أرغنكون الحقيقي هو أرغنكون الميدان السياسي

مثل كل وقت ، الأمور القديمة مستمرة ، لقد استأصلوا الكتل الموجودة في رأسي ، وقد أجريت العملية حديثاً منذ عدة أيام ، وسيفكون الغُرز خلال يومين أو ثلاثة ، هناك حكة ، لقد كثرت .

ماذا يمكن أن تكون ؟ يمكن الاستفسار من الأطباء .

هل يتم تقييم مرافعاتي بما يكفي ؟ هل يجري تفعيلها في المجلات والصحف ، هل يجري نقاشها ؟ ماذا يقول المتنورون ؟ .

القضايا تعقدت في تركيا ، فهم عاجزون عن الحل ولو نظرياً .

فالسياسيون والسلطة ليسوا على مستوى الإدراك النظري ، فهم بعيدون عن فهم القضايا نظرياً ، ولهذا السبب ، الأمر الذي لم يَركَد نظرياً لن تنفع ممارسته العملية إطلاقاً .
الكتابة سهلة بالنسبة لي ، ويمكنني الكتابة في وقت قصير إن أردت ، ولكنني أعتقد أن إهتمامهم ضعيف ، فما دام إهتمامهم بالأكاديمية ضعيف على هذا النحو ، فإن كتاباتي ستكون جهداً في فراغ .

المجلدات الثلاث الأولى تشرح الفكر الرئيسي ، وهي كافية الآن .

لا أعتقد أنها ستكون مفهومة بما يكفي في تركيا أيضاً ، فليس هناك الوضع القادر على نقاشها وإدراكها ، وفي هكذا وضع يؤسف على كتابتي ، وإلا أُصبِح خائناً للحقيقة .
لقد قمت بشرح وتقييمات موسعة في القسم المتعلق بالشرق الأوسط من مرافعتي ، وهي متعمقة جداً ، الدولة قرأت المرافعات التي كتبتها ، فهم يناقشونها .

بالطبع مرافعاتي تتناول النظام العالمي ، كل هذه التعقيدات والقضايا في العالم وكلها تنبع من النظام الرأسمالي .

الفرد الذي أفرزته الرأسمالية مصاب بالإفلاس وخرج من كونه إنساناً .

يقولون: الأزمة الاقتصادية ، وهي أزمة الرأسمالية ، وقد وصفت النظام الرأسمالي بأنه نظام الأزمات في مرافعاتي أيضاً .

فالرأسمالية بذاتها نظام أزمات ، بل الرأسمالية هي أزمة العالم ، فالرأسمالية سرطان البشرية ، وأنا أسمي ذلك بتسرطن المجتمع أيضاً ، فهي قد قصلت رأس البشرية ، وفجرت أدمغتها ، وشلَّت أذهانها .

وكان “نيتشه” قد أشار إلى خطر النظام الرأسمالي في عصره ، كما حاول “فوكولت” تحليل هذا النظام ، ولكن أغلبهم كان مرتبطاً بالنظام من جوانب عديدة ، وخاصة أن الرأسمال المالي هو البعد الرهيب في الأمر ، فحتى الفراعنة في عهود مصر لم يكونوا مثل هؤلاء ، وأنا أسميهم بفراعنة العصر .

بل إن فراعنة مصر يعتبرون ملائكة مغسولين سبعاً مقارنة بهؤلاء ، “فرناند براودل” أجرى تحليلاً جيداً للنظام الرأسمالي ، ويشير إلى هذه الأخطار ، لقد حوَّل هؤلاء كل بقعة من العالم إلى مزبلة ، وقاموا بتخريب البيئة ، وقضوا على الزراعة ، وإنهاء الزراعة يعني إنهاء البشرية أيضاً .

لقد أفلست الإشتراكية المشيدة أيضاً في عهد الرأسمالية .

فقد جعلوا العالم مفتوحاً أمام كل أشكال الخطر .

لقد حاولوا إدارة العالم بأربعة أخطار هي : الجنسوية ، العلموية ، الدينوية ، والقوموية .
يجب تناول “أرغنكون” على شكل مرحلتين ، الأولى : الفترة من 1925 حتى الخمسينيات .

ثم مرحلة ما بعد الخمسينيات ، والذي لعب الدور الأساسي في المرحلة الأولى هو “فوزي جاكماك”(رئيس هيئة الأركان في أواسط العشرينيات) ، ثم لعب كل من “رجب بيكر” و ” عصمت إينونو” الدور حتى الخمسينيات .

