لقاء أوجالان مع المحامين 14 آيار 2008

الأكراد لن يشتبكوا مع بعضهم البعض لديّ حق الاعتراض على عقوبة العزلة حتى 20 أو22 من الشهر لدى محكمة الجنايات الثانية ، فقد جاء القرار من القاضي التنفيذي ، وسأستخدم حقي للاعتراض ويمكن أن للمحامين أن يتدخلوا ، وأنا سأكتب مرافعتي للاعتراض .

من المفروض أن تكون مرافعاتي وصلت أمس إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ، هل استطعتم الحصول على المرافعات ؟ .

لقد وصل إليّ التوكيل المرسل بشأن ملف اليونان ، ووقعت على النسخة اليونانية والأخرى المترجمة إلى التركية ، أعتقد أن فتح الدعوى بات ممكناً .

ويمكن البدء بالإجراءات ، ويمكن إعطاء توكيلات خاصة لمحامين آخرين .
كما تعرفون تم إبعادي من اليونان بشكل غير قانوني ، وكانت المحكمة اليونانية قد قررت أن دخولي إليها كان قانونياً ، ولكن إخراجي كان بشكل غير قانوني ، وموضوع كيفية إخراجي أمر مهم ، فهم أخرجوني من السفارة اليونانية عنوة ، وكان لدي طلب بشأن اللجوء السياسي ، وكانوا قد جلبوا طائرة من سويسرا ، وهي تابعة لوكالة الاستخبارات الأميريكية “CIA” ، ويتم استخدام طائرات CIA في أماكن كثيرة ، وهناك تقارير حول ذلك ، ومعروف أنه تم استخدام طائرات CIA مرات عديدة من أجل صبيحة كوكجيك .

عليكم التوقف على موضوع كيفية إخراجي من اليونان ، حتى عندما كنا في طريقنا إلى المطار دار وتوقف السائق ربما عشر مرات ، ولم أفهم مغزى ذلك في حينه ، ثم صدم سيارة الجيب بالطائرة قصداً ، وتعطلت الطائرة ، وجعلونا ننتظر فترة أخرى ولم أفهم قصده مرة أخرى ، فالسائق كان عالماً بما يجري ، فقد كان قسم من اليونانيين متواطئين والقسم الآخر أصحاب كرامة ، فبعض المسؤولين اليونانيين كانوا مكلفين بمهام في المؤامرة ، والبعض الآخر كانوا يطيعون ضمائرهم ويتصرفون على ذلك النحو وكانوا منزعجون من تسليمي ، ولدينا شهودنا كوستولاس كالنديريدس ، وآيفر كانا موجودين ، كما كانت آيفر متقدمة بطلب اللجوء ، وهذه الدعوى مهمة على صعيد البراءة لدى القوانين الدولية والقوانين اليونانية .

ولن أطيل أكثر من هذا .

لقد أنهيت كتاب النظام العالمي ، وكان كتاباً جيداً ، واستلمت كتاب “الإلوهية السياسية” لشميت ، هل يمكنكم إرسال كتاب “ما هو التاريخ ” ؟ أعتقد أن كاتبه يدعى “بوبر” أليس كذلك ؟ إذا كانت الطبعة قد فقدت من السوق فلا داعي للانتظار ، يمكنكم تأمينه من بعض الأصدقاء ، ولكنهم لم يعطوني كتاباً صدر مؤخراً لـ “ماهر كايناك” وهو متعلق بموضوع “أرغنكون” ، ربما وجدوا تسليمه محظوراً ، وكتبوا في المحضر “إعطاؤه محظور” ، أعتقد أنه ألّف الكتاب مشتركاً مع “عمر لطفي مته” ، لم يعطوني إياه ربما لأنه يتضمن معلومات لا يريدون إطلاعي عليها ، فهم لا يريدون تنويري ، ولكنني نوَّرت نفسي بنفسي ، إنه تطبيق خاص بهذا المكان ، علماً أن ماهر كايناك كان مستشاراً للاستخبارات التركية MIT ، فهل ذلك محظور أيضاً ؟ لا أعلم .

