محمد قاسم
لو تساءلنا..
ترى من الذي يموت في العالم العربي -والمجتمعات المتخلفة- بأحكام سياسية تحت عناوين مختلفة، تكون التقارير الأمنية خلفيتها عادة…؟
ترى من الذي يموت في العالم العربي -والمجتمعات المتخلفة- بأحكام سياسية تحت عناوين مختلفة، تكون التقارير الأمنية خلفيتها عادة…؟
ومن يقضي في السجون السياسية..؟
ومن يستبعد عن العمل عموما، والعمل الإداري والسياسي في المفاصل المؤثرة ..؟
ومن يحجر على حريته وتحركه بالمحاصرة أو النفي أو ..الخ..؟
أليسوا جميعا نخبة المجتمع، فكرا، وقدرة حيوية، وإبداعا فكريا..
واجتماعيا..
وسياسيا..
وفنيا ..وعلميا..
وإداريا…الخ؟!
واجتماعيا..
وسياسيا..
وفنيا ..وعلميا..
وإداريا…الخ؟!
أليسوا جميعا، الذين تشكل الحركة عندهم فكرا وإنتاجا وإبداعا وأنشطة مختلفة فاعلة ..؟
لماذا – إذا- هذا العداء التاريخي، والمزمن، للقوى الحية، والفاعلة والبانية في المجتمع..؟!
هذه العلاقة بين السلطات وبين القوى الحية والفاعلة… كانت سائدة في مرحلة تاريخية معينة في حياة الشعوب الغربية أيضا.
فكانت محاكم التفتيش -مثلا- وكان إعدام العالم غاليليو..وكان سجن الباستيل..
وكانـت النازية..
وكانت الفاشية..
وما أنتجت من فظائع ترتجف لذكراها القلوب، وتخجل من ذكراها النفوس الحية والواعية ..!
كانت النتيجة، حربان كونيتان مدمرتان (الحرب الكونية الأولى 1914/1981 والحرب الكونية الثانية 1939/1945) والملايين من الضحايا، وآلاف الكيلومترات من المساحات المدمرة لجهة الزراعة او العمار او غير ذلك، فضلا عن آثار لا تزال تتفاعل في حياة الشعوب، ومنها آثار قنبلة هيروشيما و ناغازاكي في اليابان..
والتي قال مخترعها -بعدما عاين النتيجة الفظيعة -:
“يا إلهي ماذا صنعت..؟!
قالها متألما ونادما..
وقال شيئا شبيها ألفرد نوبل السويسري..
بعدما وجد استخدام البشر للديناميت الذي اخترعه في تدمير البشر لبعضهم بعضا، فخصص أموالا طائلة للتكفير عن ذنبه لخمسة جوائز كل عام تقدم لمن خدم البشرية في مجال السلم والعلم المفيد..
وهي المسماة “جائزة نوبل”
ولكن هذه الحالات جميعا، تركتها الشعوب الغربية خلف ظهرها ..
وأصبحت في ذمة التاريخ بكل مآسيها، ولم يبق منها سوى الذكرى التي تتجدد للعظة والعبرة ..!
يقول المثل الكردي :heger tu nezanî bi nêre li cîranî .
وترجمته: إذا كنت جاهلا فانظر ما يفعل جارك.
(أو تعلم من سلوك جارك).
والمشكلة الكبرى أننا كشعوب متخلفة، نعاني من خلل -ثقافيا – في التكوين السيكولوجي الذي ساهمت فيه عوامل تراكمت عبر الزمن منها:
الاستبداد السياسي في السلطة، دولة كانت أو حزبا، ملكية كانت أو باسم الجمهورية-
(في الواقع لا توجد دولة جمهورية في العالم العربي- ولكن توجد دولة تحت اسم الجمهورية)
فالمدلول الدقيق في الفكر السياسي للدولة، هو دولة المؤسسات التي تشكلت عبر إتباع النظام الديمقراطي في الانتخابات.
وهذا ما لا يوجد في هذه المجتمعات -ومنها العربية بل والكردية أيضا (في أحزابها) وربما بنسبة او وتيرة مختلفة بسب اختلاف الواقع ..
والاستبداد، ذو دور مؤثر جدا من الناحية السلبية، حيث تنتشر الشعاراتية غطاء لكل ما هو سلبي.
وهو خطير جدا-ومنها:
الاستبداد الأسري (الاجتماعي).
الخطأ في التربية الدينية -اعتقادا وقيما و ضوابط…
التركيبة النفسية العشائرية، والتي تجعل التظاهر والمظهرية مسلكا أساسيا في حياتها، وما يتبع ذلك من انعكاس سلبي على تكوين الشخصية الفردية.
انتشار حالة الأمية – وربما هي أخطرها-..
هذه الحالة الثقافية المختلقة، والتي لا نعترف بها إلا في معرض التنكيت -وهذا الأمر ذاته- انتشار حالة التنكيت السياسي – له دلالته في تعمق الاختلال الثقافي تربويا- وهذه مشكلة يرى فيها علم النفس استعصاء حقيقيا أمام المعالجة، وربما هذا هو السبب فعلا في استمرارنا على هذه الحالة، وعدم القدرة على تجاوزها وعلى التطور..
إذ من المعلوم –وفق علم النفس- أن المعالجة يتطلب الاعتراف بحالة الاختلال أولا.
فمن يعترف بحالة الاختلال هذه من المتنفذين-ملوكا ورؤساء ووزراء مسؤولين عموما ..الخ..؟
وكيف يتم الاعتراف، مادام هؤلاء المتنفذين يتبعون سياسة منهجية، وهو الإبقاء على جوع وجهل وخوف وتشتت شعوبهم..؟!
