رد على مزاعم الحزب الديمقراطي العربي السوري المشبوه

رودوست برزنجي*

في بيانها السياسي رقم (21) ، وبخطاب تفوح منه رائحة الغلّ والعنصرية المقيتة ، ومن خلال نظرةٍ ضّيقة جداً للواقع السياسي الراهن في سوريا والمنطقة ، يدّعي الحزب الديمقراطي العربي السوري، ( الذي لم أسمع حتى باسمه قبل قراءتي للبيان )
1- إنّ الأكراد بدؤوا في العراق، على غرار بدايات اليهود في الأربعينات والخمسينات ،عندما دعمتهم بريطانيا ،وإنّ بعض الأكراد تتلمذوا على أيدي جنرالات إسرائيلية وأمريكية في العراق؛ لتنفيذ مخططات إسرائيلية في الشرق الأوسط ، مقابل وعود زائفة للأكراد بقيام دولة كردية .
وهنا أرد على هذا الإدعاء، الذي لا يصدر إلاّ عن بعض المراهقين السياسيين، والذين يفتقدون دوماً إلى ما يؤكد صحة إدعائهم، من أدلة وبراهين، بأنّ من يشير إليهم البيان من قيادات كوردية، ( الرئيسين البرزاني والطالباني) قد أكدا في عدة مناسبات ،ودحضا هذا الإدعاء، و طلبا من الإعلاميين زيارة كردستان، والتجول فيها، ليقفوا على حقيقة الأمر، وليس هناك حتى الآن من يستطيع، تقديم دليل مادي ملموس، على وجود الموساد الإسرائيلي في كوردستان العراق، بينما يرفرف العلم الإسرائيلي، فوق سفارات عدة دول عربية ، ويتجول الموساد الإسرائيلي على أرض العروبة، ويلتقي الرؤساء والملوك العرب مع قادة اسرائيل .
ومن منا لا يتذكر الزيارة الأخيرة للسيدة الشقراء – تسيفي ليفني- ( التي شغلت منصباً في الموساد الإسرائيلي ،ومن ثم منصب وزارة الخارجية) لدولة قطر العربية فاستقبلت بحفاوة من أمير قطر وعقيلته الشيخة  موزة ، دون أن يجرؤ الأمين العام للحزب المذكور آنفاً ،من نعت قادة تلك الدول العربية بالعمالة لإسرائيل.
أيُّ منطقٍ سياسيٍّ أعوج هذا ؟
وهل يستطيع أي عربيٍّ ،لا زال يعتزُّ بعروبته ،أن يدّعي أنّ كوردياً في أيّ بقعةٍ من العالم، قد تجسس يوماً لصالح إسرائيل ؟
 بينما تعجُّ الذاكرة بمئات الأسماء لمواطنين عرب، باعوا أنفسهم بحفنةٍ من الدولارات لإسرائيل.
وهل لأن الكورد في العراق استنجدوا  بكل دول العالم، ومنها الدول العربية، لتخليصهم من تسلط وظلم واضطهاد حزب البعث العربي العراقي، ومن دكتاتورية صدام حسين،( والذي هو ابن جلدة الأمين العام للحزب المذكور) فخذلتهم كل الدول العربية، وقدمت بعض الدول الأوربية يد العون والمساعدة لهم، وتوافقت مصالح الأمريكان مع مصالح العراقيين الشرفاء، ومن بينهم كورد العراق ،فأصبح الكورد خونةً وعملاء ؟
ألم يوقف الملا مصطفى البرزاني، ( والد الرئيس مسعود البرزاني) قتاله مع الجيش العراقي، في سبعينيات القرن الماضي، ليتسنى للجيش العراقي  مساعدة الجيش السوري، في حرب تشرين عام 1973م ضدّ إسرائيل ؟
ألم تكن المعارضة العراقية بكوردها وعربها ،في خندقٍ واحد، قبل وأثناء الحرب الأمريكية على العراق ؟
أوليس إقليم كوردستان جزءاً من العراق  ؟ فكيف يقبل العرب العراقيون ، بوجود الموساد على أرض العراق؟ وكيف تقبل الجامعة العربية بذلك ؟ولماذا لا يثير غير الغوغائيون هذا الأمر؟
هل كلّ الكتل السياسية تعمل إذاً لصالح إسرائيل ، فتتستر على العلاقات الكوردية الإسرائيلية ؟
هل كلّ القادة العرب عملاء لإسرائيل ؟
فمعظمهم استقبلوا الرئيسين البارزاني والطالباني ، وعبروا عن دعمهم لهما .