كنت قد أسميت هذا بالإيديولوجية ، أو التنظير على الأصح ، فهم أقاموا حصاراً حول “مصطفى كمال” .

وفي تلك المرحلة تم تكوين الدولة على أساس معاداة الكرد ، ومعاداة الإسلام جزئياً .

ذلك هو التنظير الذي وضعوه في تلك المرحلة ، وعلى الرغم من علم “مصطفى كمال” باللعبة السياسية والمخططات الانكليزية في ذلك الوقت ، إلا أنه لم يستطع تحطيم الحصار من حوله .

وقد أعفى “إينونو” من منصبه في الأشهر الأخيرة ، بل يعرف موته في فترة ما .

أي كانت هناك ألاعيب كبيرة .

لم يستطع أي مؤرخ تحليل الحصار المفروض على “مصطفى كمال” بشكل تام .


الآن أستطيع تحليل “أرغنكون” وفهمه بشكل أفضل .

دائرة الحرب الخاصة وحدة صغيرة تابعة لـ”أرغنكون” ، و”أرغنكون” الحقيقي هو “أرغنكون” في الميدان السياسي ، وهو أعمق من “أرغنكون” العسكري ، وأشد منه خطراً ، أي إن “أرغنكون” الأكبر هو السياسي ، أي ما لدى العسكر هو صغير ، وهم الكوادر النواة التي تقود التنظيم .

و “كوسيغا” (رئيس وزارة إيطالي سابق) يقول بأن “أرغنكون” في تركيا أكثر خصوصية .

وللحقيقة فقد انحلت تنظيمات غلاديو-الناتو في أوروبا بسرعة أكبر .

فحل هذه الأمور في أوروبا أكثر سهولة .


لقد تم بناء “أرغنكون” الأصلي في الميدان السياسي ، و”كوسيغا” يقول بأن غلاديو في تركيا أكثر إستقلالاً ، لقد سمحوا بذلك .

إن هؤلاء لا يفهمون النظام أيضاً ، فقد استفادوا من الدولة حتى اليوم ، وأخذوا كل شيء من الدولة ، ويعتقدون بأن الأمور ستستمر هكذا دائماً بعد الآن أيضاً ، فقد ترعرعوا حتى الآن بكل دلال وحنان ، وعندما يذهب هذا من بين أيديهم يتعصبون .

إن أمثال “دوغو بيرينجيك”(رئيس حزب يساري معتقل بتهمة الانتماء إلى أرغنكون) يظنون بأنهم يناضلون ضد الرأسمالية ، ضد أميريكا ! بينما في الحقيقة هم يخدمونها تماماً ، فما هم سوى دمى في يد الولايات المتحدة ، بل هم حتى ليسوا بدمى ! إن هؤلاء المنتمون إلى “أرغنكون” لا يدركون حتى مدى الخدمات التي قاموا بها من أجل أميريكا .

“محسن يازيجيوغلو” (رئيس حزب قوموي متطرف مات في حادث مروحية مؤخراً) أدرك هذه الأحداث بعض الشيء ، وحاول الابتعاد عن “أرغنكون” ولكنه كان متورطاً حتى الرقبة ولا يعرف الذهاب إلى أين ، وكيف سيبتعد ، فالمكان الذي سيذهب إليه لم يكن مختلفاً عن “أرغنكون” ، ولكنه يفهم هذا الأمر ، ويبذل جهوده .
الأمر المهم هنا هو : كيف ستبني الولايات المتحدة العمليات الخاصة-أرغنكون بعد الآن ؟ أو ماهو الذي ستُشيِّده بدلاً عنه ، وكيف ؟ .
الإتيان بـ”راسموسن” إلى السكرتارية العامة للناتو موضوع مهم ، كما أن رفض الاعتراضات التركية أمر مهم أيضاً ، إن مسألة Roj tv وما إلى ذلك ذريعة ، والإعتراضات التركية لم تجدي ، فقد تأسس النظام مسبقاً ، بينما تركيا عاجزة عن فهم ذلك ، فحتى لو اعترضت عشر مرات ، لن يكون مجدياً .

إن الإتيان بـ”راسموسن” إلى رأس الناتو يعني تراجع العمليات الخاصة ، وقد اختاروه لإعادة البناء .

