الشعب الكردي في سوريا يحيي الذكرى الخامسة لانتفاضة 12 آذار المجيدة

(ولاتي مه – خاص) أحيى الشعب الكردي في سوريا، الذكرى الخامسة لانتفاضة 12 آذار التي عمت أرجاء المدن الكردية بما فيها دمشق وحلب، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين.
على الرغم من التواجد الكثيف لقوى الأمن والجيش والشرطة العسكرية وعناصر حفظ النظام داخل المدن وتوزيع نقاط تفتيش ثابتة على المداخل الرئيسية, وقف الآلاف من أبناء الشعب الكردي خمس دقائق صمت في كافة المناطق الكردية والجامعات السورية.

بدءً من ديرك الى كركي لكي وتربة سبي و قامشلو وعامودا ودرباسية وسري كانية والحسكة مرورا بـ كوباني وعفرين وصولا الى الاحياء ذات الكثافة الكوردية في حلب و دمشق.وكانت وفود من الأحزاب الكردية قد قامت بزيارات الى مقابر الشهداء , ووضعت باقات من الزهور على اضرحتهم وقرؤوا الفاتحة على ارواحهم.

و اكدت بعض المصادر الخبرية نبأ اعتقال السلطات السورية لعدد من طلبة جامعة حلب وبعض الشبان في مدينة تربسبي قبل ان تطلق سراحهم فيما بعد, ومن جهة اخرى نفى مصدر خبري من (تربة سبي) النبأ الذي ضمنه بيان مجموعة من الأحزاب الكردية بخصوص اعتقال خالد خير الدين مراد نجل سكرتير آزادي.

 

وفي الساعة الواحدة والنصف – ورغم الضغوطات الأمنية الكبيرة – أقامت لجنة التنسيق الكردية والحزب اليساري الكردي، حفلاً خطابياً على مقبرة الشهداء في حي قدور بك، ألقيت فيه كلمة باسم الأحزاب المشاركة ألقاها السيد غربي حسو، و كلمة باسم ذوي الشهداء ألقاها الشيخ عبد القادر الخزنوي.

فيما يلي كلمة لجنة التنسيق الكردي والحزب اليساري الكردي في سوريا

يا أبناء و بنات شعبنا الكردي

أيها الحضور الكريم …

اليوم نحي ذكرى انتفاضة شعبنا في وجه الظلم والقهر، أجلالا وأكراما لأرواح شهدائنا البررة، الذين سطروا لنا قيما نضالية ومعاني جديدة في إرادة الحياة الحرة، ومقاومة الطغيان، وسالت دمائهم الزكية على ارض آبائهم وأجدادهم كقربان على طريق شعبنا في انتزاع حقه في الحرية و العيش بكرامة مثل سائر شعوب الأرض، وحقه في تقرير مصيره، حسب القوانين والمعاهدات الدولية.
لقد شهد يوم 12 آذار 2004 مجزرة رهيبة بحق كوكبة من شبابنا الذين كانوا ضحية الغدر، و إطلاق نار متعمد من قبل السلطات و بالأخص محافظ الحسكة آنذاك سليم كبول، و كان الهدف كما ظهر فيما بعد، هو كسر إرادة شعبنا و إذلاله و لجم تطلعاته نحو حياة آمنة، خالية من الاضطهاد و القمع و التمييز، غير إن شعبنا سرعان ما بادر إلى الدفاع عن وجوده و حقوقه، عبر المظاهرات الصاخبة، السلمية التي بدأت في قامشلو ثم امتدت إلى سائر المدن و البلدات الكردية و إلى أماكن التواجد الكردي في دمشق و حلب، و تحولت إلى انتفاضة عارمة، اثبت فيها شعبنا، بأنه شعب حي و مناضل و لن ترهبه آلة القمع، و كانت التضحيات كبيرة تمثلت في استشهاد أكثر من ثلاثين شخصا و جرح المئات و اعتقال الآلاف و اللذين تعرضوا للتعذيب الوحشي لكنهم صمدوا كالأبطال، و غطت وسائل الإعلام أنباء الانتفاضة و أخذت القضية الكردية بعدا دوليا و بات القاصي و الداني، يدرك إن هناك شغبا كرديا يعيش في وطنه التاريخي كردستان ويعاني من سياسة التمييز و المشاريع العنصرية و يرفض سياسة الإنكار و طمس الهوية.

لقد تمادى النظام في استبداده و استمر في القمع و التنكيل بحق أبناء و بنات شعبنا و امتدت أيادي الغدر و القتل إلى بعض الشباب الكرد اللذين كانوا يؤدون الخدمة الإلزامية العسكرية، و هذا التصعيد الخطير لم يتوقف حتى الآن و حاولت الأجهزة الأمنية منع و إيقاف نشاط أحزاب الحركة الكردية، و التي أصرت على حقها في النضال الديمقراطي السلمي، وطالبت بإصدار قانون عصري للأحزاب على قاعدة حرية التعبير و النشاط السياسي طالما انه يعتمد الأسلوب النضالي الديمقراطي السلمي و يرفض العنف، و استخدام القوة، كما استمرت السلطات في التنكر لحقوق شعبنا القومية والإنسانية عبر استمرار المشاريع العنصرية من التجريد من الجنسية، و حزام استيطاني عنصري و حظر للغة و الثقافة الكردية، و بلغ التعامل العنصري مستوى خطيرا اثر صدور المرسوم 49 و الذي يمنع حق التملك و التصرف بالعقارات والمساكن والمحلات في المناطق الكردية، من خلال المطالبة بالحصول على الرخص التي يكاد يستحيل على الكرد ضمانها لان هناك إيعازات متعمدة للأجهزة الأمنية ووزارة الزراعة و الدفاع و الداخلية برفض طلبات الكرد و بذلك تخرق السلطات كافة القوانين و الأعراف الدولية التي تنص على حق كل إنسان في التملك و التصرف و البيع و الشراء، و إن شعبنا يدرك انه مستهدف في وجوده و إن السلطات تسد كافة منافذ الحياة في وجهه ليترك مناطقه التاريخية و يتعرض للفقر و التشرد.

