* لم يستطع كاتب المقال الكتابة كممثل للحزب , فالمقال الافتتاحي يعبر ودون شك عن رأي الحزب في موضوع ما , لكننا هنا لا ندري هل المقال يعبر عن رأي الكاتب أم عن رأي الحزب , فأحياناً يتحدث بصيغة الحزب فيستخدم ” نحن ” , ثم لا يلبث أن تطغى عليه وعلى كتابته النزعة الفردية أو فلنقل حب إبراز الهيمنة وحب الذات فيستخدم ” أنا ” , و”لأنني أحد مسؤولي الحركة الكردية ” , حيث ورد حرفياً ما يلي في المقال , وذلك على سبيل المثال لا الحصر ” مما سبق ذكره أنه رغم المحاولات الحثيثة لتشكيل أطر نضالية أو وحدات اندماجية إلا أن معظمها لم تصمد ، فما السبب ؟ وما العمل ؟ أما عن السؤال الأول (السبب) فإننا لن أخوض في تفاصيله رغم أننا على اطلاع تام بمعظمها لأن ذلك وكما أسلفنا قد يكون السبب في خلق توتر جديد في الحركة نحن بغنى عنه رغم إدراكنا العميق وقناعاتنا التامة بأن عدم معرفة الأسباب وعدم تشخيصها بدقة لن يوفر لنا العلاج المناسب للحالة وبمعنى آخر فإن طرح الأسباب الحقيقية قد يكون واجباً علينا لكي نستطيع وضع الحلول لها ولكن ومع ذلك نعتذر عن القيام بهذا الواجب ليس تهرباً منا للقيام بالواجب وإنما حرصاً منا على عدم فتح صراعات جديدة لأنني أحد مسؤولي الحركة “.
* الأخطاء النحوية والإملائية : التي زادت في الطين بلة ” فإننا لن أخوض في تفاصيله ….
”
ثانياً- قراءة في طرح الكاتب للتجارب الفاشلة والناجحة للتقارب في صفوف الحركة : يحاول كاتب المقال أن يظهر حياديته بأسلوب فاشل في سرده لهذه التجارب , فيذكر بأنهم أيضاً كانوا جزءاً من التجارب الفاشلة , ولكن يظهر لا حياديته في التشخيص ” إن لم نقل حقده ” إذ يوهم رفاقه قبل غيرهم بأنه كان هناك تحالف هم مؤسسوه عام 1992 م ثم حل محله تحالف آخر ” الوحدة والتقدمي ورفاق نصرالدين واليساري ” : إن الحقيقة واضحة للقاصي والداني أنه لا وجود لتحالف آخر بعد تحالف 92 , كل ما في الأمر أنه بعد الانشقاق الذي تعرض له البارتي عام 1998 , استمر البارتي جناح الأستاذ نصرالدين إبراهيم في التحالف بأغلبية أصوات أعضائه واستمر هذا التحالف نفسه حتى الآن رغم الخلافات التي اعترته مؤخراً … ثم يحصر التجارب الناجحة بالجبهة وحزب آزادي : أولاً – الجبهة تضم البارتي جناح الدكتور عبدالحكيم بشار والمساواة والوطني , كيف لهذه الجبهة أن تكون من التجارب الناجحة , وهي تضم وحسب رأي كاتب المقال تنظيمين صغيرين , لم يستطيعا أن يثبتا ذاتهما , واقترح عليهم الانضمام إلى تنظيم كبير (من وراء الكواليس الانضمام إلى حزبه, البارتي) أو الاندماج بين هذه التنظيمات الصغيرة , فكيف لجبهة تضم حزب وتنظيمين غير ناجحين على الساحة أن تكون ناجحة ….
ثانياً – حزب آزادي : يحاول كاتب المقال أن يغازل حزب آزادي بعد عدة لقاءات بين مكتبيهما السياسيين , أو بالأحرى الطرف المنقاد لجناحه من قيادة آزادي ….
بات لا يخفى على أحد الدرجة الخطيرة من الخلافات التي اجتاحت آزادي في الآونة الأخيرة فالقيادة منقسمة على نفسها في تيارين أو ثلاثة , وأغلبية هيئات وفرق التنظيم لا تعقد اجتماعاتها , بالإضافة إلى الحالات الكثيرة لترك صفوف الحزب داخل البلاد وخارجها , فأي تجربة ناجحة هذه يا كاتب المقال .