مما يعني أن دعم الولايات المتحدة والناتو لتركيا لن يكون كالسابق .
استمعت إلى أقوال “باشبوغ” من عناوين الصحف ، وهو يتحدث عن شعب تركيا ، ويقول بأنه قول لـ”مصطفى كمال” ، وأنا كنت قد قلت ذلك من قبل ، وما يقوله “باشبوغ” هو رد على كلامي ، فهو يتعقبني ، ولكنه يعبر عن ذلك بشكل ناقص ، وكان يجب أن يتحدث عن الحكم الذاتي للأكراد كتتمة للحديث ، فذلك أيضاً كلام “مصطفى كمال” ، فالأمر المهم هو فكر “مصطفى كمال” عن الحكم الذاتي بشأن الأكراد ، وأنا كنت أتوقع أن يتحدث “باشبوغ” عن فكر الحكم الذاتي لدى “مصطفى كمال” ، فلماذا لا يقول ذلك ؟ أنا لا أفهم ، أرى أن تصريحات “باشبوغ” هذه مهمة ، فهي قد فتحت باباً ، ولكن ليس أكثر من ذلك ، فالجيش يمكنه أن يقول هذا فقط ، وما تبقى فهو من عمل السياسيين .


أقول إن “باشبوغ” فتح باباً فقط ، وما تبقى هو من عمل السياسيين ، ولكن كل السياسيون في تركيا غارقون في الإيديولوجيا ، فهم ضمن الإيديولوجيا حتى النهاية ، ولا يستطيعون الخروج من هذا المستنقع بأي شكل من الأشكال ، بعد “مصطفى كمال” كان “أوزال” فقط ، يفهم من القضايا بعض الشيء في تركيا ، فالجانب الأهم لدى “أوزال” هو أنه كان يفهم بالسياسة العملية جيداً ، فقد كان رجلاً عملياً ، ويريد حل القضايا ، أو أنه كان يبحث عن سبل حل القضايا على الأقل ، وأنا أقول بوجوب وضع سياسة يمكنها تناول القضايا بجدية في تركيا ، ولكن ليس في تركيا سياسيون يستطيعون تناول القضايا مثل “مصطفى كمال” و “أوزال” ، فليس من السياسيين الموجودين من يستطيع إنتاج سياسات ، ولا حل القضايا ، كل هؤلاء مساكين وليست لديهم ذهنيات تمكنهم من إدراك القضايا .

أنا أرى أن التحالف مع الأكراد في عهود “ياووز” و “آلباصلان” و “مصطفى كمال” كان أمراً مهماً ، وقد شرحتها واحدة …واحدة ، كما ذكرت ذلك مرات عديدة من قبل ، حيث يجب إدراك القضية الكردية بشكل كامل ، فإذا تم حل القضية الكردية ، فإن تركيا ستصبح أهم دولة للشرق الأوسط ، وتصبح كما انكلترا في عصرها ، فماذا كانت انكلترا في القرن التاسع عشر ، ستصبح تركيا مثل انكلترا في ذلك العصر، إذا ما حلت هذه القضية .


الأكراد يمثلون دور المفتاح على صعيد تطور الديموقراطية في الشرق الأوسط ، وحل القضية الكردية في الشرق الأوسط سيلعب وظيفة المحفِّز ، الحل الديموقراطي للقضية الكردية سيلعب دور الحافز في نشر الديموقراطية في الشرق الأوسط .

فإن تم حلها بالديموقراطية ستنتشر الديموقراطية في الشرق الأوسط أيضاً .

وهذا ما أطلبه أنا من “أردوغان” و”غول” .

ولكن هؤلاء أشخاص إيديولوجيون ، وعاجزون عن تطوير الحل وإنتاج السياسات ، كما أن كلاً من حزب الشعب الجمهوريCHP وحزب الحركة القومية MHP لا يستطيعان ممارسة السياسة ، فكل هؤلاء غارقون في الإيديولوجيا ، والحقيقة إن ما يقومون به ليست بإيديولوجيا أيضاً ، فلا تتوفر الجرأة ولا الفراسة لدى هؤلاء ، فهم بلا جرأة وبلا فراسة ، وبلا ذهنية ، ويبقون ضمن حدود الإيديولوجية .

حسناً ماذا سيفعل هؤلاء ؟ حسناً إذا لم تستطع حلها أنت ، فمن الذي سيحلها ؟ الانكليز يمارسون سياسة اللاحل منذ قرن ، فإن لم تحلها أنت أيضاً ، فذلك سيعني أنك تخدم الانكليز ، وعندها سأسميك بـ”منفِّذ السياسة الانكليزية” ، وهذا أمر ثقيل .