هناك بعض المعلومات المتعلقة بي في الكتاب ، ويتحدث عن بعض الأمور المتعلقة بالدولة ، وبالإنكليز ، فهو يعلم بكيفية تكوين السياسات والمخططات التي تتخذ من لندن مركزاً لها ، ويكتب عنها ، وهناك تصريحاته عن “أرغنكون” ، وقد كان ماهر كايناك جزءاً من مصادر معلوماتي ، وهم يقطعون هذا المصدر .

هل أرسلتم كتب “يالجين كوجوك” ؟ هل صدر كتابه الجديد ؟ أرسلوه عندما يصدر فهو مهم .

إنه يعرف العلاقات ، ولديه بعض التقييمات ، وهذا مهم .

ويقول ما يشبه ما أقوله عن اليهود ، فاليهود كانوا أقوياء لدى العثمانيين في أعوام 1550- 1600 ، فقد تحكموا بالعثمانيين مع سلاطينهم من خلال اليهود أصحاب البنوك والنساء ، فالسلطانة حورم والسلطانة نوربانو كان لهما نفوذ قوي في الإدارة .

وقول يالجين كوجوك ” إسرائيل التي في داخلنا أقوى عشر مرات من إسرائيل الحقيقية ” قول كبير جداً ، وهو لا يقول ذلك من فراغ ، وما دام هذا القول كبير جداً يجب أن يعتمد على مصادر ، بل هناك من رغب في عدم نشر هذه الأمور ، وهو يتحدث عن التهديد ويقول “إنني أنشرها رغم ذلك” .

ولكن من يقف خلفه ؟ ومن أين يستمد قوته ؟ وإلى أين سيصل ؟ هذا ما لا أعرفه .

لقد جاءت ملكة الانكليز إلى تركيا ، ومجيؤها ليس من فراغ ، فهناك سياسة مركزها لندن ، ويقول يالجين كوجوك عن AKP ” هناك ثلاثي ” من أهل الحجاب ، تحَجَّبت زوجاتهم بعد عام 1980 ، وقد جرى إعداد هذا الثلاثي قبل 1980 وتم تسريبهم إلى داخل حزب الرفاه ، ويتحدث عن كيفية تعطيل حزب الرفاه من خلال هؤلاء ، ومعروف أن هذا الثلاثي هو المؤسس .

الملكة تأتي لأهداف محددة ، فلهؤلاء علاقات عميقة ، وهؤلاء هم الذين أتوا بـ” عبدالله غول” .

هذه العلاقات ليست جديدة ، بل تمتد من الماضي ، وزيارة الملكة لقبر أتاتورك من متطلبات السياسة ، فهم يعرفون مصطفى كمال جيداً .

يجري نقاش تقييماتي مؤخراً عن مصطفى كمال في الإعلام ، إنه أمر ملفت للانتباه أليس كذلك ؟ .

وعلاقات مصطفى كمال وإينونو ، ونقاش رفع صور مصطفى كمال بعد وصول إينونو إلى السلطة .

عندما عبر مصطفى كمال إلى الأناضول في عام 1919 كان قد استأذن الانكليز ، ولكنه تحايل عليهم فيما بعد ، وكذلك كان قد استأذن “وحد الدين” وتحايل عليهم أيضاً ، وبعدها توجه نحو الاستقلال ، وهم أصدروا بحقه قرار الاعتقال والإعدام ، بينما مصطفى كمال انطلق من الفكر الوطني ، وقاد حركة 1919 بمزاياه القيادية وعندما اكتشف الانكليز تحايل مصطفى كمال عليهم غضبوا عليه كثيراً ، ومنذ 1922 ازداد نفوذ الموالين للانكليز مثل جاويد والدكتور ناظم ورفاقهم ، فقد كان هناك جهاز “تشكيلاتي مخصوصة” ، وكان محمد عاكف أرسوي ذو الميول الإسلامية موظفاً ضمن ذلك الجهاز ، وهو الذي ساعد سعيد النورسي ، والدكتور ناظم الموالي للانكليز والسيد جاويد على العبور إلى الأناضول في خضم حرب التحرير .

