مثل كل وقت ، الأمور القديمة مستمرة ، لقد استأصلوا الكتل الموجودة في رأسي ، وقد أجريت العملية حديثاً منذ عدة أيام ، وسيفكون الغُرز خلال يومين أو ثلاثة ، هناك حكة ، لقد كثرت .
ماذا يمكن أن تكون ؟ يمكن الاستفسار من الأطباء .
ماذا يمكن أن تكون ؟ يمكن الاستفسار من الأطباء .
هل يتم تقييم مرافعاتي بما يكفي ؟ هل يجري تفعيلها في المجلات والصحف ، هل يجري نقاشها ؟ ماذا يقول المتنورون ؟ .
القضايا تعقدت في تركيا ، فهم عاجزون عن الحل ولو نظرياً .
فالسياسيون والسلطة ليسوا على مستوى الإدراك النظري ، فهم بعيدون عن فهم القضايا نظرياً ، ولهذا السبب ، الأمر الذي لم يَركَد نظرياً لن تنفع ممارسته العملية إطلاقاً .
القضايا تعقدت في تركيا ، فهم عاجزون عن الحل ولو نظرياً .
فالسياسيون والسلطة ليسوا على مستوى الإدراك النظري ، فهم بعيدون عن فهم القضايا نظرياً ، ولهذا السبب ، الأمر الذي لم يَركَد نظرياً لن تنفع ممارسته العملية إطلاقاً .
الكتابة سهلة بالنسبة لي ، ويمكنني الكتابة في وقت قصير إن أردت ، ولكنني أعتقد أن إهتمامهم ضعيف ، فما دام إهتمامهم بالأكاديمية ضعيف على هذا النحو ، فإن كتاباتي ستكون جهداً في فراغ .
المجلدات الثلاث الأولى تشرح الفكر الرئيسي ، وهي كافية الآن .
لا أعتقد أنها ستكون مفهومة بما يكفي في تركيا أيضاً ، فليس هناك الوضع القادر على نقاشها وإدراكها ، وفي هكذا وضع يؤسف على كتابتي ، وإلا أُصبِح خائناً للحقيقة .
لقد قمت بشرح وتقييمات موسعة في القسم المتعلق بالشرق الأوسط من مرافعتي ، وهي متعمقة جداً ، الدولة قرأت المرافعات التي كتبتها ، فهم يناقشونها .
بالطبع مرافعاتي تتناول النظام العالمي ، كل هذه التعقيدات والقضايا في العالم وكلها تنبع من النظام الرأسمالي .
الفرد الذي أفرزته الرأسمالية مصاب بالإفلاس وخرج من كونه إنساناً .
يقولون: الأزمة الاقتصادية ، وهي أزمة الرأسمالية ، وقد وصفت النظام الرأسمالي بأنه نظام الأزمات في مرافعاتي أيضاً .
فالرأسمالية بذاتها نظام أزمات ، بل الرأسمالية هي أزمة العالم ، فالرأسمالية سرطان البشرية ، وأنا أسمي ذلك بتسرطن المجتمع أيضاً ، فهي قد قصلت رأس البشرية ، وفجرت أدمغتها ، وشلَّت أذهانها .
وكان “نيتشه” قد أشار إلى خطر النظام الرأسمالي في عصره ، كما حاول “فوكولت” تحليل هذا النظام ، ولكن أغلبهم كان مرتبطاً بالنظام من جوانب عديدة ، وخاصة أن الرأسمال المالي هو البعد الرهيب في الأمر ، فحتى الفراعنة في عهود مصر لم يكونوا مثل هؤلاء ، وأنا أسميهم بفراعنة العصر .
بل إن فراعنة مصر يعتبرون ملائكة مغسولين سبعاً مقارنة بهؤلاء ، “فرناند براودل” أجرى تحليلاً جيداً للنظام الرأسمالي ، ويشير إلى هذه الأخطار ، لقد حوَّل هؤلاء كل بقعة من العالم إلى مزبلة ، وقاموا بتخريب البيئة ، وقضوا على الزراعة ، وإنهاء الزراعة يعني إنهاء البشرية أيضاً .
لقد أفلست الإشتراكية المشيدة أيضاً في عهد الرأسمالية .
فقد جعلوا العالم مفتوحاً أمام كل أشكال الخطر .
لقد حاولوا إدارة العالم بأربعة أخطار هي : الجنسوية ، العلموية ، الدينوية ، والقوموية .
يجب تناول “أرغنكون” على شكل مرحلتين ، الأولى : الفترة من 1925 حتى الخمسينيات .
ثم مرحلة ما بعد الخمسينيات ، والذي لعب الدور الأساسي في المرحلة الأولى هو “فوزي جاكماك”(رئيس هيئة الأركان في أواسط العشرينيات) ، ثم لعب كل من “رجب بيكر” و ” عصمت إينونو” الدور حتى الخمسينيات .
كنت قد أسميت هذا بالإيديولوجية ، أو التنظير على الأصح ، فهم أقاموا حصاراً حول “مصطفى كمال” .
وفي تلك المرحلة تم تكوين الدولة على أساس معاداة الكرد ، ومعاداة الإسلام جزئياً .
ذلك هو التنظير الذي وضعوه في تلك المرحلة ، وعلى الرغم من علم “مصطفى كمال” باللعبة السياسية والمخططات الانكليزية في ذلك الوقت ، إلا أنه لم يستطع تحطيم الحصار من حوله .
وقد أعفى “إينونو” من منصبه في الأشهر الأخيرة ، بل يعرف موته في فترة ما .
أي كانت هناك ألاعيب كبيرة .
لم يستطع أي مؤرخ تحليل الحصار المفروض على “مصطفى كمال” بشكل تام .
الآن أستطيع تحليل “أرغنكون” وفهمه بشكل أفضل .
دائرة الحرب الخاصة وحدة صغيرة تابعة لـ”أرغنكون” ، و”أرغنكون” الحقيقي هو “أرغنكون” في الميدان السياسي ، وهو أعمق من “أرغنكون” العسكري ، وأشد منه خطراً ، أي إن “أرغنكون” الأكبر هو السياسي ، أي ما لدى العسكر هو صغير ، وهم الكوادر النواة التي تقود التنظيم .
و “كوسيغا” (رئيس وزارة إيطالي سابق) يقول بأن “أرغنكون” في تركيا أكثر خصوصية .
وللحقيقة فقد انحلت تنظيمات غلاديو-الناتو في أوروبا بسرعة أكبر .
فحل هذه الأمور في أوروبا أكثر سهولة .
لقد تم بناء “أرغنكون” الأصلي في الميدان السياسي ، و”كوسيغا” يقول بأن غلاديو في تركيا أكثر إستقلالاً ، لقد سمحوا بذلك .
إن هؤلاء لا يفهمون النظام أيضاً ، فقد استفادوا من الدولة حتى اليوم ، وأخذوا كل شيء من الدولة ، ويعتقدون بأن الأمور ستستمر هكذا دائماً بعد الآن أيضاً ، فقد ترعرعوا حتى الآن بكل دلال وحنان ، وعندما يذهب هذا من بين أيديهم يتعصبون .
إن أمثال “دوغو بيرينجيك”(رئيس حزب يساري معتقل بتهمة الانتماء إلى أرغنكون) يظنون بأنهم يناضلون ضد الرأسمالية ، ضد أميريكا ! بينما في الحقيقة هم يخدمونها تماماً ، فما هم سوى دمى في يد الولايات المتحدة ، بل هم حتى ليسوا بدمى ! إن هؤلاء المنتمون إلى “أرغنكون” لا يدركون حتى مدى الخدمات التي قاموا بها من أجل أميريكا .
“محسن يازيجيوغلو” (رئيس حزب قوموي متطرف مات في حادث مروحية مؤخراً) أدرك هذه الأحداث بعض الشيء ، وحاول الابتعاد عن “أرغنكون” ولكنه كان متورطاً حتى الرقبة ولا يعرف الذهاب إلى أين ، وكيف سيبتعد ، فالمكان الذي سيذهب إليه لم يكن مختلفاً عن “أرغنكون” ، ولكنه يفهم هذا الأمر ، ويبذل جهوده .
الأمر المهم هنا هو : كيف ستبني الولايات المتحدة العمليات الخاصة-أرغنكون بعد الآن ؟ أو ماهو الذي ستُشيِّده بدلاً عنه ، وكيف ؟ .
الإتيان بـ”راسموسن” إلى السكرتارية العامة للناتو موضوع مهم ، كما أن رفض الاعتراضات التركية أمر مهم أيضاً ، إن مسألة Roj tv وما إلى ذلك ذريعة ، والإعتراضات التركية لم تجدي ، فقد تأسس النظام مسبقاً ، بينما تركيا عاجزة عن فهم ذلك ، فحتى لو اعترضت عشر مرات ، لن يكون مجدياً .
