فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى، فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي، حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ.
فَإِنْ فَاءَتْ، فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
(الحجرات: 9).
صدقَ الله العزيز العليم.
منذ نشأة الكيان التُّركي، على أنقاض المتبقّي من السّلطنة العثمانيّة، والشَّعب الكردي المظلوم المسلم، يواجَه بالحديد والنَّار، والقتل والدَّمار، والصَّهر والإنكار والقمع والإرهاب، والمنع والخراب.
ففي سنة 1925 و1930 و1938، حين كان الشَّعب الكردي المسلم، عرضة لوحشيّة آلة الحرب التركيَّة _ الأتاتوركيَّة، لم يصدر عن الأزهر، ولا من مكَّة المكرَّمة، والنجف الأشرف، وقمّ، إيَّة فتوى، تستنكر قتل وذبح الشَّعب الكردي، وتدعو إلى إيقاف الحرب عليه، باعتبارهم بشر، ومظلومين، بالدَّرجة الأولى، ومسلمين، بالدَّرجة الثَّانيَّة.
ولعلَّ الصَّمت والسُّكوت على الجرائم والفظائع والمذابح التي تعرَّض لها الكرد، كان بمثابة الشَّراكة والتَّواطؤ والتَّورُّط فيها.
وبعد غزو النِّظام العراقي للكويت، صارت بعض الأصوات الإسلاميّة ترتفع وتشير إلى مذابح الانفال، ومجزرة حلبجه التي اقترفها النَّظام العراقي السَّابق، ضدّ كرد العراق!.
بمعنى، حين امتدّ ظلم طاغوت العراق، ليطال الأخوة العرب، خارج العراق، صارت تلك الأصوات الإسلاميّة تتحدَّث عن مظلمة ومقتلة الشَّعب الكردي المسلم في حلبجه!.
وعلى أن ذلك الموقف أتى متأخِّراً، وضمن ظروف وسياقات معيّنة، إلاّ أنّه كان؛ عوةً محمودة عن الخطأ، جزاهم الله خيرَ فضائلها.
من نافل القول: إن الثّلاثين سنة الأخيرة، الصِّراع الكردي _ التُّركي، هي تتمّة لصفحات الذُّلِّ والهوان والظلم والجور والذبح والتّقتيل الذي تعرَّض الشَّعب الكردي في تركيا.
ولعلَّ من نافل القول أيضاً: إنّ الكرد، هم من استضافوا موجات الهجرة التُّركيَّة الأولى.
ووقفوا إلى جانب الأتراك، في إنشاء دولة سلاجقة الاناضول، ثمّ في بناء وتقوميّة وامتداد السَّلطنة العثمانيَّة.
ووقفوا إلى جانب السِّلاطين العثمانيين، وقفة المسلم مع أخيه المسلم.
والتّاريخ زاخر بالأدّلة والإثباتات ودوامغ الوثائق التي تؤكِّد ذلك.
كما كان للكرد دورهم البارز في تأسيس الجمهوريّة التركيَّة، على يد مصطفى كمال أتاتورك، بعد أن وعدهم الأخير، بالإدارة الذاتيّة لمناطقهم.
وأمّا دور الكرد في الحضارة والثَّقافة العربيّة والإسلاميّة، فحدِّث ولا حرج.
وبالنتيجة، لم تردّ تركيا على اكرادها، إلا بالغدر والطّعن في الظّهر، ونكران الجميل.
ولعلَّ التَّاريخ التُّركي المعاصر، منذ نشأة الجمهوريّة، كفيل بالإشارة إلى أن تركيا، لم تترك للشَّعب الكرديّ المسلم، الأبيّ، سبيلاً للدّفاع عن النَّفس، إلاّ للجوء إلى الجبال والقتال ومقاومة الظُّلم وإرهاب الدَّولة، بمزاولة العنف، في مسعى إيجاد منفرج سلمي للقضيّة الكرديّة في تركيا.
وبالتّالي، حزب العمال الكردستاني، ونضاله وكفاحه، لم يكن ضدّ الشّعب التُّركي، بقدر ما كان ضدّ ظلم وجور وقمع النِّظام التُّركي، والحكومات التُّركيّة المتعاقية، بحقّ الشَّعب الكردي المسلم.
