بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ((البارتي))

صوت الأكراد *

في أواسط شباط اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) ، ودرست جملة من القضايا والأوضاع الدولية والإقليمية والوطنية والتنظيمية , فعلى الصعيد الدولي أبدت اللجنة المركزية ارتياحها من تطور الديمقراطيات الفتية في العالم وانحسار الأنظمة الشمولية الاستبدادية ، والتي باتت تشكل أنظمة شاذة من وجهة نظر المجتمع الدولي , كما أبدت ارتياحها وتأييدها الكامل لاستمرار العالم في السعي من أجل  نضال الشعوب لاستكمال تحررها القومي ,وهنأت الشعب الكوسوفي بإنجاز استقلاله واستجابة غالبية المجتمع الدولي لهذا الاستقلال بالتأييد والمساندة , رغم رفض البعض الآخر والذين تعاني بلدانهم من قضايا مشابهة.

 

وعلى الصعيد الإقليمي أبدت اللجنة المركزية قلقها من تطور الأوضاع الإقليمية باتجاه المزيد من التصعيد والتوتر  والتي كادت أن توصل إلى حالة صدامية مما قد تنذر بحرب إقليمية كارثية إن لم يتم تدراكه في الوقت المناسب وإن لم يتم التعامل مع القضايا الخلافية بحكمة وعقلانية , وتغليب المصالح الوطنية العليا للشعوب على مصالح الأنظمة , واستعرضت الأوضاع في لبنان والتي قد تشكل مفتاح السلم والحرب في المنطقة , وإن ما يجري على الساحة اللبنانية هو عبارة عن صراعات إقليمية ودولية يدفع الشعب اللبناني ضريبتها من سيادته التي تنتهك , ومن ديمقراطيته التي تصادر , ومن استقراره الذي بات على شفير أبواب حرب أهلية جديدة ، أو التقسيم إلى مناطق نفوذ وكانتونات في سبيل تنفيذ الاستمرارية لتنفيذ أجندة دولية وإقليمية.
كما توقف الاجتماع ملياً على التصعيد التركي الأخير على الحدود الشمالية من كردستان العراق والذي يزيد الأوضاع الإقليمية تصعيداً ويدفعها خطوات باتجاه التصعيد والتوتر واعتبرت ذلك انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والأعراف الدولية , وطالبت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي بالتحرك الفعلي واتخاذ موقف حازم من الانتهاكات التركية السافرة ضد إقليم كردستان العراق , والعمل على منع تكرارها مستقبلاً , ولجم تركيا عن معالجة قضاياها الداخلية خارج حدودها , والاستجابة لنداء العقل والمنطق الذي أطلقه الرئيس مسعود البارزاني باستعداده لمساعدة تركيا في حل القضية الكردية في كردستان تركيا بالحوار والوسائل السلمية .
كما أكد الاجتماع عن تضامنه الكامل مع التجربة الديمقراطية الفتية في إقليم كردستان العراق ,وقد توقف الاجتماع ملياً على الأوضاع الداخلية في جوانبها المتعددة ,السياسية , الاقتصادية , الإدارية , الخدمية , ورأى الاجتماع أن الأوضاع في سوريا تسير باتجاه المزيد من التدهور والاحتقان بسبب سياسات البعث وشركائه من أحزاب الجبهة في السلطة , فحالة الطوارئ والأحكام العرفية هي الأساس في التعامل مع المواطن وليس القانون , وحرية الرأي والتعبير باتت معدومة , والقوى الوطنية والديمقراطية خارج الحكم تعاني من حصار شديد في نشاطها وملاحقة أعضائها وناشطيها واعتقالهم في الكثير من الأحيان كما حصل مع مناضلي إعلان دمشق .
