انضم الطالباني قديماً إلى كثير من العمليات ضد PKK ، بينما انضم البارزاني إلى عمليات أقل ضدPKK ، فإذا أخذ الطالباني مكانه ضمن لعبة ضد الأكراد وضدنا ، فهو سيخسر ، ولن نخسر نحن ، وأنا لن أخسر والأكراد لن يخسروا ، فلدى الأكراد وعيهم الكبير ويمتلكون الإرادة التي يدافعون بها عن أنفسهم .
لدى كل من تركيا وإيران سياستهما بشأن الأكراد ، ولكن السياستان ليستا نفس الشيء ، فسياسة إيران مختلفة جداً ، وهي لن تستهدف بشكل جاد ، فلديها سياستها حسب قناعاتها .
أرسل أحد الرفاق رسالة من سجن آديامان ، إنها رسالة جيدة ، يقول فيها : تعرفون “اندريو مانغو” هو شخصية يقبل به الأتراك وهيئة الأركان العامة مرجعاً في موضوع تركيا وخاصة بشأن مصطفى كمال ، في الأيام الماضية سأله أحدهم ” ماذا تفكرون بشأن الانفتاح الديموقراطي ؟ ” ، فيجيب “أندريو مانغو” : إن الانفتاح الكردي هو من متطلبات المبدأ الثوري لأتاتورك واستمرار له ….
، أنا أعرف بـ”أندريو مانغو” ولكنني لم أقرأ له بتاتاً ، ولكنني أجريت نفس التقييم من قبل مراراً ، وقلت بأن الفكر الحقيقي لمصطفى كمال مختلف ، فما هي علاقة الذين يدَّعون الأتاتوركية الآن بأتاتورك ؟ بل إن هؤلاء حتى لا يعرفون أتاتورك .
إن نهج مصطفى كمال الحقيقي ليس كنهج هؤلاء الذين يدَّعون الأتاتوركية الآن ، فتأكيد مصطفى كمال على الحكم الذاتي في 10 شباط 1922 ، يعني أن لديه أفكاره ، فهو ليس معاد للأكراد مثلما يقول البعض ، فهو لم يكن رجل الانكليز .
بل كان يتراسل مع “لينين” غالباً وكان يريد البقاء معتمداً على “لينين” ، أي كان يريد الاعتماد على السوفييت على الأغلب في خوض هذا الصراع ، فهو لم يعتمد على الانكليز في صراعه ، بل كان يدرك بأنه لو اعتمد عليهم لن يحقق هذا النجاح .
بينما كان فوزي جاكماق(رئيس هيئة الأركان) وعصمت إينونو(رئيس الوزراء) ورفاقهما يتحركون باسم الانكليز وكانوا رجالهم .
هؤلاء استطاعوا فرض الحصار على مصطفى كمال بالسياسات الانكليزية ، حتى أنهكوه وجعلوه سلبياً .
وبقي حوله عدد من رفاقه الصادقين الذين يمكن أن يثق بهم أمثال علي “فؤاد جيبيسوي” ، و”فتحي أوكيار” ، لقد استطاع “فوزي جاكماق” و “عصمت إينونو” مع الاتحاد والترقي أن يجعلوا مصطفى كمال سلبياً ، وقاموا بمحاولة اغتياله في إزمير ، واستخدموا حادثة الشيخ سعيد ، حتى استولوا على الموصل بعد ذلك .
هذه السياسات هي سياسات انكليزية بالكامل ، وبذلك طبق الانكليز سياساتهم ، فقد سيطروا على تركيا من خلال فوزي جاكماق وعصمت إينونو والاتحاديين إلى أن تم الوصول إلى يومنا هذا .
لقد كان هناك ضمن الجيش ضباط ديموقراطيون عارفون بالديموقراطية وممتثلين لها أمثال “جمال ماندالوغلو” ، وكانت لديهم بعض الميول اليسارية ، ومصيرهم في الميدان .
هذا النهج حاصر مصطفى كمال منذ بداية العشرينيات ، وضيّق الخناق عليه ، وجعله فاقد التأثير ، وهذا هو السبب في محاولة الاغتيال بحقه .
السياسات الانكليزية ذاتها استمرت فيما بعد أيضاً ، لم تكن “تانسو تشيللر” موجودة في الأسواق حتى عام 1992 ، لم تكن معروفة ، وفجأة جاؤوا بها ووضعوها على رأس حزب الطرق القويم DYP .
بينما “ديميريل” هو رجل أميريكا ، ومن خلاله جعلوا أحد عملاء المخابرات المركزية الأميريكية CIA أي تانسو تشيللر رئيسةً للوزارة ، وحادثة إعطاء الضوء الأخضر حدث في ذلك الوقت .
أي أنهم جعلوا من عميل CIA رئيساً لوزارة تركيا ، ثم أعطوا الضوء الأخضر لتركيا ليسلموها إياها ويربطوها بها .
معلوم أن تشيللر عميل لـCIA منذ الستينيات ، والانكليز قالوا لتشيللر ودوغان غوريش(رئيس هيئة الأركان في التسعينيات) : لقد أعطيناكم الضوء الأخضر ، يمكنكم التحامل على الأكراد .
لقد طبق كل من تشيللر ودوغان غوريش في التسعينيات ظلماً على الأكراد لم يشهده التاريخ ، فقاموا بارتكاب آلاف الجرائم الغامضة وقتلوا آلاف الناس الجميلة ، وما أرغنكون سوى المثال الأكثر إرهاباً لهذا الأمر .
لقد خلقوا العداء بين الأكراد والأتراك ، وسمحوا بارتكاب الكثير من الجرائم الغامضة وفي المقدمة بحق رجال الأعمال الأكراد .
فقد قالوا لـ تشيللر “نحن ندعمكم بلا حدود فافعلوا بالأكراد ما تريدونه ” ، وعندما حصلت تشيللر دعم الدولة الأميريكية والانكليزية ، قاموا بكل أشكال الممارسات ضد الأكراد .
وماذا أكثر من ذلك ؟ فهل هناك أسوأ من أن يكون رئيس الوزراء عميلاً ؟ حتى الصحافة في حينها كتبت بأنها عميلة .
وبعض جنرالات الجيش أدركوا هذا الأمر .
كل من قاراداية و كيفيريكوغلو(رئيسا أركان سابقان) لم يكونا مناصرين لأميريكا ، وكانا ضمن من أدركوا ذلك ، وفي اجتماع ضم قاراداية قيل تماماً بحق تشيللر ” لنحجم تأثير هذه العاهرة ، ونجردها من قوتها ، ونرحِّلها في أقرب وقت” ، بل حتى يخططون لقتل تانسو تشيللر وأرادوا تطبيق هذا المخطط من خلالنا ، وهكذا وصلنا هذا الحدث ، واستغربت جداً ولم نقبل به .
