا ـ حليفة الممانعة العربية, هي التي احتلت العراق؟
في اللحظة التي لم يحرك كاتب عربي من هؤلاء ساكناً عندما شن الجيش التركي
(فبراير 2008م) حملة برية واسعة داخل الحدود الشمالية للعراق، والمعروفة بحدود كردستان، وقصفوا وقتلوا لملاحقة ما سموهم بالمتمردين من أنصار عبد الله أوجلان في اللحظة التي وحدة العراق وسلامة أرضه ودحر الاحتلال الأمريكي عنه هو مصدر كتابتهم.

ترى، ماذا لو دخلت تركيا إلى العراق عبر البصرة في الجنوب؟ في اللحظة التي تتكرر فيها التجاوزات الإيرانية لحدود كردستان العراق المنضم إلى العراق في الوقت الراهن والذي منتمٍ إلى حكومة بغداد المركزية، تجاوزات من عيارات ثقيلة بوزن مدافع تقصف القرى الكردية على الحدود مع إيران وتهدم البنية التحتية فيها، لا نسمع  تنديداً من كاتب على القصف الإيراني لتلك القرى التي تنتمي إلى العراق جوهرياً والتي تجيد تلاوة القرآن كشيخ في الأزهر والكتابة بالعربية كقاضٍ عربي! ترى، ماذا لو كان القصف الإيراني ذاك مصوباً على مدينة بغداد؟.
في اللحظة التي لم يندد أحد بالمجازر التي حصلت في المدن ذات الأغلبية الكردية في سوريا وما يحصل فيها من عنف موجّه للكرد السوريين من منعهم تسجيل البيوت بأسمائهم، من منعهم تسمية أولادهم بالأسماء الكردية، من منعهم من حق المواطنة وجوازات السفر، من منعهم من تعلم اللغة الكردية، من منعهم من إحياء مناسباتهم القومية والإنسانية، من منعهم من زراعة إلا نسب قليلة من القطن وغيره كتهجيرهم من قراهم المتاخمة للحدود مع تركيا على طول الشريط الحدودية معها و توطين قبائل عربية فيها، ومن موت الكرد في سجون النظام السوري وتحت التعذيب في اللحظة التي تنقلب المفاهيم رأساً على عقب لم يكتب أحد من هؤلاء الكتاب المتوغلين في الفكر القومي التعصبي عما يعانيه الكردي في سوريا، وفي اللحظة التي قام فيها الراحل محمود درويش بإهداء قصيدة إلى سليم بركات، خلل معرض الكتاب في مدينة دمشق عبر أمسية شعرية لرفع حالة الحوار العربي الكردي في سوريا، ضمن إطار الهوية السورية الموحدة ـ مطلب جميع الأحزاب الكردية في سوريا ـ قامت القيامة في الصحافة السورية رداً على كلام محمود درويش الذي اعتبر في نظر الكثير من الكتاب خائناً! وتهافتت الكلمات عليه كحجارة الفلسطينيين ” محمود درويش  جاء إلى سوريا كي يغازل الأكراد” مشكوراً ما قاله محمود درويش في أرض أجداد صديقه الكاتب الكردي سليم بركات الذي بدوره لم يسكت عن كتابة فلسطين في فكره.
الآن، وبعد أن أصبحت أمريكا في الحارة، تعالت الأصوات القومية التي صبت جام غضبها على إقليمٍ في العراق دنسته نعال التعصب القومي، لم يهدهد كاتب من هؤلاء الإنسانية التي كانت في مثابة السبايا هناك، لم يحرك  أحد من هؤلاء الجمرة المسعورة على رقاب الكرد ،لا..

بل جاءت الانتقادات في درب أن الكرد هم من أتوا بأمريكا إلى العراق، وكأنهم يقولون فليموتوا جميعاً.

لم يسعَ أحد في إخراج الخنجر المغروز ـ كان في ظهر الكرد.

ونددوا بالجهة التي سعت في إخراجها؛ هو أبشع عمل في العالم تركُ الجريح نازفاً حتى الموت.

