كانت لجنة ” جائزة عثمان صبري للصداقة بين الشعوب ” قد أصدرت بيانا بتاريخ 28.
09.
2008 أعلنت فيها مَنْح الدكتور منذر الفضل هذه الجائزة في دورتها الثالثة تكريما له و تقديرا لمواقفه المساندة لنضال الشعب الكوردي.
و قد أقامت اللجنة مراسم التكريم و الاحتفاء يوم السبت 04.
04.
2009 في المكتبة الكوردية في العاصمة السويدية ستوكهولم.
ثم تحدث الأديب زين العابدين زنار الذي يعيش في منفاه في السويد ممثلاً عن جمعية الأدباء الكورد في السويد.
حيث شكر الحاضرين الذين تجشم بعضهم عناء السفر، و قـَدِموا من أماكن و مدن بعيدة” لتشاركونا احتفاءنا بواحد من أبزر أصدقاء شعبنا”.
ثم أشار في كلمته إلى أن هذه اللجنة قد تأسست في عام 1998 و ذلك استجابة لاقتراح في أعقاب احتفال لفيف من الأدباء و الشعراء و المثقفين بالذكرى الثالثة و التسعين لميلاد عثمان صبري.
و ذلك تقديرا لنضال هذا الرجل الذي أمضى جُلَّ عمره في النضال و العمل من أجل شعبه و قضيته، محتفظا بخطه النضالي إلى آخر يوم من حياته.
و تابع معرِّفا ً باللجنة:” هذه اللجنة هي استجابة لذلك الاقتراح، فنحن لسنا تنظيما ً ولا جمعية ً، بل نحن مجموعة صغيرة من الأدباء و المثقفين، ما يجمع أفرادها الخمسة إلى بعضهم هو احترامهم لعثمان صبري شاعراً و أديبا ًو سياسيا ً”.
و الجدير بالذكر أن عثمان صبري، مثلما نوه به عضو اللجنة في كلمته، يتميَّز عن غيره من أفراد جيله بحيث لم يكن مناضلا سياسيا تمرَّد على العشيرة التي كان يُحضَّر لرئاستها، باعتباره ابن رئيسها، و لم يثر على قوانينها و يحطم أصنامها كما يقول في إحدى قصائده فحسب، بل ناضل الرجل بقلمه أيضا، فكتب شعرا و نثرا، و خلـَّف وراءه نتاجا أدبيا رائعا من شعر و قصة و مقالة، بحيث كان له تأثير واضح في الجيل التالي من الأدباء الكورد و لاسيما في ميدان النثر الفني.و أدرك أهمية اللغة و دورها في الفكر القومي و وجود الأمة، فكتب في ذلك مقالات، و شمَّر عن ساعد الجدِّ، يُعَلِّم أبناء و بنات الكورد لغتهم التي منعتهم الأنظمة الحاكمة من تعَلُّمها.
و لهذا كان جديراً بأن تؤَسَّس جائزة باسمه، تـُمنح للأصدقاء تعبيرا عن تقدير الكورد أصدقاءهم.
و لأنها تعبير عن وفاء الكورد لأصدقائهم، فاللجنة تختار مُتلقـِّيها من غير الكورد، ممن لهم مواقف مشرِّفة في الدفاع عن الشعب الكوردي و قضيته العادلة.
و من هنا اختارت اللجنة المثقف و عالم الاجتماع التركي اسماعيل بيشكجي و منحته هذه الجائزة في دورتها الأولى عام 2000، و اختارت السيدة الفرنسية دانيال ميتيران المعروفة بين الكورد بـ(أم الأكراد) في دورتها الثانية عام 2004.
أما في هذه الدورة الثالثة فقد اختارت اللجنة أحد أبرز المثقفين العرب، ممن لهم مواقف مشهودة في الدفاع عن الشعب الكوردي.
وهو المثقف العراقي، المناضل في ميدان حقوق الإنسان الدكتور منذر الفضل.
الدكتور منذر الفضل، حسب ما جاء في كلمة اللجنة، هو ” شخصية عربية عراقية ولد في مدينة النجف الأشرف، مارس تدريس القانون في جامعات و معاهد كثيرة منها جامعة بغداد و جامعة مؤتة، جامعة عمَّان الأهلية، جامعة الزيتونة في الأردن، و كلية القانون و الفقه المقارن في لندن و جامعة صلاح الدين في اقليم كوردستان.