كما هناك مسألة تسميم دوغان غوريش قصداً ، فقد كانوا يريدون تسميمه وإلقاء المسؤولية على عاتقنا .
باشبوغ (رئيس هيئة الأركان) يتحدث عن الآغوات السياسيين وآغوات الإرهاب ، وقد أجريت هذا النقد سابقاً ، فقد وجهت انتقادات ثقيلة بحق “شمدين” و “جوروكايا” وأمثالهم .
باشبوغ يقول بأن هناك آغوات السياسة في المنطقة(الكردية) ، فمن الذي لعب دوراً في تطوير الآغوية حتى اليوم ؟ ومن الذي ساند الآغوات ؟ ومن الذي أراد البقاء لهذا النظام ؟ .
إن لك حصة في هذه الآغوية تماثلهم على الأقل ، فللجيش دور في ذلك ، وللبيروقراطية أيضاً دورها ، فالجيش والبيروقراطية لعبا الدور الرئيسي في تطوير الآغوية حتى اليوم .
وعلى الجيش أن ينظر في ذاته ويخضع للمساءلة .
إنك تقمع الأكراد منذ ثمانين سنة ، وتعرقل كل أشكال التطور الديموقراطي لدى الأكراد ، بل لا تسمح حتى بنمو أبسط المشاعر الإنسانية لدى الأكراد ، وتقمع مطالب الحق الإنساني ، ثم تتحدث عن الإرهاب وآغوات السياسة .
في عام 1920 ترسل انكلترا فوزي جاكماق ، وهو يأتي ويصبح رئيساً لهيئة الأركان ، كما أن عصمت إينونو يتحرك باسم انكلترا ، هذان الشخصان مع المنتمين الآخرين إلى الاتحاد والترقي يلجمون تأثير مصطفى كمال ، ويصبح نهج فوزي جاكماق وعصمت إينونو النهج الرئيسي لهيئة الأركان العامة ، والجيش الراهن هو استمرار لنهج هذا الثنائي ، يجب فهم هذا الأمر جيداً ، فهم لن يسمحوا بخروج هيئة الأركان عن هذا النهج .
هناك بعض الضباط الديموقراطيين ضمن الجيش ، كانوا ، ولا زالوا ، وهم الضباط المقربون من اليسار ، وهناك ضباط يعرفون هذه القضايا جيداً ولكنهم بدون تأثير وليست لهم قوة ، وهكذا فالجيش لا زال على نهج ذلك الثنائي ، وباشبوغ يعرف هذا الأمر جيداً .
إذا كنت لا تريد آغوات السياسة عليك أن تفتح المجال أمام السياسة الديموقراطية .
تخاف من السياسة الديموقراطية ، ولا تفتح لها المجال ثم تقول هناك آغوات السياسة ، أنت أيضاً لك حصتك في ذلك .
إلى جانب كل ذلك وضعت الرأسمالية في المنطقة(الكردية) ، وتقوم بدعم كل أنواع سياساتك بالاقتصاد ، وتدعم هذه الشِباك بكل أشكال الدعم الاقتصادي لمحاصرة الشعب ، فماذا سيفعل هذا الشعب ؟ فإما أن يُفتح المجال أمام السياسة الديموقراطية ، وإما أن تستمر الأوضاع على هذه الحال .
تقوم بحشرهم في زاوية جبلية ثم تقول لهم لا تستخدم السلاح ! فأنت إذا استوليت على كل ما لديهم فهم أيضاً سيلجأون إلى السبيل الوحيد الذي يعرفونه ويمتشقون السلاح .
فإن لم تترك لهم أية إمكانيات ديموقراطية ، فهم أيضاً سيقومون بالشيء الوحيد الذي يعرفونه .
إذا لم تفتح المجال أمام السياسة الديموقراطية فإن الرجل في جودي مرغم على حماية نفسه ، وللحقيقة فإن الثقافة التي يحملها ذلك الرجل لا تتناسب مع تصرفه بشكل آخر ، وهذا يسري على من في قنديل وفي زاغروس ، فإما أن يُفتح مجال السياسة الديموقراطية وإما أن يستمروا في رؤية الجبل ميداناً لحماية أنفسهم .
باخجلي(رئيس MHP) وبايكال(رئيس CHP) ، باسم من يمارسان السياسة ؟ ليست لسياسة هؤلاء أية علاقة بالأتراك والقومية التركية ، إن ما يمارسه حزب الحركة القومية MHP ليس القومية التركية ، فقد تكوَّنت هذه القوموية فيما بعد ، ومنذ قرن فقط ويأخذ من التركياتية أساساً له ، أو بالأصح هو استمرار للاتحاديين ، بينما الاتحاديون والقوموية الاتحادية من صنيع القوى الخارجية ، حتى أن الذين صنعوها ليسوا أتراكاً ، MHP اليوم هو استمرار للاتحاديين .
كل يوم يموت أناس ، وهؤلاء إنسان ، ألا يرون هذا الأمر ، أليس لدى هؤلاء ضمير ؟ كيف يبقون متفرجين على ذلك ؟ يستحيل فهم الأمر .
أنا أقول بضرورة فتح الأكاديميات منذ سنوات ، حتى هذه يعجزون عن القيام بها كما يجب .
على حزب المجتمع الديموقراطي DTP تنشئة آلاف بل عشرات الآلاف من الكوادر ، لماذا لا يفعلون ؟ لأن مستوى استيعابهم النظري لا يسمح بهذا ، وفي الحقيقة كل الأحزاب في تركيا هي هكذا ، بل هي أشد تخلفاً ، ولكن لنقل أن DTP هو الأفضل من بينهم ، ولكن رغم ذلك هذا لا يكفي ، فإذا أرادوا أن يكونوا ناجحين فعليهم بتنشئة عشرات الآلاف من الناس ، من الكوادر .
كتب “أحمد إينسيل” يقول : لقد وضعوا كامل المسؤولية على أكتاف أوجالان ، هذا تشخيص صحيح جداً .