أما مصطفى كمال فلم يكن موالياً للانكليز ، ولا ينتمي إلى “الاتحاد والترقي” ، كما لم يكن من جهاز “تشكيلاتي مخصوصة” ، وكان يتصرف بقوته القيادية ، وفي البداية غضب على هؤلاء وقال أنه سيعدمهم جميعاً ، ثم حدثت محاولة إغتيال لمصطفى كمال ، وعندما تمت محاكمة كاظم قارابكر على هذه القضية ، وذهب جميع الجنرالات الآخرون إلى المحاكمة بلباسهم المدني ، وكان هذا موقفاً منهم ، وكان رؤوف أورباي ورفاقه ، وكذلك كوادر الاتحاد والترقي وغيرهم ، وبذلك عرقلوا إعدام كاظم قارابكر ، وعندها فهم مصطفى كمال مدى قوتهم ، ودخل في توافق معهم في عام 1926 ، فحتى ذلك الوقت كان البعض منهم قد أعدموا أو تعرضوا للتصفية ، وعندما كان مصطفى كمال في جانكايا وسمع بنبأ وفاة إينونو ترك ميراثاً لأولاده ، وكان جلال بايار من تلك الكوادر ، ودرس في مدرسة Alliance ، وهو مؤسس بنك “IS” ، ومدعوم من الرأسمال ، ولم يستطيعوا إعدامه ليس لذلك السبب ، بل لأنه كان عنصراً للتوازن فيما بينهم .

ثم توجه الانكليز نحو شط العرب وبلاد ميزوبوتاميا .

أصبحت تركيا عضوا في الحلف الأطلسي (الناتو) ، في عام 1951 تأسس “أرغنكون” ، فأميريكا أسست طرازاً من هذا الجهاز في كل مكان وأسمتها بمسميات محلية ، ففي ايطاليا أصبح هناك “غلاديو” وفي تركيا “أرغنكون” ، والاسم الايطالي يأتي من “غلادياتور” ويعني المقاتل ، المقاتلون القدماء يعني “الأبطال” ، وفي تركيا “أرغنكون” يعبر عن البطولة وهو رمز .

ويقال أن رواتب “أرغنكون” كانت تدفع من طرف أميريكا منذ الخمسينيات وحتى التسعينيات على مدى أربعين عاماً ، ومثلما تعلمون كان هناك قضاة وغيرهم ضمن الـ “غلاديو” حتى قضوا عليه في إيطاليا ، ولكن لم يتم إزالة “أرغنكون” في تركيا ، حيث تذرعت تركيا بتحفظاتها على إزالته ، والآن تعمل على إزالة الشريحة الكبيرة ، وبالأصح تحاول سحبه نحو النظام القانوني ، وكل من CHP و MHP متورطون في “أرغنكون” ، وعندما تمت التوجهات نحو سحبه إلى النظام القانوني بات الحزبان متوتران ، وأصبحا يتحدثان عن التحول الديموقراطي ، فإن CHP سيدعي الديموقراطية الاجتماعية بعد الآن ، إن هؤلاء مخادعون ، وعلى الأكراد أن لا ينخدعوا بهم ، وباخجلي يحاول السيطرة على من حوله ، ومستشار باخجلي بات يتحدث عن وصية آلباصلان توركيش حيث يقول : “إن دمقرطة القومية هي الوصية التي تركها توركيش لنا ” ، ولا أعلم إن كان MHP سيتغير أم لا ، ولكن باخجلي يتحدث عن ضرورة التغيير ، فهم يرون تلك الضرورة ، ولكن مرئياتي سلبية بشأن MHP ، ولا أعلم ما إذا كان سيتغير .

كان هناك كلام سابق لأردوغان بشأن الأكراد ويتحدث فيه عن الديموقراطية ، ثم تراجع عن كل ذلك الكلام ، عصابة “آتابيلر” المتعلقة بـ”أرغنكون” كان يرأسها شخص برتبة “رائد” ، وقرأت في الإعلام قوله “هناك اثنان وأربعون خلية مثل هذه ” ، ففكروا فيما إذا يرأس كل خلية شخص برتبة رائد !! سترون أنه تنظيم كبير ، وعند مداهمة عصابة “آتابيلر” وجدوا لديهم كروكي لمنزل أردوغان ، ثم تم تداول حديث الانقلاب ، وفهم أردوغان مدى قوة هؤلاء وارتعد ثم استسلم .