إن الإتيان بـ”راسموسن” إلى رأس الناتو يعني تراجع العمليات الخاصة ، وقد اختاروه لإعادة البناء .
مما يعني أن دعم الولايات المتحدة والناتو لتركيا لن يكون كالسابق .
استمعت إلى أقوال “باشبوغ” من عناوين الصحف ، وهو يتحدث عن شعب تركيا ، ويقول بأنه قول لـ”مصطفى كمال” ، وأنا كنت قد قلت ذلك من قبل ، وما يقوله “باشبوغ” هو رد على كلامي ، فهو يتعقبني ، ولكنه يعبر عن ذلك بشكل ناقص ، وكان يجب أن يتحدث عن الحكم الذاتي للأكراد كتتمة للحديث ، فذلك أيضاً كلام “مصطفى كمال” ، فالأمر المهم هو فكر “مصطفى كمال” عن الحكم الذاتي بشأن الأكراد ، وأنا كنت أتوقع أن يتحدث “باشبوغ” عن فكر الحكم الذاتي لدى “مصطفى كمال” ، فلماذا لا يقول ذلك ؟ أنا لا أفهم ، أرى أن تصريحات “باشبوغ” هذه مهمة ، فهي قد فتحت باباً ، ولكن ليس أكثر من ذلك ، فالجيش يمكنه أن يقول هذا فقط ، وما تبقى فهو من عمل السياسيين .
أقول إن “باشبوغ” فتح باباً فقط ، وما تبقى هو من عمل السياسيين ، ولكن كل السياسيون في تركيا غارقون في الإيديولوجيا ، فهم ضمن الإيديولوجيا حتى النهاية ، ولا يستطيعون الخروج من هذا المستنقع بأي شكل من الأشكال ، بعد “مصطفى كمال” كان “أوزال” فقط ، يفهم من القضايا بعض الشيء في تركيا ، فالجانب الأهم لدى “أوزال” هو أنه كان يفهم بالسياسة العملية جيداً ، فقد كان رجلاً عملياً ، ويريد حل القضايا ، أو أنه كان يبحث عن سبل حل القضايا على الأقل ، وأنا أقول بوجوب وضع سياسة يمكنها تناول القضايا بجدية في تركيا ، ولكن ليس في تركيا سياسيون يستطيعون تناول القضايا مثل “مصطفى كمال” و “أوزال” ، فليس من السياسيين الموجودين من يستطيع إنتاج سياسات ، ولا حل القضايا ، كل هؤلاء مساكين وليست لديهم ذهنيات تمكنهم من إدراك القضايا .
أنا أرى أن التحالف مع الأكراد في عهود “ياووز” و “آلباصلان” و “مصطفى كمال” كان أمراً مهماً ، وقد شرحتها واحدة …واحدة ، كما ذكرت ذلك مرات عديدة من قبل ، حيث يجب إدراك القضية الكردية بشكل كامل ، فإذا تم حل القضية الكردية ، فإن تركيا ستصبح أهم دولة للشرق الأوسط ، وتصبح كما انكلترا في عصرها ، فماذا كانت انكلترا في القرن التاسع عشر ، ستصبح تركيا مثل انكلترا في ذلك العصر، إذا ما حلت هذه القضية .
الأكراد يمثلون دور المفتاح على صعيد تطور الديموقراطية في الشرق الأوسط ، وحل القضية الكردية في الشرق الأوسط سيلعب وظيفة المحفِّز ، الحل الديموقراطي للقضية الكردية سيلعب دور الحافز في نشر الديموقراطية في الشرق الأوسط .
فإن تم حلها بالديموقراطية ستنتشر الديموقراطية في الشرق الأوسط أيضاً .
وهذا ما أطلبه أنا من “أردوغان” و”غول” .
ولكن هؤلاء أشخاص إيديولوجيون ، وعاجزون عن تطوير الحل وإنتاج السياسات ، كما أن كلاً من حزب الشعب الجمهوريCHP وحزب الحركة القومية MHP لا يستطيعان ممارسة السياسة ، فكل هؤلاء غارقون في الإيديولوجيا ، والحقيقة إن ما يقومون به ليست بإيديولوجيا أيضاً ، فلا تتوفر الجرأة ولا الفراسة لدى هؤلاء ، فهم بلا جرأة وبلا فراسة ، وبلا ذهنية ، ويبقون ضمن حدود الإيديولوجية .
حسناً ماذا سيفعل هؤلاء ؟ حسناً إذا لم تستطع حلها أنت ، فمن الذي سيحلها ؟ الانكليز يمارسون سياسة اللاحل منذ قرن ، فإن لم تحلها أنت أيضاً ، فذلك سيعني أنك تخدم الانكليز ، وعندها سأسميك بـ”منفِّذ السياسة الانكليزية” ، وهذا أمر ثقيل .
لقد أعدموا “منديريس” (رئيس وزراء تركيا أعدم في عام 1961 بعد انقلاب عسكري) ، ولا يعرف أحد لماذا تم إعدامه .
وحدثت معارك بين اليمين واليسار في السبعينيات ، ومات آلاف الأشخاص بسببها ، ولا يعلم أحد لماذا حدث كل ذلك ، فليس في تركيا ذهنية قادرة على إدراك ذلك .
إن ما يمارسه هؤلاء ليس على علاقة بالإسلام أيضاً ، لأنهم لا يعرفون التاريخ ولا الإسلام ، فهم أجهل من “أبي جهل” ، فهو كان مالك مكة في عصره ، ولكن كما تعلمون تم فتح مكة .
إن هؤلاء كلهم جهلة ، وبكل هذه الجهالة لا يمكن الدفاع عن أي شيء .
الإتحاديون هدموا إمبراطورية ، تسببوا في إنهيار الإمبراطورية ، وتركوا منها هذا .
ما برحتم ترددون تركي …تركي…تركي فإنكم بذلك تعزلون التركي ، وتفرِّغون التركياتية من معناها ، فقد قمت بتحليل التاريخ التركي على مدى سبعة آلاف سنة وأعرفه ، فقد قاموا بتشييد مصطلح جديد للتركي في القرن الأخير ، والمهم هو فهم هذا الأمر جيداً ، ويجب التدقيق فيه جيداً ، فأنا في وضع من استوعب هذا التاريخ الممتد على مدى مائة سنة بشكل جيد ، وقد اخترعوا مصطلحاً جديداً للتركي وهو ليس بتركي أصلاً ، وأنا أسمي ذلك بـ “التركي الذي ليس تركياً” ، لقد أفرغوا مصطلح التركي من مضمونه ، والذين فعلوا ذلك ليسوا أتراكاً .
قبل أن ينشئوا إسرائيل قاموا بإعداد تركيا ، واستخدموها كسُلَّمٍ من أجل إنشاء إسرائيل ، هكذا كالدمية ، واليهود لعبوا دوراً في إنشاء الدولة-القومية ، فابتدأوا حملة كبيرة في موضوع الدولة-القومية .
كان في أورويا شخصان لعبا دوراً في تأسيس الدولة-القومية ، وكانا يهوديين كما كانا أفضل ألمانيين في ألمانيا ، بل أكثر ألمانيةً من أي ألماني ، وكانا على نفس المنوال في انكلترا والبلدان الأخرى ، وكذلك في تركيا هما اللذان طورا التركياتية فيها ، لقد كانا تركيين أكثر من الأتراك أنفسهم .
المنظرون للتركياتية هم يهود أيضاً ، ولهذا السبب تحامل عليهم “هتلر” في ألمانيا ، فقد قدموا دعماً كبيراً للانكليز في مواجهة الألمان ، وفكر “هتلر” أنه يتعرض لخيانة كبيرة في هذا الموضوع ، ولهذا تحامل على اليهود ، فقد شعر بحقد كبير عليهم ومارس الإبادة لأنه شعر بالخداع .
فاليهود قاموا بتطوير القومية الألمانية أولاً ، ثم قدموا الدعم للانكليز ، إنني محتار بشأن هؤلاء ؛ كيف يستطيعون القيام بذلك !! الألمان الذين هم ليسوا ألماناً ، ومن قبل تكلمت عن الأتراك الذين ليسوا أتراكاً .
لقد كان مائة وخمسين ضابطاً من أركان “هتلر” يهوداً ، وهم الذين كانوا يخططون ، وعندما رأى “هتلر” هذا الأمر شعر بحنق كبير نحوهم .