وعليه، فالعنف الذي يمارسه الجانب الكرديّ ضدّ تركيا وجيشها ونظامها، هو نتيجة، وليس سبب.
وببطلان الأسباب، تبطل النّتائج.
منذ ما يقارب الثّلاثين سنة والصِّراع الكردي _ التّركي على أشهدِّه، وحرب تركيا، بدعم من إمريكا وإسرائيل وحلف الشمال الأطلسي، على أكرادها، وفصيلهم النّضالي، السّياسي والعسكري، المتمثّل بحزب العمال الكردستاني مستمرّة، على أشدِّها.
وكان صمت المراجع الإسلاميَّة في الأزهر ومكّة المكرّمة والنّجف الأشرف وقمّ، أيضاً، على أشدًّهِ!.
وعليه، لم يجد الشَّعب الكردي المسلم، المظلوم، نصيراً أو ظهيراً له، من الرُّموز الإسلاميّة أحد!.
ولم يكن نصيره، ولمّا يزل، سوى جباله وعزيمته وقوّة إرادته، وعدالة قضيّته.
ولو لم يمكن كرد تركيا أصحاب قضيّة عدالة، لانهار نضالهم تحت هذه الهجمات والضّغوط والتّكالب التّركي، الإقليمي الدّولي، الأمريكي، الإسرائيلي، الإيراني، السّوري، عليه!.
وعوضاً من أن تقف بعض الرّموز الإسلاميّة، موقفاً متضامناً مع المظلوم ضدّ الظّالم، ومع الضّحيّة ضدّ الجلاّد، وأقلّه، موقفاً محايداً من هذا الصِّراع، وأن يبقوا محافظين على صمتهم المشبوه، إلاّ أننا بدتنا نجد بعض هذه الرّموز، قد انزلق بهم الحال، إلى نصرة الظّالم ضدّ المظلوم، ونصر المنافق الدّجّال ضدّ المخدوع والمضطهد!.
وإلى ذلك، ما أطلقه الشّيخ يوسف القرضاوي في اسطنبول من نداءٍ باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على خلفيّة الاجتماع الثّالث للجمعيّة العموميّة لهذا الاتحاد، إذ دعى في بيانه ذاك إلى: (3- وإننا نحيّي الشعب التركي العظيم بكل فئاته ونترحم على شهدائه الأبرار، وقد أبى إلا أن يعيد الكرَّة بأسطول آخر.
ونحيّي شجاعة رئيس حكومته البطل رجب طيب أردوغان الذي وقف كالطود الشامخ يتحدى إسرائيل ومن وراءها فكتب صفحة جديدة في تاريخ الشعب التركي الذي كان أول من رفع راية الجهاد ضد الصليبيين عندما قام عماد الدين زنكي وابنه نور الدين محمود الشهيد وتلميذه صلاح الدين الأيوبي الكردي وفي تركيا أكراد أيضًا.
4- وإذا كان هذا الخوف جعل أعداء تركيا يكيدون لها ويمكرون لقائد مسيرتها أردوغان فإن على الأمة الإسلامية أن تقف مع تركيا وأن تحيي أردوغان وتدعو له بالنصر وتشد من أزره وتسند ظهره ولا تكتفي بالقول بل تتبعه بالفعل فتشتري البضائع التركية وتفضلها عن غيرها وتشجع السفر إلى تركيا وخصوصًا اسطنبول وأن تفتح الأبواب للمشاريع التركية حكومة وشركات ومؤسسات وأن تؤثر الشراكة مع تركيا وقد تفوقت في كثير من الصناعات وأمست الأولى فيها وقد أصدرنا منذ عدة أيام بيانًا بذلك عن مجموعة من العلماء نشرته الصحف ووكالات الأنباء.
5- وإننا ندعو الشعب التركي بكل أجناسه وتياراته الدينية والسياسية والأيديولوجية أن تقف صفًا واحدًا في مواجهة التحديات وأن يعملوا على إبطال المكايد والتآمرات التي تعوق التوجهات الإصلاحية الإيجابية التي تقوم بها حكومة أردوغان.
