Hisen65@gmail.com
إبراهيم اليوسف:
– إنني مع أن يكون هناك حزب كردي واحد في سوريا وضمن أية تسمية.!!
– بعد كلّ انشقاق نجد ثمّة نماذج هزيلة.
– إن نجاح أيّ برنامج –عادة ً– يكون من خلال استقطابه الجماهير
– إنني لا أوافقك البتّة في أن الأحزاب برمتها هي نسخ طبق الأصل عن بعضها بعضاً
– لست مع من يرى أننا الآن أمام عملية مخاض، لأن الظرف الكردي لا يتحمل مخاضات أكثر…
– أقدّر سلفاً أن مشعل – مثل سواه- أخطأ وأصاب.
إبراهيم اليوسف: طبعاً ، قبل كل ّ شيء، أسجّل أنني مع أن يكون هناك حزب كردي واحد في سوريا ، وضمن أية تسمية أو رباط ، لا يمنع، ولا أقول شأن سواي : حزبان ، لئلا نزرع بذرة الشقاق، وبخاصة في هذه المرحلة الأكثر إحراجاً في تاريخنا ، على الإطلاق، إلا أنه إزاء مثل هذه الحالة من التشرذم الكردي ، وانعدام الحب ، وسيادة ثقافة الكراهية، أستغرب كيف لا تنحدر بنا الأمور إلى تلك الدرجة التي لا يكون خلالها ثمّة حزب لكل بيت، بل حزب، و عدة أحزاب لكل فرد – أحياناً – كي تكون لنا أربعة ملايين أحزاب كردية، في ما إذا كانت إحصائيتي لكرد الله، في هذا المكان صحيحة ، على ضوء حسابات خاصة ، تقديرية ، استنتاجية ، في ظل إنعدام مثل هذا الإحصاء.
بيد أنني لا أوافقك البتّة في أن الأحزاب برمتها- وهنا أتحدث عن الترجمة العملية و الميدانية لطروحات هذه الأحزاب – هي نسخ طبق الأصل، عن بعضها بعضاً، خاصة وأن التباينات في وجهات النظر أليمة ، ولاسيّما في بعض القضايا ،الرئيسة، و إن كنا جميعاً سنلتقي في الشدائد أمام كلمة سواء، بل و إن كان مثل هذا الالتقاء نفسه ، مهدّد بالنسف ، لجملة أمور، و في ظل – ثقافة التخوين- المشينة، التي تصدر عن ضيقي الأفق ، وممن تتدلى رؤوسهم من رفوف الأمس ، في عمق – (محمودكياتهم و عثمانكياتهم) البغيضة-وهنا أنا لا أعمم – حيث انحدر السؤال الكردي لدى كثيرين إلى درجة التفكير ب : كيف أحط ّمن شأن الحزب الآخر، وأرفع من شأن حزبي ؟ ، ناسياً ما يخطط ضدهم علناً وفي الخفاء، كي نكون بالتالي أمام موقفين كاريكاتيريين : تقزيم الآخر- الأنا، في جوهره ، وتضخيم الأنا- الآخر ، في نهاية المطاف ، باعتبار أن الحدّبين الأنا والآخر-هنا- افتراضي ، وهمي ، تهديمي ، وهو تقويم كان يمكن تحويله للشارع الكردي، بالمعنى الشعبوي للمصطلح، لا أن يتمّ اللهاث وراء خدعة الذات ، وهو ما أقوله بكل ألم ، بعيد المحطة الأخيرة ، و الموقف الضمني المتباين في تقويم ما تعرّض له المهندس مشعل التمو، خاصة في الأيام الأولى من اعتقاله خطفا ً، لدرجة أنه لايزال هناك من يرى أن الرجل يعيش في “فندق خمس نجوم” ، و أنه الآن في مرحلة إعداد للانقضاض على أمجادهم ، لتصديره بطلاً ، وهو ما يفتقده هذا الأنموذج الشكاك الحاقد المهزوم حتّى في أعماقه ، بسبب افتقاده ولو مجرد ذر ّة واحدة من المقوّم الأخلاقي الضمني، وإن كنت في قرارتي لست مع أن يؤسّس مشعل التمو حزباً ، وضد حروبه مع الآخرين، في سياق تقديمه للذات ، ومواجهة الخصوم، على طريقته التي لم أرها صائبة ، وربما كانت ردة فعل على مواقف بعضهم منه، و هو ما أسهم في تأزيم الخلاف بيننا– أنا وهو- لرهاني عليه كصوت شامخ مستقل مدو، ذي كاريزما استثنائية نادرة، ولكن ما الذي يقدّمه أولاء أكثر منه، ومن حزبه ، بعيدا ً عن استعراضات الذات ، والاتكاء على الرصيد الافتراضي ؟، وذلك كله وسواه – تحديداً – ما أوصلنا إلى حافة الهاوية…..!
