للحزب اليساري الكردي في سوريا
أيها العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون
أيها الوطنيون والتقدميون والديمقراطيون
يا أبناء وبنات شعبنا الكردي العظيم
لقد كان كونفرانس /5/ آب 1965 حاجة موضوعية أملتها من جهة الظروف الخاصة التي كان يمر بها الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، وخاصة بعد اعتقال معظم قيادته عام 1960 وما نتج إثر ذلك من خلافات وتكتلات، وعجز قيادة الحزب عن إيجاد حلول لها بالأساليب الديمقراطية، وأملتها من جهة أخرى الصراعات السياسية والطبقية وضرورة اجراء التحولات الاقتصادية والاجتماعية التقدمية التي كانت تعج بها المنطقة ومن بينها سوريا، وبهذا فإن انطلاقة الحزب اليساري الكردي في سوريا في /5/ آب 1965 ، كتنظيم يساري مستقل فكرياً وسياسياً من رحم الحركة الوطنية الكردية في سوريا وفي معمعان النضال القومي والوطني والاجتماعي كانت ضرورة موضوعية وذاتية لتعزيز نضال الشعب الكردي من أجل نيل حقوقه القومية والديمقراطية.
يا أبناء وبنات شعبنا الكردي العظيم
انطلاقا من مقررات المؤتمر الثاني عشر للحزب 2008، وانطلاقاً من ضرورات تعزيز نضال الشعب الكردي في سوريا، يناضل الحزب بحزم من أجل توحيد قوى الخامس من آب والقوى المتقاربة سياسياً في إطار اتحاد سياسي يستند إلى برنامج سياسي واضح يعبر عن تطلعات شعبنا وآماله، وأن هذه الرؤية تشكل توجهاً استراتيجياً لن نحيد عنه، وسنبذل كل الجهود التي من شأنها التغلب على الصعوبات والعراقيل التي تواجه هذا العمل النبيل، بالاستفادة من تجربة الاتحاد الوطني الكردستاني الشقيق ، وفي هذا المجال لا بد لنا من الإشادة بما تم التوصل إليه مع الرفاق كوادر الحزب الاشتراكي سابقاً وفي مقدمتهم الرفيق صالح كدو الذين أبدوا حماسة رائعة في توحيد طاقات اليسار الكردي، ويحتلون اليوم مكانهم الطبيعي في قيادة نضال الشعب الكردي في سوريا.
وبهذه المناسبة أيضاً يدين حزبنا ويستنكر الاعتقال التعسفي بحق الرفيق محمد موسى محمد سكرتير الحزب اليساري الكردي في سوريا، ويؤكد بأن هذا الاعتقال لن يخيف مناضلي الحزب ولن يثني عزيمتهم الصلبة عن الاستمرار في النضال، بل على العكس من ذلك تماماً، فإن هذا الاعتقال سيزيدنا إصرارا على تشديد النضال والتمسك بسياسة الحزب وأهدافه، وتنفيذها بحزم، ويشكر الحزب أيضاً كافة مناضلي الشعب الكردي ومثقفيه، وكل القوى الصديقة والشقيقة، وكافة منظمات ولجان حقوق الإنسان، والقوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية المحلية والدولية ووسائل الإعلام التي تضامنت مع الرفيق محمد موسى، والذي كان بحق تضامناً واسعاً ومنقطع النظير، ويطالب الحزب بإطلاق السراح الفوري للرفيق محمد وكافة السجناء السياسيين الذين يقبعون في سجون البلاد، ويدين الحزب أيضاً الانقلاب الأخير في التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا والتآمر عليه بالخروج على النظام الداخلي للتحالف وبالتالي تمزيقه والذي يشكل استكمالاً للتآمر في إعلان دمشق وتمزيقه ومن ثم إنهائه، ويعلن الحزب أيضاً بأن بعض المستقلين شكلياً في المجلس العام الذين شاركوا في هذا الاتجاه هم جزء من المؤامرة، وفقدوا الثقة بهم كمستقلين، كما يدين الحزب دور القوى التي أفشلت بناء المرجعية الكردية.
أيها الوطنيون والتقدميون والديمقراطيون:
يناضل حزبنا من أجل إزالة الاضطهاد القومي بحق الشعب الكردي، وتأمين حقوقه القومية والديمقراطية، والاعتراف الدستوري بوجوده وحقوقه القومية والتأكيد بأنه جزء من الشعب السوري يقيم على أرضه التاريخية، وأنه ليس ضيفاً، وإنما شريك كامل في الحقوق والواجبات، وأن قضيته القومية قضية عادلة يجب أن تحل، وأن هذه القضية تحل داخل سوريا بالارتباط مع كافة القضايا الوطنية والديمقراطية والاجتماعية، وأن سوريا وطن لجميع السوريين يجب الدفاع عنها وحمايتها، وأن الحزب اليساري الكردي في سوريا جزء من الحركة الوطنية والتقدمية والديمقراطية في البلاد، وأنه يقوم بالتوفيق الدقيق بين ما هو خاص وما هو عام، بين الجزء والكل، فالجزء هو شعبنا الكردي وخصوصيته القومية، والكل هو الوطن السوري وقضاياه الوطنية والديمقراطية، أي أن حل القضية القومية الكردية (الجزء) مرتبط بالوطن السوري (الكل) في إطار وحدة البلاد أرضاً وشعباً، وهذا يعني أيضاً أنه ليس هناك أي حل للقضية الكردية في سوريا بمعزل عن حل قضايا البلاد الوطنية والديمقراطية، وقواها السياسية، ولهذا السبب يجب إدانة المواقف الانعزالية التي تظهر من الجانب الكردي، وإدانة المواقف العنصرية والشوفينية التي تظهر من السلطة ومن الجانب العربي، وهذا الموقف الوطني لحزبنا يجعلنا نرفض الاستقواء بالخارج وبأي عدوان على بلادنا.