وإننا ندعو بكل قوة العلمانيين والليبراليين واليساريين وغيرهم أن يجعلوا أمتهم فوق أحزابهم وأن يستنكروا معنا الأعمال الإرهابية التي يقوم بها ما يسمى حزب العمال الكردستاني ويذهب ضحيتها الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم من المدنيين ، وإن القرآن الكريم ليحذرنا من قتل النفس بغير حق: ((من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)) ويقول الرسول الكريم: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق».
إن من حق تركيا أن ينعم أهلها بالأمان والاستقرار حتى تستطيع أن تبني وتجدد وأن الذين يقومون بأعمال العنف والإرهاب يخدمون أعداء الأمة كي تعوق مسيرة البناء والإصلاح).
وحين يطلق الشّيخ القرضاوي نداءه ذاك، يكون بذلك، أضفى الشّرعيّة، والصّبغة الإسلاميّة على حرب تركيا، بقيادة أردوغان، على أكرادها!.
والقارئ لمديح قرضاوي لأردوغان، يخيّل للمرء، وكأنّ أردوغان صار الخليفة الرَّاشدي السَّادس، بعد عمر بن عبدالعزيز!، لغزارة عدل وإنصاف وجسارة وشهامة أردوغان وتقواه!.
وعليه، إمَّا أن الشَّيخ القرضاوي، لا يعي شيء، عن حقائق الواقع التُّركي، ووقائع الحرب على الشَّعب الكردي المسلم في تركيا، وينساق لآلة التّضليل والتّشويه التّركيَّة.
وهذه طامّةٌ كُبرى!.
أو أنّه يعلمُ كلَّ شيء، ويتجاهل، وينحاز، ويتورَّط!.
وهذه كبرى الكبائر، أن يورّط شيخ وعالم دين من وزن القرضاوي، في هذه الحرب العسكريّة والسياسيّة والإعلاميّة القذرة التي تستكملها حكومة رجب طيّب أردوغان على الشّعب الكردي، تتمّة لما بدأه مصطفى كمال أتاتورك سنة 1925 بإعلان الحرب على الكرد المسلمين!.
ورغم أن كلّ الحقائق ووقائع الصِّراع الكردي _ التركي، تؤكّد، بما لا يدع مجال للشكّ، إن الجانب الكردي، وتحديداً، حزب العمال الكردستاني، كان ولا زال، جانحاً للسلم، إلاّ أن تركيا وحكوماتها، وبما فيها حكومة اردوغان، هي التي تردّ بالقتل والدمار ومنطق وذهنيّة الحرب.
وتطالب الكردستاني بالاستسلام.
وهذه، ينبغي ألاّ يحلم بها الأتراك.
إذ أن أحفاد صلاح الدين، ما استسلموا للصليبيين، وقبلهم، ما استسلموا للاسكندر، حتّى يستسلموا لأردوغان وباشبوغ!.
والقارئ لنداء القرضاوي، وكأنّ تركيا وحكومة عدالتها وتنميتها، هي التي أعلنت عن وقف لاطلاق النار من جانب واحد، 6 مرّات، ولم يستجب الكردستاني!؟.
وكأن تركيا وأردوغانها، هم من أعلنوا عفواً عاماً، وأعلنوا دستوري مدني، يعترف بالشّعب الكردي، ودوره وشراكته في الوطن، ويضمن حقوق هذا الشّعب السّياسيّة والثّقافيّة، إلاّ أن حزب العمال الكردستاني يرفض!؟.
وكأنّ الشّيخ القرضاوي، لا يعلم شيء عن عدد القتلى، من المدنيين الكرد، خلال فترة الصَّراع، وبخاصّة في فترة حكم العدالة والتنمية!؟.
وكأنّه لا يعلم أنّه الآن في السّجون التّركيّة نحو 3000 طفل كردي، تحت سنّ 17 سنة، لأنهم شاركوا في المظاهرات الكرديّة الاحجاجيّة!؟.
وقدّ يقول قائل: ولماذا الأطفال، في الاحتجاجات؟.
ويكفي الردّ بالقول: يحقّ للطفل الكردي ردّ الظّلم عن نفسه وهويّته ولغته وأهليه بالحجر، بنفس القدر ما للطفل الفلسطيني من الحقّ!.