هل فقد كل العرب غيرتهم على عروبتهم، ولم يتبق إلا حزبكم في مجابهة إسرائيل ؟
يقول الكاتب العربي صالح القلاب ،في مقالٍ له نشر في صحيفة الشرق الأوسط: غير صحيح أن إقليم كردستان العراق أصبح جيبا عميلا ، ووكرا للمخابرات الإسرائيلية، والصحيح أن أكثر العرب تزمتا وتعصبا ،هم الذين يدفعون الأكراد دفعا ليكونوا ضد الأمة العربية، وليتخذوا موقعا محايدا بين الدول العربية وإسرائيل.
2- الإدعاء والتجني الأكبر في البيان، جاء من نصيب الأحزاب الكوردية في سوريا، عندما وصفها الحزب المذكور بأنها منظمات إرهابية وتخريبية  ، و أحزاب مدعومة من بريطانيا وأمريكا ، ومدربة على أيدي جنرالات إسرائيلية، وعلى الرغم أنّ  البيان لم يسمها بالاسم ، فإنه يفهم منه، أنها أحزاب الحركة الكوردية ،وحزب العمال الكوردستاني ،إذ لا وجود لأية أحزاب أخرى غيرها على أرض سوريا ،إلا والعلم عند الله والحزب المذكور، إذا كانت هناك أحزاب كوردية أخرى، تقوم بأعمال التخريب والقتل في سوريا ،ونحن الكورد لا نعرفها !!!!!!!
هنا لا بدّ من تبيان الحقيقة، لأعضاء الحزب الديمقراطي العربي السوري، الغيارى، والميامين
في سوريا حوالي أربعة عشر حزباً كوردياً ،تفرعوا جميعاً من غصنٍ واحد، هو الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا، وجميعهم دون استثناء، يتبعون أجندة وطنية سورية بامتياز، باعتراف النظام في سوريا، وحزب البعث نفسه، وكذلك الأحزاب الشيوعية، والأحزاب العربية في المعارضة السورية، وليس هناك بينها من يدعو للانفصال، أو إقامة دولة كوردستان، كما يدّعي حزبكم، كما لا يوجد حزب كوردي في سوريا، يتبنى العنف سبيلاً لحل القضية الكوردية ،التي اعترف بيانكم بوجودها ،بل أنّ الكورد في سوريا ( الكورد جميعهم) ، يتبنون النضال السلمي، والحوار، فكراً وعملاً، لحل القضية الكوردية ،ويرفضون بشكل قاطع، الاستقواء بالخارج ،وعلى سبيل المثال ،أورد لكم مقتطفاتٍ، من البرنامج السياسي، لبعض الأحزاب الكوردية، ومن يريد المزيد ،يمكنه العودة إلى برنامج، أي حزب كوردي في سوريا ،عبر مواقعها الانترنيتية
المادة 14 في المجال الوطني السوري :
استعادة أراضي الجولان المحتلة ، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وفق مواثيق الأمم المتحدة ،ومقررات مجلس الأمن الدولي، بغية إحلال السلم والاستقرار في المنطقة .
في المجال العام :
يولي الحزب الأهمية الكبرى، لمبادئ ومقررات الشرعية الدولية، وضرورة انتهاج طريقة الحوار، ولغة التفاوض، في حل القضايا والنزاعات، واحترام مصالح الجميع ، وذلك بالارتكاز على ثقافة اللا عنف، بدل لغة الحرب، وعسكرة المجتمعات.
