الخـبر ـ العنـوان أعلاه مأخـوذ من موقع الكاتب غسان المفلح، و هو لا يتعلق ـ ربمـاـ بيـومٍ محـدد أو بحالة معينـة إذ لا تــزال الأجـواء في سـوريا حسب هذا الخـبر و رغم (إختـلاف الليل و النهار) و تعاقب الفصـول و توالي السـنين كما هي دون تغـيير على الأقل منذ أول مـرة تصفحت فيها هذا الموقع، لا بل بقي الحال على ما هو عليه إن لم يزدد سـوءآ (وعلى المتضـرر أن يتأقلم مع الأجـواء لتفادي أضرارآ أكبر) حتى قبل أن يكـون هناك أنترنت الذي كان من أهم فوائده على الوطن تشكيل الجمعية العلمية السورية لحجب المعلوماتية و التي كان من أولى مهامها إيجاد حـل لمشكلة البطالة بتجييش و توظيف كل من يعانـي من عطـب فكـري أو نفسي و يفقه في علوم الشطب و المحـو و الفـرم في صفوفها، و من جهة ثانية نجاحهـا الباهر في إدخال سـوريا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن إبداعاتها في مجـال حجـب أكـبر كميـة من المواقع في فـترة زمنية قياسية.
و لأن الشمال كان مُتعِــبآ و عبـأً على جغرافيـا الوطـن فلقد أُتخـذ قرار مافيوزي بقتـله و شطبه من هذه الجغرافيا فوضِع كاتم الصوت في رأس (ســفير الشمــال) و تم الضغط على الزناد لتتفجــر الأحـزان و تصطبـغ الفانيلة البيضـاء باللـون الأحمـر القاني و ليبقى في قلوب الناس حسرة و على المدرجات المهجـورة نعيـــق سليم كبول بعد أن كانت مليئـة بالمحبـة و هي تـردد: (آنــا جهـاد حبّـــوني…) فترد المدرجات المليئــة: (ياعيني عليك…)، هذه المدرجات التي تحولت الآن الى مقـبرة لتلك الأفـراح يسكنها ذلك الغُـراب كبـول.
إذآ حالة التصحـر تشمل جميع نواحي الحيـاة وهي مستمرة دون توقف رغم بعض المحاولات الشكلية لوقفها و التي لم تـزد الأمور إلا سـوءآ، و ما (قمـة الفلافـل) التي إنعقدت مؤخـرآ في شارع عماد مغنية في دمشق إلا إحدى هذه المحاولات التي عجـز الناطـق بأسمها محمد حبش عن التغطية على حقيقة أن هناك سـوريتان منفصلتـان لا تلتقيـان: سـوريا الحكومـة و سـوريا الشـعب مع ما تتضمنـه كلّ منهما من شظايا و جزئيـات، ترتكب إحداهما من الموبقات ما تعجـز الأخرى عن غفرانـه أو تجميله.
أما المحاولة الأكثر دموية لوقف حالة التدهـور و الأفـتراق هذه فـكانت إراقة الـدم الكـوردي مـرة أخرى عشية نـوروز الفائت و ذلك بالتوقيع و من جانبٍ واحد (الرسمي) على الاتفاقية الأخوية الـدم و الرصاص بأعتبارها الوسيلة التي من الممكن أن توقف زحف سوريا الصامتة في محاولتها لاحتـلال مساحة في حـدود إهتمامات سوريا جمهورية الكـلام التي ردت على ذلك رصاصـآ و أثبتت وجـودها فقط من خـلال قدرتها على تعكـير صفـو الصامـتين.
إذآ لا زال الموت (عالــي إرتفـاع المـوج) يجـوب شوارع قامشلو بحثـآ عن ضحايا جدد، و لا تزال الرؤيـة غـير واضحـة وسط هذا الركام من الشائعات، لكن درجات الحـرارة إرتفعت في قلوبنا و لم تعد على حالها نتيجة قيام الشباب الكوردي بحماية شمـوع نورز بروحه من العـواصف العاتيـة و هذا مؤشر على أن هناك بعض التغـيير في حالة الطقس .
13.04.2008