فوزي الاتروشي
وكيل وزارة الثقافة
وكيل وزارة الثقافة
اليونان دولة لا تشبع منها مهما زرتها, فهي متخمة بالماء والخضار والاحلام والشمس المتناثرة على جزرها.
هذه هي المرة السابعة التي تكتحل عيناي برؤيتها ورغم ذلك فإنني منبهر بها كما الطفل صباح العيد منبهر بقطع الحلوى.
وصلتها يوم 6/4/2008 في زيارة رسمية تهدف الى تعميق الحوار الثقافي العراقي اليوناني وعقد لقاء مع وزارة الثقافة اليونانية, واجراء حوارات مع المثقفين والكتاب اليونانيين بهدف انعاش أواصر الصداقة وتوسيع رقعة الصداقة والتعريف بالوجه الجميل للعراق الغارق هذه الايام في غبار وشظايا الاطلاقات النارية ومستنقعات الدم البريء الذي يسيل بفعل مفخخات الارهابيين.
هذه هي المرة السابعة التي تكتحل عيناي برؤيتها ورغم ذلك فإنني منبهر بها كما الطفل صباح العيد منبهر بقطع الحلوى.
وصلتها يوم 6/4/2008 في زيارة رسمية تهدف الى تعميق الحوار الثقافي العراقي اليوناني وعقد لقاء مع وزارة الثقافة اليونانية, واجراء حوارات مع المثقفين والكتاب اليونانيين بهدف انعاش أواصر الصداقة وتوسيع رقعة الصداقة والتعريف بالوجه الجميل للعراق الغارق هذه الايام في غبار وشظايا الاطلاقات النارية ومستنقعات الدم البريء الذي يسيل بفعل مفخخات الارهابيين.
كان علينا بادئ ذي بدء ان نطلَّ على السفارة العراقية في (اثينا) التي استقبلتنا بود ومحبة وبمشاعر حميمة من قبل الزميل الشاعر (عبد الرحيم حمدان الشويلي) الملحق الثقافي في السفارة الذي انطلق يقرأ علينا بعضاً من اشعاره التي كتبها في الغربة وارسلها ببريد القلب وعبر مراكب البحر الى عراقنا المتوثب نحو الفرح رغم السحب السوداء للارهاب.
علمنا ان سعادة السفير (حاتم الخوام) مصاب بوعكة صحية فأرسلنا له الى المستشفى باقة ورد وبطاقة حب باسم وزارة الثقافة نتمنى له فيها الشفاء والعافية.
زميلتي في العمل الفنانة التشكيلية المبدعة (ملاك جميل) ظلت في عمان معلقة على موافقة السفارة اليونانية لمنحها تأشيرة الدخول, لقد افتقدتها وافتقدت حيويتها ومرحها الناضح بالحياة والعطاء فغرمت على تسهيل التحاقها بي, ومن حسن الحظ ان الوزير اليوناني المفوض في حكومة (باياندريو) السابقة الذي دعاني الى الغداء يوم (7/4) تجاوب بحرارة مع مناشدتي له بتسهيل امر دخول سيدة الالوان وعاشقة تقاسيم وجه العراق الى اليونان المدعوَّة اصلاً من قبل منظمة (زيرفاس) اليونانية للتربية والثقافة والفنون .
حرارة الاستقبال في السفارة ولدى الاصدقاء اليونانيين انستني كل هموم ومشاعر ومتاعب الحياة اليومية في بغداد النائمة على اصوات الانفجارات والصاحية على مواعيد حظر التجول المفاجئ او اخبار سقوط قتلى جدد او اعلان هذا الفصيل السياسي او ذاك بمقاطعة العملية السياسية او تأجيل جلسة برلماننا العتيد الذي يبقى بكل ما يقال فيه وعنه وبكل ما تشوبه من عوائق ونواقص وشروخ وسرعة سلحفاتية في العمل, واحداً من افضل البرلمانات في المنطقة لأن ساحة حرية القول والفعل فيه ارحب ولأنه برلمان غير مقيد بشروط حزب معيل او ارادة شخص محدد .
نبقى في الموضوع لكي لا نبتعد عن اليونان رقعة الشعر والرومانسية والحضارة الغارقة في التاريخ واعمدة الاكروبوليس التي تجرنا آلاف السنين الى ماضي عريق .
