ربما أكون مخطئا ولكنني ضد الكذب والخداع حتى مع عدوي.
إن سياسة الجاهل هي الابتعاد عن العلم والثقافة وكأنهما عدوان لدودان له, لا يرى العالم المتحضر إلا من منظاره الخاص المتخلف, على سبيل المثال يمكن أن يعتبر كفا على خد احد رفاقه المختلف معه في الرأي سياسته المفضلة ومقتنع بها ويفتخر بها أيضا أمام أمثاله لان سلاح الجاهل يده.
والمصيبة بأنه يبرر عدائه للثقافة والمثقفين بان المثقف مغرور بنفسه وانتهازي ولكن الانتهازي هو الذي يحاول المتاجرة بكل شيء في سبيل تحقيق مصالحه الشخصية ربما يكون هذا الشخص جاهلا أو مثقفا والفاعل لهذا الشيء والمتستر عليه شريكان في الخطيئة.
هناك من يوهم من حوله بأنه مناضلا عتيدا منذ أكثر من قرن, ولم يدخل السجن ساعة واحدة ولم يكسر له اصبع, بسبب نضاله ومعتقداته وكأنه يسمي الجلوس ساعة واحدة كل شهر نضالا لا نضال بعده, وحتى في هذه الساعة يتكلم عن أقاصيص ألف ليلة وليلة فلان مات, وأخر ذهب إلى هناك, وأخر كان يعطس في اجتماعاته, لان ثقافة الجاهل لاتتعدى ذلك فمن أين له ان يأتي بكل مناهل العلم والمعرفة ليسخرها ويقدمها في سبيل تطوير مجتمعه نحو الأفضل, ألا تعلمون بان كل الذين بنوا الأوطان والبلدان هم متعلمون ومثقفون, هل رأيت رئيسا أو وزيرا في كافة أرجاء المعمورة جاهلا لايحمل أية مؤهلات علمية إنا لست ضد الجاهل او ان صح التعبير الأمي, أن يأخذ دوره في النضال ولكن أن لاياخذ دور المثقف منه (بطرق ملتوية) لأنه لن يكون أهلا لها مهما تظاهر بذلك, ربما يصلح أن يكون قائدا عسكريا يعلم المقاتلين على اساليب وفنون القتال ولكن لا أتصور أبدا أن يكون قائدا سياسيا يقوم برسم سياسة بلد اوحزب ويصل بشعبه إلى بر الأمان.
إن الأمي والمتعلم لكل واحد منهم دوره في حياة المجتمعات .كل واحد منا يكمل الاخر, فلماذا التحسس من المثقف ؟ في واقع نحن بامس الحاجة إلى أقلام تكتب عن قضيتها بجدية وصدق, والى عقول نيرة ترسم لنا سياساتنا المستقبلية.
لأننا في زمن لا تجلب سياسة القوة والكف إلا الدمار والهلاك والتخلف لشعبنا, إذا علينا أن نضع الحصان أمام العربة وليس العكس!!!
وفي النهاية أخاطب ضمائركم أن تقفوا دقيقة صدق مع الذات, لا تزال هناك مجال للإصلاح فلنحافظ على الصداقة الحقيقية, والإخلاص, والمجال واسع إمامنا جميعا, لكل دوره إذا صدقت النوايا بدون أن يلغي احدنا الأخر, لكي نبعد عن مجتمعنا شبح التخلف والانعزالية, وان نسير به معا إلى الحضارة والازدهار وتحقيق ما يصبوا اليه.