وبشيء من الاستطراد بعيداً عن الملف وفي لبه معاً ً:
-لقد كتبت أثناء اعتقال مشعل خطفاً مقالين أحدهما بعنوان: أيّها السادة أجّلوا أحقادكم وحساباتكم رجاء…! ، وآخر بعنوان : غداً حين يعود إلينا مشعل….! ، بيد أنني لأسباب متعدّدة، ونتيجة لرهاني الكبير على الحركة الكردية ، ولتقديري الكبير لدورها التاريخي ، لم أنشرهما ، وأنا أقدّر سلفاً أن مشعل – مثل سواه- أخطأ وأصاب، كما أسلفت ، وإنني بدوري اختلفت معه ذات يوم ، بيد أنني نسيت كلّ ذلك ، قبل الآن ، وكان في حال عدم نسيانه من قبل نسيانه فور محنته ، محنتنا ، لأن مشعل –الآن- يجب تقويمه ، من منظور آخر، كمناضل حقيقي، ناهيك عن تلك القدرات العالية الفريدة لديه، والتي من الممكن توظيفها في إطارها المطلوب، وهنا فإنني لأحيي كل من تجاوز خلافاته مع الرجل الكبير، متفهًما ً تماماً ، ما يمكن اتخاذه من موقف صائب ….!
السؤال الثاني: هل للكرد وقضيتهم أية فائدة من هذه الانشقاقات.
وهل تعبر فعلاً عن راهن فكري أو اجتماعي أو سياسي .
إبراهيم اليوسف: لست مع من يرى أننا الآن أمام عملية مخاض، لأن الظرف الكردي ، لا يتحمل مخاضا ً ارتجالياً ، غير مدروس ، لأن من شأنه ترك ما لا يحمد عقباه ، من تصدّعات عميقة ، كردياً ، فالانشقاق ، ليس تطهيرياً ، في الحالة الكردية ، لأن الفرز غير نهائيّ ، وأن هذا الفرز لا يخلف وراءه حالتي : ملائكة وأبالسة، وأعتذرعن اللجوء إلى الاصطلاحين ، بغرض إبرا ز المفارقة، لأن الانشقاقات في أيّ مكان وعلى خلاف ما يقال عنها، وما يعول عليها ، وما تسوغ به، تعزّ ز من مكانة الانتهازيين والمتسلقين، في الحزبين: المنشقّ والمنشق ّعنه، وأؤكد هنا أيضاً أنني لا أعمم بل أشير إلى أشخاص هؤلاء الحفنة القلّة سبب كل بلية- وقد يكون أحياناً المنشقّ هو– في جوهره- منشقّاً عنه ، والعكس، في التباس : الأرومة والأصل ، في الوقت الذي يمكن فيه أمام استمرار الحالة المستنقعية ، فضح النماذج الطحلبية الرخيصة ، وما أكثرها ، وبأسف، فإن قسماً كبيرا ً من المناضلين الأشدّاء ،ليدير ظهره للحزب مكرهاً ، وهنا مكمن الخسارة الفادحة ، من وراء الانشقاقات تاريخياً، ولعل حديثي بإطمئنان جاء- بأكثر- على ضوء تجربة حزبية متواضعة في الحزب الشيوعي، ومن ثم من خلال متابعتي المعقولة لما يجري كردياً.
بعد كلّ انشقاق ، نجد ثمّة نماذج هزيلة ، بلا موقف تقوى شوكاتها ، وتطفو على السطح دون إمكانات ، كي تتبوّأ مواقع الصدارة الحزبية ، متخلصةً من خصومها المبدئيين، في الوقت الذي يضعف فيه موقف المبدئي ، في الحزب الأصل وفي الفرع….!