ودون أن يحصل على موافقة حزبه تفاهم مع رئيس هيئة الأركان في الرابع من أيار في قصر دولماباخجة ، وتكونت ثوابت دولماباخجة ، ثم ساندت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أردوغان تماماً ، وكانت هيئة الأركان إلى جانب “أرغنكون” وتوافقت مع رئيس الوزراء ، وعندما تفاهمت هاتان الشريحتان ، فإن MHP و CHP بقيا في الفراغ ، عندها قالت هيئة الأركان عنهما : “إن هؤلاء أخطر من PKK” ، وهيئة الأركان لم تنطق بذلك من فراغ ، فذلك الكلام يعني ” نحن استغنينا عنكم ، وانتهى تعاملنا معكم” .

وبذلك نفهم لماذا تمت تصفية CHP وبقي في العراء ، فهم قد سحبوا دعمهم ، يجب فهم كلام رئيس هيئة الأركان على ذلك النحو .

وهذا التفاهم الحاصل بين رئيس هيئة الأركان وأردوغان ماذا كان يعني بالنسبة للأكراد : “أردوغان لن يستهدف أرغنكون وعصاباته كثيراً ، وبالمقابل سيتم لملمة تلك العصابات ضمن إطار القانون ، ولن تقوم بعمل غير قانوني ، وستقوم هيئة الأركان بحملات على الأكراد و PKK بكل أشكال السلاح” ، بعد هذا التفاهم تراجع أردوغان عن كل الكلام الذي قاله عن الأكراد ، وهذا ما لا يعرفه الرأي العام ، وحتىDTP غير قادر على فهم ذلك كثيراً ، بينما يجب أن يعلم الرأي العام كل هذه الأمور ، ويجب العلم بأنه تم العبور إلى مرحلة جديدة بهذه التطورات ، فنحن بصدد مرحلة جديدة ، وحتى الولايات المتحدة سمحت بهذا الاتفاق ، فبعد ذلك التاريخ تم القيام بكل أشكال الحملات ضد الأكراد و PKK ، العمليات العسكرية البرية والجوية ، على الأكراد أن يفهموا الأمر على هذا النحو ، وهم يقومون بوضع شكل جديد لـ “أرغنكون” .

في وسائل الإعلام ومن خلال بعض الكتاب يحولون تلطيخي بـ “أرغنكون” وعلى الأغلب يقوم “بولنت أوراكوغلو” بذلك ، وهو لا يعلم ويعتمد على الصدفة ، والهدف من تلطيخي هو تحطيم القوة المعنوية لدي وتقليص اعتباري لدى المجتمع ، فهم اتهموني بالكمالية ولم ينجحوا ، والآن يحاولون تلطيخي بـ “أرغنكون” ، بينما نحن الذين كشفنا عن “أرغنكون” وفضحناه في تركيا ، والأكراد حققوا أرضية مهمة على صعيد التحرر ، وبذلك يحاولون عرقلتهم ، ويعتمدون في تلطيخهم هذا على حماي ، بل يدعون بأنني حصلت على عشر ليرات من ملازم أول ، كل هذه اتهامات لا أساس لها .

والآن يحاولون تضييق الخناق على PKK في الجنوب ، ويهاجمون بشكل متواصل على أمل إبادتهم ، ويقصفون ويهاجمون معتقدين أنهم سيحصلون على نتيجة ، ولم يستطيعوا الحصول على نتيجة ، فقد سمعت من الراديو في جمل مقتضبة لم أستوعبها تماماً ولكن “أرطوغرول أوزكوك” يقول : نحن نضرب ونحطم ، وعلى الصعيد العسكري الأمور على ما يرام ، ولكن الحرب الحقيقية تبدأ بعد الآن .

أي من سيكسب الحرب الاجتماعية ؟ وتلك هي النقطة الأصل .

فهم لن يتمكنوا من كسب الشعب بموقفهم هذا ، فهم كانوا قاموا بمؤامرة فيما يتعلق بالأرمن ، ونحن نعلم بما حل بالأرمن .