حتى أن بعض المثقفين في تركيا أدركوا هذا الأمر ، وأنا قد أوصلت أفكاري بشأن الحل ، ولم يعد لدي ما أستطيع القيام به ، وقد أوضحت خريطة الطريق ورغم ذلك أنا مستعد للقيام بما أستطيع عليه من أجل الحل الديموقراطي ، وقلت بأنه لا يمكنني القيام بالمزيد في هذه الشروط ، والحقيقة هذا غير ممكن بدنياً أيضاً ، فالدولة أيضاً تلقي بكامل المسؤولية على عاتقي ، مثلما يلقي كل من DTP و PKK بكامل المسؤولية على عاتقي .
إن هذا ظلم ، بل هو ظلم كبير .
أنا لست حرَّ الحركة هنا ، فكيف لا تقوم بأي تعديل صغير في الشروط السائدة هنا ثم تلقي بالمسؤولية على عاتقي !! فأنت لا تفتح المجال أمامي ، ثم تلقي بالمسؤولية على عاتقي ، هذا ليس بتصرف صحيح .
في عام 2005 غضبت كثيراً على PKK و DTP ، وقلت ؛ إذا كنتم ستناضلون ناضلوا بشكل سليم ، فكونوا جادين ، فإما أن تقوموا بهذا العمل بشكل جيد أو أن تتخلوا عنه .
أنا لم أقل ذلك الكلام من فراغ .
في ذلك الوقت قلت لكل من PKK و DTP إذا كنتم ستمثلونني ، فأنتم مرغمون على أن تكونوا جادين .
يجب على PKK و DTP أن يتخلوا عن إلقاء مزيد من المسؤولية على عاتقي .
فليفعلوا ما يحلو لهم ، هل سيحاربون ، وهل سيصعِّدون الحرب ، أم سيستسلمون أنا لن أستطيع التدخل .
أما إذا استمر كل من DTP و PKK في إلقاء المسؤولية على عاتقي فهذا لن يكون سليماً .
أحياناً يتكلم DTP بحِدة ولكن لا يعرف كيف يتكلم أحياناً أخرى ، ولن يستطيع الإمساك بالشعب الكردي بهذه الأساليب السياسية ، ولن يستطيع مخاطبة الأكراد بهذا الشكل بعد الآن .
الكل يحمِّل القضية على أكتافي ولكن كيف لي أن أقوم بعمل ما في هذه الشروط ، فإذا كنت أنا من سيحل هذه القضية ويراد الحصول على دعم مني فيجب فتح المجال أمامي مطلقاً ، هم الذين سيقررون إما الحرب أو السلام ، وعليهم أن لا يحمِّلوا كل شيء على أكتافي ، فأنا لا أستطيع تقديم معجزة لهم من هنا ، أما إذا حمَّلتني الدولة مزيداً من المسؤولية فإنني سأتمرد هنا ، ولكن لن أكون المسؤول عما يجري بعد الآن .
كل من PKK و DTP عاجزان عن القيادة ، ولا يستطيعان لعب دورهما هذا ، وعاجزان عن تكوين قيادتيهما ، ولهذا ليس هناك جهود جادة ، وإذا استمرت الأمور هكذا فإن الدولة ستشد الأكراد إلى جانبها من خلال حزب العدالة والتنمية AKP ، حتى لن تبقى هناك حاجة للعمليات العسكرية ، ألا يرى كل من PKK و DTP ضرورة لتكوين قيادتيهما ؟ .
الكونفرانس أو المؤتمر الذي سينضم إليه جميع الأكراد مهم جداً ، وأنا أستغرب ؛ يقولون نحن سياسيون ، فكيف لا يفهمون أهمية هذا المؤتمر ؟ إن هذا الكونفرانس مهم جداً ، ويمكن أن يكون على شكل كونفرانس أو مؤتمر .
يمكن أن تنضم إلى مؤتمرDTP أسماء جديدة من كل الشرائح ، فبهذه الانضمامات الجديدة يمكن أن يتحول DTP إلى بنية تشمل الجميع وكل تركيا .
يجب أن تبدأ المفاوضات الديموقراطية مطلقاً في تشرين الأول ، فإن حدثت المفاوضات الديموقراطية فإن الحل سيأتي ، فلماذا يخافون من المفاوضات ؟ سيجتمعون ويتناقشون حول القضية ويتوَجهون نحو الحل ، فما هو الداعي للخوف والتردد ؟ .
كما يجب أن لا يجتمع البرلمان هكذا ، بل يجب مواجهة القضية بمسؤولياتها ليناقشها حسب ذلك ، وليتخلوا عن المفهوم السياسي القائل أنت قلت كذا وفعلت كذا ، وأنت أيضاً قلت كذا وفعلت كذا .
فالتفاوض في نفس الوقت سيكشف عمن يريد الحل وعمن يريد التعقيد ، فإن حدث التفاوض سينكشف من يريد السلام ومن يريد الحرب ، ومن يريد العدالة ومن يريد اللاعدالة ، ومن الذي يقف إلى جانب الجرائم الغامضة ومن الذي يتمسك بالقانون ، ومن الذي يؤيد تركيا الظلامية ومن الذي يؤيد وطناً منيراً ، فإن حدث التفاوض ستسقط أقنعة من لا يريد الحل والسلام ، وإن حدث التفاوض سيتضح من الذي يؤيد الاستقلال الكامل ، وسيظهر من الذي يؤيد تبعية أميريكا .
نعم إذا حدث التفاوض والسلام فإن نجم تركيا سيلمع في الشرق الأوسط ، وتتحول إلى نموذج .
إن فتح المجال أمامي سأُسقِط قناع من لا يريد السلام والحل في تركيا ، ولينكشف من يقف إلى جانب الأخوة والحل ، وعندها دعوا الشعب التركي يصدر قراره بحقي .
فبالتفاوض سيتحقق وفاق اجتماعي ، وبالوفاق الاجتماعي سترتفع النوعية الديموقراطية للمجتمع ، فالوفاق الاجتماعي سيكون لصالح الجميع ، والجميع سيكسب منه ، والمجتمع سيكسب .
وهذا ما تتطلبه مبادئ الإسلام ، فهي تتطلب التآخي .
وكل الفلسفات التي تحقق وتهدف إلى الوفاق الاجتماعي ومبادئها تتطلب التوافق .
فليكن التفاوض وليكن الحوار ليجري النقاش بوضوح عن كل شيء ، عمن هو الإنفصالي ومن ليس انفصالياً ، ومن الإرهابي ومن ليس إرهابياً .
