ولكن عند أي محاولة حوارية تتطلب التشارك يصر كل منهم على تناول محتويات صرته الخاصة كحال أهل القرية العفرينية البسيطة .ويلاحظ غياب الإنسجام وتقسيم الأدوار بين الكورد كل حسب استطاعته واختصاصه .فكورد الخارج الذين على احتكاك يومي بالحضارات العريقة في دول سيادة القانون والحرية الفردية و الإعلامية يتناولون مواضيع الداخل من منظار واقعهم المعاش مستندين على الآمال الجميلة في أن يصلوا بالأمة الكوردية إلى مستوى هذه الأمم لابل يطمحون بتجاوزها نظرا لما يملكه الشعب الكوردي من ذخيرة حضارية وإرث جبار استطاع الصمود أمام كل أساليب التذويب والصهر والقهر والإبادة ، ولكنها تظل آمالاً ورديةً بحاجة إلى الكثير من الواقعية والعمل الجاد وعدم القفز فوق العقبات والعراقيل الموضوعة والموجودة بحكم الزمان والمكان والميراث التاريخي الذي حاكته القوى المسيطرة على العالم عبر العصور .
فمؤتمر بروكسل الذي كان الشعب الكوردي يود أن يُعلّق عليه الكثير من الأمال من جهة توحيد الخطاب السياسي وتشكيل مرجعية لكورد سوريا أُضعف في المهد لتبني القائمين على التحضير له لطرح يعجز الشعب الكوردي في سوريا على تحمل تبعاته ألا وهو إسقاط النظام السوري الذي كان عقبة كبيرة أمام أحزاب الداخل للتفكير بمجرد تبني فكرة المؤتمر ناهيك عن المشاركة فيه ولعدة أسباب :
1-ليس في برنامج أي حزب كوردي في الداخل السوري أي طموحات في السلطة
2-لأن كل الأحزاب الكوردية في الداخل السوري تناضل على أرض مكشوفة رغم عدم الإعتراف الرسمي بها
3- لن يستطيع الشعب الكوردي في سوريا تحمل نتائج طروحات يعجز عنها الشارع العربي السوري ناهيك أن الكورد لا يجب أن يتحملوا أكثر من نسبتهم التي هي بحوالي 15% من العبء السوري العام .
وعلى الكورد الإستفادة من عِبَر التاريخ ، ففي تركيا الكمالية كان أتاتورك يتغنى بأمجاد الكورد وشجاعتهم لحثهم على الدفاع عن الجمهورية التركية في حربها مع اليونانيين وما أسماء غازي عينتاب وقهرمان مرعش وأغنية اضرب أيها الكوردي فقد ذهب الشرف …..إلا دليلا ساطعا على ذلك ولكن هل كوفئ الكورد اثر انتصارات الأتاتوركية إلا بمزيد من المجازر والقتل والتهجير .
وكذلك الحال في سوريا فقد ضحى يوسف العظمة الكوردي بنفسه في معركة ميسلون ليدخل غورو ويركل قبر صلاح الدين الأيوبي قائلا ها قد عدنا يا صلاح ، إلى محو إيبو شاشو الذي أطلق أول طلقة في وجه المحتل الفرنسي من عفرين إلى قائد ثورة الشمال الزعيم ابراهيم هنانو إلى ابراهيم باشا المللي في الجزيرة ، فكانت المكافأة من حكومة الإنفصال فضيحة الإحصاء وتجريد مائة وعشرين ألفا من الكورد من الجنسية السورية تبعها مشروع الحزام العربي بتوزيع أرض الكورد على عرب الغمر و………………
كذلك كان واقع الحال لمملكة محمود الحفيد ضد الإنكليز في العراق وكورد ايران في اسقاط الشاه عند مساعدتهم لنظام الملالي الذي انقلب عليهم وبالا وإلى الآن كما في مجزرة ماكو قبل أشهر.
وليست المعارضة العربية السورية بأفضل حالا في نكرانها لحقوق الكورد عند أول منعطف رغم ضعفها وتشرذمها فمثلا قدم الإخوان المسلمون للكورد إثر استشهاد الشيخ الخزنوي ميثاقهم الذي فاق في بعض النقاط الطموح المرحلي للكورد معترفين بحقوق الشعب الكوردي في سوريا الذي إختزل في اعلان دمشق إلى حقوق المواطنة والذي اختزلوه بدورهم لاحقاً في ماسمي بجبهة الخلاص إلى مسألة أقليات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لذلك على الساسة الكورد العمل على نسف دور كلب الصيد الذي تحاول كل القوى الخارجية والداخلية اقحام الشارع الكوردي في متاهاته ، وذلك عبر آلية حوارية شفافة لكورد الداخل والخارج والجلوس لطاولة الحوار من منطلق التشرف بالعمل المرحلي بما يتلائم وعظمة قضية الشعب الكوردي وفداحة آلامه والأخطار المحدقة به وبالمنطقة لإيجاد أفضل السبل والأليات لتحقيق مطاليب الشعب الكوردي العادلة في سوريا عبر نضال سلمي مؤسساتي متناغم بين كورد الداخل والخارج كل حسب طاقته وامكاناته وظروفه ، مترفعين عن الأنا الحزبية الضيقة ومسلسل البيانات التأسيسية
لأحزاب جديدةالتي يطالعنا بها البعض في الخارج مع كل انبثاق لفجر يوم جديد حتى بتنا نخشى النوم خوفا من بيان حزب جديد عند الإستيقاظ .
وإننا إذنشكر الدكتور شيركو عباس والطاقم الذي واكبه في التحضير لمؤتمرات الكورد في الخارج ونكبر فيهم الجهود التي بذلوها لطرح فكرة مشروعهم الذي عجزت أو تقاعست عن مثله كل القوى السياسية الكوردستانية و نتمنى عليهم أخذ ماسبق بعين الإعتبار وبذل مزيد من الجهد لإكمال المشوار في التحضير لمؤتمر قريب يكون هدفه خلق مرجعية كوردية لكورد سوريا مع تحليهم بالكثير من صبر الطبيب والإبتعاد عن ردات الفعل واستيعاب الكثير من أمراض أحزاب الداخل وإيعازاتها والإنطلاق من حاجات الشعب الكوردي وقدرات تحمله بمنظار واقعي وكورداياتي .
كي يغني أطفال الشعب الكوردي في سوريا أغنيات الأباء والأجداد ببراءة الطفولة في نوروز دون تلفت أو خوف من زي عسكري بوجه متجهم .
عفرين 2006