في الحقيقة ترددت كثيراً للرد على السيد عمر خليفة بخصوص مقالته المنشورة تحت عنوان “ عام مضى على المرسوم 49 وبعد !!؟؟ ” لإحساسي بأنه يحمل أسساً وطنية جيدة، وإن لم تصقل فيه بعد.
فها هو يصف هذا المرسوم بأنه مرسوم كاريثي..
ولولا تنامي الشعور عندي على أنه قد يزداد يقيناً بأنه أجاد في كل ما كتبه، لا سيما في معرض تصنيفه لي ككاتب غير منصف أو مزاود….
لما رددت عليه، وما ردي هذا إلا من أجل أن يراجع نفسه أكثر مما هو دفاع شخصي.
فأنا متفائل بأنه سوف يصل في يوم ما إلى تلك القناعة التي تجعله ينظر إلى حقوق غيره وكأنها هي حقوقه.
ليصف إلى جانب أخوتنا من العرب المنصفين وما أكثرهم في هذه الأيام.
وبالنظر لما أورده السيد عمر أجد نفسي يزداد إصراراً على تسمية هذا المرسوم “بمرسوم التجريد العرقي 49” الذي لا يستثني أحداً من أبناء شعبنا الكردي القاطنين على أراضيهم التاريخية ضمن سوريا ليجبرهم هذا المرسوم العنصري على النزوح عنها والالتجاء إلى الداخل السوري دون أية حماية أو سند.
فكيف لا أسميه كذلك طالما أنه استطاع أن يجرد في سنة واحدة حوالي 40% من أبناء شعبنا الكردي من أملاكهم دون غيرهم من الأعراق الأخرى.
وإن كان قد ذكر أستاذنا بأن عشرات من العائلات العربية قد التجأت هي الأخرى إلى أطراف المدن الكبيرة في الداخل السوري وهو ما لا يمكن أن يقاس بعشرات الألوف من الأكراد النازحين عن أراضهم، وهو ما يؤكد بأن أثار هذا المرسوم قد طال الاقتصاد السوري دون أن يستطيع أحد إنكار ذلك، ولهذا فإننا مطالبون جميعاً لأن نتضامن من أجل إلغاء هذا المرسوم الشوفيني، وقد سبق لي أن ذكرت بأنه قد أضر بالاقتصاد السوري بشكل عام.
لكن ما يهم السلطات السورية بالتأكيد فهو أن يتجرد الأكراد من أملاكهم وينزحوا عن أراضيهم..
ويعلم السيد عمر وهو بالتأكيد من إخواننا من عرب الحسكة بأن الكردي مستهدف دون غيره من العرب وباقي الأثينيات العرقية بأن تطبق بحقه كافة الإجراءات الأمنية الواردة في هذا المرسوم بحذافيرها.
لكن ذلك لا يستثني الباقين من أن يتأثروا بآثاره الكارثية، وهو ما دفع بعشرات من العوائل العربية أيضاً إلى أن تركوا مناطقهم لينضموا إلى حزام الفقر حول المدن الكبيرة كما ذكر أستاذنا..
فلا يمكن أن تتحقق أية سيادة وطنية على أنقاض مصالح المواطنين إلا بإجراءات دكتاتورية وقمعية شديدة، ولم يجري ذلك في أي مكان من العالم كما جرى تطبيقه في سوريا بموجب هذا المرسوم الشوفيني والذي سبق أن أعد له بعناية لضرب مصالح الأكراد بشكل خاص والمصالح الوطنية بشكل عام.
إلا في العراق السابق وقد يمكننا أن نصادف ما يشبه ذلك في بعض من الدول الشرق أوسطية التي لا تراعي مصالح مواطنيها، ونؤكد بأنه لا يمكن أن تتحقق السيادة القانونية في أية دولة بالضد من مصالح المواطنين.
فكم من دول دخلت حروباً شاملة من أجل فك أسر أحد من مواطنيها المحتجز بدون موجبات قانونية.
إلا أننا نجد الأمور معكوسة في بلدنا.