وعندها سيظهر مدى تطرف وعرقية وفاشية بعض الشرائح ، وهل هناك سبيل أسهل وأصح من التفاوض ؟ والآن لماذا يتهرب البعض من التفاوض ؟ وما علاقة هؤلاء بالتركياتية ؟ أنا أعرف الأتراك ، وسياستهم ليست هكذا ، كما أن أخلاقهم ليست هكذا ، الأتراك لا يمارسون هكذا سياسة ، والأتراك لا يمارسون سياسة انفصالية ، وهذا الأمر هو هكذا منذ عام 1071 .
لقد دخلنا أياماً تضم في أحشائها كافة أنواع التطورات ، وسنرى معاً كيف ستتطور وكيف ستُحل .
الولايات المتحدة تقول لـAKP ، توَصلْ إلى الحل ، ولكن AKP لم يتعرّف على القضية بعد ، فرئيس الوزراء فهم الأمر بعض الشيء ولكن AKP لا يعرفون كيفية السير .
الولايات المتحدة تطالب بالحل ولكن هناك بنى فاشية لا تعرف كيفية تفكيكها .
الولايات المتحدة لن تستطيع دفع AKP إلى انقلاب يساريٍ لأن البنية الاجتماعية لـ AKP لا تناسبه ، أما وضع الحكومة ففي الميدان ، إذاً ماذا يمكن أن يحدث في هذا الوضع ؟ يمكن أن يحدث كل شيء .
ما يحدث الآن يشبه تماماً ما جرى في عام 1920 ، فقد أعطوا للأكراد سلاحاً بقدر الدنيا ، وسيدفعون بأربعين مليون كردي إلى الحرب مع التركي ، ألا يستطيعون رؤية هذا الأمر ؟ فتركيا التي تحارب أربعين مليون كردي كيف ستبقى متكاملة ، وكيف لن تنفصل ؟ فإذا كان الأمر جلياً إلى هذه الدرجة كيف لا يُرى ؟ ها هو لديك نفس الوضع الذي ساد في العشرينيات .
وهم الذين باتوا يعرفون كيف يحاربون وكيف يسالمون ، فهل ستحدث عصيانات مدنية ، أم حرب شعبية ، لا يستطيع أحد معرفته ، ولكنني لن أكون المسؤول عما يحدث .
بعد الآن سيستمرون في التحامل على PKK والأكراد لفترة من الزمن ، وسيجربون ذلك لفترة أخرى ، ولكنهم لن ينجحوا في ذلك ، ويستحيل أن يحققوا النجاح ، وهم يعرفونني ويعلمون بي ، ويعرفون بأنني لن أبيع الأكراد ، فماذا تنتظرون مني أكثر من ذلك ؟ وضع الأكراد في الميدان ، وكتبت عن سبيل الحل ، ولا بد أن الدولة تدققها الآن .
تتوفر العديد من الإمكانيات بين أيدي الطالباني والبارزاني ، فلديهم إمكانيات لا تقاس مع الماضي ، ولكنهم لا يستخدمونها ، إنهم لا يستخدمونها لبعض الشكوك ، كما لا يستطيعون تطوير بعض الأمور الجديدة ، بينما نحن هنا نطور كثيراً من الحلول ، ونقدم كثيراً من الحلول والاقتراحات من أجل وحدة الأكراد .
فهم عاجزون حتى عن تناول هذه الأمور والاستفادة منها .
بل هناك انحلال كثير ، فالأحزاب تتفكك ، وظهر العديد من الأحزاب المعارضة .
كلما تضايق الذين يدعون النضال من أجل الأكراد هنا يهربون إلى الطالباني والبارزاني لاجئين إليهم ، وهم يسألوننا قائلين ؛ ماذا نفعل ، وماذا تقترحون علينا القيام به ؟ ولكنهم أيضاً مرتبطون بأميريكا مثلما تركيا ، وهكذا يعود كل شيء إلى أميريكا مراراً وتكراراً ، بينما أميريكا تتلاعب بالطرفين كما الألعوبة ، فكلاهما يحاولان البقاء اعتماداً على الولايات المتحدة .
على الجميع أن يتخلى عن نمطه السابق في السياسة ، فحتى أميريكا تخلت عن الغلاديو الذي كانت تدعمه على مدى سنوات ، القتل على النمط القديم كأساليب الغلاديو حتى أميريكا قد تخلت عنها ، فقديما كانت أميريكا تقول “أولادنا” عن الغلاديو ، تقول ؛ ماذا يفعل أولادنا ؟ أما الآن فتقول : لقد كبر أولادنا فليسيروا على أقدامهم ، ويمكنهم السير .
ولكن تركيا عاجزة عن السير بمفردها ، فهي لا تعرف السير .
ففي تركيا انحرفتم إلى إيديولوجية رجعية ، بل أنتم منحرفون إلى أربعة مستنقعات هي العلموية والدينوية والجنسوية والقوموية ، وبعدها لا تستطيعون الوقوف على أقدامكم .
لقد تعرَّفت على الدولة عن قرب ، واستنبطنا خبرة لا بأس بها ، وأنا أدافع عن الأخوة الكردية التركية ، وأريد حقاً إنهاء هذه الحرب التي لا معنى لها ، وأريد إيقاف هذا الموت .
لقد قرأت مقالاً لـ”كوجين كاراتاني” ، لقد استخدم مصطلحاً يسميه “بمضاد السرطنة” من أجل المجتمع ، صحيح جداً .
أنا لم أقرأ بتاتاً لـ “كاراتاني” من قبل ، ولكنني استخدمت هذا التعبير ذاته من قبل ، هو شخص مهم ، قرأت مقالاً له في مجلة “اكسبريس” ، هو فيلسوف ياباني ، لديه أفكار مهمة ، ولكنها ناقصة ، يقول ؛ هناك ضرورة لخلق خلايا مضادة للسرطنة من أجل تحسين المجتمع ، صحيح جداً .
أنا أيضاً شبَّهت هذا المجتمع بالسرطنة ، وكتبتُ أموراً واسعة من أجل الخلاص منه ، وقد توصل “كاراتاني” إلى أفكار مهمة ، ووضع تشخيصات مهمة ، ولكن أفكاري أوسع من أفكار “كاراتاني” بكثير ، فقد أجريت تقييمات أوسع في المجلد الرابع من مرافعتي .
لقد توصلت مؤخراً إلى التقييم التالي بشأن “ماركس” : التمرد العمالي على الرأسمال ، هو نفسه تمرد العصاة القرويين .