وهم استهدفوا السريان مع “بدرخان بيك” ، ثم استهدفوا الأرمن ثم الروم (اليونان) ، والآن يحولون تمرير نفس الممارسات على الأكراد ، ولا أعلم هل ستكون نهاية الأكراد مثلهم ولكنني جاهدت كثيراً حتى لا يكون مصير الأكراد مثل مصيرهم .

أريد أن أقولها بصراحة : هذه لعبة ، إن تركيا بتحاملها على الأكراد تخسر استراتيجياً ، وهم يقومون بإصدار قوانين الندم بين الفينة والأخرى ، قوانين الندم بحد ذاتها تحريضية جداً ، فهل يمكن أن نقول لإنسان تعال واندم ؟ إن هذا يتعارض مع الطبيعة الإنسانية ، حتى لو أنني قلت ذلك لخوَّنوني ، قوانين الندم لن تجلب أية نتيجة ، بل تحرِّض فقط .

ربما الآن تتشتت مركزية PKK أو كوادره المركزية بعض الشيء ، وربما ينقطع تواصلهم ، فهم لديهم وسائل الاتصال ربما لن يستخدموها ، وهذا لن يسفر عن أية نتيجة ، وكنت قد أوضحت في مرافعتي للسنة الماضية وفي مرافعتي الجديدة شرحت بشكل جزئي : يوجد لدى PKK سبيل في كل وقت ، فهم أيضاً يمكنهم التوجه نحو قيادات مستقلة ، لتظهر قيادات مستقلة مختلفة في أماكن مختلفة ، ويمكن لـ PKK أن يتوجه نحو هكذا قيادات مستقلة وتظهر أربعين قيادة .

هل يتم مداهمة مخفر ؟ عندها يمكن مداهمة مئات المخافر .

ويصبح لدى كل طرف PKK الخاص به ، في روسيا وأرمينيا وإيران وأوروبا واليونان والولايات المتحدة وإسرائيل .

وتعلمون أن أوصمان وبوتان ورفاقهم انفصلوا ويمكن للولايات المتحدة أن تشد غير هؤلاء إلى جانبها ليؤسس PKK جديد ، فكيف ستسيطرون على كل هؤلاء ؟ وأنا الآن لدي قوة التحكم بهؤلاء .

وأوضحت ذلك في مرافعتي .

لقد ظهر أن PKK قوي جداً ، وهو أقوى من السابق ، وله تأثير في الأجزاء الأربعة .

بينما الطالباني والبارزاني معرضون للذهاب ، ولكن إيديولوجية PKK يتبناها الشعب بنسبة مهمة في الأجزاء الأربعة ، فهو قوي في سوريا وقوي في إيران وقوي في تركيا ويزداد قوة في جنوب كردستان ، وفي الأصل PKK هو مجموعة إيديولوجية ضيقة من الكوادر ، ويمكنه البقاء كذلك ، وكان اقتراحي أيضاً على ذلك النحو ، أما الأساس فهو أرضية التحرر ، وهذه الأرضية حية وتنتج ذاتها باستمرار ، وأنتم لن تستطيعوا إنهاء PKK بهذا الشكل ، ولن تتمكنوا من حل هذه القضية ، فهو لديه سبيل في كل وقت ، وقرأت في الصحف ، يقال أنهم ربما يتفاهموا مع إيران ، يمكنهم اللقاء والتفاهم ، كما يمكن أن يلتقوا بالولايات المتحدة بشكل غير مباشر، أما إذا لاقوا صعوبات بعد الآن يمكنهم إقامة علاقات أكثر مع إيران .

هناك اشتباكات كثيفة مع إيران في الفترة الأخيرة ، وهذه ليست مشكلة ، فهم يحاربون من جانب ويتركون باب الحوار مفتوحاً من الجانب الآخر ، ويمكن أن تكون هناك حرب وتوافق في نفس الوقت ، الحوارات مع إيران كانت هكذا باستمرار ، بعض الرفاق لهم علاقات مع إيران منذ القديم ، منذ عشرين سنة ، ويعرفون أشخاصاً كثيرين ، ويمكنهم عقد العلاقات معهم ، فهم أقوياء هناك .

