برعاية الأستاذ عبد الحميد درويش افتتاح قاعة الدكتور نور الدين زازا في القامشلي

افتتحت مساء يوم 15/7/2009 ، والذي يصادف الذكرى الثامنة والخمسين لوفاة الأمير جلادت بدرخان، و برعاية الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا قاعة الدكتور نور الدين ظاظا.

و حضر الافتتاح عدد من الشخصيات الوطنية الكردية و العربية و السريانية في مقدمتهم الدكتور عبد الحكيم بشار سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) و الشيخ عدي ميزر المدلول و الأستاذ أنيس حنا مديواية و الأستاذ داوود غرزاني و عدد من أعضاء المجلس العام للتحالف ، و جمع من الأدباء و الكتاب، إضافة الى عدد من الرفيقات والرفاق.
و قام الأستاذ عبد الحميد درويش بقص الشريط الحريري إيذانا بافتتاح القاعة التي تحمل اسم احد ابرز المناضلين الكرد في سوريا و أول رئيس لحزبنا.

و بعد الافتتاح ألقى الأستاذ عبد الحميد درويش كلمة قال فيها :
أيها الأخوة الأعزاء – الضيوف الكرام
أرحب بكم جميعا أجمل ترحيب ، و أود في البداية أن أقدم نبذة قصيرة عن الدكتور نور الدين زازا الذي نفتتح اليوم هذه القاعة التي تأسست باسمه .
من هو نور الدين زازا ؟ ..

قد لا يعرف الكثيرون هذه الشخصية الكبيرة ، فهو كان أول من ترأس حزبنا بجدارة ، فقد كان هذا الرجل سياسيا فذا و مثقفا كبيرا تلقى تعليمه في سويسرا و نال شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع هناك.

و ساهم منذ الأيام الأولى في تأسيس حزبنا مساهمة فعالة ، و خاصة في كتابة برنامج الحزب السياسي، و كان الدكتور نور الدين شخصية وطنية و قومية بارزة ليس على صعيد سوريا فحسب ، بل على صعيد المنطقة ، و الشعب الكردي بوجه عام ، نظرا لما قدمه من تضحيات من اجل شعبه و كان مثقفا و كاتبا فذا ، دخل معترك العمل الوطني منذ بداية شبابه و ساهم بفعالية كبيرة في نشر الثقافة الكردية و كتب العديد من المقالات و القصص باللغة الكردية في مجلتي (هاوار و روناهي) حتى ان الأمير جلادت بدرخان وصفه بـ (انطوان تشيخوف الكرد).
كان الدكتور زازا يحمل حسا وطنيا عاليا ، و سأذكر لكم قصة رواها لي و تدل  على مشاعره الوطنية تلك ، ففي عام 1955عندما انعقد مؤتمر الشباب العالمي في سويسرا مثل الشباب الكردي في المؤتمر كما ونظرا لغياب التمثيل العربي ارتدى زيا عربيا، و سار لوحده بين شباب العالم كممثل للعرب ، و للأسف فقد مات و هو في الغربة  ، و لم يجد مكانا لقبره في بلده .


كان الدكتور نور الدين زازا يدعو ابناء الشعب الكردي دوما الى تعلم لغتهم الأم إيمانا منه بان الحفاظ على اللغة هو أفضل سبيل للحفاظ على وجود الشعب الكردي ، و كان قد أطلق نداء مشهورا عبر كتاباته يقول فيه : أيها الأكراد إذا كنتم لا تريدون التشتت والضياع فعليكم تعلم لغتكم وتعليمها ، أما إذا أردتم أن تعرفوا أنفسكم و تعرفوا الآخرين بكم و أن تنالوا محبتهم ..