فليس هناك وضع يتجاوز هذا الوضع ، فعصيان القرويين هو نفس الشيء لعصيان المدينة ، والعصيان القروي ترك مكانه للعصيان المديني .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في “بيدليس” ، فوضع “بيدليس” مختلف بعض الشيء ، فالألاعيب الجارية هناك تمارس من خلال الاحتكارات ، بينما شعب “بيدليس” بات يدرك بأنه لا فائدة له من هذه الاحتكارات ، ويدرك الألاعيب التي تمارس عليه ، وبات يدرك دوره التاريخي حديثاً .
أبعث بتحياتي الخاصة إلى شعبنا في هكاري ويوكسكوفا ووان .
وصلتني رسائل من سجون آديامان و كانديرا ، وأرضروم وباقركوي و تكيرداغ .
أبعث بتحياتي إلى جميع الرفاق في السجون .
طابت أيامكم ، تحياتي لجميع شعبنا .
، أنا أعرف بـ”أندريو مانغو” ولكنني لم أقرأ له بتاتاً ، ولكنني أجريت نفس التقييم من قبل مراراً ، وقلت بأن الفكر الحقيقي لمصطفى كمال مختلف ، فما هي علاقة الذين يدَّعون الأتاتوركية الآن بأتاتورك ؟ بل إن هؤلاء حتى لا يعرفون أتاتورك .
إن نهج مصطفى كمال الحقيقي ليس كنهج هؤلاء الذين يدَّعون الأتاتوركية الآن ، فتأكيد مصطفى كمال على الحكم الذاتي في 10 شباط 1922 ، يعني أن لديه أفكاره ، فهو ليس معاد للأكراد مثلما يقول البعض ، فهو لم يكن رجل الانكليز .
بل كان يتراسل مع “لينين” غالباً وكان يريد البقاء معتمداً على “لينين” ، أي كان يريد الاعتماد على السوفييت على الأغلب في خوض هذا الصراع ، فهو لم يعتمد على الانكليز في صراعه ، بل كان يدرك بأنه لو اعتمد عليهم لن يحقق هذا النجاح .
بينما كان فوزي جاكماق(رئيس هيئة الأركان) وعصمت إينونو(رئيس الوزراء) ورفاقهما يتحركون باسم الانكليز وكانوا رجالهم .
هؤلاء استطاعوا فرض الحصار على مصطفى كمال بالسياسات الانكليزية ، حتى أنهكوه وجعلوه سلبياً .
وبقي حوله عدد من رفاقه الصادقين الذين يمكن أن يثق بهم أمثال علي “فؤاد جيبيسوي” ، و”فتحي أوكيار” ، لقد استطاع “فوزي جاكماق” و “عصمت إينونو” مع الاتحاد والترقي أن يجعلوا مصطفى كمال سلبياً ، وقاموا بمحاولة اغتياله في إزمير ، واستخدموا حادثة الشيخ سعيد ، حتى استولوا على الموصل بعد ذلك .
هذه السياسات هي سياسات انكليزية بالكامل ، وبذلك طبق الانكليز سياساتهم ، فقد سيطروا على تركيا من خلال فوزي جاكماق وعصمت إينونو والاتحاديين إلى أن تم الوصول إلى يومنا هذا .
لقد كان هناك ضمن الجيش ضباط ديموقراطيون عارفون بالديموقراطية وممتثلين لها أمثال “جمال ماندالوغلو” ، وكانت لديهم بعض الميول اليسارية ، ومصيرهم في الميدان .
هذا النهج حاصر مصطفى كمال منذ بداية العشرينيات ، وضيّق الخناق عليه ، وجعله فاقد التأثير ، وهذا هو السبب في محاولة الاغتيال بحقه .
السياسات الانكليزية ذاتها استمرت فيما بعد أيضاً ، لم تكن “تانسو تشيللر” موجودة في الأسواق حتى عام 1992 ، لم تكن معروفة ، وفجأة جاؤوا بها ووضعوها على رأس حزب الطرق القويم DYP .
بينما “ديميريل” هو رجل أميريكا ، ومن خلاله جعلوا أحد عملاء المخابرات المركزية الأميريكية CIA أي تانسو تشيللر رئيسةً للوزارة ، وحادثة إعطاء الضوء الأخضر حدث في ذلك الوقت .
أي أنهم جعلوا من عميل CIA رئيساً لوزارة تركيا ، ثم أعطوا الضوء الأخضر لتركيا ليسلموها إياها ويربطوها بها .
معلوم أن تشيللر عميل لـCIA منذ الستينيات ، والانكليز قالوا لتشيللر ودوغان غوريش(رئيس هيئة الأركان في التسعينيات) : لقد أعطيناكم الضوء الأخضر ، يمكنكم التحامل على الأكراد .
لقد طبق كل من تشيللر ودوغان غوريش في التسعينيات ظلماً على الأكراد لم يشهده التاريخ ، فقاموا بارتكاب آلاف الجرائم الغامضة وقتلوا آلاف الناس الجميلة ، وما أرغنكون سوى المثال الأكثر إرهاباً لهذا الأمر .
لقد خلقوا العداء بين الأكراد والأتراك ، وسمحوا بارتكاب الكثير من الجرائم الغامضة وفي المقدمة بحق رجال الأعمال الأكراد .
فقد قالوا لـ تشيللر “نحن ندعمكم بلا حدود فافعلوا بالأكراد ما تريدونه ” ، وعندما حصلت تشيللر دعم الدولة الأميريكية والانكليزية ، قاموا بكل أشكال الممارسات ضد الأكراد .
وماذا أكثر من ذلك ؟ فهل هناك أسوأ من أن يكون رئيس الوزراء عميلاً ؟ حتى الصحافة في حينها كتبت بأنها عميلة .
وبعض جنرالات الجيش أدركوا هذا الأمر .
كل من قاراداية و كيفيريكوغلو(رئيسا أركان سابقان) لم يكونا مناصرين لأميريكا ، وكانا ضمن من أدركوا ذلك ، وفي اجتماع ضم قاراداية قيل تماماً بحق تشيللر ” لنحجم تأثير هذه العاهرة ، ونجردها من قوتها ، ونرحِّلها في أقرب وقت” ، بل حتى يخططون لقتل تانسو تشيللر وأرادوا تطبيق هذا المخطط من خلالنا ، وهكذا وصلنا هذا الحدث ، واستغربت جداً ولم نقبل به .
كما هناك مسألة تسميم دوغان غوريش قصداً ، فقد كانوا يريدون تسميمه وإلقاء المسؤولية على عاتقنا .
باشبوغ (رئيس هيئة الأركان) يتحدث عن الآغوات السياسيين وآغوات الإرهاب ، وقد أجريت هذا النقد سابقاً ، فقد وجهت انتقادات ثقيلة بحق “شمدين” و “جوروكايا” وأمثالهم .
