خليل كالو
للأسباب التي ذكرناها سابقاً في الحلقات السابقة وضعف الفكر وثقافة الكردايتي والوهن الذي أصاب المجتمع الكردي من سياسة الأحزاب الكردية نشأت شخصية ممزوجة بالضعف ومجبولة بثقافات متعددة وغريبة الأطوار بدون هوية مع ضعف دور المثقف منذ بداية الحركة لرفد المجتمع بالفكر والثقافة عند كل مرحلة ليتجاوز الوهن في التفكير والوجدان لذا انعكست الحالة على الحراك العام مما أبقي على تأثير تعدد المفاهيم ودكتاتورية الفكر الإيديولوجي والفكر المجرد البالي من موروث القرون الوسطى على العمل السياسي أيضاً وهنا لا نلقي كل اللوم على النخب السياسية بمفردهم بأنهم مسئولين فقط عن كل ما حصل ويحصل فهذا تجني ونقص في الوجدان والضمير لأن مسؤولية المثقف بكل فئاته العلمانية والقومية والدينية والنخب الاجتماعية الأخرى لا تقل عن مسؤولية السياسيين فالكل شركاء بشكل من الأشكال في تكريس هذا الواقع الرديء والإتيان به المسبب في التخلف العام.
صحيح عندما نشأت الحركة السياسية ذات الطابع القومي والحقوقي لم يكن يوجد لها من مفكرين ومنظرين تاريخيين حتى يصنعوا رأياً عاماً ووضع نظرية قومية لوعي جمعي لبناء الشخصية الكردية الحديثة لذا بقيت الحركة داخل التنظيم السياسي تدار بمنهج والسلوك الكردايتي والفكر والثقافة القديمة التي كانت في مجملها متوارثة واعتمدت الحركة بالدرجة الأولى على الإخلاص والرغبة والإرادة والإحساس بالمسؤولية ومشروعية الحقوق القومية للكرد كان هذا في البداية ونحن مدينون لتلك الفترة ولكن عندما نما الوعي القومي والعام مع ازدياد عدد المتعلمين والمثقفين (بفتح القاف) لم تستوعبهم الحركة السياسية وبقوا على الأرصفة يتداولون الثقافة والفكر الإيديولوجي القادم من وراء الحدود كموضة لتلك المرحلة في ظل غياب المؤسسة الثقافية الملتزمة بقضايا الأمة وكانت هذه الخطيئة الأولى ومع دخول أنصاف المتعلمين المجبولين بثقافة الايديولوجيا المقيتة الدخيلة ذات السلوك المنكرة للذات إلى جسم السياسة استمر الحال دون تطور حقيقي فسيطرت الانتهازية الحزبية والأنانية على هيكلية التنظيم وتنافست فيما بينها على أسس حمقاء فاختلف الكرد عقوداً من الزمن على مفاهيم ومصطلحات انكشفت بؤسها لاحقاً وذلك بين الماركسيين والملتزمين وبين الملتزمين أو المهتدين هذا من جهة وبين الفئات الماركسية والمحسوبة عليها والقوميين الكرد والوطنيين منهم ونعتهم بالرجعية وأصبح المغترب السياسي والثقافي عن واقع الكرد تقدمياً والقومي والوطني والمضحي والمقاتل على ذرى جبال الوطن رجعياً –كان هذا المنهج هولاً ومصيبة كبرى ـ وهكذا إلى أن قضي على كل شيء تم بناءه بجهود المخلصين وانشطر التنظيم والوحدة الوطنية انشطارا غير طبيعي على أفكار ومفاهيم بالية انتهت صلاحيتها وكان ذلك الانشطار هي الخطيئة والجريمة الثانية ومن بعد ذلك أصبحت السياسة الكردية تدار بشكل ارتجالي وكيفي وتحزبي ضمن دوائر ضيقة اقتصرت على المؤيدين والأنصار وصار كل طرف يعبأ ويحشد ضد الآخر ولم يبق للحزب وجود حقيقي على الأرض فصار كل شخص يتصرف كما يحلو وأصبح حال الحزب كسيارات السرفيس (تكسي المدينة) يركبه العضو وينزل منه في الموقف الذي يريده وسادت الفوضى العارمة في كل شيء ولم يسلم منها حتى القيم والثوابت القومية مما أفقد المجتمع الكردي الوعي الجمعي والتماسك ووحدة العمل والهدف وعدم الاكتراث بثوابت الأمة واحترامها وتراجعت مسألة النضال كواجب وطني من أجل الحقوق بأسلوب التنظيم العصري وحلت محلها النضال التحزبي فكانت تلك خطيئة ثالثة.
فمع سيادة فوضى المفاهيم والمصطلحات والتلاعب بمشاعر وعواطف ومقدرات الناس والاستهتار بالحقوق وتكريس الضعف والتشتت فقدت الثقة بين صفوف الجماعة الواحدة حتى بات الكل تدعي امتلاكها الحقيقة فأخذت من ذاتها مركزاً للقرار السياسي مثل السلف وسادت الفوضى المنظمة المقنعة ولم يستطع أحد ضبط الواقع السائد وفقدت المركزية من التنظيم وغلبت عليه روح الليبرالية والمداراة وحصل ما حصل.