أعود أقول، في اللحظة التي أصبحت الضربة الأمريكية ضد العراق على وشكها، هل كان الحل في إلغاء الضربة وترك صدام يعيث في الأرض فساداً؟ لماذا لم تستعر الأنظمة العربية جزءاً من الآية 9 من سورة الحجرات ” فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا” النظام العراقي الميت رافعاً شعار الموت لإسرائيل.

في اللحظة التي كنا نبحث عن حدود إسرائيل على الخريطة العالمية، ترى هل كانت في الكويت فغزاها أم في إيران؟ أم في جنوب العراق فدمره أم في الشمال فأحرقه؟ في اللحظة التي لم يستوقف فيها أقران صدام بطشه، والذين كانوا على دراية بما يتركه من فساد في أرضه وعلى أرض جيرانه بعلامة إجماع العديد من الجيوش العربية لإنقاذ الكويت.

في اللحظة التي نددوا بالحرب على العراق، وإن أعدنا عجلة التاريخ قليلاً إلى الوراء، ترى لماذا لم يكتب أحد من كتاب الممانعة العرب عن العراقيين الذين قتلهم النظام العراقي الميت؟ رغم أن أعدادهم لا تقل عن الذين ماتوا خلال الحرب (الأبطال) حسب أقلام التعصب القومي (المساكين) ضحايا التعصب القومي وصمت هؤلاء الكتاب إن صفقتم للطاغية يقوَ عوده.

صفقتم للطغاة في اللحظة التي كانت فيها دماء العراقيين تروي أرض العراق، في اللحظة التي كانت توضع قنابل في جيوب قمصانهم وتفجر عن بعد ـ حسب ما شاهدناه على شاشات التلفزة، لماذا لم تكتبوا لحظتها وانتظرتم موضة الحريات والتعبير القادمة من العالم التي استدركها بعضكم استرزاقاً، لماذا لم تصدقوا ناجي العلي؟؟.
في اللحظة التي تتعالى أصوات العديد من القوى والكتاب العرب الشوفينيين بربط إقليم كردستان العراق عبر خيط بإسرائيل رغم أننا لم نشاهد العلم الإسرائيلي يرفرف في سماء كردستان مثلما في القاهرة وعمان وأماكن أخرى، وكأنه حال من العمى أن نغض النظر عن القواعد الأمريكية الضخمة التي تمتد في مساحات شاسعة على الأراضي والمياه العربيتن؟ هذا، إلى جانب صفقات مرتبطة بعلاقات اقتصادية ضخمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية؛ ففي تقرير نشره رويترز والذي نشر في جريدة الاتحاد الإماراتية بتاريخ 14أبريل 2010م تحت عنوان تقرير: نمو الصادرات الأميركية إلى الدول العربية 20% خلال  2010م:
“من المتوقع أن تستورد الدول العربية سلعاً وخدمات بقيمة 800 مليار دولار إجمالاً العام 2010م ويتوقع أن تظل مصر من أهم أسواق الشرق الأوسط للسلع الاستهلاكية والرأسمالية الأميركية بما في ذلك المعدات العسكرية.

ويتوقع أن تكون قطر، التي تسيطر على 14,3% من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم والمقر المتقدم للقيادة المركزية الأميركية، أكبر أسواق المنطقة نمواً بالنسبة للمصدرين الأميركيين في  2010م.

حيث قال ديفيد حمود٬ الرئيس والمدير التنفيذي للغرفة التجارية الأمريكية العربية الوطنية٬: “إن العامل الرئيس الذي يحرك نمو الصادرات الأميركية في المنطقة عدد من مشروعات البنية التحتية الضخمة تصل قيمتها لمئات المليارات من الدولارات على المدى الطويل”.

وتشمل هذه المشروعات بناء ست مدن اقتصادية في السعودية في إطار حملة المملكة لتنويع مواردها بعيداً عن الاعتماد على النفط والغاز بشكل شبه كامل.

كما تخطط ليبيا والجزائر لمشروعات بنية تحتية كبيرة.

