الأستاذ محمد سعيد آلوجي والمرسوم 49

حسين عيسو

كنت أتمنى من الأستاذ محمد سعيد آلوجي من أجل اراحة ضميره وحتى لا يقع في هذا الخطأ الفاحش أن يعيد قراءة  نصوص ومطالب عريضتنا بخصوص المرسوم 49 وبياناتنا التي تلتها ثم مقابلتي مع الصحفية في ايلاف السيدة بهية مارديني والتي وصفتنا بحاملي العريضة الاحتجاجية , وذلك قبل نشر اتهاماته جزافا , حيث قام بحشر حاملي عريضتنا ضمن رده على السيد عمر خليفة وتسمية العريضة بالاستجداء وسمّانا والموقّعين بالضعفاء والأذلة وغيرها من الأوصاف التي ذكرها السيد آلوجي , لقد تعرضنا أيضا الى انتقاد السيد خليفة لأننا لم ننفذ وعدنا بالاستمرار في المطالبة وهذا من حقه بسبب صمتنا بعد البيانات التي نشرناها وقد ذكرتها في مقالتي مع تقديري لمعاناته وشهامته النادرة هذه الأيام وعدم تفريقه بين كردي وعربي في المعاناة التي شملت الجميع هنا
الغريب من السيد آلوجي اضافة الى اتهامنا بشكل جائر هو هذا الصد للآخر من شركائنا في الوطن ومنعهم من العمل معنا في سبيل خدمة مواطنينا مجتمعين , ولماذا محاولة دفعهم بعيدا ولخدمة من !, نحن ككرد سوريين نعيش المعاناة , نقول أن هذا المرسوم الكارثي وان كان مقصودا به الكرد فانه أضر بالجميع حتى في “درعا وكسب” وقد وقف الى جانبنا يومها أغلب الفعاليات السياسية والاجتماعية في المحافظة عربا وكردا وآثوريين ضد هذا المرسوم فهل قصد السيد آلوجي هذه الفعاليات أيضا ولماذا وماذا يريد من هؤلاء جميعا !؟.
 تذكرني بعض هذه التصرفات بمقولة للسياسي المعروف المرحوم الياس مرقص عن بعض المنظمات الفلسطينية في سبعينيات القرن الماضي بقوله : “لو أن إسرائيل وافقت أن ترمي نفسها في البحر لرفضت هذه المنظمات ذلك لأنها تعتاش من وجود إسرائيل ولولاها لما وجدت هذه المنظمات ما تدافع عنه وتعيش من ورائه” ,أعتقد أن هذا المرسوم الكارثي الذي أصابنا جميعا لم يخدم أحدا سوى تجار المآسي الذين ينتظرون الكوارث حتى يجعلوا منها مادة لمزايداتهم .


 لست أدري كيف علم السيد سعيد آلوجي أن حاملي العريضة معروفون بتهربهم من الاستحقاقات الشعبية , والكل يعلم أن السيد آلوجي وحين كان يعمل “فنيا بيطريا في وزارة الزراعة” كان من أبعد الناس عن هذه الاستحقاقات الشعبية ومعروفا عنه بعده عن هذه المشاكل , وهو يتذكر ذلك جيدا , ولا أقول رفاقه البيطريين الذين ما زالوا أحياء يرزقون , أما ما قمنا به منذ كتابة العريضة الى آخر بيان لنا معروضة للقراء على جميع المواقع فهل فيها أي استجداء بل أنها كانت مطلبا شعبيا احتجاجيا برغم أننا موجودون في سوريا وليس في أوربا , وهنا لابد من القول للسيد آلوجي : نعلم جيدا أنك جريء في طروحاتك أكثر منا “اليوم” !, نعترف بذلك , ويبدو أنك لم تسمع أننا كوفد شاركنا الحركة السياسية في وقفتها ضد المرسوم لمدة عشر دقائق وهي تعتبر جريئة عندنا لكنها متواضعة بالنسبة لك كمقيم في كردستان أوربا , ثم هل تعلم أن شريكيّ في حمل العريضة من المعتقلين السابقين وقد بقي أحدهما في الاعتقال ستة أعوام والآخر عامين هل هذا لأنهم تهربوا من الاستحقاقات الشعبية , ما أزال أتذكرك حين أتيت الى السعودية كعامل مثلنا جميعا , كنت بعيدا عن كل نشاطاتنا وهذا ليس للتسجيل ضدك ولكن فقط للتذكير , ثم عدت مرة أخرى الى وظيفتك في سوريا حتى أنعم الله عليك بمن ساعدك على السفر الى أوربا كما سافر العديد من الكرد وغيرهم في سبيل حياة أفضل , لكن أن تقول أنك أجبرت على ترك البلد فالمعروف في سوريا هو المنع من السفر وأعتقد أنه حتى المنع لم يطبق عليك لأنك كنت مثال الموظف المرتاح في عمله وغير المغضوب عليه والكل هنا يعلم أن المغضوب عليهم يطردون من وظائفهم ويمنعون من السفر أيضا أليس كذلك !؟ , ولو طبق عليك ذلك القرار لما كنت متنعما اليوم بهواء أوربا وحريتها ولبقيت مثال الموظف النشيط المرضي عنه من كل الجهات المسئولة , نعم سيدي نحن هنا جبناء ومتهربون من الاستحقاقات , لكننا نعمل حسب ما تمليه علينا ضمائرنا لأننا نعيش بين المعذبين ونحس بآلامهم وحسب إمكاناتنا , واذا كنت تستطيع فعل الأفضل فعد الى الوطن وافعل ما نجرؤ على فعله , ملكة فرنسا ماري انطوانيت قيل لها ذات يوم أن الشعب جائع لعدم وجود الخبز فاستغربت قائلة : لماذا لا يأكلون الكاتو !.