ثم إن معايير النجاح في هكذا تجارب , وحسب قناعاتي , تنحصر في الزمن والاستمرارية والدور والتأثير والأعضاء , وكمقارنة بين التحالف والجبهة من حيث النجاح نرى بأن التحالف أكثر نجاحاً من الجبهة لعدة أسباب فقد تأسس التحالف عام 1992م أي أنه أقدم من الجبهة بكثير ثم للدور الكبير الذي لعبه وما يزال على الساحة الكردية والوطنية والقومية , حيث أن التحالف لعب دوراً بارزاً في التقارب بين صفوف الحركة الكردية في سوريا , والعمل من اجل رفع الغبن عن كاهل شعبنا الكردي , وكذلك لا يخفى دور التحالف القومي في تأييد ومساندة الشعب الكردي في العراق وتركيا وإيران , وكذلك استطاع التحالف أن يلعب دوراً ملموساً على الساحة الوطنية في سورياً , حيث استطاع الاتصال بالسلطات السورية لعدة مرات بخصوص القضية الكردية والقيام بالعديد من الأنشطة الديمقراطية ضد الإجراءات الشوفينية بحق شعبنا الكردي في سوريا من إحصاء وحزام وآخرها المشروع 49 والتظاهر ضده في دمشق في 2/11/ 2008, والتحالف من الأعضاء المؤسسين لإعلان دمشق للتغيير الوطني والديمقراطي , ثم أنه ضم العديد من القوى الفاعلة على الساحة الكردية , أما بالنسبة لاستمراريته , فهو مستمر إلى الآن , إلا إذا اعتبرتم أنه قد انهار بعد العملية الانقلابية على شرعية التحالف , فهذا الاعتبار ليس في صالحكم , إذ أنه في هذه الحالة ليس للبارتي وجود أيضاً , فكم مرة ذكرتم بأن البارتي تعرض للانقلابات والانشقاقات , ولكنكم كنتم تؤكدون بأن البارتي مايزال مستمراً , بل وأكثر قوة من ذي قبل , ثم أنكم ومن خلال الجبهة طرحتم مشروعاً للمصالحة بين طرفي النزاع في التحالف وأكدتم بأن الذي يرفض هذا المشروع سيتم التعامل مع الطرف الآخر بكونه هو التحالف , فأين أنتم من هذا ….
يا كاتب المقال ثم ما هذا التخبط في التعامل مع الطرف الآخر للبارتي جناح الأستاذ نصرالدين إبراهيم , حيث أنكم في المقال لا تعتبرونه حزباً , أو الطرف الآخر للبارتي ثم تأتون وفي نفس العدد , بل في الصفحة الأولى من جريدتكم توقعون معهم باسم واحد , أي أن كلاكما يمثل البارتي (الأحزاب الكردية تدعو إلى الوقوف عشر دقائق احتجاجا على المرسوم (49) ….
ثم أنكم حالياً على وشك عملية وحدوية بين طرفكم والطرف الآخر للبارتي (جناح الأستاذ نصرالدين إبراهيم ) فلماذا هذه الجمل التي لا تخدم العملية الوحدوية في شيء ,أقصد قولكم ( رفاق الأستاذ نصرالدين إبراهيم) ….
ثالثاً- قراءة في طرح الكاتب للحلول : جاءت الحلول شعاراتية , رغم عدم حب الكاتب للأسلوب الشعاراتي , فحلوله السحرية الخمسة , شعاراتية , فكيف تتحقق المرجعية وكيف يتم البحث عن آليات مرغمة للسلطة لإيجاد حل للقضية الكردية , وكيف يمكن للأحزاب الصغيرة الاندماج فيما بينها أو مع أحزاب كبيرة , وكيف يمكن التوصل إلى خطاب كردي موحد , وكيف يمكن التعامل مع الأحزاب خارج الأطر الثلاثة ….
كيف لنا كل ذلك , وأنتم ترون أنفسكم الحزب المحوري للحركة , ولا تقبلون حتى الجلوس مع أطراف الحركة الكردية مجتمعين لمناقشة القضايا الطارئة , بل تفضلون أسلوب المراسلات عبر وسطاء , وترون مشروعكم هو المشروع الناجح الوحيد , وحاولتم وتحاولون إهمال الأحزاب الصغيرة , حسب رأيكم , بتشكيل كتلة تضم جناحكم وحزب الوحدة والتقدمي وآزادي ويكيتي ….وووووو والكثير غير ذلك .
أخيراً : كم كنت أود أن لا يكون كاتب المقال طبيباً لأطفال السياسة , بل كنت أود أن أراه طبيباً لكبار السياسة , لعله يتعلم من الكبار كيف يقود دفة السياسة…….
وأرجو, كما كتبتم , يا صديقي كاتب المقال ” نتمنى أن لا يفهم أحد الموضوع بشكل خاطئ فغرض هذه المقالة وهذا الاستعراض ليس التهجم على شخص بعينه أو انتقاد فصيل بذاته ، وإنما هو عرض لواقع أليم ….” .