و أشرف على، و ناقش العديد من رسائل الماجستير و أطروحات الدكتوراة بين عاميْ 1989 و 2004.
التحق الدكتور منذر الفضل بالمعارضة العراقية عام 1991 و عمل معها ناشطا ً في ميدان حقوق الإنسان و مساندا ً لمشروع المحكمة الدولية لمحاكمة المجرمين العراقيين المسؤولين عن الكوارث و الحروب ضد الكورد و الشيعة و ضد دول الجوار، و في المقدمة منهم صدام حسين و رموز نظامه الفاشي.
انصبت محاضراته في عشرات المؤتمرات الدولية التي انعقدت في دول عديدة مثل أمريكا و السويد و هولندا و النروج و بريطانيا و بولندا و الدانمارك وألمانيا و فرنسا و بلجيكا و أقليم كوردستان على قضية الكورد و كوردستان و الديمقراطية و حقوق الإنسان و الفيدرالية و حقوق المرأة و سيادة القانون و محاكمة المجرمين العراقيين و حرية التعبير.
أنتخب الدكتور منذر الفضل عضواً في الجمعية الوطنية العراقية عام 2005 ضمن قائمة التحالف الكوردستاني نظراً لاعتزازه بدوره في مناصرة حق الشعب في تقرير مصيره.
و هو من أوائل الشخصيات القانونية العربية الذين دافعوا عن حق الكورد في إنشاء كيان سياسي مستقل و بناء الدولة الكوردستانية، و انتخب عضواً في لجنة كتابة الدستور العراقي، و مُنِح عضوية الشرف في المؤتمر القومي الكوردي في الولايات المتحدة الأمريكية في دورة عام 2005.
نشر الدكتور منذر الفضل العديد من المقالات و الدراسات عن حقوق الشعب الكوردي و جرائم إبادة الجنس البشري في الأنفال و حلبجة و مناطق أخرى من كوردستان باللغات العربية و الكوردية و الإنكليزية و السويدية و البولونية، و نال جائزة رئيس الوزراء في حكومة اقليم كوردستان عن كتابه الموسوم ” دراسات في القضية الكوردية و مستقبل العراق ” الذي طبع في السويد عام 2004 و أعـيدت طباعته في اقليم كوردستان عام 2005.
كما أصدر في العام نفـسه كتابه الآخـر ” من الأنفال إلى الاستقلال، شعب يصنع التاريخ “.
و بعد انتهاء كلمته، قـدم عضو اللجنة السيد حيدر عمر الجائزة للسيد الدكتور منذر الفضل و الجائزة عبارة عن ميدالية ذهبية دائرية الشكل، قطرها يتراوح بين 8 و 10 سم.
نـُقِشت عليها صورة عثمان صبري و عبارة ” جائزة عثمان صبري للصداقة بين الشعوب ” و اسم متلقـِّها.
أما قيمتها، وكما جاء في كلمة اللجنة، فلا تكمن في سعرها الذي لا يتجاوز الألف دولارٍ أمريكي، بل في قيمتها المعنوية و رمزيتها التي تعبِّر عن وفاء الكورد و تقديرهم أصدقاءهم.
بعد ذلك تحدث الدكتور منذر الفضل، فعبَّر عن سعادته للحفاوة التي تلقاها، و عن شكره لأعضاء اللجنة لاختيارهم إياه إلى جانب الشخصيتين المعرفتين اسماعيل بيشكجي و دانيال ميتيران.
ثم تحدث عن دور المثقف بشكل عام في مواجهة الظلم و مكانه الطبيعي في الدفاع عن حقوق الإنسان.
و عرَّج في حديثه على ما لاقاه و ما يلاقيه الكورد من الأنظمة المسيطرة على كوردستان.
و وقف عند أحقية الكورد في الوصول إلى حقوقهم.
و في الوقت الذي أشار الدكتور منذر الفضل في كلمته إلى تقصير بعض المثقفين العرب في الوقوف إلى جانب أخوتهم الكورد، فإنه أخذ على بعض المثقفين الكورد انعزاليتهم، و تقصيرهم في إيصال صوت شعبهم و قضيته إلى المثقفين العرب.
و من الجدير ذكره أن لفيفا ً من الأدباء و المثقفين و الشخصيات الاجتماعية و السياسية ، بالإضافة إلى بعض منظمات المجتمع المدني قد حضروا المراسم و شاركوا فيها.
و أثنوا على حسن اختيار اللجنة.