إذاً، الأحوال مفتوحة حتى آخرها مع الولايات المتحدة الأمريكية في البلدان العربية علناً ومع الموائد العربية التي تتبخر عليها كل من الكوكا كولا والبيبسي إلى جانب الصفقات الاقتصادية السرية مع إسرائيل لعديد من تلك الدول مباشرة منها وعبر طرف ثالث.
في اللحظة التي تربى أجيال على صراعات وهمية، في اللحظة التي تنطفئ الحكمة فيها من العقل لتمحو الهدأة والسكينة في تلك الأجيال.

الآن، وبعد الوجود الأمريكي في معظم دول المنطقة، وإن كان وجوداً رمزياً ظاهرياً لبعضها المتسمة بالخجل عبر علبة سجائر المالبورو، وفي اللحظة التي اغتيل فيها طالب وصحفي كردي في كردستان العراق (سردشت عثمان) الطالب المعارض لسياسات حكومة إقليم كردستان العراق؛ مما دعا العديد من الكتاب العرب والمواقع العربية المفتوحة تلك على الصراع السوريالي مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إلى التوغل بل والاجتهاد في التحليل كأنهم كتاب سيناريو مسلسلات رخيصة الفكر كالتي تصنعها تركيا مدعومة من مؤسسات عربية الآن وتحاول عبرها إيجاد شاغر لها في المنطقة في المساحة المتبقية من الموائد المحلية والمستوردة على أرض الشرق همّ هؤلاء الكتاب إلى اتهام حكومة الإقليم الكردية عبر استنادهم إلى الفكر التعصبي الشبيه بذلك الفكر ـ تاركِ الدكتاتوريات على هواها والتمجيد باسمها، وهنا وعلى سبيل المثال ما كتبه الكاتب المصري صلاح الدين محسن في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 2010 / 5 / 15م تحت عنوان: ما قبل اغتيال الصحفي الكردي سردشت عثمان، هذا الكاتب الذي يعتبر نفسه وكما كتب هو في المقال ذاته، أحد المدافعين عن الحريات والديمقراطية، هذا الكاتب الذي هو من مواليد العام 1948م له من السنين ما جعله يشهد حملات الأنفال ومجزرة حلبجة التي حدثت العام 1988م إذ أنه كان في الأربعين من عمره وكان كاتباً، ولا أعرف إن كان مدافعاً عن الحريات والديمقراطية آنذاك أم لا، هذا الكاتب الذي يتهم مسعود البارزاني ـ رئيس حكومة الإقليم، مباشرة بحادثة اغتيال الصحفي الكردي سردشت عثمان.

ترى، ماذا لو نال الراحل الصحفي سردشت عثمان جائزة عالمية في الصحافة؟ لسعى الإعلام العربي الحكوماتي، وعلى رأسهم الأستاذ ذاك المذكور، ولقالوا: سردشت عثمان صحفي عراقي ينال جائزة عالمية.

ومن المفارقة أن تأتي كلمة الاعتراف بالهوية الكردية والاعتراف بالإقليم الكردي وبنسب سردشت عثمان الذي كان مناهضاً لسياسات الحكومة الكردية هناك والذي اغتيل في إقليم كردستان العراق؛ إذ لا يحق للكتاب العرب ـ جماعة الممانعة منهم، الكتابة عن صحفي كردي اغتيل  في اللحظة التي لم يكتبوا أبداً، ولو لتعزية الكرد بضحايا الأنفال و مجزرة حلبجة التي تعتبر من أبشع المجازر، وإن كتب كاتب عربي ممانع عن هذه الحادثة ـ مشكوراً ـ فعليه الكتابة ضمن إطار الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الصحفيين عالمياً لا التشهير والاسترزاق جرّاء اتهامه لحكومة الإقليم والتحقيق لم يزل جارياً ـ هذا الإقليم الذي معاناته من سخط  الكتاب العرب الممانعين لا تقل عن جرائم النظام العراقي والعديد من الأنظمة العربية التي كانت تُعبئ جيوشها عبر الجامعة العربية فتذهب لنصرة العروبة في العراق عبر دخولهم في صراع القضاء على ثورة الملا مصطفى البارزاني ـ وإن كتبوا واتهموا الحكومة الكردية بجريمة اغتيال الصحفي الكردي الشاب سردشت عثمان (والتحقيق لم يزل جارياً) فعليهم الكتابة وكما يقول المنطق الرياضي، وحسب قانون المستفيد من الاغتيالات، عليهم الكتابة وقبل انجاز التحقيق عن الأنظمة التي شاركت في اغتيال كل من ناجي العلي و ليس انتهاءً  بجبران تويني.