ففي المساء كنت على موعد مع الكتاب والادباء اليونانيين المجتمعين بمناسبة مرور (40) عاماً على رحيل داعية حقوق الانسان الاشهر والاكبر (مارتين لوثر كنج) الذي قضى حياته في الدفاع عن المساواة بين البيض والسود في امريكا وناهض الحرب في فيتنام وجسدَّ بحياته ومبادئه وفكره ثورة من اجل السلام والتسامح واللاعنف , ليذهب في النهاية ضحية العنف , بعثت تحية للتجمع باسم عراق اصبح عنواناً للعنف واللاتسامح في العالم وصار يضرب به المثل .
ولكي نغير الصورة فاننا نطمح في تحشيد اكبر تراكم من الشعر والغناء والفكر والكتابة والعمل والتصميم والعزم والفن واللوحات التشكيلية والافلام السينمائية والمسرح والسياسات العقلانية من اجل استعادة المشهد الجميل لبلاد الرافدين في اذهان العالم.
قالت لي عاشقة اللون واللوحة والخيال التشكيلي العامر بالرمزية (ملاك جميل) انها ستلقي محاضرة عن اوجه التشابه بين الحضارتين اليونانية وحضارة وادي الرافدين وهذه لاشك بادرة طيبة تؤشر لحس وطني، فبين العراق واليونان تناغم لجهة الغوص في التاريخ القديم , ولكن بينهما مسافة شاسعة لجهة المشهد الراهن , فاليونان بلد اوروبي يتوق لترجمة ديمقراطية اثينا قبل آلاف السنين الى واقع حاضر يرفعه الى مصاف الدول المستمرة في التقدم والرقي, والعراق بلد تقطـَّعت به السبل وخيَّمت عليه الدكتاتورية الغاشمة التي اقحمته في حروب تدميرية وانهيار اقتصادي وتمزق اجتماعي وتشظي نفسي وتشرذم سياسي , وما اصعب مهمتنا في جمع حبات السبحة التي تناثرت ولكنها تبقى المهمة التي سنضحي من اجلها بكل ما نملك من عطاء وسنبلغها آجلاً ام عاجلاً .
اعود الى زميلي في الكلمة والشعر والكلمة المرحة الملحق الثقافي ووعده الجميل بمواصلة قراءة قصائده عليَّ وانا بطبعي اسير محراب الشعر اتلقاه كما يتلقى الرضيع صدر امه.
فلا فطام عن الشعر ولا فطام عن الحب في مواجهة حقد الارهاب وخطابه اللغوي المناهض للحياة ولكل قيمها الجميلة.
لزميلي الملحق الثقافي ايضاً مجموعة قصصية بعنوان (لا وقت لديَّ للتأمل) طبعت في اثينا عام 2007 مهداة الى من (علموني الكتابة والى والدتي وزوجتي الحبيبة وولديَّ يحيى وزكريا) وكأنه بذلك يود توزيع اكبر قدر من الحب على الاقربين الى قلبه النابض بالحيوية.
يقول (خالد التونسي) عضو اتحاد الصحفيين العرب عن هذه المجموعة “الحياة في قصص صديقي الكاتب تتوالد تلقائياً وربما هذا ما دفعني للتفكير بأن الكاتب تجاوز حد الخطر من طغيان وظيفته الادارية الدبلوماسية , لأن العمل المكتبي خاصة هو العدو اللدود للمثقف الذي يحلـَّق بخياله خارج اسوار الروتين”.
نبقى في اليونان السابحة في الماء نتواصل مع اصحاب الكلمة ورواد الثقافة لعدة ايام نجسد فيها حضور العراق على بوابات اثينا.
فمن شواطئ اليونان لوجه بغداد الجريح تحية حب وامل وتضامن.
علمنا ان سعادة السفير (حاتم الخوام) مصاب بوعكة صحية فأرسلنا له الى المستشفى باقة ورد وبطاقة حب باسم وزارة الثقافة نتمنى له فيها الشفاء والعافية.
زميلتي في العمل الفنانة التشكيلية المبدعة (ملاك جميل) ظلت في عمان معلقة على موافقة السفارة اليونانية لمنحها تأشيرة الدخول, لقد افتقدتها وافتقدت حيويتها ومرحها الناضح بالحياة والعطاء فغرمت على تسهيل التحاقها بي, ومن حسن الحظ ان الوزير اليوناني المفوض في حكومة (باياندريو) السابقة الذي دعاني الى الغداء يوم (7/4) تجاوب بحرارة مع مناشدتي له بتسهيل امر دخول سيدة الالوان وعاشقة تقاسيم وجه العراق الى اليونان المدعوَّة اصلاً من قبل منظمة (زيرفاس) اليونانية للتربية والثقافة والفنون .