أنا هنا لا أمارس معاداة السامية ولا اليهودية ، وكنت قد تكلمت عن ذلك من قبل ، إنني أُكِّن كل الإحترام للشعب اليهودي ، ومخرج اليهود من هذه القضايا في الشرق الأوسط غير ممكن سوى بالمبادئ الديموقراطية التي طرحناها ، فأنا قد أغنيت معلوماتي بشأن اليهود أكثر مما سبق .
ما قاله أولئك الحكماء مهم ، “إيلتر توركمان” يقول باستحالة تأجيل حل القضية الكردية ، هو يعرف هذا الأمر ويفهمه جيداً ، فهل يفهم “أردوغان” هذا الأمر ؟ كلا لا يستطيع فهمه .
إنني أبذل الجهود منذ خمسة عشر سنة من أجل حل هذه القضية الكردية بالسبل الديموقراطية .
“أوزال” كان عارفاً بهذا الأمر بعض الشيء وكان يريد الحل أيضاً ، فقد كان رجلاً سياسياً عملياً ويطور الحلول العملية ، وكان “أرباكان” أكثر إيجابية .
لقد تحدثت عن ذلك مرات عديدة عندما كنت في الخارج أيضاً وليس هنا فقط ، وأرسلت رسائل إلى السياسيين وهيئة الأركان في التسعينيات من أجل حل هذه القضية ، والمذكرة التي وصلتني حينئذٍ كانت توضح ؛ بأنه إذا لم تُحل هذه القضية فإن السقف سينهار وكلنا سنبقى تحت حطامه .
يجب عدم تقييم PKK أو النظر إليه على أنه ذو بنية متجانسة ، يجري الحديث عن بعض القنابل وتفجيرها ، والمشكلة الأساسية ليست في هذه القنابل المتفجرة ، بل هي في القضية الكردية ذاتها .
فحتى لو انتهى PKK فإن القضية الكردية لن تُحل .
لأن هناك البارزاني والاتحاد الوطني الكردستانيYNK والحزب الديموقراطي الكردستاني PDK .
وأبعد من ذلك هناك أميريكا وإيران وسوريا .
وكل منهم يتناول القضية حسب مصالحه ، وكل منهم سيحاول استخدام PKK حسب توجهاته .
فإيران أحد الدول التي تجيد استخدام القضية الكردية حسب منفعتها ، وهم لن يريدوا حل القضية هكذا بسهولة .
إنهم يتحدثون عن قمة ثلاثية ، ومجرد الحديث عن الثلاثية يدل على مدى عجز هذا الثلاثي ، فهذه القمة الثلاثية أيضاً لن تستطيع حل القضية .
لا أتذكر تماماً الشخص الذي قالها ، فربما كان “عرفات” أو “حبش” ، قال : “أعطوني أربعمائة رجل منهم وسأقلب الشرق الأوسط رأساً على عقب “.
وهناك أربعمائة رجل ، بل الآلالف من الرجال وأكثر ، في PKK .
بعد كل هذه الخبرة في القتال في الجبال ، لن يتمكنوا من إنهائهم هكذا ، حتى أن كل وحدة بحالها يمكن أن تخوض حرباً .
ليسوا حول شخص واحد فهناك أربعمائة ألف شخص ، وهؤلاء سيصعدون الحرب حتى ولو ضحوا بأرواحهم لإنقاذها .
بالإضافة إلى وجود جملة من الأسباب الأخرى لخوض الحرب ، فهم سيطورون الحرب من أجل إنقاذ أنفسهم ومن أجل أسباب كثيرة أخرى .
الآن أنت تقول : سأضايق عليهم الخناق في الجنوب ، فإلى أين سيذهب هؤلاء ؟ لديهم حنق متراكم قابل للإنفجار منذ عشرات السنين .
فذلك هو الإنفجار الأساسي .
يقولون أن البطالة وصلت إلى 40% ، فإذا كانت هنا 40% فهي هناك (كردستان) تصل إلى 80% .
و إذا توحد هؤلاء مع الذين تلقوا التدريب على الحرب كل هذه السنوات ومع المقاتلين الخبراء ، فإن ذلك الإنفجار لن يكون واحداً أو إثنين بل سيكون أربعين إنفجاراً .
يقولون بأنهم منحوا مهلة حتى الأول من حزيران ، والمسألة ليست فترة الأول من حزيران ، ولست أنا الذي أعطى هذه المهلة ، فذلك هو قرار ومهلة PKK بنفسه .
إنني أبذل الجهد منذ خمسة عشر عاماً من أجل حل القضية الكردية بالسبل الديموقراطية ، فالآن إذا متُّ أنا هنا بأزمة قلبية ، أو حدث زلزال ومتُّ ، أو انهار هذا المبنى أو حتى متُّ من المرض ، فهم سيعتبرون الدولة مسؤولة .
وهناك قوى كثيرة تريد استخدام هذا الأمر ، الذين يريدون استخدام PKK كثيرون ابتداءاً من الولايات المتحدة وانكلترا وسوريا ، ومروراً بـPDK و YNK ، ولا أعلم ربما خمسين تنظيماً ما بين صغيرة وكبيرة .
السياسات التي تريد تعقيد وعدم حل هذه القضية ، هي في خدمة تمرير السياسة الانكليزية .
فالمسألة ليست في منح مهلة حتى الأول من حزيران ، بل هي مسألة فتح المجال أمام تعقيد هذه القضية ، والخطر الأساسي ، والانفجار الأساسي يكمن هنا .
أنا لا أقول ولا أصرعلى أن يلتقوا بي ، ولكن ليس هناك سياسيون يتحدثون عن هذه القضايا بجرأة ، فمع مَن سيحلونها ؟ ومن هو الذي يتحدث عنها بجرأة ؟ ومن هو الذي يقول بأن حل هذه القضية لا يمكن أن يؤجل ؟ .
أنا الذي أقول كل ذلك ، فما دمت أنا الذي أقولها ، إذاً أنا المُخاطَب بطبيعة الحال .
ليته كان هناك مُخاطباً غيري ، ولكن ليس هناك أحد ! وأريد التأكيد مرة أخرى : لا يمكن تأجيل حل القضية الكردية .
ولا بد من أن هناك من يفهم هذا الأمر من بين الجيش ، “سالم درويشوغلو” وأمثاله يفهمون ، ويعرفون هذا الأمر جيداً .
وأقول : سأقوم هنا بما يقع على عاتقي من أجل الحل ، فأنا أبذل الجهد منذ خمسة عشر عاماً من أجل الحل الديموقراطي ، ولكنني أيضاً أصبحت منهكاً بدناً وروحاً .
لا زال “آلجي” يدّعي بضعف حزب المجتمع الديموقراطي DTP ، إن “آلجي” رجل الناتو الخاص منذ السبعينيات ، فقد جرى تنشئته ، وهؤلاء لا زالوا ينتظرون شيئاً من أميريكا ومن الناتو ، “آلجي” و “بوجاق” و “أوميت فرات” وأشخاص آخرون كثيرون جرى خداعهم جميعاً ، وكلهم رجال الناتو والولايات المتحدة والانكليز ، “سرتاج بوجاق” يتلقى التدريب من جانب ألمانيا ويتم إرساله إلى تركيا ، بينما “سادات بوجاق” رجل خاص لتركيا ، وكلاهما مرتبطان بنفس النظام ، بالناتو ، لاحظوا كلاهما مرتبطان بالنظام نفسه ، ويتم استخدامهما من جانب نفس النظام ، ولا زالوا يعتقدون بأنهم سيأتون ويساعدونهم على نهوضهم .
ويفكرون بأنهم سينهون PKK و DTP وسيضعونهم على رأس الأكراد .
مع مجيء “راسموسن” إلى قيادة الناتو يمكن أن تبدأ مرحلة جديدة فيه ، فهو شخص جرى إختياره بشكل خاص .
وسيعبر بالناتو إلى مرحلة جديدة ، والناتو الذي يقوده “راسموسن” ربما لا تكون مواقفه كما كان سابقاً ، فربما يتبنى مواقف أكثر مرونة وأكثر اعتدالاً ، وربما يفهم PKK ، وقد يكون ذلك مؤشراً على مرحلة جديدة .
لا زلت أحافظ على فكري في تشبيهي وضع المجتمع الراهن بالثورتين الفرنسية والروسية ، كما قلت في الأسبوع الماضي .
وعليهم أن يعملوا ليلاً ونهاراً بروح النفير العام الديموقراطي ، نضال الحرية ضروري كضرورة الخبز والجبنة ، وكنت قد تحدثت عن ضرورة إنشاء الأكاديميات في أقرب وقت ، فحتى حزب العدالة والتنمية AKP لديه ثلاثمائة أو أربعمائة أو خمسمائة أكاديمية وأكاديميون .