وقد تظهر مئات من القيادات المستقلة ، في روسيا وفي أرمينيا وفي إيران وفي العراق وفي سوريا وفي قبرص وفي اليونان وفي أوروبا والولايات المتحدة ، ويمكن أن تظهر في تركيا في خمسة أو عشرة أماكن منفصلة ، فلديهم تنظيم قوي في أرمينيا ، وكذلك يمكنهم أن يعززوا تنظيمهم في روسيا وإيران ، وإذا تطلب الأمر يمكنهم الانسحاب إلى روسيا وأرمينيا لينتظموا هناك بشكل أقوى ، والبارزاني والآخرون يقولون بأنهم لن يشتبكوا ضد PKK ، فوضع الشعب الكردي لا يسمح بذلك .

عندما تكوّن GAP (مشروع جنوب غرب الأناضول) قالوا بشكل مكشوف أنه مشروع ضدنا ، “نحن أسسنا مشروع GAP ضد آبو” ، وهؤلاء لهم علاقات متجذرة مع إسرائيل ، فالرأسمال اليهودي ذو نفوذ ، وتم تأجير أراض لبعض الشركات ذات الرأسمال اليهودي في إطار المشروع في أورفا لمدة تسع وأربعين سنة ، وقد نطقت رهشان أجويد ببعض هواجسها عن هذا الموضوع ولكنها لا تعلم بلب الموضوع .

فقد تم منح أخصب الأراضي وأجودها في تلك المنطقة لبعض الشركات ، ويتم كل ذلك ويتركون الشعب عاطلاً عن العمل ، فنسبة البطالة هي ثمانون في المائة في أورفا ، بينما يتم تسليم كل شيء لاحتكار بعض الشركات .

“مجموعة دوغوش” و”مجموعة زورلو” وهناك هولدينغات لـ “زابسو” وكذلك “كيلر” والآخرون ، وهناك “فستل” وهي ماركة مشهورة تقوم بإنتاج كثير من التلفزيونات في جميع أنحاء العالم .

وقد كان هناك رأسمال لتجار يهود في مانيسا وإزمير منذ القديم ، وأحد هؤلاء “فستل مانيسا سبور” ، وعندما سحبوا دعمهم انهاروا فوراً ، وAKP يتحرك بشكل مشترك مع هؤلاء رأسمالية العولمة ، وهم يحاولون القيام بنفس الشيء في الجنوب في الدولة الفيدرالية ، فهناك “مجموعة جاليك” (CALLIK) وشركات أخرى كبيرة قريبة من AKP تحاول إقامة كيان إمارات تشبه الإمارات العربية في الجنوب ، ونفس الشيء على خط دياربكر وأربيل ، بل حتى أورفا ماردين دياربكر أربيل وحتى السليمانية ، بل إن قارس من ضمن ذلك .

يحاولون القيام بنفس الشيء هناك .

إن حصة هؤلاء من الاقتصاد يبلغ عشرة أضعاف بل أربعين ضعف ما كان في الـ “ديوني عمومية” ، ومجيء الملكة كان من أجل توفير الضمانات لحصصهم .

فمثلما لم يتأسس مصنع واحد في ديرسيم وتم ترك الشعب جائعاً بدون عمل ، فإن كل هذه المشاريع تنفذ وتركت الشعب في أورفا جائعاً بدون عمل محتاجاً للقروض الصغيرة (Mikro) ، وبذلك يسيطرون على الشعب .

عندما نفذوا سد أتاتورك في إطار GAP حاولت أن أفهم ما يجري ، فقد كانوا يهدفون إلى فرض هيمنتهم على سوريا والعرب بهذه المياه ، وعندما تم ذلك تحقق توازن لصالح إسرائيل مع العرب .

لقد جلبوا محمد شيمشك بعد أن دربوه ليقوم بمهمة الإشراف على هذا الرأسمال العولمي ، فهو لا يمتلك أي جانب سياسي ، ومهمته مع السيدة التي بجانبه هي الإشراف على الاقتصاد هنا .

وإلى جانب كل ذلك يتم تقديم كل ما يمكن لهيئة الأركان مساعدات بكل أنواع السلاح لمواجهة PKK ، ويسيطرون عليها (الأركان) بهذا الشكل .

كنت قد اقترحت سياستين : إحداهما طراز في أنقرا يضم القوى الديموقراطية وتأخذ كل الشرائح أماكنها فيه ، والثانية : طراز التنظيم السياسي في دياربكر .