ومثلما الطّفل الفلسطيني، البطل، في شوارع فلسطين، هو مثار إعجاب ومديح وقصائد وثناء، وكذا يجب ان ينطبق الحال على الطّفل الكردي!.
وألاّ فرق بين طفولة معذّبة ومقاومة هنا، وطفولة معذّبة ومقاومة هناك.
وهل سمع الشّيخ القرضاوي بالطّفل أوور كايماز، ذو 12 ربيعاً الذي قتل بـ13 رصاصة أمام بيته، وهو ذاهب لمدرسته؟!.
ماذا فعل أردوغان لمحاسبة الجنود الذين قتلوه؟!.
وماذا فعل لمحاسبة قتلة الطفلة جيلان أونكول، بقذيفة من الجيش التركي؟!.
من واجب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وفي مقدّمهم القرضاوي، الاتصال بكافة الأطراف، ومحاولة سكب الماء على هذه نيران هذه الحرب، بين الأكراد والاتراك، لا النفخ فيها والشدّ على يد القاتل، ضدّ القتيل!.
عملاً بقوله تعالى، المذكور أعلاه.
وحين تفيء تركيا إلى أمر الله، ويرفض العمال الكردستاني ذلك.
حينئذ، سنكون كلّنا، مع الشّيخ القرضاوي، والدّولة التّركيّة، ضدّ العمال الكردستاني.
وحينئذ، سيغدو عنف العمال الكردستاني، محض إرهاب، ولا يمتّ بحقّ المقاومة، بأيَّة آصرة.
لا زالت الحكومة التّركيّة الأردوغانيّة، ترفض الاعتراف باللغة الكرديّة، بشكل قانوني ودستوري.
وتجري بعض الاصلاحات الشكليّة لزوم المكياج والدكور والاقنعة، وبما ينسجم لإحكام سطرتها على الدولة أكثر وأكثر!.
ولا زالت اللغة الكرديّة، التي هي آية من آيات الله، عملاً بقوله تعالى: “ومن آياته خلق السّماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم”، ممنوعة قانونيّاً، ولا يحرّك حزب العدالة والتنمية ساكناً لإزالة هذا القمع عن تلك الآية!.
وكأنّ العمال الكردستاني، هو الذي على تحالف استراتيجي مع تل أبيب، وليست تركيا وحكومتها وجيشها!؟.
وكأنّ الكردستاني، هو الذي ينتقد اسرائيل على الملأ، ويركض لمفاوضات سريّة مع اسرائيل في بروكسل، كما فعل احمد داوود أوغلو؟!.
وكأنّ العمال الكردستاني، هو الذي يشتري العتاد والسّلاح من اسرائيل، وليست تركيا وحكومة عدالتها وتنميتها!.
وكأن الكردستاني هو الذي يريد تجريد مصر والعربيّة السّعودية والأردن دورها الاستراتيجي الوازن، وليس تركيا.
وكأنّ الكردستاني هو الذي يثير الشّارع العربي على أولي الأمر في البلاد العربيّة، وليس أردوغان!.
ثمّ، ألا يدري الشّيخ القرضاوي، أن الطّائرات التي كانت تقصد غزّة، كانت تتدرّب في سماء مدينة قونية، بموجب اتفاقات أمنيّة وعسكريّة استراتيجيّة!؟.
ثمّ، يقول القرضاوي عن أردوغان: “ونحيّي شجاعة رئيس حكومته البطل رجب طيب أردوغان الذي وقف كالطود الشامخ يتحدى إسرائيل ومن وراءها فكتب صفحة جديدة في تاريخ الشعب التركي”!!؟.
أيّة شجاعة؟ وأيُّ طودٍ شامخ، وأيّة صحفة؟!.
وهل يعرف يا شيخنا الجليل أن اردوغان انسحب من مؤتمر دافوس، ليس احجاجاً على كلام بيريز، بل احجاجاً على عدم منحه 25 دقيقة للكلام، أسوةً برئيس الكيان العبري الصّهويني!؟.
ثمّ ماذا فعلت تركيا، حين أهينت كرامتها، وشعبها، وعلمها، في شخص سفيرها في تل أبيب!؟.