فقد تعدل مواد دستورية كاملة وفق مصالح ورغبات المتسلطين على رقابنا.
فالمادة الدستورية الثامنة التي أضافها البعث على الدستور السوري تعطيهم حق السيادة الكاملة للتسلط بها على رقاب المواطنين.
ونرى تطبيق الأحكام العرفية منذ أكثر من أربعة عقود..ووو كما نرى بأن حزب البعث قد حصن عناصره ضد المسائلات القانونية “لا سيما القياديين منهم” ويتصرف هذا الحزب بالأموال العامة وممتلكاتها وكأن سوريا رهينة بين أيديهم.
فحدث عنهم بلا حرج، والغريب أن أغلب مثقفينا لا سيما العرب منهم يتهربون من توجيه الانتقادات إليهم إلا ضمن الحدود التي تسمح لهم بها السلطات الحاكمة.
كي تتظاهر هذه السلطات بأنها قد وفرت للشعب حرية التعبير، وعندما يَجدُ الجدُ نرى هذه السلطات تحرك أجهزتها القمعية نحو المعارضين الذين قد يتجاوزون الخطوط الحمر المضروبة حول أعناقهم .
فتحتجزهم بتهم جاهزة.
كما حدث لقياديي إعلان دمشق وغيرهم من المعارضين الأكراد.
لكن الأكثر غرابة هو أن يأتي بعض من مثقفينا وبحجة حرصهم على اللحمة الوطنية ليتهجموا على من ينتقدون الإجراءات الشوفينية لهذه السلطات.
فأستاذنا عمر يضرب بنا المثل على أننا نفرغ اللبنة الأولى للوحدة الوطنية.
وعلى حد علمي لم تقم أية جهة حتى الآن ببناء أي كيان وطني غير ذلك البناء المتواضع الذي وضع له بعض من الغيورين حجر الأساس في إعلان دمشق والذي لم يوفر لنا فيه كأكراد غير حق المطالبة بحقوق المواطنة فقط.
وسرعان ما سارعت سلطات البعث إلى اعتقال قادة هذا الإعلان عندما شعرت بأن مؤسسوها جادون في دعواتهم من أجل التغيير، وتركت حرية التصرف بهذا الإعلان لمن يراع مصالحها فيه.
لعل أستاذنا يتكلم عن تلك العريضة التي كان قد وقع هو أيضاً عليها، والتي يستجدون من خلالها حقوق المواطنين من السلطات البعثية القائمة أساساً على قمع وإرهاب المواطنين.
طالبين منها الرحمة والرأفة بالضعفاء لإلغاء ذلك المرسوم الذي كانت السلطات قد خططت له بعناية فائقة لتَذُل به الضعفاء وتجعلهم رهينة بيد أجهزتها الأمنية حتى تتمعن في قمعهم وإذلالهم.
وليعلم أستاذنا بأن منظمي تلك العريضة ما كانوا سيقومون بتنظيمها إلا من أجل أن يتهربوا من الانخراط في صفوف المعارضة الكردية التي كانت قد أقرت بمجملها القيام بتنظيم مظاهرات واعتصامات ضد ذلك المرسوم حتى إلغائه، وكانت حجة منظمي تلك العريضة “وهم معروفون بتهربهم من الاستحقاقات الشعبية” أن لا يبدؤوا بالتصعيد ضد السلطات قبل أن ينتهوا من تقديم عرائضهم وأن يقوموا بإرسال وفود من مختلف الانتماءات الفكرية والشعبية للمطالبة بإلغاء المرسوم.
على أن يلجؤوا بعد فشل محاولاتهم تلك إلى تنظيم اعتصامات ومظاهرات… وها قد فشلت مساعيهم تلك وخابت آمالهم في استجابة السلطات لمطالبهم.
لكنهم بقوا مكتوفي الأيدي من دون أي حراك…
ويغور فأس السلطة في رؤوس مواطنينا فيترك أغلبهم أراضيهم ويغادروها، وما زال الحبل على الجرار..
على أن يراعى في بنائها المصالح الوطنية العليا، وأن يتم الإقرار فيها بحقوق كل الطبقات والفئات التي تنضوي تحت سقفها على حد سواء وبدون أية فوارق طبقية أم عرقية أم طائفية….