باشبوغ يقول بأن هناك آغوات السياسة في المنطقة(الكردية) ، فمن الذي لعب دوراً في تطوير الآغوية حتى اليوم ؟ ومن الذي ساند الآغوات ؟ ومن الذي أراد البقاء لهذا النظام ؟ .
إن لك حصة في هذه الآغوية تماثلهم على الأقل ، فللجيش دور في ذلك ، وللبيروقراطية أيضاً دورها ، فالجيش والبيروقراطية لعبا الدور الرئيسي في تطوير الآغوية حتى اليوم .
وعلى الجيش أن ينظر في ذاته ويخضع للمساءلة .
إنك تقمع الأكراد منذ ثمانين سنة ، وتعرقل كل أشكال التطور الديموقراطي لدى الأكراد ، بل لا تسمح حتى بنمو أبسط المشاعر الإنسانية لدى الأكراد ، وتقمع مطالب الحق الإنساني ، ثم تتحدث عن الإرهاب وآغوات السياسة .
في عام 1920 ترسل انكلترا فوزي جاكماق ، وهو يأتي ويصبح رئيساً لهيئة الأركان ، كما أن عصمت إينونو يتحرك باسم انكلترا ، هذان الشخصان مع المنتمين الآخرين إلى الاتحاد والترقي يلجمون تأثير مصطفى كمال ، ويصبح نهج فوزي جاكماق وعصمت إينونو النهج الرئيسي لهيئة الأركان العامة ، والجيش الراهن هو استمرار لنهج هذا الثنائي ، يجب فهم هذا الأمر جيداً ، فهم لن يسمحوا بخروج هيئة الأركان عن هذا النهج .
هناك بعض الضباط الديموقراطيين ضمن الجيش ، كانوا ، ولا زالوا ، وهم الضباط المقربون من اليسار ، وهناك ضباط يعرفون هذه القضايا جيداً ولكنهم بدون تأثير وليست لهم قوة ، وهكذا فالجيش لا زال على نهج ذلك الثنائي ، وباشبوغ يعرف هذا الأمر جيداً .
إذا كنت لا تريد آغوات السياسة عليك أن تفتح المجال أمام السياسة الديموقراطية .
تخاف من السياسة الديموقراطية ، ولا تفتح لها المجال ثم تقول هناك آغوات السياسة ، أنت أيضاً لك حصتك في ذلك .
إلى جانب كل ذلك وضعت الرأسمالية في المنطقة(الكردية) ، وتقوم بدعم كل أنواع سياساتك بالاقتصاد ، وتدعم هذه الشِباك بكل أشكال الدعم الاقتصادي لمحاصرة الشعب ، فماذا سيفعل هذا الشعب ؟ فإما أن يُفتح المجال أمام السياسة الديموقراطية ، وإما أن تستمر الأوضاع على هذه الحال .
تقوم بحشرهم في زاوية جبلية ثم تقول لهم لا تستخدم السلاح ! فأنت إذا استوليت على كل ما لديهم فهم أيضاً سيلجأون إلى السبيل الوحيد الذي يعرفونه ويمتشقون السلاح .
فإن لم تترك لهم أية إمكانيات ديموقراطية ، فهم أيضاً سيقومون بالشيء الوحيد الذي يعرفونه .
إذا لم تفتح المجال أمام السياسة الديموقراطية فإن الرجل في جودي مرغم على حماية نفسه ، وللحقيقة فإن الثقافة التي يحملها ذلك الرجل لا تتناسب مع تصرفه بشكل آخر ، وهذا يسري على من في قنديل وفي زاغروس ، فإما أن يُفتح مجال السياسة الديموقراطية وإما أن يستمروا في رؤية الجبل ميداناً لحماية أنفسهم .
باخجلي(رئيس MHP) وبايكال(رئيس CHP) ، باسم من يمارسان السياسة ؟ ليست لسياسة هؤلاء أية علاقة بالأتراك والقومية التركية ، إن ما يمارسه حزب الحركة القومية MHP ليس القومية التركية ، فقد تكوَّنت هذه القوموية فيما بعد ، ومنذ قرن فقط ويأخذ من التركياتية أساساً له ، أو بالأصح هو استمرار للاتحاديين ، بينما الاتحاديون والقوموية الاتحادية من صنيع القوى الخارجية ، حتى أن الذين صنعوها ليسوا أتراكاً ، MHP اليوم هو استمرار للاتحاديين .
كل يوم يموت أناس ، وهؤلاء إنسان ، ألا يرون هذا الأمر ، أليس لدى هؤلاء ضمير ؟ كيف يبقون متفرجين على ذلك ؟ يستحيل فهم الأمر .
أنا أقول بضرورة فتح الأكاديميات منذ سنوات ، حتى هذه يعجزون عن القيام بها كما يجب .
على حزب المجتمع الديموقراطي DTP تنشئة آلاف بل عشرات الآلاف من الكوادر ، لماذا لا يفعلون ؟ لأن مستوى استيعابهم النظري لا يسمح بهذا ، وفي الحقيقة كل الأحزاب في تركيا هي هكذا ، بل هي أشد تخلفاً ، ولكن لنقل أن DTP هو الأفضل من بينهم ، ولكن رغم ذلك هذا لا يكفي ، فإذا أرادوا أن يكونوا ناجحين فعليهم بتنشئة عشرات الآلاف من الناس ، من الكوادر .
كتب “أحمد إينسيل” يقول : لقد وضعوا كامل المسؤولية على أكتاف أوجالان ، هذا تشخيص صحيح جداً .
حتى أن بعض المثقفين في تركيا أدركوا هذا الأمر ، وأنا قد أوصلت أفكاري بشأن الحل ، ولم يعد لدي ما أستطيع القيام به ، وقد أوضحت خريطة الطريق ورغم ذلك أنا مستعد للقيام بما أستطيع عليه من أجل الحل الديموقراطي ، وقلت بأنه لا يمكنني القيام بالمزيد في هذه الشروط ، والحقيقة هذا غير ممكن بدنياً أيضاً ، فالدولة أيضاً تلقي بكامل المسؤولية على عاتقي ، مثلما يلقي كل من DTP و PKK بكامل المسؤولية على عاتقي .
إن هذا ظلم ، بل هو ظلم كبير .
أنا لست حرَّ الحركة هنا ، فكيف لا تقوم بأي تعديل صغير في الشروط السائدة هنا ثم تلقي بالمسؤولية على عاتقي !! فأنت لا تفتح المجال أمامي ، ثم تلقي بالمسؤولية على عاتقي ، هذا ليس بتصرف صحيح .