كم أتمنى اليوم لو أنك بقيت بيننا ووقتها كنا سنحترم كل اتهاماتك لنا .

أما قولك أنك هجّرت خارج سوريا فهو مردود عليك , وأرجو ألاّ تكرر هذه المقولة مرة أخرى , هل سمعت برياض الترك وفاتح جاموس ؟, وهل تعلم أنهما تمتعا بحوالي عشرين عاما في المعتقلات , هل أجبر المرحوم نذير مصطفى “سكرتير البارتي” على الهجرة أم أنه أمضى سنوات عديدة من عمره في المعتقلات وغيره كثر , هل أنت أفضل منهم لماذا لم تبق الى جانبنا , نعم المصائب التي حلت بالكرد في سوريا كثيرة واذا عدت الى مقالاتي رغم الجبن الذي اتهمتني به والتهرب من الاستحقاقات الشعبية التي تفاديتها عكسك , اقرأ تلك المقالات سترى أنها موضوعية وجريئة رغم ما نحن فيه , حينما تحل مصيبة على الناس بكافة أطيافهم وتوحد بين الكردي والعربي والآثوري وغيرهم ويحاولون الوقوف بوجهها معا ورفضها , لماذا الوقوف في وجوههم بالمرصاد , وما القصد من ذلك , وهنا أعني تلك القلة المتاجرة بمآسينا , مع تقديري للذين وضعوا هموم شعبهم الكردي نصب أعينهم برغم بعد المسافة , نعم أنت وأمثالك جميع الأبواب مفتوحة لكم , الانترنت تستطيعون التنقل بين مواقعه بسرعة بياناتكم النارية أما أحدنا فيكاد يصاب بالجلطة قبل الدخول الى موقع , وتفعلون كل شيء بجرأة تحسدون عليها فلا خوف من اعتقال أو منع من السفر أو تسفير كما حصل لك حسب ادعائك , بقي شيء واحد أقوله لك ما دمت بهذه الجرأة أيها الأستاذ الكريم واذا كنت صادقا فيما تقول فعد وافعل ما تريد وأنا أول من يسير خلفك وأشهد عليها كل القراء من العرب والكرد والآثوريين والترك والتتار والأوربيين أيضا وأقولها بالصوت العالي رغم ما قد أتعرض له بسبب هذا الكلام , لكن لا يهم فافعل ذلك وأنا وراءك والا فماذا تريد منا , إنني هنا أحيي كل الكرد الذين يقفون في المحافل الدولية للدفاع عن حقوق شعبنا لكن أن تقول لنا ما علينا فعله فهذا ليس من حق أحد غير المقيمين فوق أرضهم الذين أبوا تركها لأن فيها دفن آباؤهم وأجدادهم , وأهل مكة أدرى بشعابها , عد الى بلدك وتحمل مثل غيرك ووقتها قل واشتم واتهم من تشاء لأن الكلام الحقيقي هو ما يقال في الساحة وليس في….أوربا وكما أعرفك أقول مرة أخرى أنك كنت مرتاحا في وظيفتك ولم تتعرض لأي اضطهاد كما يقول جميع من عرفوك ولم تهجّر كما تدعي بل سافرت لتحسين أحوالك وهذا من حقك , لذا لا حاجة لادعاء البطولة ويكفينا ما نحن فيه من وبال , ولكم ما أنتم فيه من رغد وراحة بال.

مرة أخرى أقول : غريب أمر بعض هؤلاء المقيمين في كردستان أوروبا تركوا أرضهم ولم يكتفوا بذلك بل تحولوا الى موجّهين لخطواتنا ومنظّّرين لنا .
حسين عيسو
  19-09-2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…