من هنا أنادي السيد “أردوغان” والسيد “غول” : لا يمكن تأجيل هذه القضية ، فيجب أن تُحل القضية الكردية في أقرب فرصة .
يمكن نقل آرائي هذه إلى البارزاني والطالباني .
هل انعقد مؤتمر المجتمع الديموقراطي ؟ يمكنهم أن يجتمعوا بسرعة ليبدأوا بأعمالهم ، حيث يجب تفعيل مؤتمرالمجتمع الديموقراطي .
أعلم بالعمليات الجارية ضد DTP ، فقد سمعتها من الراديو ، هل هناك أمر خاص جداً بهذا الصدد ؟ إنهم يحسبونهم على نظام KCK .
ولكن نظام KCK ليس هكذا ، فمقر KCK قائم في الجبال ، في قنديل ، والبنية هنا ليست KCK .
الأسلوب مهم في تسيير النضال السياسي .
وفي حال العكس تظهر المشاكل ، إنهم يدّعون بمتابعتهم منذ سنتين .
وأنا لم أتحدث عن الأكاديميات من فراغ ، يمكنهم تأسيس أكاديميات في كل مكان ، حتى في هكذا مكان صغير يمكن أن يلتم ثلاثة أو خمسة أشخاص ليؤسسوا أكاديمية ويناقشوا كل القضايا ، فحتى AKP لديه هذا الكم من الأكاديميات والأكاديميين .
كما تكلمت عن ضرورة تفعيل مؤتمر المجتمع الديموقراطي أيضاً .
ليطرح بكل علنية ما يريده وما يطالب به وكيف يمارس سياساته في منهاجه ونظامه الداخلي ، ليخوض نضاله حسب ذلك ، وكذلك كل المؤسسات الأخرى تخوض نضالها على ذلك النحو ، لقد طالبت بتأسيس أكاديميات السياسة الديموقراطية ، حيث يجب عدم عرقلة هذه الأنشطة ، فمثل هذا النشاط يزيل كثيراً من الشكوك التي في غير محلها ، فالنشاط الذي تقوم بها لا يمكن أن يكون بتوجيهات من KCK .
يدَّعون أن KCK تسرب إليهم ، يجب أن لا يكون هذا أسلوب KCK .
فأنا أفكر في أن KCK يجب أن لا يتدخل في مثل هذا الميدان الديموقراطي مثلما يدّعون .
إنني أقترح أن يتأسس “إتحاد البلديات الديموقراطية” بدلاً من “إتحاد بلديات GAP” ، ستكون لي تقييمات عن العمل البلدي فيما بعد .
هل تم توقيف “أبرو”(محامية موَّكلة عن القائد) أيضاً ؟ هل كانت ناشطة في DTP سابقاً ؟ .
نعم ، يعني أنها عملت .
لقد سمعت الأخبار المتعلقة بـ”أرغنكون” .
لدي علم به .
وأعلم أنه تم إعتقال بعض الأكاديميين .
أعتقد أن العمليات العسكرية مستمرة ، ماهي خسائر الجيش ؟ الإعلام تحدث عن إثنين .
يقولون بأن خسائر الكريلا سبعة ، هل هذا صحيح ؟ هل وُجدت الجثث ؟ .
فليقوموا بتكويم الحجارة في المكان الذي سقط فيه الشهيدان من الشباب على طريق قريتنا “آمارا” ، ليكون مكان استشهادهما معروفاً حتى لا يضيع ، بلغوا تعازيَّ إلى أسرتي الشابين .
يجري الحديث عن تأسيس تركيا قاعدة عسكرية في الجنوب ، في الحقيقة لديها قواعد هناك منذ سنوات .
لديها قوة من 3500 شخصاً هناك ، ماهي القاعدة التي ستؤسسها ؟ .
إنها تقوم بتطوير علاقاتها مع أرمينيا أيضاً ، يفكرون في أنهم سيعرقلون PKK من هناك .
إن مسألة الحصول على السلاح ليست صعبة كما كانت في السابق .
الولايات المتحدة موجودة في العراق ، كما يمكنهم الحصول عليها من خلال إيران .
فبأموالهم يمكنهم الحصول على السلاح من كل مكان ، فهذا ليس حلاً ، حيث يمكن تأمين السلاح من الجميع ، فهذا ليس بالأمر الصعب كثيراً ، هم يريدون تضييق الخناق على PKK من هذا الجانب بإقامة العلاقات مع أرمينيا ، ولكن هذا ليس حلاً .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في “تاتوان” وفي “نورشين” ، كما أبعث بتحياتي إلى البلديات فيهما وفي كل المناطق الأخرى ، هل هناك مستجدات فيما يتعلق بالانتخابات ؟ .
ما هو حجم الأصوات التي بها حصلت خسارة “بيتليس” ؟ ، إنها أصوات قليلة ، وما هي الأصوات التي تمت الخسارة بها في الأماكن الأخرى ؟ هل تحقق الفوز في “ساوور” ؟ لماذا لم يتحقق الفوز في “عمرلي” ؟ من الذي أصبح رئيساً للبلدية في “قيزيلتبه” ؟ كنت أفكر في أن أحداً من الـ”اومريين” سيفوز فيها ، ولكن “فرحان” الذي فاز أيضاً حصل على أصوات كثيرة ، ويجب أن لا تكون أية مشكلة في ذلك .
هذه البلديات التي لم يتحقق فيها الفوز ، هي بلديات “أرغنكون” ، فبلديات مثل “آغري” و “بينكول” و “بيتليس” هي بلديات “أرغنكون” ، من أين أعرف ذلك ؟ أعرفها من الناحية التي أتبع إليها ، فقد أمسكوا بـ”خلفتي” التابعة لـ”أورفا” وجوارهما منذ سنوات ، “أورفا” هي أقدم وأكثر أماكن العالم تعرضاً للظلم .
أبعث بتحياتي إلى “أحمد آلتان” (صحفي في جريدة الطرف) مرة أخرى ، على جريدة “الطرف” أن تقيم القيامة من أجل الحل .
أعتقد أن “ياسمين جونغار”(صحفية ومذيعة في BBC القسم التركي) شخصية جيدة أيضاً ، أبعث إليها بتحياتي .
قولوا لـ”أحمد آلتان” تلك ليست بقضية ، يجب تطوير الحل ، يمكن نقل أقوالي كرسالة إلى “أحمد آلتان” .
طبعاً …طبعاً لا معنى لذلك ، فخطاب “أوباما” جرى إعداده مسبقاً ، فقد كان يعطي الترياق حسب النبض(يتحدث لتطييب الخواطر) .
وقد قال ما كانوا يرغبون في سماعه .
ففي السابق قالوا لي أيضاً : إذا تحدثت هكذا… وهكذا فإن الأجواء بينك والولايات المتحدة ستتحسن .
ولكنني لم أنزلق إلى تلك الألاعيب .
أبعث بتحياتي إلى “مانديلا” وأتقدم بشكري إليه ، يمكن كتابة رسالة بالانكليزية إليه على لساني ، يمكن الاستفادة من مرافعتي في ذلك ، يمكن قول ما يلي له : لقد أتيتُ إلى أفريقيا من أجل الذهاب إلى جمهورية جنوب أفريقيا ، كنت سأذهب إليه لأهنئه على نضاله ، وأبارك له وأشكره ، وفي الحقيقة لم أكن ذاهباً إلى كينيا ولكنهم خدعوني ، قالوا سنأخذك إلى جنوب أفريقيا ولكنهم أخذوني إلى كينيا ، وحدث ما هو معروف .
وصلتني رسائل من السجون ، يمكنكم حفظ أربعة أشخاص ، أذكر أسماءهم : “فرماني” أو “أنور أوزكارتال” له أنشطة حول “هيغل” وأقول له ما يلي : ليقم بتعميق أنشطته ، واقتراحي له هو أن يركِّز على “هيغل” ، ويمكنه الاستفادة من أفكاري حول “هيغل” .
أحد الرفاق يقول بأنه كتب رواية “زرادشت” ، وأنا أقول له فليتعمق أكثر .
“سركان آكباش” من سجن “سيرت” و “لقمان ديلاك” ، يوضح بأنه سيطلب نقله إلى سجن “ميديات” ، هذا مناسب ، يمكنه أن يذهب ، أبعث إليه بتحياتي ، كما أبعث بتحياتي إلى “آيسال دوغان” والأخريات جميعاً ، كما استلمت رسائل أخرى كثيرة ، ولا أستطيع الرد عليها كلها واحدة واحدة ، بل أبعث بتحياتي إليهم جميعاً ، يمكن للذين في السجون أن يكتبوا بسخاء إلى المجلة .