الكاتب المصري صلاح الدين محسن، في اللحظة التي يستدرج فيها حركة التحرر الكردية في كردستان العراق إلى ساحة الكذب عبر كلامه حركات التحرر الكاذبة، وإن قرأ القليل من الأحداث التاريخية، وهو ملزم بذلك الأمر، سيما أنه من المدافعين عن الديمقراطية والحريات كما يدعي لتبين له أنه لم تخلق أمريكيا الثورة الكردية في العراق كما العديد من المنظمات العربية والإسلامية التي اختلقت إثر تضارب المصالح بين الولايات المتحدة والسوفييت، فإن حركة التحرر الكردية كانت حتى قبل بلورة الوجود الأمريكي في المنطقة واستمرت في الفترة التي كان النظام العراقي فيها من أقوى الحلفاء لأمريكيا.
من الخطأ تبيان الظلمة في الديمقراطية على أساس فساد في بعض الإدارات هناك، سيما أن جميع الأقليات التي تعيش على أرض كردستان تتمتع بكامل حقوقها وإن كانت هناك ثمة مشاكل في التخلف الاجتماعي التي يخيم على فئات عديدة من مجتمع كردستان العراق، إلا أنه نتيجة طبيعية لحالة القمع والقتل والتهجير التي مارسها التاريخ ضدهم ـ ففي العام 1991م هاجر مليون كردي من أرض كردستان جمعاً إلى المجهول ـ واستدراك بنية الشخص الكردي إذا ما عُويِنَ بناظور الشرق عموماً بالفساد فهو في مثابة سفسطائية الممانعين إذ قالوا “يا بوش، أين هو السلاح الكيماوي العراقي”.

وكأنها أعمت على أبصارهم وقلوبهم في آن.

وحريّ بهم الكتابة..

كأن” يا بوش، لقد نفقَ صدام حسين سلاحه الكيماوي على الكرد في العراق وانتهى الكيماوي وما من مشكلة”.
ثم يسرد الكاتب المصري صلاح الدين محسن سيناريوه إذ قال بأنه رفض دعوة رسمية من حكومة كردستان العراق خوفاً من جهاز الإقليم الأمني يقول:” وجدت أن حكومة من هذا النوع، وبالحال السابق شرحه، قد لا يوافق جهازها الأمني على دعوة كاتب يدافع عن الحريات وعن الديمقراطية .

.

وإن وافقوا ، وقمت بالزيارة ..

فإن مثل تلك السلطة القمعية ليس من الحكمة أن نأمن شرّها ..”.
ترى، كم كاتباً عربياً اغتيل في كردستان العراق؟
أين كان مأوى الشعراء العراقيين عندما كانت تطاردهم الأجهزة الأمنية العراقية في العراق؟
ومن أي نقطة حدودية هرب جميع الشعراء العراقيين من أجهزة حكوماتهم المتعقّبة؟
ويسرد أيضاً:” كما يلاحظ أن القيادة الكردية تستعين بكتاب وصحفيين غير أكراد بل وغير عراقيين – لا داعي لذكر الأسماء – تستضيفهم وتكرم وفادتهم ، لكي يبيّضوا وجهها”.


في دعوة منه بالتشهير بالشعراء والكتاب العرب وغير العرب، الذين زاروا كردستان العراق، فلا يتجرأ أحد من هؤلاء الشعراء والكتاب على زيارة الإقليم الكردي.