لذا يكون علاج ما هو قائم الآن ليس بالأمر السهل يحتاج إلى رجال عظام في لم الشمل وبعزيمة قوية وإرادة صلبة وإلى دماء جديدة بشجاعة مقاتل لمعالجة ما أفسد ولن تصلح الأحوال ببساطة ويسر كما يدعي البعض بلم المبعثر كيفما اتفق من خلال آراء ارتجالية وأفكار لا ترتقي مستوى القضية وهو اقتراب سطحي في مجمله بدون برنامج وخطة عمل وخارطة طريق على المستوى العام ولن يستطيع أحد ضمن هذه الظروف المحيطة فعل شيء يذكر سوى نشر مقالة وإبداء رأي ليس إلا ؟ ربما هذه الأسئلة والمحاكمة تحبط العزائم وتنعت بأنه خطاب تشاؤمي تحير المرء في إجابتها وتكرس التشاؤم أكثر ربما يكون ذلك فالوضع برمته غير طبيعي وهذا هو الواقع المعاش فما العمل ؟ هل نكذب على بعضنا أم ماذا فكفانا التملق والتزلف وخداع الذات لقد مل الناس من اجترار الكلام ولم يعد يغني عن الحقيقة المرة.
إن المشاريع المطروحة الآن قد تدغدغ مشاعر الناس وببعض من الطموح أو تصلح أن تكون جزء من حل طارئ وإسعافي إذا ما نظر المرء إليها في إطارها النظري والشكلي ولكن عملية بنائها والعمل بها وجني ثمارها هذا هو المهم بالنسبة إلى عموم الشعب الكردي.
لم يحدد مقترحو المشاريع المذكورة خطة عمل وخريطة طريق حقيقية والتجنيد لها ليتم مناقشتها وتقييمها بالشكل الذي يلبي طموحات الجميع وهذا ما ينتظره الشارع الكردي بكل فئاته ويبدو للعيان والمتتبع سوف لن يكون النخب الاجتماعية الوطنية والثقافية والفعاليات الأخرى دور وحضور متميز في مشاركة تلك المشاريع بل سيقصر مرة أخرى على الشركاء المسببين للوضع القائم العمل الهيكلي خاصة في عملية إعداد والتنظيم وتحديد الأهداف وأساليب العمل هذا إذا ما افترضنا قرب وصول الشركاء إلى حل فيما بينهم في وقت قريب ربما سيستدعى عدد من المولاة من الفئات الشعبية المختلفة بالانتقاء والمحسوبية كضيوف شرف لإضفاء طابع الشرعية كما هو معمول ومع كل الافتراضات فإن عدم جدية المواقف لا تبشر بولادة مولود جديد و ما يجري حتى الآن ليست خطوات مقنعة بل نقولها مع الأسف الشديد رؤى غير منطقية تثير الشكوك في النفوس من جديد وخاصة عندما يناقش الدعاة المسائل الفنية وبشكل ميكانيكي والتركيز عليها دون الأسباب الذاتية المعيقة وكأن الوضع الداخلي للكرد هو في أحسن الأحوال وأن الاتفاق والإجماع قد حصل والبرنامج والأهداف المرسومة تلبي الطموح وحلت جميع القضايا ولم يبق سوى قضية النسب المشاركة في توزيع المناصب والكراسي وعدد الحضور والأعضاء بأسلوب كان يستخدم في الماضي في إدارة الأزمات بخطاب خشبي متملق وتزلف والاقتراب غير الجدي مع الاستهتار بعقول الناس وإهمال رأي الشارع وزرع اليأس ولن تنجح تلك الوصفات الترقيعية بالتنظير والكلمات الإنشائية الجميلة دون الاقتران بالعمل بل سوف تزيد من الأزمة تأزماً وأخيراًً كل ما نتمناه وننتظر من كل الأخوة جميعاً دون استثناء بما فيهم النخب الوطنية من كافة الفئات الإقدام على كل مفيد وواجب وأخذ المسائل بجدية ومسؤولية كواجب قومي فقط والاقتراب من المسائل بمنهج الكردايتي دون غيره.
وإذا ما كانت المشاريع المطروحة الخاصة بالأحزاب تطرح من باب الدعاية فهو أمر غير مرضي ولا تجلب النفع لأحد ونتمنى أن لا تكون كذلك وأن أية محاولة من هذا القبيل هي بعيدة كل البعد عن مصالح الكرد ولن تكون مصيرها إلا الفشل والخيبة.