استلمت رسائل عديدة من سجن “كريكلار” في إزمير ، لا أذكرهم واحداً واحداً ، أبعث بتحياتي إليهم جميعاً ، كما أبعث بتحياتي إلى المتنورين في أوروبا ، كما أبعث بتحياتي إلى كل العاملين في Roj TV فرداً فرداً ، وكذلك أحيي الفنانين ، يمكنهم أن يزيدوا برامج Roj TV ، ليتناقشوا في برامجه كثيراً .
كان لـ “Hobsbawn” كتابان ، يمكنكم جلبهما .
أعتقد أنه وصلني كتابه المتعلق بالمتمردين ، وكان له كتاب بشأن التاريخ ، كما كان هناك كتاب لـ “Wittgenstein” .
كما كان هناك العدد المتعلق بـ”ًWittgenstein” من “Cogito” ، يمكنكم جلبه أيضاً .
أبعث بتحياتي إلى جميع شعبنا ، طابت أيامكم .
المجلدات الثلاث الأولى تشرح الفكر الرئيسي ، وهي كافية الآن .
لا أعتقد أنها ستكون مفهومة بما يكفي في تركيا أيضاً ، فليس هناك الوضع القادر على نقاشها وإدراكها ، وفي هكذا وضع يؤسف على كتابتي ، وإلا أُصبِح خائناً للحقيقة .
لقد قمت بشرح وتقييمات موسعة في القسم المتعلق بالشرق الأوسط من مرافعتي ، وهي متعمقة جداً ، الدولة قرأت المرافعات التي كتبتها ، فهم يناقشونها .
بالطبع مرافعاتي تتناول النظام العالمي ، كل هذه التعقيدات والقضايا في العالم وكلها تنبع من النظام الرأسمالي .
الفرد الذي أفرزته الرأسمالية مصاب بالإفلاس وخرج من كونه إنساناً .
يقولون: الأزمة الاقتصادية ، وهي أزمة الرأسمالية ، وقد وصفت النظام الرأسمالي بأنه نظام الأزمات في مرافعاتي أيضاً .
فالرأسمالية بذاتها نظام أزمات ، بل الرأسمالية هي أزمة العالم ، فالرأسمالية سرطان البشرية ، وأنا أسمي ذلك بتسرطن المجتمع أيضاً ، فهي قد قصلت رأس البشرية ، وفجرت أدمغتها ، وشلَّت أذهانها .
وكان “نيتشه” قد أشار إلى خطر النظام الرأسمالي في عصره ، كما حاول “فوكولت” تحليل هذا النظام ، ولكن أغلبهم كان مرتبطاً بالنظام من جوانب عديدة ، وخاصة أن الرأسمال المالي هو البعد الرهيب في الأمر ، فحتى الفراعنة في عهود مصر لم يكونوا مثل هؤلاء ، وأنا أسميهم بفراعنة العصر .
بل إن فراعنة مصر يعتبرون ملائكة مغسولين سبعاً مقارنة بهؤلاء ، “فرناند براودل” أجرى تحليلاً جيداً للنظام الرأسمالي ، ويشير إلى هذه الأخطار ، لقد حوَّل هؤلاء كل بقعة من العالم إلى مزبلة ، وقاموا بتخريب البيئة ، وقضوا على الزراعة ، وإنهاء الزراعة يعني إنهاء البشرية أيضاً .
لقد أفلست الإشتراكية المشيدة أيضاً في عهد الرأسمالية .
فقد جعلوا العالم مفتوحاً أمام كل أشكال الخطر .
لقد حاولوا إدارة العالم بأربعة أخطار هي : الجنسوية ، العلموية ، الدينوية ، والقوموية .
يجب تناول “أرغنكون” على شكل مرحلتين ، الأولى : الفترة من 1925 حتى الخمسينيات .
ثم مرحلة ما بعد الخمسينيات ، والذي لعب الدور الأساسي في المرحلة الأولى هو “فوزي جاكماك”(رئيس هيئة الأركان في أواسط العشرينيات) ، ثم لعب كل من “رجب بيكر” و ” عصمت إينونو” الدور حتى الخمسينيات .
كنت قد أسميت هذا بالإيديولوجية ، أو التنظير على الأصح ، فهم أقاموا حصاراً حول “مصطفى كمال” .
وفي تلك المرحلة تم تكوين الدولة على أساس معاداة الكرد ، ومعاداة الإسلام جزئياً .
ذلك هو التنظير الذي وضعوه في تلك المرحلة ، وعلى الرغم من علم “مصطفى كمال” باللعبة السياسية والمخططات الانكليزية في ذلك الوقت ، إلا أنه لم يستطع تحطيم الحصار من حوله .
وقد أعفى “إينونو” من منصبه في الأشهر الأخيرة ، بل يعرف موته في فترة ما .
أي كانت هناك ألاعيب كبيرة .
لم يستطع أي مؤرخ تحليل الحصار المفروض على “مصطفى كمال” بشكل تام .
الآن أستطيع تحليل “أرغنكون” وفهمه بشكل أفضل .
دائرة الحرب الخاصة وحدة صغيرة تابعة لـ”أرغنكون” ، و”أرغنكون” الحقيقي هو “أرغنكون” في الميدان السياسي ، وهو أعمق من “أرغنكون” العسكري ، وأشد منه خطراً ، أي إن “أرغنكون” الأكبر هو السياسي ، أي ما لدى العسكر هو صغير ، وهم الكوادر النواة التي تقود التنظيم .
و “كوسيغا” (رئيس وزارة إيطالي سابق) يقول بأن “أرغنكون” في تركيا أكثر خصوصية .
وللحقيقة فقد انحلت تنظيمات غلاديو-الناتو في أوروبا بسرعة أكبر .
فحل هذه الأمور في أوروبا أكثر سهولة .
لقد تم بناء “أرغنكون” الأصلي في الميدان السياسي ، و”كوسيغا” يقول بأن غلاديو في تركيا أكثر إستقلالاً ، لقد سمحوا بذلك .
إن هؤلاء لا يفهمون النظام أيضاً ، فقد استفادوا من الدولة حتى اليوم ، وأخذوا كل شيء من الدولة ، ويعتقدون بأن الأمور ستستمر هكذا دائماً بعد الآن أيضاً ، فقد ترعرعوا حتى الآن بكل دلال وحنان ، وعندما يذهب هذا من بين أيديهم يتعصبون .
إن أمثال “دوغو بيرينجيك”(رئيس حزب يساري معتقل بتهمة الانتماء إلى أرغنكون) يظنون بأنهم يناضلون ضد الرأسمالية ، ضد أميريكا ! بينما في الحقيقة هم يخدمونها تماماً ، فما هم سوى دمى في يد الولايات المتحدة ، بل هم حتى ليسوا بدمى ! إن هؤلاء المنتمون إلى “أرغنكون” لا يدركون حتى مدى الخدمات التي قاموا بها من أجل أميريكا .
“محسن يازيجيوغلو” (رئيس حزب قوموي متطرف مات في حادث مروحية مؤخراً) أدرك هذه الأحداث بعض الشيء ، وحاول الابتعاد عن “أرغنكون” ولكنه كان متورطاً حتى الرقبة ولا يعرف الذهاب إلى أين ، وكيف سيبتعد ، فالمكان الذي سيذهب إليه لم يكن مختلفاً عن “أرغنكون” ، ولكنه يفهم هذا الأمر ، ويبذل جهوده .
الأمر المهم هنا هو : كيف ستبني الولايات المتحدة العمليات الخاصة-أرغنكون بعد الآن ؟ أو ماهو الذي ستُشيِّده بدلاً عنه ، وكيف ؟ .
الإتيان بـ”راسموسن” إلى السكرتارية العامة للناتو موضوع مهم ، كما أن رفض الاعتراضات التركية أمر مهم أيضاً ، إن مسألة Roj tv وما إلى ذلك ذريعة ، والإعتراضات التركية لم تجدي ، فقد تأسس النظام مسبقاً ، بينما تركيا عاجزة عن فهم ذلك ، فحتى لو اعترضت عشر مرات ، لن يكون مجدياً .
إن الإتيان بـ”راسموسن” إلى رأس الناتو يعني تراجع العمليات الخاصة ، وقد اختاروه لإعادة البناء .
مما يعني أن دعم الولايات المتحدة والناتو لتركيا لن يكون كالسابق .
