علاء الدين جنكو
تمر مناسبات كثيرة علينا – نحن المسلمون – ونقيم لها الدنيا ولا نقعدها ، احتفالا بمولود قائد ووفاته ، وميلاد ثورة ، وبناء بيت ، ويوم زواج ، ويوم حب وغيرها .
ولكن مناسبة من عيار ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم الذي كانت بعثته نقطة انعطاف في تاريخ البشرية ، تمر أحيانا من غير ذكر !!
أذكِّرهم بمواقف الكبار من علماء الغرب في شخصية هذا النبي الذي ما حمل إلا نورا وما نشر إلا ضياء وما قال إلا حقاً ، حتى يروا كم أنهم صغار وأنهم لو ألجموا أفواههم لكان اشرف لهم !!
يقول المفكر الإنجليزي برنارد شو عن حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم : ما أحوج العالم إلى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة “.
ويقول نهرو : لربما خامرت هؤلاء الملوك والحكام الذين تسلموا كتب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدهشة من هذا الرجل البسيط الذي يدعوهم إلى الطاعة.
ولكن إرسال هذه الكتب يعطينا صورة عن مقدار ثقة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنفسه ورسالته.
وقد هيأ بهذه الثقة وهذا الإيمان لأمته أسباب القوة والعزّة والمنعة وحوّلهم من سكان صحراء إلى سادة يفتحون نصف العالم المعروف في زمانهم..
وقد توفي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن جعل من القبائل العربية المتنافرة أمة واحدة تتقد غيرة وحماسًا…”.
أما غاندي فيقول : في حديث لجريدة “ينج إنديا”: “أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر، لقد أصبحت مقتنعاً كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته؛ بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول، مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته.
هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف.
بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسِفاً لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة”.
ويقول المستشرق الكندي الدكتور زويمر في كتابه “الشرق وعاداته”: “إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا بأنه كان مصلحًا قديرًا، وبليغًا فصيحًا، وجريئًا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.
ويقول : مايكل هارت في كتابه “مائة رجل في التاريخ : ( إن اختياري محمدًا، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي حقق أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته.
ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضًا وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم.
أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها ).
كما قال الأمير تشارلز: ( يمكن للإسلام أن يعلمنا اليوم طريقة للفهم والعيش في عالم كانت فيه المسيحية هي الخاسرة عندما فقدته؛ ذلك أننا نجد في جوهر الإسلام محافظته على نظرة متكاملة إلى الكون، فهو يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة، وبين الدين والعلوم، وبين العقل والمادة )
ويقول مونته : ( إن طبيعة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدينية تدهش كل باحث مدقّق نزيه المقصد بما يتجلى فيها من شدة الإخلاص.
فقد كان محمد مصلحًا دينيًا ذا عقيدة راسخة، ولم يقم إلا بعد أن تأمل كثيرًا وبلغ سن الكمال بهذه الدعوة العظيمة التي جعلته من أسطع الأنوار الإنسانية في الدين.
وهو في قتاله الشرك والعادات القبيحة التي كانت عند أبناء زمنه كان في بلاد العرب أشبه بنبي من أنبياء بني إسرائيل الذين نراهم كبارًا جدًا في تاريخ قومهم.
ولقد جهل كثير من الناس محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبخسوه حقه وذلك لأنه من المصلحين النادرين الذين عرف الناس أطوار حياتهم بدقائقها”.
“كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كريم الأخلاق حسن العشرة، عذب الحديث، صحيح الحكم صادق اللفظ، وقد كانت الصفات الغالبة عليه هي صحة الحكم وصراحة اللفظ، والاقتناع التام بما يعمله ويقوله”.
“… ندر بين المصلحين من عرفت حياتهم بالتفصيل مثل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن ما قام به من إصلاح أخلاق وتطهير المجتمع يمكن أن يعد به من أعظم المحسنين للإنسانية”.
ويقول الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل، يقول في كتابه “الأبطال”: ( لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمدًا خدّاع مزوِّر.
وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنًا لنحو مائتي مليون من الناس، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟!”.