2 – لعل التدريبات المشتركة مع الجيش التركي – الصديق ! – الذي احتل الاسكندرون اعتراف بعدوانه وتسليم بضم اللواء الى الدولة الجارة نهائيا وقد ثبت ذلك منذ أمد وتحديدا بعد التوقيع على اتفاقية – أضنة – السرية عام 1998 التي لم يطلع حتى برلمان النظام وحكومته على بنودها وتلتها اتفاقيات أمنية وعسكرية وزيارات رئاسية متبادلة.
3 – لاتشكل التدريبات العسكرية المشتركة السورية التركية أي تهديد لاسرائيل بل قد تنفعها واعتبر مسؤول عسكرية اسرائيلي رفيع المستوى في حديث الى الموقع الالكتروني لصحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية، ان التدريبات العسكرية التركية – السورية المشتركة لا تشكل خطورة”، وأكد وزير الدفاع أيضا الموقف ذاته في تصريح له لوسائل الاعلام معتبرا العلاقات الاستراتيجية الاسرائيلية التركية أقوى من التدريبات.
4 – تساؤل آخر يتردد على ألسنة السوريين وهو لماذا لاتجري التدريبات والمناورات مع جيوش عربية التي ترتبط مع الجيش السوري في معاهدة الدفاع العربي المشترك في اطار جامعة الدول العربية مثل الجيش المصري مثلا الذي يتمتع بخبرة عسكرية طويلة ومتقدمة وهو شريك الجيش السوري في زمن الوحدة وفي حربي حزيران واكتوبر أو اللبناني والأردني ..
الخ اذا كان الهدف نزيها لاكتساب الخبرة والاطلاع على التجارب الأخرى .
5 – يتوفر الكثير من الدلائل على أن تلك التدريبات المشتركة ماهي الا جزء مرئيا لنتائج الاتفاقيات الأمنية المبرمة تباعا بين نظامي البلدين خلال السنوات العشر الأخيرة وذات علاقة مباشرة باحتمالات ما سيؤول اليه الوضع السياسي في المنطقة وتكاد تنحصر في أهدافها القريبة والبعيدة بالتحضيرات الجارية لمواجهة الحركة التحررية الكردستانية منذ بداية تسعينات القرن الماضي خلال اللقاءات الثنائية التي بدأت في دمشق وأنقرة أولا والثلاثية والرباعية بمشاركة ايرانية وعراقية في العهد السابق أما الآن وما يجري في هذا التوقيت بالذات فله جانبان واحد يتعلق بالتصعيد الخطير لحملة اعتقال الناشطين الكرد في سوريا واصدار الأحكام الجائرة غير المسبوقة بحقهم الى جانب مضاعفة وتيرة عملية الاضطهاد القومي بمختلف الأشكال تجاه الكرد على مستوى كافة مناطق البلاد وبدوره قيام النظام التركي باعتقالات مماثلة بل أوسع ضد ناشطي كرد تركيا في محافظات كردستان وبينهم نواب برلمان وأعضاء المجالس البلدية المنتخبة واتخاذ التحضيرات لشن هجمات عدوانية في عمق مناطق كردستان العراق كما أن الاعلان عن هذه التدريبات المشتركة له صلة وثيقة بقرب الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق والتهيء لملىء الفراغ أولا حسب تصريحات مسؤولي دول تركيا وسوريا وايران تحديدا والتدخل في شؤون العراق تحت ذرائع مختلفة من بينها بالاضافة الى ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني موضوعي كركوك والموصل كبؤرتين قابلتين للاشتعال في خاصرتي اقليم كردستان العراق مرهونتين بمداخلات اقليمية مجاورة خاصة اذا علمنا أن حلفاء كل من النظامين التركي والايراني من بعض المجموعات التركمانية والشيعية في كركوك ترفع صوتها منددة بأحدث تقرير لبعثة الأمم المتحدة المحايدة حول معالجة تلك القضية جنبا الى جنب تحركات مجموعات موالية لنظام دمشق في الموصل الملتفة حول قائمة الحدباء ذات التوجهات العنصرية باتجاه اثارة الفتنة القومية والقيام باستفزازات ضد حكومة اقليم كردستان ومن غير المستبعد أن يتوسع التعاون التركي السوري ليشمل النظام الايراني وبعض الأطراف العراقية التي تجمع على معاداة الكرد وترغب في اجهاض التجربة الفدرالية في كردستان واعادة عقارب الساعة في العراق الى الوراء اذا رأت الى ذلك سبيلا .
هل ستدفع هذه التطورات العراقيين بكل مكوناتهم وقواهم الوطنية المشاركة في العملية السياسية السلمية نحو المزيد من الحيطة واتخاذ الاجراءات المناسبة لمواجهتها بما في ذلك التشاور مع الجانب الأمريكي الضامن للاستقرار في اطار الاتفاقية الأمنية المبرمة التي تهدف بالأساس أمن العراق الجديد وسلامة شعبه وصيانة مكتسباته ؟