استمعت إلى أقوال “باشبوغ” من عناوين الصحف ، وهو يتحدث عن شعب تركيا ، ويقول بأنه قول لـ”مصطفى كمال” ، وأنا كنت قد قلت ذلك من قبل ، وما يقوله “باشبوغ” هو رد على كلامي ، فهو يتعقبني ، ولكنه يعبر عن ذلك بشكل ناقص ، وكان يجب أن يتحدث عن الحكم الذاتي للأكراد كتتمة للحديث ، فذلك أيضاً كلام “مصطفى كمال” ، فالأمر المهم هو فكر “مصطفى كمال” عن الحكم الذاتي بشأن الأكراد ، وأنا كنت أتوقع أن يتحدث “باشبوغ” عن فكر الحكم الذاتي لدى “مصطفى كمال” ، فلماذا لا يقول ذلك ؟ أنا لا أفهم ، أرى أن تصريحات “باشبوغ” هذه مهمة ، فهي قد فتحت باباً ، ولكن ليس أكثر من ذلك ، فالجيش يمكنه أن يقول هذا فقط ، وما تبقى فهو من عمل السياسيين .
أقول إن “باشبوغ” فتح باباً فقط ، وما تبقى هو من عمل السياسيين ، ولكن كل السياسيون في تركيا غارقون في الإيديولوجيا ، فهم ضمن الإيديولوجيا حتى النهاية ، ولا يستطيعون الخروج من هذا المستنقع بأي شكل من الأشكال ، بعد “مصطفى كمال” كان “أوزال” فقط ، يفهم من القضايا بعض الشيء في تركيا ، فالجانب الأهم لدى “أوزال” هو أنه كان يفهم بالسياسة العملية جيداً ، فقد كان رجلاً عملياً ، ويريد حل القضايا ، أو أنه كان يبحث عن سبل حل القضايا على الأقل ، وأنا أقول بوجوب وضع سياسة يمكنها تناول القضايا بجدية في تركيا ، ولكن ليس في تركيا سياسيون يستطيعون تناول القضايا مثل “مصطفى كمال” و “أوزال” ، فليس من السياسيين الموجودين من يستطيع إنتاج سياسات ، ولا حل القضايا ، كل هؤلاء مساكين وليست لديهم ذهنيات تمكنهم من إدراك القضايا .
أنا أرى أن التحالف مع الأكراد في عهود “ياووز” و “آلباصلان” و “مصطفى كمال” كان أمراً مهماً ، وقد شرحتها واحدة …واحدة ، كما ذكرت ذلك مرات عديدة من قبل ، حيث يجب إدراك القضية الكردية بشكل كامل ، فإذا تم حل القضية الكردية ، فإن تركيا ستصبح أهم دولة للشرق الأوسط ، وتصبح كما انكلترا في عصرها ، فماذا كانت انكلترا في القرن التاسع عشر ، ستصبح تركيا مثل انكلترا في ذلك العصر، إذا ما حلت هذه القضية .
الأكراد يمثلون دور المفتاح على صعيد تطور الديموقراطية في الشرق الأوسط ، وحل القضية الكردية في الشرق الأوسط سيلعب وظيفة المحفِّز ، الحل الديموقراطي للقضية الكردية سيلعب دور الحافز في نشر الديموقراطية في الشرق الأوسط .
فإن تم حلها بالديموقراطية ستنتشر الديموقراطية في الشرق الأوسط أيضاً .
وهذا ما أطلبه أنا من “أردوغان” و”غول” .
ولكن هؤلاء أشخاص إيديولوجيون ، وعاجزون عن تطوير الحل وإنتاج السياسات ، كما أن كلاً من حزب الشعب الجمهوريCHP وحزب الحركة القومية MHP لا يستطيعان ممارسة السياسة ، فكل هؤلاء غارقون في الإيديولوجيا ، والحقيقة إن ما يقومون به ليست بإيديولوجيا أيضاً ، فلا تتوفر الجرأة ولا الفراسة لدى هؤلاء ، فهم بلا جرأة وبلا فراسة ، وبلا ذهنية ، ويبقون ضمن حدود الإيديولوجية .
حسناً ماذا سيفعل هؤلاء ؟ حسناً إذا لم تستطع حلها أنت ، فمن الذي سيحلها ؟ الانكليز يمارسون سياسة اللاحل منذ قرن ، فإن لم تحلها أنت أيضاً ، فذلك سيعني أنك تخدم الانكليز ، وعندها سأسميك بـ”منفِّذ السياسة الانكليزية” ، وهذا أمر ثقيل .
لقد أعدموا “منديريس” (رئيس وزراء تركيا أعدم في عام 1961 بعد انقلاب عسكري) ، ولا يعرف أحد لماذا تم إعدامه .
وحدثت معارك بين اليمين واليسار في السبعينيات ، ومات آلاف الأشخاص بسببها ، ولا يعلم أحد لماذا حدث كل ذلك ، فليس في تركيا ذهنية قادرة على إدراك ذلك .
إن ما يمارسه هؤلاء ليس على علاقة بالإسلام أيضاً ، لأنهم لا يعرفون التاريخ ولا الإسلام ، فهم أجهل من “أبي جهل” ، فهو كان مالك مكة في عصره ، ولكن كما تعلمون تم فتح مكة .
إن هؤلاء كلهم جهلة ، وبكل هذه الجهالة لا يمكن الدفاع عن أي شيء .
الإتحاديون هدموا إمبراطورية ، تسببوا في إنهيار الإمبراطورية ، وتركوا منها هذا .
ما برحتم ترددون تركي …تركي…تركي فإنكم بذلك تعزلون التركي ، وتفرِّغون التركياتية من معناها ، فقد قمت بتحليل التاريخ التركي على مدى سبعة آلاف سنة وأعرفه ، فقد قاموا بتشييد مصطلح جديد للتركي في القرن الأخير ، والمهم هو فهم هذا الأمر جيداً ، ويجب التدقيق فيه جيداً ، فأنا في وضع من استوعب هذا التاريخ الممتد على مدى مائة سنة بشكل جيد ، وقد اخترعوا مصطلحاً جديداً للتركي وهو ليس بتركي أصلاً ، وأنا أسمي ذلك بـ “التركي الذي ليس تركياً” ، لقد أفرغوا مصطلح التركي من مضمونه ، والذين فعلوا ذلك ليسوا أتراكاً .
قبل أن ينشئوا إسرائيل قاموا بإعداد تركيا ، واستخدموها كسُلَّمٍ من أجل إنشاء إسرائيل ، هكذا كالدمية ، واليهود لعبوا دوراً في إنشاء الدولة-القومية ، فابتدأوا حملة كبيرة في موضوع الدولة-القومية .
كان في أورويا شخصان لعبا دوراً في تأسيس الدولة-القومية ، وكانا يهوديين كما كانا أفضل ألمانيين في ألمانيا ، بل أكثر ألمانيةً من أي ألماني ، وكانا على نفس المنوال في انكلترا والبلدان الأخرى ، وكذلك في تركيا هما اللذان طورا التركياتية فيها ، لقد كانا تركيين أكثر من الأتراك أنفسهم .
المنظرون للتركياتية هم يهود أيضاً ، ولهذا السبب تحامل عليهم “هتلر” في ألمانيا ، فقد قدموا دعماً كبيراً للانكليز في مواجهة الألمان ، وفكر “هتلر” أنه يتعرض لخيانة كبيرة في هذا الموضوع ، ولهذا تحامل على اليهود ، فقد شعر بحقد كبير عليهم ومارس الإبادة لأنه شعر بالخداع .
فاليهود قاموا بتطوير القومية الألمانية أولاً ، ثم قدموا الدعم للانكليز ، إنني محتار بشأن هؤلاء ؛ كيف يستطيعون القيام بذلك !! الألمان الذين هم ليسوا ألماناً ، ومن قبل تكلمت عن الأتراك الذين ليسوا أتراكاً .
لقد كان مائة وخمسين ضابطاً من أركان “هتلر” يهوداً ، وهم الذين كانوا يخططون ، وعندما رأى “هتلر” هذا الأمر شعر بحنق كبير نحوهم .
أنا هنا لا أمارس معاداة السامية ولا اليهودية ، وكنت قد تكلمت عن ذلك من قبل ، إنني أُكِّن كل الإحترام للشعب اليهودي ، ومخرج اليهود من هذه القضايا في الشرق الأوسط غير ممكن سوى بالمبادئ الديموقراطية التي طرحناها ، فأنا قد أغنيت معلوماتي بشأن اليهود أكثر مما سبق .
ما قاله أولئك الحكماء مهم ، “إيلتر توركمان” يقول باستحالة تأجيل حل القضية الكردية ، هو يعرف هذا الأمر ويفهمه جيداً ، فهل يفهم “أردوغان” هذا الأمر ؟ كلا لا يستطيع فهمه .
إنني أبذل الجهود منذ خمسة عشر سنة من أجل حل هذه القضية الكردية بالسبل الديموقراطية .
“أوزال” كان عارفاً بهذا الأمر بعض الشيء وكان يريد الحل أيضاً ، فقد كان رجلاً سياسياً عملياً ويطور الحلول العملية ، وكان “أرباكان” أكثر إيجابية .