لقد أعدموا “منديريس” (رئيس وزراء تركيا أعدم في عام 1961 بعد انقلاب عسكري) ، ولا يعرف أحد لماذا تم إعدامه .

وحدثت معارك بين اليمين واليسار في السبعينيات ، ومات آلاف الأشخاص بسببها ، ولا يعلم أحد لماذا حدث كل ذلك ، فليس في تركيا ذهنية قادرة على إدراك ذلك .

إن ما يمارسه هؤلاء ليس على علاقة بالإسلام أيضاً ، لأنهم لا يعرفون التاريخ ولا الإسلام ، فهم أجهل من “أبي جهل” ، فهو كان مالك مكة في عصره ، ولكن كما تعلمون تم فتح مكة .

إن هؤلاء كلهم جهلة ، وبكل هذه الجهالة لا يمكن الدفاع عن أي شيء .

الإتحاديون هدموا إمبراطورية ، تسببوا في إنهيار الإمبراطورية ، وتركوا منها هذا .
ما برحتم ترددون تركي …تركي…تركي فإنكم بذلك تعزلون التركي ، وتفرِّغون التركياتية من معناها ، فقد قمت بتحليل التاريخ التركي على مدى سبعة آلاف سنة وأعرفه ، فقد قاموا بتشييد مصطلح جديد للتركي في القرن الأخير ، والمهم هو فهم هذا الأمر جيداً ، ويجب التدقيق فيه جيداً ، فأنا في وضع من استوعب هذا التاريخ الممتد على مدى مائة سنة بشكل جيد ، وقد اخترعوا مصطلحاً جديداً للتركي وهو ليس بتركي أصلاً ، وأنا أسمي ذلك بـ “التركي الذي ليس تركياً” ، لقد أفرغوا مصطلح التركي من مضمونه ، والذين فعلوا ذلك ليسوا أتراكاً .
قبل أن ينشئوا إسرائيل قاموا بإعداد تركيا ، واستخدموها كسُلَّمٍ من أجل إنشاء إسرائيل ، هكذا كالدمية ، واليهود لعبوا دوراً في إنشاء الدولة-القومية ، فابتدأوا حملة كبيرة في موضوع الدولة-القومية .

كان في أورويا شخصان لعبا دوراً في تأسيس الدولة-القومية ، وكانا يهوديين كما كانا أفضل ألمانيين في ألمانيا ، بل أكثر ألمانيةً من أي ألماني ، وكانا على نفس المنوال في انكلترا والبلدان الأخرى ، وكذلك في تركيا هما اللذان طورا التركياتية فيها ، لقد كانا تركيين أكثر من الأتراك أنفسهم .

المنظرون للتركياتية هم يهود أيضاً ، ولهذا السبب تحامل عليهم “هتلر” في ألمانيا ، فقد قدموا دعماً كبيراً للانكليز في مواجهة الألمان ، وفكر “هتلر” أنه يتعرض لخيانة كبيرة في هذا الموضوع ، ولهذا تحامل على اليهود ، فقد شعر بحقد كبير عليهم ومارس الإبادة لأنه شعر بالخداع .

فاليهود قاموا بتطوير القومية الألمانية أولاً ، ثم قدموا الدعم للانكليز ، إنني محتار بشأن هؤلاء ؛ كيف يستطيعون القيام بذلك !! الألمان الذين هم ليسوا ألماناً ، ومن قبل تكلمت عن الأتراك الذين ليسوا أتراكاً .

لقد كان مائة وخمسين ضابطاً من أركان “هتلر” يهوداً ، وهم الذين كانوا يخططون ، وعندما رأى “هتلر” هذا الأمر شعر بحنق كبير نحوهم .

أنا هنا لا أمارس معاداة السامية ولا اليهودية ، وكنت قد تكلمت عن ذلك من قبل ، إنني أُكِّن كل الإحترام للشعب اليهودي ، ومخرج اليهود من هذه القضايا في الشرق الأوسط غير ممكن سوى بالمبادئ الديموقراطية التي طرحناها ، فأنا قد أغنيت معلوماتي بشأن اليهود أكثر مما سبق .
ما قاله أولئك الحكماء مهم ، “إيلتر توركمان”  يقول باستحالة  تأجيل حل القضية الكردية ، هو يعرف هذا الأمر ويفهمه جيداً ، فهل يفهم “أردوغان” هذا الأمر ؟ كلا لا يستطيع فهمه .

