واحد وخمسون عاماً من التأسيس و الانشقاق مستمر….. لتاريخه

حسن برو

لم نكن من جيل التأسيس، ولم نكن يوماً يساريين أو يمينيين أو حياداً بقدر ما كنا اكراداً ، لم يكن احداً منا يجهل أسماء المؤسسين والمناضلين وبالرغم من عدم وجود أي إعلام كردي في السبعينات أسم (حميد سليمان أو بافي اختي أو حميد سينو أو آبو أوصمان صبري أو جكر خوين ونورالدين ظا ظا) كانت النسوة تغني بأسماء هؤلاء في مواسم الحصاد  وحتى الأعراس، وكانت القصص تحكى لنا ويغلبنا النعاس ونحن نحاول أن نرسم صوراً لهم في أذهاننا، إلا أننا وبعد أن كبرنا وكبرت معنا عدد الأحزاب الكردية والتي كانت في البداية إلى عام 1970حزباً واحداً يضم بين جناحيه (اليسار واليمين) ليزداد الخلاف بين المؤسسين ويتحول إلى حزبين موجودين (اليسار واليمين)
والاعتقالات تلاحق غالبيتهم وتدب الخلافات بين أشخاصها ومناضليها ، ويحاول البارزاني الخالد أن يعيد الحزب إلى وحدته وبتياراته الموجودة إلا أن العدد يزداداً عدداً ويتكون حزب أخر ولكن بنفس الاسم ليسمى الحياد، وبدلاً من أن يكون الصراع  دائراً بين حزبين صار الصراع دائراً بين ثلاثة أحزاب (حزب الديمقراطي الكردي اليساري في سورية – وحزب الديمقراطي التقدمي – وحزب الديمقراطي الكردي (البارتي)) وتلاحق قيادتها الثلاثة المشاريع التي طبقت بحق الشعب الكردي من الإحصاء الجائر في 5/10/1962ومن ثم الحزام العربي في عام 1975 والذي تم بموجبه توطين عدد كبيرمن العرب المغمورين من محافظتي حلب والرقة ،وبدلاً من أن تتوحد هذه الأحزاب وترص صفوفها فقد إزادادت خلافاتها ألماً  وإزادادت أحزاباً وانشقاقاً وتأسست أحزاب أخرى ومنها (حزب الديمقراطي الكردي السوري والذي انشق عن البارتي بقيادة محمد شيخ باقي) والحزب الديمقراطي الكردي اليساري إلى حزبين أيضاً (حزب اليساري السيد عصمت سيدا –والاتحاد الشعبي صلاح بدر الدين –وحزب آخر بنفس الاسم ولكن بقيادة فؤاد عليكو 1991) وتزداد وتيرة الانشقاقات في الأحزاب الكردي في الثمانينات ونهايتها (وينشق اليساري لمرة ثانية (ويتشكل حزب الشغيلة الكردي منه أيضاً- السيد صبغت الله – والشغيلة الديمقراطي  بقيادة المهندس أزاد علي) ولاحقاً (قواعد اليسار الكردي –صديق شرنخي ومن ثم انشقاق اليسار لمرة ثانية  باسم اليسار الكردي بقيادة خير الدين مراد)
-أما من حزب الأم البارتي (بعد انشقاق الكردي السوري –بقيادة محمد شيخ باقي فقد توالت الانشقاقات فتشكل حزب (العمل الكردي  بقيادة محي الدين شيخ آلي 1982– ومن ثم بعض النشطاء سميت بمجموعة عام 1984) ومن ثم انشقاق الحزب في مرات متعددة باسم الحزب نفسه فكان في عام 1989 باسم المؤتمر الاستثنائي – بقيادة إسماعيل عمر) ومن ثم انشقاق الحزب في عام 1998 باسم نصر الدين ابراهيم ومن ثم  2007 باسم عبد الرحمن آلوجي حيث انتقل الآخير بين جناحي البارتي
– أما في  طرف الحزب الديمقراطي التقدمي.