هذه العملية تهدف إلى عزل الكرد عن العالم وتوسيع الهوّة بينه وبين شعوب المنطقة تكميلاً لما بدأه صدام حسين في التاريخ الحديث وهو في مثابة مجزرة أخرى بحق الكرد، هذه العملية التي لا أعتبرها غريبة على كتاب الممانعة هؤلاء حينما أطلقوا جدار الصوت في حالات إنسانية عديدة للحيلولة دون انتشارها مثل فتحهم النار على رواية (وليمة لأعشاب البحر) للكاتب السوري حيدر حيدر، ومؤخراً عندما ترجم كتاب للشاعرة المصرية إيمان مرسال إلى العبرية في حين تُدرَّس اللغة العبرية في العديد من الدول العربية.


وفي سرد الكاتب صلاح الدين محسن عن كتّاب زاروا كردستان ومنعه من ذكر الأسماء،
أرجعت بنا الذاكرة عندما زار الشاعر أدونيس كردستان العراق، والذي يقصده الكاتب هو أيضاً، ترى هل زار أدونيس كردستان العراق بغرض المال أم بغرض جائزة نوبل؟ كما قال العشرات من الشبيبة العرب في المواقع الالكترونية والصحافة المطبوعة.

ترى، هل أصبح الكرد مادة خامة؛ من يتزلف إليهم ينلْ جائزة نوبل؟! لماذا لا تعطى جائزة نوبل إلى كاتب كردي؟ إذاً، عوضاً من إعطائها، وكما يقولون، إلى كتاب أصدقاء للكرد..

لماذا لم يكتبوا عن الكاتب باولو كويلو عندما كتب عن الكرد في إحدى رواياته ولم يتهموه بـ نوبل؟ أو الكاتبة أجاتا كريستي أو كتاب عرب سبقوا  أدونيس الكتابة عن الكرد أو الأدب الكردي وهم ليسوا كثراً للأسف من محمد مهدي الجواهر إلى عماد فؤاد؟.

هو إذاً التاريخ يخوض حروبه الواهنة بيدين مستعارتين، هو الزمن الذي يتبدى لنا من الوهلة الأولى شاقاً، هكذا تحوّل طالب جامعي كردي وصحفي إلى بطاقة أخرى يرفعها التعصب في وجه الريح، هذا الطالب الذي أطالبُ بدوري حكومة الإقليم الكردي في كردستان العراق بتوثيق الحقيقة إلى روحه.


“الأمريكان قادمون” سدوا الأبواب فلا تُغوى الريح.
برلين
ــــــ
ـ ملحق ـ
قرارات الشؤون السياسية والقانونية والاعلام
الصادرة عن مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السابع عشر
دورة التضامن الإسلامي انتفاضة الشعب  الفلسطيني
المملكة الأردنية الهاشمية, عمان.