إنني أبذل الجهود منذ خمسة عشر سنة من أجل حل هذه القضية الكردية بالسبل الديموقراطية .

“أوزال” كان عارفاً بهذا الأمر بعض الشيء وكان يريد الحل أيضاً ، فقد كان رجلاً سياسياً عملياً ويطور الحلول العملية ، وكان “أرباكان” أكثر إيجابية .
لقد تحدثت عن ذلك مرات عديدة عندما كنت في الخارج أيضاً وليس هنا فقط ، وأرسلت رسائل إلى السياسيين وهيئة الأركان في التسعينيات من أجل حل هذه القضية ، والمذكرة التي وصلتني حينئذٍ كانت توضح ؛ بأنه إذا لم تُحل هذه القضية فإن السقف سينهار وكلنا سنبقى تحت حطامه .
يجب عدم تقييم PKK أو النظر إليه على أنه ذو بنية متجانسة ، يجري الحديث عن بعض القنابل وتفجيرها ، والمشكلة الأساسية ليست في هذه القنابل المتفجرة ، بل هي في القضية الكردية ذاتها .

فحتى لو انتهى PKK فإن القضية الكردية لن تُحل .

لأن هناك البارزاني والاتحاد الوطني الكردستانيYNK والحزب الديموقراطي الكردستاني PDK .

وأبعد من ذلك هناك أميريكا وإيران وسوريا .

وكل منهم يتناول القضية حسب مصالحه ، وكل منهم سيحاول استخدام PKK حسب توجهاته .

فإيران أحد الدول التي تجيد استخدام القضية الكردية حسب منفعتها ، وهم لن يريدوا حل القضية هكذا بسهولة .

إنهم يتحدثون عن قمة ثلاثية ، ومجرد الحديث عن الثلاثية يدل على مدى عجز هذا الثلاثي ، فهذه القمة الثلاثية أيضاً لن تستطيع حل القضية .
لا أتذكر تماماً الشخص الذي قالها ، فربما كان “عرفات” أو “حبش” ، قال : “أعطوني أربعمائة رجل منهم وسأقلب الشرق الأوسط رأساً على عقب “.

وهناك أربعمائة رجل ، بل الآلالف من الرجال وأكثر ، في PKK .

بعد كل هذه الخبرة في القتال في الجبال ، لن يتمكنوا من إنهائهم هكذا ، حتى أن كل وحدة بحالها يمكن أن تخوض حرباً .

ليسوا حول شخص واحد فهناك أربعمائة ألف شخص ، وهؤلاء سيصعدون الحرب حتى ولو ضحوا بأرواحهم لإنقاذها .

بالإضافة إلى وجود جملة من الأسباب الأخرى لخوض الحرب ، فهم سيطورون الحرب من أجل إنقاذ أنفسهم ومن أجل أسباب كثيرة أخرى .
الآن أنت تقول : سأضايق عليهم الخناق في الجنوب ، فإلى أين سيذهب هؤلاء ؟ لديهم حنق متراكم قابل للإنفجار منذ عشرات السنين .

فذلك هو الإنفجار الأساسي .

يقولون أن البطالة وصلت إلى 40% ، فإذا كانت هنا 40% فهي هناك (كردستان) تصل إلى 80% .

و إذا توحد هؤلاء مع الذين تلقوا التدريب على الحرب كل هذه السنوات ومع المقاتلين الخبراء ، فإن ذلك الإنفجار لن يكون واحداً أو إثنين بل سيكون أربعين إنفجاراً .


يقولون بأنهم منحوا مهلة حتى الأول من حزيران ، والمسألة ليست فترة الأول من حزيران ، ولست أنا الذي أعطى هذه المهلة ، فذلك هو قرار ومهلة PKK بنفسه .

إنني أبذل الجهد منذ خمسة عشر عاماً من أجل حل القضية الكردية بالسبل الديموقراطية ، فالآن إذا متُّ أنا هنا بأزمة قلبية ، أو حدث زلزال ومتُّ ، أو انهار هذا المبنى أو حتى متُّ من المرض ، فهم سيعتبرون الدولة مسؤولة .

وهناك قوى كثيرة تريد استخدام هذا الأمر ، الذين يريدون استخدام PKK كثيرون ابتداءاً من الولايات المتحدة وانكلترا وسوريا ، ومروراً بـPDK و YNK ، ولا أعلم ربما خمسين تنظيماً ما بين صغيرة وكبيرة .

السياسات التي تريد تعقيد وعدم حل هذه القضية ، هي في خدمة تمرير السياسة الانكليزية .