3- لا أعلم من أي وثيقة تاريخية، قد استمد الحزب المذكور معلوماته، أنّ السلطات السورية ، قد قامت عام 1962م ، بإحصاء الأكراد، ومنحهم الجنسية ، والهوية السورية ، وضمنت لهم حق التعايش ، مع إخوتهم من باقي الأقليات، فكل من تقدم بطلب لدى الأحوال المدنية ، حصل على الجنسية السورية، ولم يبق إلا الجهلاء، والذين كانوا أجندات تعمل بالخفاء، لصالح بريطانيا وإسرائيل .
غريب جداً أن يكون في سوريا ثلاثمئة ألف جاسوس كوردي، يعملون لصالح إسرائيل ، ولا زال البلد ينعم بالأمن، والأغرب من ذلك، أن السلطات الأمنية ، لا تعلم بذلك والأغرب من الأمرين معأ ، أنً الرئيس بشار الأسد الذي يستشهد الحزب بقوله، لا يعلم أيضاً هذه الحقيقة، فوعد عدداً من المرات بحل قضية المجردين من الجنسية.
أما ذكاء كاتبي البيان ، فيظهر في نعت هؤلاء، بالجهلاء، كيف يكونون جهلاء ، وهم أجندات تعمل بالخفاء، لصالح بريطانيا وإسرائيل.
على السيد إبراهيم آل إبراهيم، الأمين العام للحزب العربي السوري، أن يقرأ التاريخ أولاً ، ويعود إلى كتاب الضابط – ابن جلدته-  محمد طلب هلال، و ليقرأ – إذا كان يحب المطالعة – فيظهر جليّاً له، أنّ إحصاء عام 1962 م ، قد جرّد آلاف الكورد من جنسيتهم السورية، بهدف تغيير الوجه الديموغرافي لمنطقة الجزيرة السورية ؛ والتي تسكنها غالبية كوردية، ولا أعلم هل التبس الأمر على سيادة الأمين العام، فظنّ أن (جردت السلطات السورية) ، تعني (منحت) ، فإن كان الأمر كذلك، فأنا أعرض على فخامته، وأنا الكوردي القومية ، السوري الانتماء، أن أشرح له الفرق بين الكلمتين .
في الصفحة 335 من كتاب تاريخ كردستان ، تأليف م.س لازاريف، م.أ.حسرتيان، ي.ي.فاسيليفا، أولغاجيغالينا، شاكرو محوي، ترجمة : د.عبدي حاجي جاء مايلي:
 (وفي تشرين الثاني 1962، قامت الحكومة بناءً على المرسوم رقم 93 بتاريخ 23 آب عام 1962، بإجراء إحصاء للسكان في محافظة الحسكة، الذي أسفر عن حرمان 120 ألف كوردي، من الجنسية السورية ، والحقوق المدنية، وتواصلت سياسة حرمان الكورد، من الحقوق المدنية، في السنوات اللاحقة، وكان ينبغي تهجير هؤلاء الكرد، من قراهم، وتوطين العرب في أماكنهم، وكان إقامة ما يسمى (الحزام العربي) ، في الجزيرة، والمخصص لتوطين العرب وحدهم فيه، يعيد إلى الأذهان سياسة الفصل العنصري …..)
4- يتساءل البيان، عن المسببات التي جعلت الأكراد في سوريا، يفكرون بدولة الأوهام كردستان ، والمطالبة في إنشاء مدارس مستقلة ، عن باقي القوميات في سوريا، خاصة بلغتهم.
وقد أسلفت في جوابي السابق، أنّ الكورد لا يدعون في سوريا ، إلى إقامة دولة كوردستان ، وجلّ أهدافهم تدعو، إلى الاعتراف الدستوري بالكورد، كقومية ثانية ، ورفع الاضطهاد القومي عنهم، ومنحهم حقوقهم الثقافية ، والقومية، ضمن إطار وحدة البلاد.