في عام 2005 غضبت كثيراً على PKK و DTP ، وقلت ؛ إذا كنتم ستناضلون ناضلوا بشكل سليم ، فكونوا جادين ، فإما أن تقوموا بهذا العمل بشكل جيد أو أن تتخلوا عنه .
أنا لم أقل ذلك الكلام من فراغ .
في ذلك الوقت قلت لكل من PKK و DTP إذا كنتم ستمثلونني ، فأنتم مرغمون على أن تكونوا جادين .
يجب على PKK و DTP أن يتخلوا عن إلقاء مزيد من المسؤولية على عاتقي .
فليفعلوا ما يحلو لهم ، هل سيحاربون ، وهل سيصعِّدون الحرب ، أم سيستسلمون أنا لن أستطيع التدخل .
أما إذا استمر كل من DTP و PKK في إلقاء المسؤولية على عاتقي فهذا لن يكون سليماً .
أحياناً يتكلم DTP بحِدة ولكن لا يعرف كيف يتكلم أحياناً أخرى ، ولن يستطيع الإمساك بالشعب الكردي بهذه الأساليب السياسية ، ولن يستطيع مخاطبة الأكراد بهذا الشكل بعد الآن .
الكل يحمِّل القضية على أكتافي ولكن كيف لي أن أقوم بعمل ما في هذه الشروط ، فإذا كنت أنا من سيحل هذه القضية ويراد الحصول على دعم مني فيجب فتح المجال أمامي مطلقاً ، هم الذين سيقررون إما الحرب أو السلام ، وعليهم أن لا يحمِّلوا كل شيء على أكتافي ، فأنا لا أستطيع تقديم معجزة لهم من هنا ، أما إذا حمَّلتني الدولة مزيداً من المسؤولية فإنني سأتمرد هنا ، ولكن لن أكون المسؤول عما يجري بعد الآن .
كل من PKK و DTP عاجزان عن القيادة ، ولا يستطيعان لعب دورهما هذا ، وعاجزان عن تكوين قيادتيهما ، ولهذا ليس هناك جهود جادة ، وإذا استمرت الأمور هكذا فإن الدولة ستشد الأكراد إلى جانبها من خلال حزب العدالة والتنمية AKP ، حتى لن تبقى هناك حاجة للعمليات العسكرية ، ألا يرى كل من PKK و DTP ضرورة لتكوين قيادتيهما ؟ .
الكونفرانس أو المؤتمر الذي سينضم إليه جميع الأكراد مهم جداً ، وأنا أستغرب ؛ يقولون نحن سياسيون ، فكيف لا يفهمون أهمية هذا المؤتمر ؟ إن هذا الكونفرانس مهم جداً ، ويمكن أن يكون على شكل كونفرانس أو مؤتمر .
يمكن أن تنضم إلى مؤتمرDTP أسماء جديدة من كل الشرائح ، فبهذه الانضمامات الجديدة يمكن أن يتحول DTP إلى بنية تشمل الجميع وكل تركيا .
يجب أن تبدأ المفاوضات الديموقراطية مطلقاً في تشرين الأول ، فإن حدثت المفاوضات الديموقراطية فإن الحل سيأتي ، فلماذا يخافون من المفاوضات ؟ سيجتمعون ويتناقشون حول القضية ويتوَجهون نحو الحل ، فما هو الداعي للخوف والتردد ؟ .
كما يجب أن لا يجتمع البرلمان هكذا ، بل يجب مواجهة القضية بمسؤولياتها ليناقشها حسب ذلك ، وليتخلوا عن المفهوم السياسي القائل أنت قلت كذا وفعلت كذا ، وأنت أيضاً قلت كذا وفعلت كذا .
فالتفاوض في نفس الوقت سيكشف عمن يريد الحل وعمن يريد التعقيد ، فإن حدث التفاوض سينكشف من يريد السلام ومن يريد الحرب ، ومن يريد العدالة ومن يريد اللاعدالة ، ومن الذي يقف إلى جانب الجرائم الغامضة ومن الذي يتمسك بالقانون ، ومن الذي يؤيد تركيا الظلامية ومن الذي يؤيد وطناً منيراً ، فإن حدث التفاوض ستسقط أقنعة من لا يريد الحل والسلام ، وإن حدث التفاوض سيتضح من الذي يؤيد الاستقلال الكامل ، وسيظهر من الذي يؤيد تبعية أميريكا .
نعم إذا حدث التفاوض والسلام فإن نجم تركيا سيلمع في الشرق الأوسط ، وتتحول إلى نموذج .
إن فتح المجال أمامي سأُسقِط قناع من لا يريد السلام والحل في تركيا ، ولينكشف من يقف إلى جانب الأخوة والحل ، وعندها دعوا الشعب التركي يصدر قراره بحقي .
فبالتفاوض سيتحقق وفاق اجتماعي ، وبالوفاق الاجتماعي سترتفع النوعية الديموقراطية للمجتمع ، فالوفاق الاجتماعي سيكون لصالح الجميع ، والجميع سيكسب منه ، والمجتمع سيكسب .
وهذا ما تتطلبه مبادئ الإسلام ، فهي تتطلب التآخي .
وكل الفلسفات التي تحقق وتهدف إلى الوفاق الاجتماعي ومبادئها تتطلب التوافق .
فليكن التفاوض وليكن الحوار ليجري النقاش بوضوح عن كل شيء ، عمن هو الإنفصالي ومن ليس انفصالياً ، ومن الإرهابي ومن ليس إرهابياً .
وعندها سيظهر مدى تطرف وعرقية وفاشية بعض الشرائح ، وهل هناك سبيل أسهل وأصح من التفاوض ؟ والآن لماذا يتهرب البعض من التفاوض ؟ وما علاقة هؤلاء بالتركياتية ؟ أنا أعرف الأتراك ، وسياستهم ليست هكذا ، كما أن أخلاقهم ليست هكذا ، الأتراك لا يمارسون هكذا سياسة ، والأتراك لا يمارسون سياسة انفصالية ، وهذا الأمر هو هكذا منذ عام 1071 .
لقد دخلنا أياماً تضم في أحشائها كافة أنواع التطورات ، وسنرى معاً كيف ستتطور وكيف ستُحل .
الولايات المتحدة تقول لـAKP ، توَصلْ إلى الحل ، ولكن AKP لم يتعرّف على القضية بعد ، فرئيس الوزراء فهم الأمر بعض الشيء ولكن AKP لا يعرفون كيفية السير .