فالمسألة ليست في منح مهلة حتى الأول من حزيران ، بل هي مسألة فتح المجال أمام تعقيد هذه القضية ، والخطر الأساسي ، والانفجار الأساسي يكمن هنا .


أنا لا أقول ولا أصرعلى أن يلتقوا بي ، ولكن ليس هناك سياسيون يتحدثون عن هذه القضايا بجرأة ، فمع مَن سيحلونها ؟ ومن هو الذي يتحدث عنها بجرأة ؟ ومن هو الذي يقول بأن حل هذه القضية لا يمكن أن يؤجل ؟ .

أنا الذي أقول كل ذلك ، فما دمت أنا الذي أقولها ، إذاً أنا المُخاطَب بطبيعة الحال .

ليته كان هناك مُخاطباً غيري ، ولكن ليس هناك أحد ! وأريد التأكيد مرة أخرى : لا يمكن تأجيل حل القضية الكردية .

ولا بد من أن هناك من يفهم هذا الأمر من بين الجيش ، “سالم درويشوغلو” وأمثاله يفهمون ، ويعرفون هذا الأمر جيداً .

وأقول : سأقوم هنا بما يقع على عاتقي من أجل الحل ، فأنا أبذل الجهد منذ خمسة عشر عاماً من أجل الحل الديموقراطي ، ولكنني أيضاً أصبحت منهكاً بدناً وروحاً .


لا زال “آلجي” يدّعي بضعف حزب المجتمع الديموقراطي DTP ، إن “آلجي” رجل الناتو الخاص منذ السبعينيات ، فقد جرى تنشئته ، وهؤلاء لا زالوا ينتظرون شيئاً من أميريكا ومن الناتو ، “آلجي” و “بوجاق” و “أوميت فرات” وأشخاص آخرون كثيرون جرى خداعهم جميعاً ، وكلهم رجال الناتو والولايات المتحدة والانكليز ، “سرتاج بوجاق” يتلقى التدريب من جانب ألمانيا ويتم إرساله إلى تركيا ، بينما “سادات بوجاق” رجل خاص لتركيا ، وكلاهما مرتبطان بنفس النظام ، بالناتو ، لاحظوا كلاهما مرتبطان بالنظام نفسه ، ويتم استخدامهما من جانب نفس النظام ، ولا زالوا يعتقدون بأنهم سيأتون ويساعدونهم على نهوضهم .

ويفكرون بأنهم سينهون PKK و DTP وسيضعونهم على رأس الأكراد .
مع مجيء “راسموسن” إلى قيادة الناتو يمكن أن تبدأ مرحلة جديدة فيه ، فهو شخص جرى إختياره بشكل خاص .

وسيعبر بالناتو إلى مرحلة جديدة ، والناتو الذي يقوده “راسموسن” ربما لا تكون مواقفه كما كان سابقاً ، فربما يتبنى مواقف أكثر مرونة وأكثر اعتدالاً ، وربما يفهم PKK ، وقد يكون ذلك مؤشراً على مرحلة جديدة .


لا زلت أحافظ على فكري في تشبيهي وضع المجتمع الراهن بالثورتين الفرنسية والروسية ، كما قلت في الأسبوع الماضي .

وعليهم أن يعملوا ليلاً ونهاراً بروح النفير العام الديموقراطي ، نضال الحرية ضروري كضرورة الخبز والجبنة ، وكنت قد تحدثت عن ضرورة إنشاء الأكاديميات في أقرب وقت ، فحتى حزب العدالة والتنمية AKP لديه ثلاثمائة أو أربعمائة أو خمسمائة أكاديمية وأكاديميون .


من هنا أنادي السيد “أردوغان” والسيد “غول” : لا يمكن تأجيل هذه القضية ، فيجب أن تُحل القضية الكردية في أقرب فرصة .

يمكن نقل آرائي هذه إلى البارزاني والطالباني .

هل انعقد مؤتمر المجتمع الديموقراطي ؟ يمكنهم أن يجتمعوا بسرعة ليبدأوا بأعمالهم ، حيث يجب تفعيل مؤتمرالمجتمع الديموقراطي .


أعلم بالعمليات الجارية ضد DTP ، فقد سمعتها من الراديو ، هل هناك أمر خاص جداً بهذا الصدد ؟ إنهم يحسبونهم على نظام KCK .

ولكن نظام KCK ليس هكذا ، فمقر KCK قائم في الجبال ، في قنديل ، والبنية هنا ليست KCK .