لقد تحدثت عن ذلك مرات عديدة عندما كنت في الخارج أيضاً وليس هنا فقط ، وأرسلت رسائل إلى السياسيين وهيئة الأركان في التسعينيات من أجل حل هذه القضية ، والمذكرة التي وصلتني حينئذٍ كانت توضح ؛ بأنه إذا لم تُحل هذه القضية فإن السقف سينهار وكلنا سنبقى تحت حطامه .
يجب عدم تقييم PKK أو النظر إليه على أنه ذو بنية متجانسة ، يجري الحديث عن بعض القنابل وتفجيرها ، والمشكلة الأساسية ليست في هذه القنابل المتفجرة ، بل هي في القضية الكردية ذاتها .
فحتى لو انتهى PKK فإن القضية الكردية لن تُحل .
لأن هناك البارزاني والاتحاد الوطني الكردستانيYNK والحزب الديموقراطي الكردستاني PDK .
وأبعد من ذلك هناك أميريكا وإيران وسوريا .
وكل منهم يتناول القضية حسب مصالحه ، وكل منهم سيحاول استخدام PKK حسب توجهاته .
فإيران أحد الدول التي تجيد استخدام القضية الكردية حسب منفعتها ، وهم لن يريدوا حل القضية هكذا بسهولة .
إنهم يتحدثون عن قمة ثلاثية ، ومجرد الحديث عن الثلاثية يدل على مدى عجز هذا الثلاثي ، فهذه القمة الثلاثية أيضاً لن تستطيع حل القضية .
لا أتذكر تماماً الشخص الذي قالها ، فربما كان “عرفات” أو “حبش” ، قال : “أعطوني أربعمائة رجل منهم وسأقلب الشرق الأوسط رأساً على عقب “.
وهناك أربعمائة رجل ، بل الآلالف من الرجال وأكثر ، في PKK .
بعد كل هذه الخبرة في القتال في الجبال ، لن يتمكنوا من إنهائهم هكذا ، حتى أن كل وحدة بحالها يمكن أن تخوض حرباً .
ليسوا حول شخص واحد فهناك أربعمائة ألف شخص ، وهؤلاء سيصعدون الحرب حتى ولو ضحوا بأرواحهم لإنقاذها .
بالإضافة إلى وجود جملة من الأسباب الأخرى لخوض الحرب ، فهم سيطورون الحرب من أجل إنقاذ أنفسهم ومن أجل أسباب كثيرة أخرى .
الآن أنت تقول : سأضايق عليهم الخناق في الجنوب ، فإلى أين سيذهب هؤلاء ؟ لديهم حنق متراكم قابل للإنفجار منذ عشرات السنين .
فذلك هو الإنفجار الأساسي .
يقولون أن البطالة وصلت إلى 40% ، فإذا كانت هنا 40% فهي هناك (كردستان) تصل إلى 80% .
و إذا توحد هؤلاء مع الذين تلقوا التدريب على الحرب كل هذه السنوات ومع المقاتلين الخبراء ، فإن ذلك الإنفجار لن يكون واحداً أو إثنين بل سيكون أربعين إنفجاراً .
يقولون بأنهم منحوا مهلة حتى الأول من حزيران ، والمسألة ليست فترة الأول من حزيران ، ولست أنا الذي أعطى هذه المهلة ، فذلك هو قرار ومهلة PKK بنفسه .
إنني أبذل الجهد منذ خمسة عشر عاماً من أجل حل القضية الكردية بالسبل الديموقراطية ، فالآن إذا متُّ أنا هنا بأزمة قلبية ، أو حدث زلزال ومتُّ ، أو انهار هذا المبنى أو حتى متُّ من المرض ، فهم سيعتبرون الدولة مسؤولة .
وهناك قوى كثيرة تريد استخدام هذا الأمر ، الذين يريدون استخدام PKK كثيرون ابتداءاً من الولايات المتحدة وانكلترا وسوريا ، ومروراً بـPDK و YNK ، ولا أعلم ربما خمسين تنظيماً ما بين صغيرة وكبيرة .
السياسات التي تريد تعقيد وعدم حل هذه القضية ، هي في خدمة تمرير السياسة الانكليزية .
فالمسألة ليست في منح مهلة حتى الأول من حزيران ، بل هي مسألة فتح المجال أمام تعقيد هذه القضية ، والخطر الأساسي ، والانفجار الأساسي يكمن هنا .
أنا لا أقول ولا أصرعلى أن يلتقوا بي ، ولكن ليس هناك سياسيون يتحدثون عن هذه القضايا بجرأة ، فمع مَن سيحلونها ؟ ومن هو الذي يتحدث عنها بجرأة ؟ ومن هو الذي يقول بأن حل هذه القضية لا يمكن أن يؤجل ؟ .
أنا الذي أقول كل ذلك ، فما دمت أنا الذي أقولها ، إذاً أنا المُخاطَب بطبيعة الحال .
ليته كان هناك مُخاطباً غيري ، ولكن ليس هناك أحد ! وأريد التأكيد مرة أخرى : لا يمكن تأجيل حل القضية الكردية .
ولا بد من أن هناك من يفهم هذا الأمر من بين الجيش ، “سالم درويشوغلو” وأمثاله يفهمون ، ويعرفون هذا الأمر جيداً .
وأقول : سأقوم هنا بما يقع على عاتقي من أجل الحل ، فأنا أبذل الجهد منذ خمسة عشر عاماً من أجل الحل الديموقراطي ، ولكنني أيضاً أصبحت منهكاً بدناً وروحاً .
لا زال “آلجي” يدّعي بضعف حزب المجتمع الديموقراطي DTP ، إن “آلجي” رجل الناتو الخاص منذ السبعينيات ، فقد جرى تنشئته ، وهؤلاء لا زالوا ينتظرون شيئاً من أميريكا ومن الناتو ، “آلجي” و “بوجاق” و “أوميت فرات” وأشخاص آخرون كثيرون جرى خداعهم جميعاً ، وكلهم رجال الناتو والولايات المتحدة والانكليز ، “سرتاج بوجاق” يتلقى التدريب من جانب ألمانيا ويتم إرساله إلى تركيا ، بينما “سادات بوجاق” رجل خاص لتركيا ، وكلاهما مرتبطان بنفس النظام ، بالناتو ، لاحظوا كلاهما مرتبطان بالنظام نفسه ، ويتم استخدامهما من جانب نفس النظام ، ولا زالوا يعتقدون بأنهم سيأتون ويساعدونهم على نهوضهم .
ويفكرون بأنهم سينهون PKK و DTP وسيضعونهم على رأس الأكراد .
مع مجيء “راسموسن” إلى قيادة الناتو يمكن أن تبدأ مرحلة جديدة فيه ، فهو شخص جرى إختياره بشكل خاص .
وسيعبر بالناتو إلى مرحلة جديدة ، والناتو الذي يقوده “راسموسن” ربما لا تكون مواقفه كما كان سابقاً ، فربما يتبنى مواقف أكثر مرونة وأكثر اعتدالاً ، وربما يفهم PKK ، وقد يكون ذلك مؤشراً على مرحلة جديدة .
لا زلت أحافظ على فكري في تشبيهي وضع المجتمع الراهن بالثورتين الفرنسية والروسية ، كما قلت في الأسبوع الماضي .
وعليهم أن يعملوا ليلاً ونهاراً بروح النفير العام الديموقراطي ، نضال الحرية ضروري كضرورة الخبز والجبنة ، وكنت قد تحدثت عن ضرورة إنشاء الأكاديميات في أقرب وقت ، فحتى حزب العدالة والتنمية AKP لديه ثلاثمائة أو أربعمائة أو خمسمائة أكاديمية وأكاديميون .
من هنا أنادي السيد “أردوغان” والسيد “غول” : لا يمكن تأجيل هذه القضية ، فيجب أن تُحل القضية الكردية في أقرب فرصة .
يمكن نقل آرائي هذه إلى البارزاني والطالباني .
هل انعقد مؤتمر المجتمع الديموقراطي ؟ يمكنهم أن يجتمعوا بسرعة ليبدأوا بأعمالهم ، حيث يجب تفعيل مؤتمرالمجتمع الديموقراطي .
أعلم بالعمليات الجارية ضد DTP ، فقد سمعتها من الراديو ، هل هناك أمر خاص جداً بهذا الصدد ؟ إنهم يحسبونهم على نظام KCK .
ولكن نظام KCK ليس هكذا ، فمقر KCK قائم في الجبال ، في قنديل ، والبنية هنا ليست KCK .
الأسلوب مهم في تسيير النضال السياسي .