حرارة الاستقبال في السفارة ولدى الاصدقاء اليونانيين انستني كل هموم ومشاعر ومتاعب الحياة اليومية في بغداد النائمة على اصوات الانفجارات والصاحية على مواعيد حظر التجول المفاجئ او اخبار سقوط قتلى جدد او اعلان هذا الفصيل السياسي او ذاك بمقاطعة العملية السياسية او تأجيل جلسة برلماننا العتيد الذي يبقى بكل ما يقال فيه وعنه وبكل ما تشوبه من عوائق ونواقص وشروخ وسرعة سلحفاتية في العمل, واحداً من افضل البرلمانات في المنطقة لأن ساحة حرية القول والفعل فيه ارحب ولأنه برلمان غير مقيد بشروط حزب معيل او ارادة شخص محدد .
نبقى في الموضوع لكي لا نبتعد عن اليونان رقعة الشعر والرومانسية والحضارة الغارقة في التاريخ واعمدة الاكروبوليس التي تجرنا آلاف السنين الى ماضي عريق .
ففي المساء كنت على موعد مع الكتاب والادباء اليونانيين المجتمعين بمناسبة مرور (40) عاماً على رحيل داعية حقوق الانسان الاشهر والاكبر (مارتين لوثر كنج) الذي قضى حياته في الدفاع عن المساواة بين البيض والسود في امريكا وناهض الحرب في فيتنام وجسدَّ بحياته ومبادئه وفكره ثورة من اجل السلام والتسامح واللاعنف , ليذهب في النهاية ضحية العنف , بعثت تحية للتجمع باسم عراق اصبح عنواناً للعنف واللاتسامح في العالم وصار يضرب به المثل .
ولكي نغير الصورة فاننا نطمح في تحشيد اكبر تراكم من الشعر والغناء والفكر والكتابة والعمل والتصميم والعزم والفن واللوحات التشكيلية والافلام السينمائية والمسرح والسياسات العقلانية من اجل استعادة المشهد الجميل لبلاد الرافدين في اذهان العالم.
قالت لي عاشقة اللون واللوحة والخيال التشكيلي العامر بالرمزية (ملاك جميل) انها ستلقي محاضرة عن اوجه التشابه بين الحضارتين اليونانية وحضارة وادي الرافدين وهذه لاشك بادرة طيبة تؤشر لحس وطني، فبين العراق واليونان تناغم لجهة الغوص في التاريخ القديم , ولكن بينهما مسافة شاسعة لجهة المشهد الراهن , فاليونان بلد اوروبي يتوق لترجمة ديمقراطية اثينا قبل آلاف السنين الى واقع حاضر يرفعه الى مصاف الدول المستمرة في التقدم والرقي, والعراق بلد تقطـَّعت به السبل وخيَّمت عليه الدكتاتورية الغاشمة التي اقحمته في حروب تدميرية وانهيار اقتصادي وتمزق اجتماعي وتشظي نفسي وتشرذم سياسي , وما اصعب مهمتنا في جمع حبات السبحة التي تناثرت ولكنها تبقى المهمة التي سنضحي من اجلها بكل ما نملك من عطاء وسنبلغها آجلاً ام عاجلاً .
اعود الى زميلي في الكلمة والشعر والكلمة المرحة الملحق الثقافي ووعده الجميل بمواصلة قراءة قصائده عليَّ وانا بطبعي اسير محراب الشعر اتلقاه كما يتلقى الرضيع صدر امه.
فلا فطام عن الشعر ولا فطام عن الحب في مواجهة حقد الارهاب وخطابه اللغوي المناهض للحياة ولكل قيمها الجميلة.
لزميلي الملحق الثقافي ايضاً مجموعة قصصية بعنوان (لا وقت لديَّ للتأمل) طبعت في اثينا عام 2007 مهداة الى من (علموني الكتابة والى والدتي وزوجتي الحبيبة وولديَّ يحيى وزكريا) وكأنه بذلك يود توزيع اكبر قدر من الحب على الاقربين الى قلبه النابض بالحيوية.
يقول (خالد التونسي) عضو اتحاد الصحفيين العرب عن هذه المجموعة “الحياة في قصص صديقي الكاتب تتوالد تلقائياً وربما هذا ما دفعني للتفكير بأن الكاتب تجاوز حد الخطر من طغيان وظيفته الادارية الدبلوماسية , لأن العمل المكتبي خاصة هو العدو اللدود للمثقف الذي يحلـَّق بخياله خارج اسوار الروتين”.
نبقى في اليونان السابحة في الماء نتواصل مع اصحاب الكلمة ورواد الثقافة لعدة ايام نجسد فيها حضور العراق على بوابات اثينا.
فمن شواطئ اليونان لوجه بغداد الجريح تحية حب وامل وتضامن.