فأن كان قد اشترك أستاذنا في بناء أي كيان وطني غير الذي ذكرته.
بإمكانه أن يدلنا عليه ونكون له من الشاكرين ..
أما على الصعيد الرسمي.
فأقول لهم بأن كيانات الوحدة الوطنية لا تبنى على الأملاك المغتصبة كما جرى بناء القرى النموذجية في المناطق التي سمته السلطات بالحزام العربي والتي شكلتها من الأراضي التي استولت عليها من أصحابها الأكراد لتُسكن فيها العفاريت المستقدمين من ريف حلب والرقة، وليتضور الأكراد جوعاً وحرماناً.
كما أنه لا تبنى الوحدة الوطنية لا بوسائل التعريب، ولا بسحب الجنسية من الأكراد، ولا باحتجازهم في معتقلاتها….
فهلا وضعت يدك في أيدي المظلومين لتبنوا معاً كيانا وطنياً حقيقياً مبنياً على المصالح الوطنية المشتركة حتى يمكنكم أم تناهضوا به مجمل الإجراءات الشوفينة التي تطبقها السلطات القمعية الأمنية ضد المواطنين السوريين.
..
أرى بأن تقرأ للمتنورين رواد الوحدة الوطنية والتقدم من أمثال الأستاذ الدكتور منذر الصدر، والأستاذ طارق الحجي وغيرها وإليك هاتين العارضتين لهما كبداية للتعرف على أفكارهما إن لم تكن قد عرفت عنهما بعد.
- تسجيل صوتي للأستاذ الدكتور منذر الفضل.
يستنكر فيه مرسوم التجريد العرقي رقم49 - أوقفوا جرائم الإبادة ضد الكورد من النظام السوري..
الدكتور منذر الفضل
” لو كنت كرديا من سوريا … لَمَا ترددّت لحظةً في رفع صوتي للأعالي كي تسمع الدنيا. عن طريق هذه العارضة. http://www.kurdistanabinxete.com/Gotar/2009Gotar
/Tevlihev09g/092009/030909goezkurde_suribamaTariheci.htm
ويمكنك أن تطلع من خلال هذه المقالة على درجة ثقافته أستاذنا هذا لتحكم بعدها على حقوقنا في الدفاع عن معاناتنا.
غير الحكومة الفرنسية التي حاربها آباؤنا وأجدانا بكل ما أوتوا من قوة من أجل أن تتمتعوا بسوريا كدولة والتي استطاع البعث أن يغتصبه منا جميعاً، إن لم تكن أيضاً من البعثيين.!!.
وما زلنا نناشد الأخوة العربية الكردي وسنظل نناشدها حتى تستيقظوا من غفوتكم وغلوائكم لنبني معاً وطناً ديمقراطياً حراً وموحداً، وسنظل ندافع عن هذا الوطن وعن حقنا في تقرير مصيرنا الذي ربطناه معكم حتى أخر رمق، وليكن بعلمك بأن مطالبنا لحقوقنا الوطنية سوف تبقى مقرونة وملازمة بحقوقنا القومية التي تصرون على سلبها منا وطي صفحتها من قاموس إنسانيتكم، والتي لا بد من أن نحصل عليها كاملةً.
تسجيل صوتي للأستاذ القدير الدكتور أحمد أبو مطر وهو يناصرنا ضد ظلم نظام البعث السوري
وهل أجبر غيره حوالي 40% من أبناء شعبنا خلال سنة واحدة لأن يتركوا مدنهم وقراهم ويهاجروا عنها.
ألم يجردهم هذا المرسوم من حقوق شراء أية أراضي وتسجيلها بأسمائهم دون عمليات البيع في الجزيرة…
كما أرى بأن تسأل نفسك وأنت تحمل اسم “الخليفة عمر” رضي الله عنه والذي قال في حادثة مشهورة “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً “..
يا ابن مدينتي “الحسكة” والتي حرمت عني رؤيتها منذ أربع وعشرين عاماً…