وفي حال العكس تظهر المشاكل ، إنهم يدّعون بمتابعتهم منذ سنتين .
وأنا لم أتحدث عن الأكاديميات من فراغ ، يمكنهم تأسيس أكاديميات في كل مكان ، حتى في هكذا مكان صغير يمكن أن يلتم ثلاثة أو خمسة أشخاص ليؤسسوا أكاديمية ويناقشوا كل القضايا ، فحتى AKP لديه هذا الكم من الأكاديميات والأكاديميين .
كما تكلمت عن ضرورة تفعيل مؤتمر المجتمع الديموقراطي أيضاً .
ليطرح بكل علنية ما يريده وما يطالب به وكيف يمارس سياساته في منهاجه ونظامه الداخلي ، ليخوض نضاله حسب ذلك ، وكذلك كل المؤسسات الأخرى تخوض نضالها على ذلك النحو ، لقد طالبت بتأسيس أكاديميات السياسة الديموقراطية ، حيث يجب عدم عرقلة هذه الأنشطة ، فمثل هذا النشاط يزيل كثيراً من الشكوك التي في غير محلها ، فالنشاط الذي تقوم بها لا يمكن أن يكون بتوجيهات من KCK .
يدَّعون أن KCK تسرب إليهم ، يجب أن لا يكون هذا أسلوب KCK .
فأنا أفكر في أن KCK يجب أن لا يتدخل في مثل هذا الميدان الديموقراطي مثلما يدّعون .
إنني أقترح أن يتأسس “إتحاد البلديات الديموقراطية” بدلاً من “إتحاد بلديات GAP” ، ستكون لي تقييمات عن العمل البلدي فيما بعد .
هل تم توقيف “أبرو”(محامية موَّكلة عن القائد) أيضاً ؟ هل كانت ناشطة في DTP سابقاً ؟ .
نعم ، يعني أنها عملت .
لقد سمعت الأخبار المتعلقة بـ”أرغنكون” .
لدي علم به .
وأعلم أنه تم إعتقال بعض الأكاديميين .
أعتقد أن العمليات العسكرية مستمرة ، ماهي خسائر الجيش ؟ الإعلام تحدث عن إثنين .
يقولون بأن خسائر الكريلا سبعة ، هل هذا صحيح ؟ هل وُجدت الجثث ؟ .
فليقوموا بتكويم الحجارة في المكان الذي سقط فيه الشهيدان من الشباب على طريق قريتنا “آمارا” ، ليكون مكان استشهادهما معروفاً حتى لا يضيع ، بلغوا تعازيَّ إلى أسرتي الشابين .
يجري الحديث عن تأسيس تركيا قاعدة عسكرية في الجنوب ، في الحقيقة لديها قواعد هناك منذ سنوات .
لديها قوة من 3500 شخصاً هناك ، ماهي القاعدة التي ستؤسسها ؟ .
إنها تقوم بتطوير علاقاتها مع أرمينيا أيضاً ، يفكرون في أنهم سيعرقلون PKK من هناك .
إن مسألة الحصول على السلاح ليست صعبة كما كانت في السابق .
الولايات المتحدة موجودة في العراق ، كما يمكنهم الحصول عليها من خلال إيران .
فبأموالهم يمكنهم الحصول على السلاح من كل مكان ، فهذا ليس حلاً ، حيث يمكن تأمين السلاح من الجميع ، فهذا ليس بالأمر الصعب كثيراً ، هم يريدون تضييق الخناق على PKK من هذا الجانب بإقامة العلاقات مع أرمينيا ، ولكن هذا ليس حلاً .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في “تاتوان” وفي “نورشين” ، كما أبعث بتحياتي إلى البلديات فيهما وفي كل المناطق الأخرى ، هل هناك مستجدات فيما يتعلق بالانتخابات ؟ .
ما هو حجم الأصوات التي بها حصلت خسارة “بيتليس” ؟ ، إنها أصوات قليلة ، وما هي الأصوات التي تمت الخسارة بها في الأماكن الأخرى ؟ هل تحقق الفوز في “ساوور” ؟ لماذا لم يتحقق الفوز في “عمرلي” ؟ من الذي أصبح رئيساً للبلدية في “قيزيلتبه” ؟ كنت أفكر في أن أحداً من الـ”اومريين” سيفوز فيها ، ولكن “فرحان” الذي فاز أيضاً حصل على أصوات كثيرة ، ويجب أن لا تكون أية مشكلة في ذلك .
هذه البلديات التي لم يتحقق فيها الفوز ، هي بلديات “أرغنكون” ، فبلديات مثل “آغري” و “بينكول” و “بيتليس” هي بلديات “أرغنكون” ، من أين أعرف ذلك ؟ أعرفها من الناحية التي أتبع إليها ، فقد أمسكوا بـ”خلفتي” التابعة لـ”أورفا” وجوارهما منذ سنوات ، “أورفا” هي أقدم وأكثر أماكن العالم تعرضاً للظلم .
أبعث بتحياتي إلى “أحمد آلتان” (صحفي في جريدة الطرف) مرة أخرى ، على جريدة “الطرف” أن تقيم القيامة من أجل الحل .
أعتقد أن “ياسمين جونغار”(صحفية ومذيعة في BBC القسم التركي) شخصية جيدة أيضاً ، أبعث إليها بتحياتي .
قولوا لـ”أحمد آلتان” تلك ليست بقضية ، يجب تطوير الحل ، يمكن نقل أقوالي كرسالة إلى “أحمد آلتان” .
طبعاً …طبعاً لا معنى لذلك ، فخطاب “أوباما” جرى إعداده مسبقاً ، فقد كان يعطي الترياق حسب النبض(يتحدث لتطييب الخواطر) .
وقد قال ما كانوا يرغبون في سماعه .
ففي السابق قالوا لي أيضاً : إذا تحدثت هكذا… وهكذا فإن الأجواء بينك والولايات المتحدة ستتحسن .
ولكنني لم أنزلق إلى تلك الألاعيب .
أبعث بتحياتي إلى “مانديلا” وأتقدم بشكري إليه ، يمكن كتابة رسالة بالانكليزية إليه على لساني ، يمكن الاستفادة من مرافعتي في ذلك ، يمكن قول ما يلي له : لقد أتيتُ إلى أفريقيا من أجل الذهاب إلى جمهورية جنوب أفريقيا ، كنت سأذهب إليه لأهنئه على نضاله ، وأبارك له وأشكره ، وفي الحقيقة لم أكن ذاهباً إلى كينيا ولكنهم خدعوني ، قالوا سنأخذك إلى جنوب أفريقيا ولكنهم أخذوني إلى كينيا ، وحدث ما هو معروف .
وصلتني رسائل من السجون ، يمكنكم حفظ أربعة أشخاص ، أذكر أسماءهم : “فرماني” أو “أنور أوزكارتال” له أنشطة حول “هيغل” وأقول له ما يلي : ليقم بتعميق أنشطته ، واقتراحي له هو أن يركِّز على “هيغل” ، ويمكنه الاستفادة من أفكاري حول “هيغل” .
أحد الرفاق يقول بأنه كتب رواية “زرادشت” ، وأنا أقول له فليتعمق أكثر .
“سركان آكباش” من سجن “سيرت” و “لقمان ديلاك” ، يوضح بأنه سيطلب نقله إلى سجن “ميديات” ، هذا مناسب ، يمكنه أن يذهب ، أبعث إليه بتحياتي ، كما أبعث بتحياتي إلى “آيسال دوغان” والأخريات جميعاً ، كما استلمت رسائل أخرى كثيرة ، ولا أستطيع الرد عليها كلها واحدة واحدة ، بل أبعث بتحياتي إليهم جميعاً ، يمكن للذين في السجون أن يكتبوا بسخاء إلى المجلة .
استلمت رسائل عديدة من سجن “كريكلار” في إزمير ، لا أذكرهم واحداً واحداً ، أبعث بتحياتي إليهم جميعاً ، كما أبعث بتحياتي إلى المتنورين في أوروبا ، كما أبعث بتحياتي إلى كل العاملين في Roj TV فرداً فرداً ، وكذلك أحيي الفنانين ، يمكنهم أن يزيدوا برامج Roj TV ، ليتناقشوا في برامجه كثيراً .
كان لـ “Hobsbawn” كتابان ، يمكنكم جلبهما .
أعتقد أنه وصلني كتابه المتعلق بالمتمردين ، وكان له كتاب بشأن التاريخ ، كما كان هناك كتاب لـ “Wittgenstein” .
كما كان هناك العدد المتعلق بـ”ًWittgenstein” من “Cogito” ، يمكنكم جلبه أيضاً .
أبعث بتحياتي إلى جميع شعبنا ، طابت أيامكم .
15 نيسان 2009