فمع سيادة فوضى المفاهيم والمصطلحات والتلاعب بمشاعر وعواطف ومقدرات الناس والاستهتار بالحقوق وتكريس الضعف والتشتت فقدت الثقة بين صفوف الجماعة الواحدة حتى بات الكل تدعي امتلاكها الحقيقة فأخذت من ذاتها مركزاً للقرار السياسي مثل السلف وسادت الفوضى المنظمة المقنعة ولم يستطع أحد ضبط الواقع السائد وفقدت المركزية من التنظيم وغلبت عليه روح الليبرالية والمداراة وحصل ما حصل.
لذا يكون علاج ما هو قائم الآن ليس بالأمر السهل يحتاج إلى رجال عظام في لم الشمل وبعزيمة قوية وإرادة صلبة وإلى دماء جديدة بشجاعة مقاتل لمعالجة ما أفسد ولن تصلح الأحوال ببساطة ويسر كما يدعي البعض بلم المبعثر كيفما اتفق من خلال آراء ارتجالية وأفكار لا ترتقي مستوى القضية وهو اقتراب سطحي في مجمله بدون برنامج وخطة عمل وخارطة طريق على المستوى العام ولن يستطيع أحد ضمن هذه الظروف المحيطة فعل شيء يذكر سوى نشر مقالة وإبداء رأي ليس إلا ؟ ربما هذه الأسئلة والمحاكمة تحبط العزائم وتنعت بأنه خطاب تشاؤمي تحير المرء في إجابتها وتكرس التشاؤم أكثر ربما يكون ذلك فالوضع برمته غير طبيعي وهذا هو الواقع المعاش فما العمل ؟ هل نكذب على بعضنا أم ماذا فكفانا التملق والتزلف وخداع الذات لقد مل الناس من اجترار الكلام ولم يعد يغني عن الحقيقة المرة.
إن المشاريع المطروحة الآن قد تدغدغ مشاعر الناس وببعض من الطموح أو تصلح أن تكون جزء من حل طارئ وإسعافي إذا ما نظر المرء إليها في إطارها النظري والشكلي ولكن عملية بنائها والعمل بها وجني ثمارها هذا هو المهم بالنسبة إلى عموم الشعب الكردي.
لم يحدد مقترحو المشاريع المذكورة خطة عمل وخريطة طريق حقيقية والتجنيد لها ليتم مناقشتها وتقييمها بالشكل الذي يلبي طموحات الجميع وهذا ما ينتظره الشارع الكردي بكل فئاته ويبدو للعيان والمتتبع سوف لن يكون النخب الاجتماعية الوطنية والثقافية والفعاليات الأخرى دور وحضور متميز في مشاركة تلك المشاريع بل سيقصر مرة أخرى على الشركاء المسببين للوضع القائم العمل الهيكلي خاصة في عملية إعداد والتنظيم وتحديد الأهداف وأساليب العمل هذا إذا ما افترضنا قرب وصول الشركاء إلى حل فيما بينهم في وقت قريب ربما سيستدعى عدد من المولاة من الفئات الشعبية المختلفة بالانتقاء والمحسوبية كضيوف شرف لإضفاء طابع الشرعية كما هو معمول ومع كل الافتراضات فإن عدم جدية المواقف لا تبشر بولادة مولود جديد و ما يجري حتى الآن ليست خطوات مقنعة بل نقولها مع الأسف الشديد رؤى غير منطقية تثير الشكوك في النفوس من جديد وخاصة عندما يناقش الدعاة المسائل الفنية وبشكل ميكانيكي والتركيز عليها دون الأسباب الذاتية المعيقة وكأن الوضع الداخلي للكرد هو في أحسن الأحوال وأن الاتفاق والإجماع قد حصل والبرنامج والأهداف المرسومة تلبي الطموح وحلت جميع القضايا ولم يبق سوى قضية النسب المشاركة في توزيع المناصب والكراسي وعدد الحضور والأعضاء بأسلوب كان يستخدم في الماضي في إدارة الأزمات بخطاب خشبي متملق وتزلف والاقتراب غير الجدي مع الاستهتار بعقول الناس وإهمال رأي الشارع وزرع اليأس ولن تنجح تلك الوصفات الترقيعية بالتنظير والكلمات الإنشائية الجميلة دون الاقتران بالعمل بل سوف تزيد من الأزمة تأزماً وأخيراًً كل ما نتمناه وننتظر من كل الأخوة جميعاً دون استثناء بما فيهم النخب الوطنية من كافة الفئات الإقدام على كل مفيد وواجب وأخذ المسائل بجدية ومسؤولية كواجب قومي فقط والاقتراب من المسائل بمنهج الكردايتي دون غيره.
وإذا ما كانت المشاريع المطروحة الخاصة بالأحزاب تطرح من باب الدعاية فهو أمر غير مرضي ولا تجلب النفع لأحد ونتمنى أن لا تكون كذلك وأن أية محاولة من هذا القبيل هي بعيدة كل البعد عن مصالح الكرد ولن تكون مصيرها إلا الفشل والخيبة.
x.kalo59@hotmail.de