وهو أن تقوم كافة الشرائح الديموقراطية بتوحيد قواها ضد احتلال رأسمالية العولمة .

فضمن هذا الإطار الذي أوضحته وحتى لا يؤول الأكراد إلى وضع الأرمن والسريان والروم ، وحتى لا ينزلقوا إلى الوضع الفلسطيني- الإسرائيلي ، عليهم أن يقوموا بتطوير السياسة الديموقراطية ، فعليهم أن يطوروا سياستهم الديموقراطية مع مراعاة ظروف تركيا ، وعليهم أن يؤسسوا الأكاديمية التي أشرت إليها سابقاً من أجل المرأة والسياسة الديموقراطية ، كما يجب إقامة مؤتمر المجتمع الديموقراطي .

لقد تم توقيف واعتقال الآلاف من DTP وسيغلقونه ، كما سيقومون بتصفية من يتبقى ويضعفونهم ، وربما يرفعون الحصانة عن بعض النواب ، ويسقطون عضويتهم في البرلمان ، بالمقابل يمكن لـ DTP أن يقيم تنظيمه مع القوى الديموقراطية مع كافة الشرائح بشكل مشترك .

وبشأن المصافحة أقول ، يقول باخجلي لحسيب : تعال ، ومن حين لآخر يقولون لحسيب قابلان وأحمد تورك : تعالوا .

فإذا كان الطرفان صادقين ويريدان الحل حقاً ، عليهما أن يوقعا على تعهد اجتماعي بينهما ، ويجلسان إلى الطاولة مقابل بعضهما البعض لتنفيذها .

فهذا هو المهم ، وهذا ما يمكن أن يسد الطريق أمام الاشتباكات ، أما الاكتفاء بالتصافح فيدفع إلى الفساد ، والتخريب ولا فائدة منه .

عقوبات الانضباط أيضاً تهديد لي ، فهم بذلك يقولون لي : إما أن تسكت أو تنتبه إلى ما تفعل .

وقد قلت للنائب العام ” إنكم لا تعلمون بالسياسة ، حقيقة الموضوع مختلفة ” .

ويقال بأنني أصدر التعليمات من هنا ، نعم إنني أصدر التعليمات من هنا !! وهي تعليمات تتعلق بالدمقرطة والسلام ، وحتى لا تؤول الأوضاع إلى حال فلسطين-إسرائيل ، هكذا يجب فهم هذه الأمور .

إذا لم تكن هناك رغبة في مزيد من نحيب الأمهات ، ويجري البحث عن حل ، يمكن للدولة أن تلقي خطوة وتساهم في الحل الديموقراطي ، وهنا أوجه ندائي إلى رئيس الوزراء بل وإلى الآخرين أيضاً باخجلي وبايكال إذا كان المطلوب هو الحل ، فيمكن التوصل إليه ، وعند طرح الحل الديموقراطي فإنني من هنا سأقوم بما يقع على عاتقي ، أما إذا ألقيت خطوات جادة يمكنني اقتراح سحب جميع الكريلا إلى خارج الحدود والتخلي عن السلاح والدعوة إلى القيام بذلك ، فمن المستفيد من كل هذه الحرب والتحامل على الأكراد ؟ ، إن تركيا تتعرض إلى لعبة في هذا الأمر ، في جنوب أفريقيا اشتبكوا فيما بينهم على مدى سنوات ولكن تحقق الوفاق في نهاية الأمر ، والآن الديموقراطية في جنوب أفريقيا باتت من الديموقراطيات المعدودة على الصعيد العالمي ، لدرجة أنها أصبحت تجذب الرأسمال من تركيا ، فإذا كان المراد تطوير حل ، وكنت قد رجوت من الحكومة وحتى من المعارضة أن يتم تأسيس لجنة البحث عن الحقيقة والوفاق كما حدث في جنوب أفريقيا ، ولا يشترط موافقة البرلمان ، ويمكن أن تكون بعلم البرلمان ، هذا ما أقترحه .