و ان تحرزوا الصداقة و الأخوة مع الشعوب الأخرى ، و أن تحيوا بكرامة و عزة ، مرة أخرى أقول لكم : تعلموا لغتكم و علموها .)
و كان نور الدين زازا في عام 1944 قد حاول الالتحاق بالحركة الوطنية الكردية في العراق الا انه اعتقل هناك و وضع في السجن ، و بعد إطلاق سراحه ذهب الى بيروت و تعرف على عدد من الشباب الكرد هناك ، ثم سافر الى سويسرا لإكمال دراسته ، وهناك لم تشغله الدراسة عن قضية شعبه ، فأسس مع زميله عصمت شريف وانلي جمعية الطلبة الأكراد في اوروبا لتعريف العالم بقضية الشعب الكردي .
و بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية عاد الى سوريا في عام 1956 و أيد عمل بعض الوطنيين الكرد في تأسيس حزب كردي في سوريا و ساهم في كتابة البرنامج السياسي وأصبح رئيسا للحزب.
وفي 12 آب 1960 اعتقل و أودع السجن حتى أوائل عام 1962 ، بعد خروجه من السجن و في أواخر 1962 رشحه الحزب في الانتخابات البرلمانية و حصل على تأييد شعبي واسع النطاق لم يسبق له مثيل ، فسارعت سلطات الانفصال الى توقيفه و احتجازه احترازيا ، للحد من التأييد العارم له و للحيلولة دون وصوله الى البرلمان .
و في الفترة اللاحقة تعرض الى المضايقات المستمرة ، و لما لم يجد إمكانية العيش بحرية و ممارسة النشاط السياسي ، غادر ثانية الى سويسرا في نهاية الستينات حيث قبل هناك كلاجئ سياسي و مارس التدريس في جامعة لوزان التي كان قد درس فيها و بقي هناك حتى رحيله في 7/تشرين الأول /1988 و دفن هناك.
لقد كان الدكتور نور الدين زازا إنسانا مخلصا لشعبه و وطنه و وفيا لرفاقه ..

و برحيله فقد شعبنا رمزا من رموز العمل الوطني .
و شكرا
ثم تحدث الأستاذ أنيس حنا مديواية احد ابرز المناضلين في الحزب السوري القومي الاجتماعي عن معرفته للدكتور نور الدين زازا فقال : عرفت الدكتور نور الدين زازا لكونه شقيق الدكتور نافذ ، أول طبيب في مدينة القامشلي ، و كان نور الدين يتردد على مدرسة (السيد قريش) التي كنت طالبا فيها ، و كان يعلمنا اللغة الفرنسية عام 1940 حيث كان والدي مديرا لهذه المدرسة ..

و أتذكر انه تغيب عن الدوام لعدة أيام و بعد عودته قال لنا انه كان في حلب و عند عودته بالقطار و قرب الدرباسية فوجئ بان الشرطة التركية تبحث عنه بهدف إلقاء القبض عليه ..

و لانه كان شابا قوي البنيان فقد رمى بنفسه من نافذة القطار الى الجانب السوري من الحدود حيث عاد الى القامشلي .
ثم تحدث الشيخ عدي ميزر المدلول عن هذه المناسبة و قال : في البداية نبارك افتتاح هذا الموقع و يسرنا عقد مثل هذه اللقاءات التي تزيد من تواصل شرائح مجتمعنا و تعود بالخير و الاستقرار و المحبة ..

نحن نشجع مثل هذه المواقع و نرحب بها و ندعو للتقارب و نبارك لكم هذا الافتتاح و نتمنى ان نجتمع دائما على الخير و المحبة و ان نظل أعضاء فاعلين في المجتمع .
بعدها قام الأستاذ عبد الحميد درويش و الدكتور عبد الحكيم بشار و الشيخ عدي المدلول و الأستاذ أنيس مديواية بإزاحة الستار عن تمثال الدكتور نور الدين زازا وسط تصفيق الحضور، و أشار الأستاذ عبد الحميد درويش بأن التمثال من أعمال الفنانة الكردية جيان عبد الرحمن التي لم تستطع الحضور بسبب سفرها ، و باسمكم نشكرها جزيل الشكر على هذا العمل الفني الرفيع و الجميل و نتمنى لها النجاح الدائم.
موقع الديمقراطي


 
 

 

 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…