 أما كون كوردستان دولة الأوهام، في نظر الحزب الديمقراطي العربي ، الذي يرفع شعار   علم… تقدم… ديمقراطية، فإنني أطلب من كاتبي البيان، مرةً أخرى، أن يقتدوا بالعلم ، ويعودوا إلى التاريخ ، ويكونوا ديمقراطيين، في تقبل الحقائق التاريخية، تقدميين في فكرهم ، متقبلين أنّ الكورد كما العرب، لهم قوميتهم التي يفتخرون بها، ولغتهم التي يعتزون بها ، والتي هي لغة قديمة متأصلة، من حقهم أن يتكلموا بها، ويتعلموها، ويعلموها لأبنائهم، وأي ضيرٍ من أن يكون للكورد مدارسهم الخاصة، يتعلمون فيها بلغتهم، وهل منطق تعريب الكورد، والذي يتغنى به حزبكم، يختلف كثيراً عن موقف العثمانيين ، الذين حكموا الوطن العربي قروناً أربعة في تتريك العرب، وموقف الصهاينة، في محاربة كلّ عناصر العروبة ، بما فيها اللغة العربية .
هل تدريس اللغة الإنكليزية، (لغة بريطانيا وأمريكا) والفرنسية، والروسية ،والعبرية، ( لغة الصهاينة) في المدارس، وأقسام اللغة، في كليات الآداب في سوريا ، أمر طبيعي، (وهو كذلك من وجهة نظري) أما تدريس اللغة الكوردية، فهو عار كبير ، وأمرٌ عظيم ، قد يخدش شعوركم العربي ، وأنفتكم العربية.
5- هنا سأرد على السؤال الذي ورد في البيان :
يقول البيان : إذا كان الأكراد يدافعون عن قضيتهم المزعومة، فلما لا يتكلمون بلسانهم، لما يتكلمون بلسان الإمبريالية والصهيونية، ويعملون بتوجيهاتها، وإذا كانت مطالبهم تستحق التنفيذ من قبل دولتنا ، فلما لا يطالبونها بوجه حق، وأي حق هذا الذي يطلبونه، (الدولة) ومتى كانت الدول تستجدى من الآخرين، وأين هي تلك دولتهم المزعومة، وما تاريخ هذه الدولة الضائعة، بين سورية والعراق وتركيا وإيران، وأخيراً وليس آخرا،ً نتمنى من الأكراد أن يصحوا من سكرتهم، وأن لا ينسوا فضائل من احتضنهم ، وعاملهم معاملة المواطن العربي السوري ….
الجواب : الكورد في سوريا مواطنون سوريون، يحبون بلدهم ، دافعوا عنه بكل بسالة ، أيام الاستعمار الفرنسي، ولا أدري هل يعلم حزبكم، أن الكورد سطروا ملاحم البطولة، في عامودا وبياندور و دمشق، وغيرها من المناطق، وإنّ أول من رفع العلم السوري فوق سرايا الدولة السورية ، هو المجاهد الكوردي السوري أحمد بارافي .
الكورد في سوريا ليسوا انفصاليين كما تدعون، ولكن كوردستان لم تكن يوماً وهماً، بل هي حقيقة تاريخية، تؤكدها كتب التاريخ الكثيرة، فقد اهتم مجموعة من المستشرقين، الإنكليز والسوفييت، وكذلك عدد من المؤرخين العرب، والكورد، بتاريخ كوردستان والكورد ، كما دلت الآثار المكتشفة، في مناطق تواجدهم ،على توغل وجودهم هناك، منذ آلاف السنين، والإغريق هم أوائل من جاؤوا إلى كوردستان، وكتبوا عن الكورد ، وقد كتب القائد اليوناني (كزينوفون) ،الذي مر بكوردستان في سنة/401/ قبل الميلاد، في كتابه (اناباز) ،عن الكورد ، وسماهم (الكاردوخ)، وتعتبر هذه الوثيقة من أهم الوثائق، التي اعتمد عليها المؤرخون ، ثم جاء بعده ، المؤرخ اليوناني هيرودوت (450 ق .م ) ، والإمبراطور الروماني الاسكندر المقدوني (331 ق .

م، (  ومن ثم الجغرافي المعروف (سترابون )58 ق .

م ، وكلهم كتبوا عن الشعوب الكوردية، وحضارتهم، وأهم الإمبراطوريات والدويلات والدول الكوردية، التي أسسها الكورد.