بقيادة عبد الحميد درويش – فقد أنشق الحزب لمرات قليلة فكان في بداية التسعينات بالاسم نفسه باسم بقيادة عزيز داود وانقسم بدوره بعد عام ليتشكل حزب آخر باسم حزب الوطني الديمقراطي بقيادة طاهر صفوك،
-بعد كل هذه الانشقاقات فهل هناك واحدات تمت سواء أكانت تنظيمية أو سياسية ؟ ( فقد توحدت عدة أحزاب الكردية في حزب واحد ومنه / حزب الديمقراطي الكردي (البارتي مؤتمر استثنائي –اسماعيل عمر – وحزب العمل الكردي محي الدين شيخ آلي –وقواعد اليسار الكردي صديق شرنخي – ومجموعة 1984/ حيث تشكل حزب الديمقراطي الكردي الموحد في سورية في عام 1990 – ومن ثم اتحدت مع أحزاب أخرى /حزب الديمقراطي الكردي الموحد –وحزب الاتحاد الشعبي فؤاد عليكو – وحزب الشغيلة الكردي أزاد علي  / ليتشكل حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي) وينشق الحزب لمرة أخرى في عام 2000 (ليتشكل حزبان حزب الوحدة الديمقراطي (يكيتي) اسماعيل عمر –وحزب يكيتي الكردي فؤاد عليكو)
– أما اليساري فقد توحد معه الشغيلة الكردي بقيادة صبغت الله في النصف الثاني من التسعينات :
– ومن ثم وحدة حزب اليساري الكردي بقيادة خير الدين مراد مع الاتحاد الشعبي –بقيادة مصطفى جمعة بعد أن ترك صلاح بدر الدين العمل كسكرتير للحزب ليتشكل حزب أزادي الكردي في عام 2005 مع بقاء مجموعة أخرى باسم الاتحاد الشعبي بقيادة ربحان رمضان تركت الوحدة بدون ان تندمج  في حزب أزادي.
– وحدات أخرى وانشقاقات أخرى وحدة حزب الأشتراكي الكردي صالح كدو بعد عام 2000 مع حزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية بقيادة عبد الجميد درويش ومن ثم انشقاقه في عام 2008 واندماجه مع حزب اليساري الكردي محمد موسى.
ملاحظات وانطباعات
1- ربما يضيع القارئ بسبب تشابه الأسماء وهذا ليس ذنبي وإنما ذنب القيادات الكردية التي تتمسك بالأسماء،
2- ربما تكون بعض التواريخ خاطئة وهذا عائد إلى عدم توفر الكثير من الوثائق إلا كتاب الأستاذين (محمد ملا محمد ثلاث أجزاء صغيرة–وكتاب عبد الحميد درويش).
3- عدد الأحزاب الكردية الموجودة على الساحة الكردية يتجاوز عددها في الوقت الحالي الدزينة.
4- في كل الأدبيات والصحف الكردية طبعاً (الحزبية) هناك مقالات مطولة عن وحدة الحركة الكردية إلا أنه لايوجد تطبيق لها على أرض الواقع.
5- الأحزاب الكردية الحالية تحمل في طياتها مشاريع أحزاب أخرى مرشحة للولادة بين كل لحظة وأخرى.
6- لم أقف على أسباب هذه الانشقاقات ونتائجها وانما فضلت سردها لآخذ العبرة منها على سبيل العدد ولكم أن تحكموا .

وهناك اخوة وقفوا على هذا الجانب وأذكر منهم  الأستاذ محمد قاسم.
7-الانشقاقات التي ذكرت لا تقلل من شأن فعالية وعمل الأحزاب الكردية في الساحة الكردية السورية بقدر ماهو نقد لواقع موجود.
8-طبعاً تأسس أول حزب كردي في سورية في 14 حزيران 1957 قبل الوحدة السورية المصرية في عام 1958 وأوامر الرئيس جمال عبد الناصر بحل الأحزاب –مما زاد من ملاحقة غالبية قياداته التي رفضت حل الحزب والذي كان يحمل اسم.

حزب ديمقراطي كردستان سوريا.
9-غالبية قيادة الحزب أثناء التأسيس لم تعترف بالحدود المصطنعة التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو ،وكان البعض منهم قاد قاد الثورات في كردستان تركيا.
—–
كلنا شركاء 18/6/2008

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…