ويمكن أن تتكون هذه اللجنة من عشرين أو ثلاثين شخصاً ، من كتاب ومتنورين والآخرين ، ويمكن أن تمثل هذه اللجنة الضمير الوسط في تركيا ، ولتقوم بالبحث والتدقيق المطلوب وتقدم إلى البرلمان ما تراه لصالح الحل من أمور ومواضيع ، ثم تقترح على البرلمان ، ليقوم بالنظر فيه وتقييمه .

عندما جيء بي إلى تركيا ، كان هناك أربعة ممثلين من الاستخبارات في التحقيق ، وممثل عن هيئة الأركان وكيفريكوغلو ، وآخر عن الحكومة ، فقلت لهم مثلما قلت للقائد العسكري الذي جاء في البداية : إنكم تتحدثون معي هكذا ، فهل لديكم القوة على أن تتحدثوا معي هكذا ؟ ، قالوا نعم لدينا القوة ، ولكنهم تناولوا الأمر من موقف تكتيكي ، ثم أصدروا حكم الإعدام بحقي ، وأختاروا لي طريق تحويلي إلى شيخ سعيد آخر ، ثم راوغوا من أجل إنهاء PKK .

وكنت قد وجهت نفس السؤال إلى ممثل أوزال وقلت : هل لديكم القوة الكافية ؟ وقالوا : نعم قوتنا كافية .

ولكن فريق كيفريكوغلو تعرض للتصفية في عام 2002 على ما أعتقد .

إن هذه القضية لا تحل بالإبادة والتحامل على الأكراد واللقاءات مع عائلات الشباب ، فبتلك اللقاءات لا يمكنكم إعادة أولئك الشباب ، فالإنسان لا يندم عندما تقول له “أندم” ، فأنتم تطالبون بما يتناقض مع الطبيعة ، بل إنكم تحرضونهم عندما تقولون لهم “أندموا” ، وتناول كل الأمور ضمن هذا الإطار يجعل القضية تتفاقم .

إنهم يظنون أنهم بالإبادة والتحامل على الأكراد سيكسبون ، ربما لن تنهزم تركيا ولكنها ستخسر الكثير .

لقد تمت تصفية أوزال ، وتصفية أرباكان ، وتصفية قسم من الجيش .

فهل تصفية أوزال كان عملاً جيداً ؟ وهل تصفية أرباكان أمر جيد ؟ وهل تصفية شريحة من الجيش أمر جيد ؟ ، هل الوضع أفضل الآن ؟ .

كلا ، إن تركيا بصدد أزمة ، بل هي أزمة كبيرة ، ليس على الصعيد الاقتصادي فقط ، بل ستنعكس على الصعيد الاجتماعي والسياسي على شكل أزمات .

لقد اشتبكوا في جنوب أفريقيا مع بعضهم البعض على مدى سنوات ، ولكن حصل وفاق في النهاية ، والآن أسأل : وضع تركيا الآن أفضل أم وضع جنوب أفريقيا ؟ ، والأكراد لن يشتبكوا مع بعضهم البعض بعد هذه الساعة ، البارزاني والآخرون لن يشتبكوا مع PKK ، ولا أعتقد بأنهم يشتبكون .

بارزاني لن يشتبك مع PKK ، فليس هناك احتمال للاشتباك بعد هذه الساعة ، والأكراد لن يشتبكوا مع بعضهم البعض ، فالشعب لن يسمح بذلك .

وعليه فإنني أوجه ندائي هذا للجميع ، وستقومون بترتيب أقوالي هذه بشكل جميل ، لتعكسوها للرأي العام .

وصلتني رسائل من السجون ، وأذكر لكم الأسماء ” جاهيد إيلبي ” من سجن أرضروم ، ورسالة أخرى من بكر هارون رشيد وهو سوري ، هذا وأقدم تحياتي إلى هؤلاء وإلى جميع الرفاق في السجون .

14 أيـــار 2008
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرغنكون : أسطورة عن مجيء الأتراك الأوائل إلى كردستان ، وهو أسم أطلق على التنظيم السري التابع للناتو في تركيا .

ديوني عمومية : هو الصندوق الذي أنشئ لتسديد ديون الدولة العثمانية ، وكان سبباً في انهيارها .

تشكيلاتي مخصوصة : التنظيم السري لإدارة الدولة في البداية ، الدولة العميقة بمفهوم اليوم .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…