ويحيي الحزب الهبة الجماهيرية الرائعة لجماهير الشعب الكردي في سوريا، دفاعاً عن نفسها في 12/3/2004، هذه الهبة التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين، والتي شكلت منعطفاً هاماً في نضال شعبنا الكردي وحركته الوطنية، ورفعت سوية نضالها إلى مرحلة أكثر تطوراً، وأن الأمانة والوفاء لتضحيات شعبنا ودماء شهدائه، تدعونا اليوم أيضاً أن نناضل من أجل بقاء جذوة هذه الهبة متقدة، والحفاظ على السوية الجديدة لنضال شعبنا الكردي الذي لا زال محروماً من حقوقه القومية والديمقراطية ولا زالت المشاريع الشوفينية والعنصرية مطبقة بحقه وبخاصة مشروعي الحزام العربي والإحصاء الاستثنائي العنصريين، وكافة القوانين والتدابير الاستثنائية التمييزية الرامية إلى عرقلة التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشعب الكردي.
ويناضل الحزب أيضا من أجل تحسين المستوى المعيشي للجماهير الشعبية والدفاع عن مصالح العمال والفلاحين، ومحاربة الغلاء والبطالة والفساد، وربط الأجور بالأسعار، وإقامة نظام أقل ظلماً في توزيع الثروة، ومن أجل تحرير المرأة وحماية حقوق الإنسان وقيمه العليا، كما يناضل الحزب أيضاً من أجل إلغاء احتكار السلطة وإقامة نظام ديمقراطي تعددي يقوم على فصل السلطات والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، وإطلاق الحريات الديمقراطية بما فيها حرية التعبير عن الرأي وحرية النشر والتنظيم والإضراب، وإلغاء الأحكام العرفية وقانون الطوارئ، وإلغاء التمييز بين المواطنين بسبب الدين أو الجنس أو القومية، ومن أجل إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين وإلغاء المحاكم والقوانين الاستثنائية، ويقدر الحزب عالياً توصله مع مجموعة من الأحزاب والقوى والشخصيات الماركسية إلى إقامة تجمع اليسار الماركسي في سوريا /تيم/ وسيولي حزبنا تطوير هذا التجمع في المستقبل الأهمية المناسبة.
ويولي الحزب الأهمية اللائقة إلى تطوير وتجديد خطه الفكري القائم على أساس الاهتداء بالماركسية اللينينية انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأن الماركسية فكر تاريخي ونسبي، ولا يمكن اعتبارها بناء مكتملاً وناجزاً بشكل نهائي، ينطبق عليها ما كشفتها الماركسية ذاتها من قوانين تحكم الفكر وتطوره، ولا بد من أن تخضع هي بالتالي للتطور الحي الذي يدفعها إلى تجاوز ما يشيخ منها، أو يفقد طابعه العلمي، وعلى هذا الأساس يتبنى الحزب الديمقراطية ليس فقط كمعطى تاريخي أو وسيلة وأسلوب نضالي، وإنما يعتبرها قيمة بذاتها، والانطلاق منها إلى إلغاء مفهوم أن الماركسية فكر شمولي يقصي الآخر ولا يعترف به، بل على العكس فإن جوهر الماركسية يتقبل الرأي الآخر ويحترمه، وهي غير معادية للتعددية، بل أن الماركسيين قبل غيرهم يتفهمون ضرورات تجميع القوى وحشد طاقات الجماهير من أجل تحقيق الأهداف والغايات النبيلة للشعب، وأننا كحزب ماركسي يعتبر نفسه جزءاً من حركة شعب مضطهد يمر بمرحلة التحرر القومي والوطني نؤكد على الدوام على ضرورة إغناء الماركسية بكل ما هو إيجابي وتقدمي وقيم في تراث شعبنا الكردي، وأن نطورها بما يتلاءم مع الظروف الخاصة والمشخصة للشعب الكردي، وإنتاج فكرنا الخاص بنا، فليس سليماً البتة أن نبقى متطفلين على ما ينتجه الغير، بل يجب إغناء هذا الفكر بخصوصياتنا.
يهنئ حزبنا شعب كردستان العراق بالمكتسبات التي حققها وبخاصة الفيدرالية ويساند حزبنا نضال الإقليم وجهوده لضم مدينة كركوك وباقي أجزاء كردستان مثل سنجار وشيخان وخانقين إلى إقليم كردستان العراق، ويشيد بالخطوة التي حققت وحدة الإدارتين الكرديتين وتشكيل البرلمان وحكومة إقليم كردستان الموحدة.
ويساند حزبنا أيضاً نضال شعب كردستان ايران وقواه الوطنية والديمقراطية في نضاله من أجل انتزاع حقوقه القومية والديمقراطية، ويدين ممارسات النظام الإيراني الاستبدادي والديكتاتوري الذي يضطهد الشعب الكردي ويمارس تجاهه كل أشكال القمع بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، ويساند حزبنا أيضاً نضال شعب كردستان تركيا وقواه الوطنية والديمقراطية من أجل انتزاع حقوقه القومية والديمقراطية، ويدين ممارسات النظام التركي الذي يتجاهل وجود الشعب الكردي ويغرق نضاله في الدماء، ويدين الهجمات التركية والإيرانية على أراضي إقليم كردستان العراق تحت أية حجة كانت.
لتتوحد قوى /5/ آب
الحرية للرفيق محمد موسى محمد سكرتير الحزب وسائر السجناء السياسيين
عاش نضال حزبنا المجيد
القامشلي أوائل آب 2008
اللجنة المركزية