وأكدت اللجنة المركزية تضامنها الكامل مع معتقلي إعلان دمشق وعزمها وتصميمها على استمرار النضال داخل الإعلان , وتطوير العلاقات الداخلية فيه مع مختلف القوى الوطنية السورية باتجاه يرسخ لأفضل العلاقات النضالية بين مختلف مكونات الشعب السوري , ومختلف انتماءاته الفكرية والسياسية , وتوثيق عرى التعاون , وتعزيز الثقة والتفاهم المتبادل حول قضايا الوطن المصيرية و التي شكلت الأساس لانطلاقة إعلان دمشق , ورغم الضغوطات التي تتعرض لها قوى الإعلان فإن التفاهم والترابط بين أعضائها والتلاحم الكفاحي بينهم , والثقة العالية تزداد يوماً بعد يوم.
وأكدت اللجنة المركزية أن الإعلان بات يملك من المقومات والمعطيات التي تؤهله في المساهمة في تحقيق تغييرات ديمقراطية حقيقة في سوريا.
وتطرق الاجتماع إلى الوضع المعاشي في سوريا والذي يسير نحو الانهيار بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار وانتشار الفساد والرشوة والمحسوبية في مختلف مؤسسات ودوائر الدولة والتي باتت ظاهرة عامة , وبات الإفساد أحد الركائز الأساسية للعمل في مختلف قطاعات الدولة , وإن الأجور والرواتب حتى وإن تضاعفت فإنها لم تعد كافية لتأمين الحد الأدنى من مستوى المعيشة , ناهيكم عن البطالة المنتشرة والمتفاقمة باضطراد , وأكد الاجتماع أن هذه الأوضاع المعاشية تزداد سوءًا أكثر في المناطق الكردية بسبب السياسة الشوفينية الاقتصادية الممنهجة التي تمارسها السلطة بحق الكرد .
وعن القضية الكردية رأت اللجنة المركزية أنه لا يوجد في الأفق ما يشير إلى أية بوادر إيجابية باتجاه الانفتاح على الشعب الكردي وقضيته ولو جزئياً من قبل السلطة رغم الوعود المتكررة في هذا الصدد , بل إن التضييق على الشعب الكردي يزداد يوماً بعد آخر والإجراءات الشوفينية المختلفة لا تزال تفعل فعلها بل تزداد قسوة وعمقاً واتساعاً , ورأى الاجتماع أن تحقيق تحولات ديمقراطية حقيقية وحل القضية الكردية حلاً ديمقراطياً عادلاً على أساس شعب يعيش على أرضة التاريخية , بات من الأولويات التي لم تعد قابلة للتأجيل , لإنقاذ بلدنا سوريا وإخراجه من عنق الزجاجة الذي أوصلته إليه سياسات السلطة .
وعلى صعيد وضع الحركة الكردية أبدى الاجتماع ارتياحه الكامل من الثقة المتبادلة بين أطراف الجبهة الديمقراطية الكردية , وأكد الاجتماع عزمه على تفعيل دور الجبهة والحزب باتجاه يخدم تشكيل المرجعية الكردية المنشودة وعلى أسس واقعية وديمقراطية , كما أبدى الاجتماع ارتياحه لعلاقات الحزب مع مختلف القوى الوطنية الكردية , والعمل لاستثمار هذه العلاقات بما يحقق خطاً نضالياً متصاعداً في وجه السياسات الشوفينية تجاه شعبنا , وفي تحقيق أرقى أشكال النضال الديمقراطي السلمي وبمختلف وسائله وأساليبه دفاعاً عن الشعب الكردي وقضيته .
وفي الختام أبدى الرفاق ارتياحهم من التطور الملحوظ الذي يحققه الحزب على مختلف الصعد (السياسية- الإعلامية-التنظيمية-الجماهيرية) وأكد على ضرورة وضع الخطط والآليات التي تعزز هذا التطور , ووضع البرامج التي تحقق التطور والتطوير المستمر للحزب على أساس نهج البارزاني الخالد (نهج الكردايتي).
—-
الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )  – العدد (399) شباط 2008

 

لقراءة مواد العدد انقر هنا    denge_kurd399

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…