3 – 7 شعبان 1408 هـ  (الموافق 21 – 25 آذار (مارس 1988م)                     
قرار رقم 1/17 – س حـول انتفاضة الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلـة
قرار رقم 2/17 س حول قضية فلسطين والنزاع العربي الاسرائيلي
قرار رقم 3/17 – س بشأن الجولان العربي السورى المحتل
قرار رقم 4/17 – س الاوضاع الخطيرة التي يعيشها الشعب العربي في الاراضي العربية المحتلة
قرار رقم 5/17 – س حول احتلال اسرائيل لاراض لبنانية
قرار رقم 6/17 – س بشأن التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل
قرار رقم 7/17 – س بشأن قرار حكومة الولايات المتحدة الامريكية اغلاق مقر البعثة الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الامم المتحدة بنيويـورك
قرار رقم 8/17 – س بشأن الطعن بأوراق اعتماد اسرائيل في الامم المتحدة
قرار رقم 9/17 – س بشأن التسلح النووى الاسرائيلي
قرار رقم 10/17 – س بشأن الدول التي قررت استئناف أو انشاء علاقات دبلوماسية مع العدو الصهيوني والدول التي ما تزال تحتفظ بعلاقات دبلوماسية معه
بشـأن المكتب الإسلامي للتنسيق العسكري مع فلسطين  (منظمة التحرير الفلسطينية) قرار رقم 11/17 – س
قرار رقم  12 / 17 – س بشأن المكتب الإسلامي لمقاطعة إسرائيل
قرار رقم 13/17 – س بشـأن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين
قرار رقم 14/17 – س بشـأن مراقبة تحركات العدو الصهيوني
قرار رقم 15/17 – س بشـأن صندوق القدس ووقفيته
قرار رقم 16/17 – س بشـأن طابع فلسطين
قرار رقم 17/17 – س بشـأن تدريس مادة (تاريخ وجغرافية فلسطين) في جميع مدارس الدول الاسلامية
قرار رقم 18/17 – س بشـأن مدينة القدس الشريف
قرار رقم 19/17 – س بشـأن لجنة القدس
قرار رقم 20/17 – س بشـأن حرمة الأماكن المقدسة ومناسك الحج
قرار رقم 21/17 – س بشـأن التدابير الخاصة بتنظيم وتحديد اعداد الوافدين الى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج
قرار  رقم 22/17 – س بشـأن النزاع العراقي – الايراني
قرار  رقم 23/17 – س بشـأن الوضع في أفغانستان
قرار رقم 24/17 – س بشـأن أمن الدول الاسلامية وتضامنها
قرار رقم 25/17 – س بشـأن الخلاف الاقليمي بين ليبيا وتشاد
قرار رقم 26/17 – س بشـأن العدوان الأمريكي على الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية
قرار رقم 27/17 – س بشـأن قضية ناميبيا
قرار رقم 28/17 – س بشـأن سياسات الفصل العنصري لنظام الأقلية العنصري في جنوب أفريقيا
قرار رقم 29/17 – س  بشـأن سياسة زعزعة الاستقرار التي تمارسها جنوب أفريقيا ضد الدول المستقلة المجاورة
قرار رقم 30/17 – س بشـأن الوضع الاقتصادي الحرج في أفريقيا
قرار رقم 31/17 – س بشـأن التضامن مع شعوب السهل الأفريقي
ار رقم 32/17 – س بشـأن جعل أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا مناطق خالية من الأسلحة النووية
قرار رقم 33/17 – س بشـأن تعزيز أمن الدول غير الحائزة للاسلحة النووية في مواجهة استخدام الاسلحة النووية أو التهديد باستخدامها
قرار رقم 34/17 – س بشـأن عقد مؤتمر دولي تحت اشراف الامم المتحدة لتحديد معنى الارهاب والتمييز بينه وبين نضال الشعوب في سبيل التحرر الوطني
قرار رقم 35/17 – س بشـأن تغزيز التضامن الاسلامي في مكافحة القرصنة الجوية
قرار رقم 36/17 – س بشـأن مشكلة القرن الأفريقي
قرار رقم 37/17 – س بشـأن احتلال أثيوبيا منطقتين من أراضي جمهورية الصومال الديمقراطية
قرار رقم 38/17 – س بشـأن جزيرة مايوت القمرية
قرار رقم 39/17 – س بشأن اللاجئين
قرار رقم 40/17 – س بشـأن الجماعات المسلمة في الدول غير الاعضـاء
قرار رقم 41/17 – س بشـأن قضية المسلمين في جنوب الفلبين
قرار رقم 42/17 – س بشـأن محنة الاقلية التركية المسلمة في بلغاريـا
قرار رقم 43/17 – س بشـأن التعاون بين منظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمـات الدوليـة والإقليميـة
قرار رقم 44/17 – س حول وثيقة حقوق الانسان في الاسلام
قرار رقم 45/17 – س حول اللجنة الاسلامية الدولية للقانون
قرار رقم 46/17 – س حول حالة التصديق والانضمام لاتفاقية حصانات وامتيازات منظمة المؤتمر الاسلامي
قرار رقم 47/17 – س بشـأن محكمة العدل الاسلامية الدولية
قرار رقم 48/17 – س بشـأن الاعــــلام
قرار رقم 49/17 – س بشـأن وكالة الأنباء الاسلامية
قرار رقم 50/17 – س بشـأن منظمة اذاعات الدول الاسلامية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…