الأسلوب مهم في تسيير النضال السياسي .

وفي حال العكس تظهر المشاكل ، إنهم يدّعون بمتابعتهم منذ سنتين .

وأنا لم أتحدث عن الأكاديميات من فراغ ، يمكنهم تأسيس أكاديميات في كل مكان ، حتى في هكذا مكان صغير يمكن أن يلتم ثلاثة أو خمسة أشخاص ليؤسسوا أكاديمية ويناقشوا كل القضايا ، فحتى AKP لديه هذا الكم من الأكاديميات والأكاديميين .

كما تكلمت عن ضرورة تفعيل مؤتمر المجتمع الديموقراطي أيضاً .

ليطرح بكل علنية ما يريده وما يطالب به وكيف يمارس سياساته في منهاجه ونظامه الداخلي ، ليخوض نضاله حسب ذلك ، وكذلك كل المؤسسات الأخرى تخوض نضالها على ذلك النحو ، لقد طالبت بتأسيس أكاديميات السياسة الديموقراطية ، حيث يجب عدم عرقلة هذه الأنشطة ، فمثل هذا النشاط يزيل كثيراً من الشكوك التي في غير محلها ، فالنشاط الذي تقوم بها لا يمكن أن يكون بتوجيهات من KCK .

يدَّعون أن KCK تسرب إليهم ، يجب أن لا يكون هذا أسلوب KCK .

فأنا أفكر في أن KCK يجب أن لا يتدخل في مثل هذا الميدان الديموقراطي مثلما يدّعون .
إنني أقترح أن يتأسس “إتحاد البلديات الديموقراطية” بدلاً من “إتحاد بلديات GAP” ، ستكون لي تقييمات عن العمل البلدي فيما بعد .
هل تم توقيف “أبرو”(محامية موَّكلة عن القائد) أيضاً ؟ هل كانت ناشطة في DTP سابقاً ؟ .

نعم ، يعني أنها عملت .
لقد سمعت الأخبار المتعلقة بـ”أرغنكون” .

لدي علم به .

وأعلم أنه تم إعتقال بعض الأكاديميين .
أعتقد أن العمليات العسكرية مستمرة ، ماهي خسائر الجيش ؟ الإعلام تحدث عن إثنين .

يقولون بأن خسائر الكريلا سبعة ، هل هذا صحيح ؟ هل وُجدت الجثث ؟ .
فليقوموا بتكويم الحجارة في المكان الذي سقط فيه الشهيدان من الشباب على طريق قريتنا “آمارا” ، ليكون مكان استشهادهما معروفاً حتى لا يضيع ، بلغوا تعازيَّ إلى أسرتي الشابين .


يجري الحديث عن تأسيس تركيا قاعدة عسكرية في الجنوب ، في الحقيقة لديها قواعد هناك منذ سنوات .

لديها قوة من 3500 شخصاً هناك ، ماهي القاعدة التي ستؤسسها ؟ .

إنها تقوم بتطوير علاقاتها مع أرمينيا أيضاً ، يفكرون في أنهم سيعرقلون PKK من هناك .

إن مسألة الحصول على السلاح ليست صعبة كما كانت في السابق .

الولايات المتحدة موجودة في العراق ، كما يمكنهم الحصول عليها من خلال إيران .

فبأموالهم يمكنهم الحصول على السلاح من كل مكان ، فهذا ليس حلاً ، حيث يمكن تأمين السلاح من الجميع ، فهذا ليس بالأمر الصعب كثيراً ، هم يريدون تضييق الخناق على PKK من هذا الجانب بإقامة العلاقات مع أرمينيا ، ولكن هذا ليس حلاً .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في “تاتوان” وفي “نورشين” ، كما أبعث بتحياتي إلى البلديات فيهما وفي كل المناطق الأخرى ، هل هناك مستجدات فيما يتعلق بالانتخابات ؟ .
ما هو حجم الأصوات التي بها حصلت خسارة “بيتليس” ؟ ، إنها أصوات قليلة ، وما هي الأصوات التي تمت الخسارة بها في الأماكن الأخرى ؟ هل تحقق الفوز في “ساوور” ؟ لماذا لم يتحقق الفوز في “عمرلي” ؟ من الذي أصبح رئيساً للبلدية في “قيزيلتبه” ؟ كنت أفكر في أن أحداً من الـ”اومريين” سيفوز فيها ، ولكن “فرحان” الذي فاز أيضاً حصل على أصوات كثيرة ، ويجب أن لا تكون أية مشكلة في ذلك .
هذه البلديات التي لم يتحقق فيها الفوز ، هي بلديات “أرغنكون” ، فبلديات مثل “آغري” و “بينكول” و “بيتليس” هي بلديات “أرغنكون” ، من أين أعرف ذلك ؟ أعرفها من الناحية التي أتبع إليها ، فقد أمسكوا بـ”خلفتي” التابعة لـ”أورفا” وجوارهما منذ سنوات ، “أورفا” هي أقدم وأكثر أماكن العالم تعرضاً للظلم .
أبعث بتحياتي إلى “أحمد آلتان” (صحفي في جريدة الطرف) مرة أخرى ، على جريدة “الطرف” أن تقيم القيامة من أجل الحل .