وماذا فعلت، حين تمّ قتل مواطنيها على متن سفينتها “مرمريس”، ضمن قافلة المعلونات!؟.
وماذا فعلت، حين رفضت اسرائيل الاعتذار عمّا فعلت، وتعويض أسر الضّحايا؟!.
هل خفّضت من العلاقات الدّبلوماسيّة والاقتصاديّة أو العسكريّة مع الكيان العبري؟!.
إذن، والحال هذه، أيّ شموخ، وأيّ طود وأيّ وهم وأيّة خُرافة!؟.
يقول أردوغان الشّيء، ويفعل نقيضه، داخليّاً وخارجيّاً!.
وبالتالي، يطبق عليه قوله تعالى: “أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ”.
(البقرة: 44).
وقوله عزَّ وجلَّ: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ)*(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ”.
(الصف:2،3).
وعليه، ما أشبه أردوغان، وحالة الافتتان والهيام به، عربيّاً وإسلاميّأ، ما أشبهه بـ”الأعور الدجّال”، الذي ينخدع به البعض من المسلمين والمؤمنين!.
وما هو بائن للعلن، واستناداً للواقع والوقائع، وعلاقة تركيا وحكوماتها وجيشها وإعلامها واقتصادها بالكيان العبري، من يوم تأسيسها وللآن، إنّ أردوغان ينافق، والعرب والمسلمون يصفقون له، إمّا منخدعين أو متورّطين!.
اردوغان، يتحالف مع العسكر التّركي، ضدّ الشّعب الكرديّ المسلم، والجانح للسّلام، والشّيخ القرضاوي، ولفيفه، يعاضدون ويوآزرون أردوغان على ظلمه ونفاقه ودجله هذا!.
ثمّ، نتسائل: كيف لزعامات الشّرق الأوسط، أن تتنمرد وتتفرعن، وتطغى على شعوبها، إذا كان علماؤنا، مَن يشدّون أزرهم!؟.
وأقلُّ ما يُقال في مَنْ يشدُّ أزر الظّالم، بأنهم ظالم.
والظّالمُ عن جهل، ليس كالظّالم عن عِلم ودراية، عملاً بقوله تعالى: “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”.
(الزمر: 9).
ثمّ حين يصف القرضاوي عنف الكردستاني بـ”الإرهاب”، والكردستاني، يستهدف المواقع العسكريّة فقط!.
فمن أين أترى بالضّحايا النِّساء والأطفال والشُّيوخ والمدنيين!؟.
هل يمكن له أن يبرز لنا بالأرقام والإحصائيّات الموثّقة والمحايدة، التي في متناوله، حتّى يثبت لنا صحّة وصواب حكمه ذاك على الكردستاني؟!.
أم هو رمي الكلام، هكذا، جزافاً، على عواهنه!؟.
أيّاً كانت الأسباب والدّوافع والمبررات، الحرب بشعة وقذرة ومقيتة، ولا مستفيد منها سوى الخراب والدّمار والفقر والموت.
وعلى عالم الدّين، أن يُوقف الحرب، أو أن يكون مبطلاتها، لا أن يساند طرف ضدّ آخر.
وإذا سعى القرضاوي أن يكون وسيطاً بين الجانب الكردي وحكومة أردوغان، في مسعى حلّ القضيّة الكرديّة سلميّاً وبشكل عادل، يضمن حقوق الكرد والعرب والأرمن والسّيريان والشّركس…، في الدّولة التّركيّة، حينئذ، سينكشف له بطانة أردوغان القوميّة، العنصريّة.
وإذا أراد القرضاوي أن يزيل القناع عن وجه أردوغان، يكفيه فقط مطالبة الحكومة بالكشف عن قبر الشّيخ العلاّمة الكرديّ، وقائد انتقاضة 1925 الكرديّة، سعيد بيران.
والكشف عن قبر قائد انتفاضة العلويين الكرد في ديرسم سنة 1938؛ سيّد رضا.
والكشف عن قبر العلاّمة والمتنوّر والمصلح الإسلامي الكبير؛ بديع الزّمان النّورسي (سعيد الكردي).
وقصارى القول: “سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب سينقلبون”.
عن العربية نت