السؤال الثالث : هل قدّمت هذه الأحزاب المنشقة برنامجاً جديداً سواء على الصعيد السياسي أو الاستراتيجي أو التكتيكي للشعب الكردي… إذاً من المسئول عن كل هذه الانشقاقات …؟؟
إبراهيم اليوسف: إن نجاح أيّ برنامج –عادة ً– يكون من خلال استقطابه للجماهير ، وصحته ،وتمثيله ضميرها ومصلحتها ، في آن واحد.
أكاد – أن أقول -وأنا أنظر في الفروع والأصول المتكوّنة بعد تأسيس أول حزب كردي 14-6-1957 ، أن برامجها- نظرياً- كلّها مستنسخة عن بعضها بعضاً ، وهو ما ألقى بظلاله حتّى على برنامجي : التحالف والجبهة الكرديين.
عموماً ، إذا كنت أتحدّث عن الحالة الانشقاقية الحزبية، فإنه يجب تأكيد الإقرار بدور عاملين رئيسين يذكيان أوّار الفتنة:
الأول : الأنانية المريضة لدى بعض أبطال الانشقاقات، وهي في ظل ظروف التخلّف ذات تأثير خطير في صناعة الانشقاقات، وأنا لا أتحدّث عن طرف من الطرفين دون الآخر ، في كل الأحوال….!
الثاني : الحقد الدفين لدوائر التآمر ضد الكرد ، ومحاولة بعضهم من بيننا- وهم القلة هنا- البرمجة وفق ما يخطّط في هذا المجال ، ذاتيّاً ، حتّى دون تدخّل مباشر في الحالات العادية من قبل هؤلاء …!
إبراهيم اليوسف :
من مواليد عام 1960
كتب الشعر منذ وقت مبكر من حياته .
نشر بواكير كتاباته النثرية منذ السادسة عشر من عمره..! عمل في المسرح المدرسي منذ سن الرابعة عشر.
اشترك في مسرحية (أحكام قرقوش) (الظلال المحرقة) في سبعينيات القرن الماضي كتب مسرحيتي : (استرنا الله يسترك ـ الطبيب الأمي) في العام1977-1978 أخرج كلاً من : مسرحية القنبلة (تأليف رياض عصمت) ـ الطبيب الأمي (تأليف إبراهيم اليوسف) ترك خشبة المسرح في العام 1980
ـ أصدر خمس مجموعات شعرية هي
– للعشق للقبرات والمسافة عام 1986
– هكذا تصل القصيدة عام 1988
– عويل رسول الممالك عام 1992
– الإدكارات عام 1995
– الرّسيس عام 2000
– شجرة الكينا بخير- قصص 2004 دار سبيريز-
* عضو اتحاد الكتاب العرب
* عضو اتحاد الصحفيين في سوريا
* مؤسس منتدى الثلاثاء الثقافي في الجزيرة منذ 1982 وحتى الآن
* مؤسس مجلة مواسم منذ 1992
* عضو أسرة تحرير مجلة (كراس) ((متوقفة عن الإصدار))
* أول مراسل سوري لجريدة خه بات في كردستان العراق
* عضو لجنة استشارية في مجلة (زانين) الكردية سابقاً
* كاتب زاوية ساخرة سابقاً في مجلة ASO
* عضو الهيئة الاستشارية لدار سبيريز للطباعة والنشر
* المشرف العام لجائزتي (رشيد كرد ـ جكرخوين)
* كاتب زاوية دائمة في :
* الأهالي ـ
* كاتب من أسرة جريدة الزمان اللندنية
*مساهمات في كتب عديدة مشتركة مع كتاب آخرين
*في مجال الترجمة والمراجعة اللغوية من الكردية إلى العربية :
1- الصياغة اللغوية لكتاب (حريق سينما عامودة) للأديب الكردي ملا أحمد نامي
2- المراجعة اللغوية لكتاب (الإيزيدية والديانة الإيزيدية ) للكاتب دخيل شمو
3- تقديم كتاب (ميثيولوجية الديانة الإيزيدية) تأليف هوشنك بروكا
4- ترجمة أشعار الكثير من الشعراء الكرد إلى اللغة العربية