أعتقد أن “ياسمين جونغار”(صحفية ومذيعة في BBC القسم التركي) شخصية جيدة أيضاً ، أبعث إليها بتحياتي .


قولوا لـ”أحمد آلتان” تلك ليست بقضية ، يجب تطوير الحل ، يمكن نقل أقوالي  كرسالة إلى “أحمد آلتان” .


طبعاً …طبعاً لا معنى لذلك ، فخطاب “أوباما” جرى إعداده مسبقاً ، فقد كان يعطي الترياق حسب النبض(يتحدث لتطييب الخواطر) .

وقد قال ما كانوا يرغبون في سماعه .

ففي السابق قالوا لي أيضاً : إذا تحدثت هكذا… وهكذا فإن الأجواء بينك والولايات المتحدة ستتحسن .

ولكنني لم أنزلق إلى تلك الألاعيب .
أبعث بتحياتي إلى “مانديلا” وأتقدم بشكري إليه ، يمكن كتابة رسالة بالانكليزية إليه على لساني ، يمكن الاستفادة من مرافعتي في ذلك ، يمكن قول ما يلي له : لقد أتيتُ إلى أفريقيا من أجل الذهاب إلى جمهورية جنوب أفريقيا ، كنت سأذهب إليه لأهنئه على نضاله ، وأبارك له وأشكره ، وفي الحقيقة لم أكن ذاهباً إلى كينيا ولكنهم خدعوني ، قالوا سنأخذك إلى جنوب أفريقيا ولكنهم أخذوني إلى كينيا ، وحدث ما هو معروف .


وصلتني رسائل من السجون ، يمكنكم حفظ أربعة أشخاص ، أذكر أسماءهم : “فرماني” أو “أنور أوزكارتال” له أنشطة حول “هيغل” وأقول له ما يلي : ليقم بتعميق أنشطته ، واقتراحي له هو أن يركِّز على “هيغل” ، ويمكنه الاستفادة من أفكاري حول “هيغل” .

أحد الرفاق يقول بأنه كتب رواية “زرادشت” ، وأنا أقول له فليتعمق أكثر .

“سركان آكباش” من سجن “سيرت” و “لقمان ديلاك” ، يوضح بأنه سيطلب نقله إلى سجن “ميديات” ، هذا مناسب ، يمكنه أن يذهب ، أبعث إليه بتحياتي ، كما أبعث بتحياتي إلى “آيسال دوغان” والأخريات جميعاً ، كما استلمت رسائل أخرى كثيرة ، ولا أستطيع الرد عليها كلها واحدة واحدة ، بل أبعث بتحياتي إليهم جميعاً ، يمكن للذين في السجون أن يكتبوا بسخاء إلى المجلة .


استلمت رسائل عديدة من سجن “كريكلار” في إزمير ، لا أذكرهم واحداً واحداً ، أبعث بتحياتي إليهم جميعاً ، كما أبعث بتحياتي إلى المتنورين في أوروبا ، كما أبعث بتحياتي إلى كل العاملين في Roj TV فرداً فرداً ، وكذلك أحيي الفنانين ، يمكنهم أن يزيدوا برامج Roj TV ، ليتناقشوا في برامجه كثيراً .
كان لـ “Hobsbawn” كتابان ، يمكنكم جلبهما .

أعتقد أنه وصلني كتابه المتعلق بالمتمردين ، وكان له كتاب بشأن التاريخ ، كما كان هناك كتاب لـ “Wittgenstein” .

كما كان هناك العدد المتعلق بـ”ًWittgenstein” من “Cogito” ، يمكنكم جلبه أيضاً .
أبعث بتحياتي إلى جميع شعبنا ، طابت أيامكم .

         15  نيسان  2009

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…