أيها الحضور الكريم ….

عندما نتذكر شهداء الانتفاضة ينبغي إن نتذكر أيضا شهيد قول الحق الشيخ الدكتور معشوق الخزنوي رحمه الله، و الذي تعرض للخطف و الاغتيال لأنه ناصر شعبه المظلوم، و دافع عن حقه في الحرية و المساواة، و علينا تذكر شهداء نوروز بدءا بشهيد نوروز الأول سليمان آدي و انتهاءا بالشهداء الثلاثة اللذين قتلوا ظلما و عدوانا عشية نوروز 2008 .

علينا إن لا ننسى احد معتقلي الانتفاضة و الذي حكم عليه بالسجن 18 عاما وهو السيد رمزي عبد الرحمن من كوباني و ندعو إلى إطلاق سراحه، و نؤكد على  ضرورة إجراء تحقيق نزيه و محايد لتحديد و محاسبة المسؤولين عن قتل الكرد و تعذيبهم .
و بهذه المناسبة نعرج على سياسة كم الأفواه و قمع الحريات العامة و الخاصة لكافة القوى الوطنية و الديمقراطية في البلاد التي تتطلع إلى وطن تشاركي و نظام تعددي تداولي يحفظ حقوق الجميع دون تمييز و تعلو فيه راية الحق و القانون فالمناضلون و النشطاء السياسيون الكرد يقيمون في السجون بالعشرات و نذكر منهم الأستاذ مشعل تمو الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا و الأستاذ مصطفى جمعة القائم بأعمال سكرتير حزب أزادي الكردي في سوريا و العضوين القياديين معه و هما محمد سعيد عمر و سعدون شيخو، و كذلك المناضل نظمي عبد الحنان محمد و رفاقه من حزب يكيتي الكردي و آخرين غيرهم من القوى الكردية و من قوى إعلان دمشق و الذي يقبع 12 من قادته في السجون و صدرت بحقهم أحكام قضائية جائرة .

إن ممارسات النظام و سلوكه الأمني و إصراره على رفض الوجود التاريخي لشعبنا الكردي و إتباع سياسة القمع و الخنق الاقتصادي و سد منافذ العمل و عدم الالتفات إلى قضايا الوطن و الدخول في مساومات و مقايضات خارجية، و استمرار النظام في نفيه للآخر، و رفضه للشراكة المجتمعية القائمة على تبادل المصالح و حاجات الأفراد و مستلزماتهم كل ذلك حول الوطن إلى سجن كبير و جحيم لا يطاق و بالتالي يتحتم على القوى السياسية الوطنية و الديمقراطية في سوريا على اختلاف انتماءاتهم، إن يوحدوا صفوفهم و يتصدوا للمهام المطلوبة منهم من اجل التغيير الديمقراطي السلمي و توفير مستلزمات النهوض الشامل الذي يوفر الأمن و الكرامة و العيش اللائق للجميع أما الكرد فلا خيار أمام قواهم الديمقراطية سوى الاتفاق على رؤية سياسية مشتركة وإستراتيجية واضحة و الالتزام بالنضال الجاد و الفاعل من اجل انتزاع حقوقهم القومية و الديمقراطية في إطار وحدة البلاد و بذلك فقط يستجيبون لإدارة شعبنا و تضحيات مناضليه  و شهدائه.

تحية للانتفاضة و شهدائها

الحرية لكافة معتقلي الرأي في سجون البلاد

وقد ارسل السيد مشعل التمو الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا برقية من معتقله في سجن عدرا, اكد فيها اعتزازه وسموه بالشباب الذي يجسد ارادة الحرية وفعل المقاومة, وحيا تمو الذكرى الخامسة ليوم الشهيد الكردي , واكد ان قيم الانتفاضة تفترض منا جميعا الاخلاص لهدف توحيد الموقف والخطاب, وخاصة ان ما يخطط لنا جميعاً من قبل دوائر السلطة ومخابراتها ، يستوجب الرؤية الإستراتيجية الشاملة وليس الحزبية الضيقة.

و كان من المقرر ان يقيم حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) هو الآخر حفلا تأبينيا في مقبرة قدوربك, الا ان السلطات اغلقت أبواب المقبرة في وجه انصاره , فتجمعوا امام الباب الخارجي, وهتفوا بالشعارات التي تحيي المناسبة وتمجد الشهداء والقيت في التجمع كلمة حزب الاتحاد الديمقراطي بهذه المناسبة.

 

فيما يلي لقطات من النشاطات التي جرت في المناطق المختلفة:


1- بلدة (كركي لكي)

 

 

 

 

 

باقة الورد التي وضعها وفد البارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا على اضرحة شهداء (ديرك)

2- النشاط الطلابي في جامعة حلب:

 

 

 

 

 

3- الحداد في (سري كانية):

 

 

 

 

 

للتمويه استقل رجال الأمن هذه السيارة لاعتقال الشبان الكورد في (سري كانية)

 

 

 

 

– تجمع انصار الاتحاد الديمقراطي (PYD) أمام باب مقبرة قدوربك:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…