أعود لنفس المقالة السابقة، للأستاذ صالح القلاب، وفي الفقرة التي كتب فيها:
إنه غير جائز، بل وعيب ما بعده عيب، أن ينكر العرب وجود أمة كردية في الوقت الذي أمضوا فيه هم نحو قرن بأكمله وهم يناضلون من أجل تأكيد وجود أمتهم العربية ودورها الحضاري وحقها في إقامة دولتها الموحدة.

وأيضا فإنه غير جائز، وعيب ما بعده عيب، أن ينادي العرب بتحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة للشعب الفلسطيني وينكرون على أشقائهم الأكراد هذا الحق نفسه بإقامة دولتهم القومية الواحدة في كردستان العراق وفي كردستان الإيرانية التي شهدت للحظات كأنها الحلم ولادة دولة «مهاباد» في كردستان الإيرانية.
أما ان لا ننسى فضائل من احتضننا، وعاملنا معاملة المواطن العربي السوري، فأنا لن أنسى فضل حزبكم ، العربي ، العروبي، القومي ، العنصري، في اعتبارنا جواسيس لإسرائيل، ولن أنسى فضائل الضابط العربي محمد طلب هلال ، الذي جردنا من هويتنا السورية ، كما لن ننسى فضائل حامي البوابة الشرقية ، والزعيم العربي القومي، صدام حسين ،الذي قتل الآلاف من الكورد ، بالأسلحة الكيماوية.
 وبالمقابل عليكم أن لا تنسوا ، فضائل القائد الكوردي صلاح الدين الأيوبي، الذي حرر القدس، ورفض أن تقام دولة كوردستان، ظناً منه أنّ الإسلام، قد أزال الحقد والغل والتفرقة من قلوب كل الضعفاء، وساوى بين العربي والكوردي، ولا تنسوا فضائل كل الكتاب والشعراء الكورد ، الذين أغنوا الثقافة العربية والفكر والعلم ، أمثال أمير الشعراء أحمد شوقي، والرصافي، وابن خلكان، وابن الأثير، وعباس بن فرناس، وأبو مسلم الخراساني، ومحمد عبدو، وقاسم أمين ، وأحمد أمين، وأحمد حسن الزيات، ومحمد كورد علي ، والعقاد، و الزهاوي ،  و…………الخ
6- لم أشأ في ردي على هذه المزاعم، إلا تبيان الحقيقة لأخوتنا العرب في سوريا ، وباقي الدول، فلقد جمعت الكورد والعرب عبر التاريخ ، مصالح واحد، فشارك الكورد أخوتهم العرب، في النضال من أجل التحرر من الاستبداد العثماني، والاستعمار القديم ، كما ضحى الكورد بدمائهم، من أجل إخوتهم العرب، في فلسطين ولبنان.
ولا يخفَ على أحد، أنّ القادة والكتاب الكورد ، وقفوا إلى جانب العرب ، في دعمهم للقضية الفلسطينية، كما وقف الكثيرون من إخوتنا العرب، أصحاب الفكر المتنور، والذين رفضوا أن يظلم الكورد ،فصرخوا يعلنون رفضهم، اضطهاد الكورد، وهؤلاء باقون في ذاكرة التاريخ الكوردي ، كتبت أسماؤهم بيراعٍ لا يزول حبره.
لقد ولّى دون رجعة، ذلك الفكر القومي المتطرف، ولم يتبق له إلا الأثر، في نفوس الضعفاء والمنتفعين ، والذين يضعون مصالحهم الضيقة ، فوق مصلحة الوطن والمواطن.
إنّ الدولة الوطنية، التي تتبنى النهج الديمقراطي سلوكاً وعملاً ، هي الأنسب لشعوب منطقتنا ،
إنّ سوريا هي بلد السوريين، كورداً وعرباً وآشوريين وسريان و….

، وهي بلد كلّ الخيرين،
عاشت سوريا، و هربزي كورد وعرب رمز النضال .
*كاتب كوردي سوري
 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…