الولايات المتحدة تطالب بالحل ولكن هناك بنى فاشية لا تعرف كيفية تفكيكها .
الولايات المتحدة لن تستطيع دفع AKP إلى انقلاب يساريٍ لأن البنية الاجتماعية لـ AKP لا تناسبه ، أما وضع الحكومة ففي الميدان ، إذاً ماذا يمكن أن يحدث في هذا الوضع ؟ يمكن أن يحدث كل شيء .
ما يحدث الآن يشبه تماماً ما جرى في عام 1920 ، فقد أعطوا للأكراد سلاحاً بقدر الدنيا ، وسيدفعون بأربعين مليون كردي إلى الحرب مع التركي ، ألا يستطيعون رؤية هذا الأمر ؟ فتركيا التي تحارب أربعين مليون كردي كيف ستبقى متكاملة ، وكيف لن تنفصل ؟ فإذا كان الأمر جلياً إلى هذه الدرجة كيف لا يُرى ؟ ها هو لديك نفس الوضع الذي ساد في العشرينيات .
وهم الذين باتوا يعرفون كيف يحاربون وكيف يسالمون ، فهل ستحدث عصيانات مدنية ، أم حرب شعبية ، لا يستطيع أحد معرفته ، ولكنني لن أكون المسؤول عما يحدث .
بعد الآن سيستمرون في التحامل على PKK والأكراد لفترة من الزمن ، وسيجربون ذلك لفترة أخرى ، ولكنهم لن ينجحوا في ذلك ، ويستحيل أن يحققوا النجاح ، وهم يعرفونني ويعلمون بي ، ويعرفون بأنني لن أبيع الأكراد ، فماذا تنتظرون مني أكثر من ذلك ؟ وضع الأكراد في الميدان ، وكتبت عن سبيل الحل ، ولا بد أن الدولة تدققها الآن .
تتوفر العديد من الإمكانيات بين أيدي الطالباني والبارزاني ، فلديهم إمكانيات لا تقاس مع الماضي ، ولكنهم لا يستخدمونها ، إنهم لا يستخدمونها لبعض الشكوك ، كما لا يستطيعون تطوير بعض الأمور الجديدة ، بينما نحن هنا نطور كثيراً من الحلول ، ونقدم كثيراً من الحلول والاقتراحات من أجل وحدة الأكراد .
فهم عاجزون حتى عن تناول هذه الأمور والاستفادة منها .
بل هناك انحلال كثير ، فالأحزاب تتفكك ، وظهر العديد من الأحزاب المعارضة .
كلما تضايق الذين يدعون النضال من أجل الأكراد هنا يهربون إلى الطالباني والبارزاني لاجئين إليهم ، وهم يسألوننا قائلين ؛ ماذا نفعل ، وماذا تقترحون علينا القيام به ؟ ولكنهم أيضاً مرتبطون بأميريكا مثلما تركيا ، وهكذا يعود كل شيء إلى أميريكا مراراً وتكراراً ، بينما أميريكا تتلاعب بالطرفين كما الألعوبة ، فكلاهما يحاولان البقاء اعتماداً على الولايات المتحدة .
على الجميع أن يتخلى عن نمطه السابق في السياسة ، فحتى أميريكا تخلت عن الغلاديو الذي كانت تدعمه على مدى سنوات ، القتل على النمط القديم كأساليب الغلاديو حتى أميريكا قد تخلت عنها ، فقديما كانت أميريكا تقول “أولادنا” عن الغلاديو ، تقول ؛ ماذا يفعل أولادنا ؟ أما الآن فتقول : لقد كبر أولادنا فليسيروا على أقدامهم ، ويمكنهم السير .
ولكن تركيا عاجزة عن السير بمفردها ، فهي لا تعرف السير .
ففي تركيا انحرفتم إلى إيديولوجية رجعية ، بل أنتم منحرفون إلى أربعة مستنقعات هي العلموية والدينوية والجنسوية والقوموية ، وبعدها لا تستطيعون الوقوف على أقدامكم .
لقد تعرَّفت على الدولة عن قرب ، واستنبطنا خبرة لا بأس بها ، وأنا أدافع عن الأخوة الكردية التركية ، وأريد حقاً إنهاء هذه الحرب التي لا معنى لها ، وأريد إيقاف هذا الموت .
لقد قرأت مقالاً لـ”كوجين كاراتاني” ، لقد استخدم مصطلحاً يسميه “بمضاد السرطنة” من أجل المجتمع ، صحيح جداً .
أنا لم أقرأ بتاتاً لـ “كاراتاني” من قبل ، ولكنني استخدمت هذا التعبير ذاته من قبل ، هو شخص مهم ، قرأت مقالاً له في مجلة “اكسبريس” ، هو فيلسوف ياباني ، لديه أفكار مهمة ، ولكنها ناقصة ، يقول ؛ هناك ضرورة لخلق خلايا مضادة للسرطنة من أجل تحسين المجتمع ، صحيح جداً .
أنا أيضاً شبَّهت هذا المجتمع بالسرطنة ، وكتبتُ أموراً واسعة من أجل الخلاص منه ، وقد توصل “كاراتاني” إلى أفكار مهمة ، ووضع تشخيصات مهمة ، ولكن أفكاري أوسع من أفكار “كاراتاني” بكثير ، فقد أجريت تقييمات أوسع في المجلد الرابع من مرافعتي .
لقد توصلت مؤخراً إلى التقييم التالي بشأن “ماركس” : التمرد العمالي على الرأسمال ، هو نفسه تمرد العصاة القرويين .
فليس هناك وضع يتجاوز هذا الوضع ، فعصيان القرويين هو نفس الشيء لعصيان المدينة ، والعصيان القروي ترك مكانه للعصيان المديني .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في “بيدليس” ، فوضع “بيدليس” مختلف بعض الشيء ، فالألاعيب الجارية هناك تمارس من خلال الاحتكارات ، بينما شعب “بيدليس” بات يدرك بأنه لا فائدة له من هذه الاحتكارات ، ويدرك الألاعيب التي تمارس عليه ، وبات يدرك دوره التاريخي حديثاً .
أبعث بتحياتي الخاصة إلى شعبنا في هكاري ويوكسكوفا ووان .
وصلتني رسائل من سجون آديامان و كانديرا ، وأرضروم وباقركوي و تكيرداغ .
أبعث بتحياتي إلى جميع الرفاق في السجون .
طابت أيامكم ، تحياتي لجميع شعبنا .
23 أيــــــــــــــــــلول 2009