يشكل ذلك المناخ التربوي الملائم لحصول الاختلال، ونموه وتكريسه سيكولوجيا، ومن ثم ثقافيا بشكل دائم.
أي تصبح حالة اختلال مزمنة لا تستعصي على الحل، ولكن المعالجة تصبح صعبة.
وهذا النزوع نفسه حالة تعاني من اختلال..
لأنه ضد المسار الطبيعي لما يجب ان تكون عليه التنمية البشرية بأبعادها المختلفة وخاصة البعد التكويني للشخصية..
-الرأسمال البشري الذي ترى النظريات الاقتصادية المعاصرة أنه الأهم والأشد فعالية- وأحد الأدلة الواضحة، التنمية عبر التكنولوجيا الحديثة –الكومبيوتر وآثاره-
هؤلاء المتنفذون -رؤساء..
ملوك..
أمراء..
مسؤولون في مستويات مختلفة، منها مسؤولوا الأحزاب..الخ .
هؤلاء يرون – منذ الخلافة الأموية والعباسية وما تلاها من حالات الحكم السياسي العربي..- شعوبهم وكأنها رعايا –لا مواطنين- لذا فإن أسلوب الإدارة يتجلى في سياسة فرق تسد، والقمع الأمني في كل اتجاه.
ولذا فقد أضيف اصطلاح جديد الى الثقافة النضالية، هو “الاحتلال الداخلي” وقد درج هذا المصطلح في أدبيات المعارضات السياسية.
فاستعداء القبائل على بعضها، وتكريس الخصائص المتخلفة فيها ..
وضرب الأحزاب ببعضها..
واللعب على حبال الاختلاف الديني أو العرقي أو الطائفي..الخ .كل ذلك من وسائل ضمان الحكم.
(الهاجس الوحيد في ذهنية الحاكم العربي سابقا وحاضرا ..!).
أليست الانقلابات المستمرة، أو تضخيم الأجهزة الأمنية إلى درجة أن توصف بالدولة الأمنية،
وغير ذلك من الممارسات المنحرفة..إداريا…الخ.
أليست جميعا تعبيرا عن الرغبة في الحكم بأية وسيلة كانت..؟!
وفي هذه الحالة، كيف يمكن الوصول الى الاستقرار مادام كل جماعة -أيا كانت- تتطلع في إزالة القائمين بالعمل لتحل محلهم عنفا، ويتكرر العمل (دورة عنف دائمة) في حين حلت الشعوب المتقدمة –ببساطة- المشكلة بالتداول السلمي عبر صناديق الانتخابات.
فحل التطلع الى الكفاءة وحسن استقطاب الجماهير وسيلة فعالة للوصول الى الحكم، وتحقيق المشاركة المتبادلة بين قوى المجتمع الحية ..
وتتجه الفعالية لبناء المؤسسات، بدلا من العبودية للشخصيات والأفراد.
وقد صدق التصور، التكريس..!
ألم يتجه القائمون على الحكم الى توريث أبنائهم ..
ومنهم من فعل (سوريا)، ومنهم من لا يزال يتكتك ليفعل (مصر-ليبيا-اليمن…وغيرها).
ونحن لا نتحدث عن الملكيات والإمارات فهي من صلب ثقافتها وبنية نظامها..
وتكاد تتخذ منطق الثابت الذي لا ينبغي ان يناقش -حتى-.
إذا ربما لا نستغرب الواقع الذي تعيشه النخبة في بلاد متخلفة، فالحكم أهم من عشرات بل مئات وربما الآلاف من العلماء والمفكرين والفلاسفة والمبدعين على كل صعيد..!
وتتجه القوى المبدعة والمفكرة والفاعلة تنفيذيا..الخ لتقدم طاقاتها المبدعة الى المجتمعات الغربية (المتقدمة) وكانت شعوبها أوطانها أحق بها لو لم تهدرها القوى الحاكمة -وتغتالها- بسبب حالتها المختلة –هوسا بالحكم-..!
.يصح -هنا – القول القائل (أنا وبعدي الطوفان).
ألم يقل صدام حسين: ((لا أسلم العراق إلا أرضا بدون شعب)).
وها هو يفعلها حتى بعد موته؛ عبر مجموعات تتمول من أموال اغتصبها من قوت شعبه، ليصرفها على الدفاع عن نظام حكمه -حيا او ميتا- وعندما سقط النظام عمليا، فهو يصرفه على تمويل تهديم شعبه ووطنه..عبر المليشيات التي تحرق الصغير والكبير والدار والعمار والأخضر واليابس..الخ ولا أقصد –هنا – بالضرورة شخصية صدام وإنما نهجه ومن مثله.!
ما يحتاجه الحاكم من مستلزمات رفاهيته يستوردها بسهولة وهو ممسك بزمام أموال المواطنين باسم الضرائب، وبطريقة احتكار العمل والتجارة ..عبر أساليب لا تخطر بالبال..بدءا من تهريب المال إلى بنوك الخارج، ومرورا بشركات، بأسماء رسمية توكل إلى زبانيته ليسرق في ضوء النهار، كما أشارت بعض الأعمال الفنية (لصوص النهار) وأضيف القول: (لصوص قانونيون أو رسميون) ما داموا يفعلون ذلك في موقع يعتبر –نظريا- قانوني ..كالمسؤول، الموظف، المدير، الوزير ..الخ.
فضلا عن استغلال الوسائل الدبلوماسية والبعثات والشراكة مع رجال أعمال، و الشنتة الدبلوماسية …الخ.!
فلم يشغل الحاكم العربي، ومن مثله، نفسه بالنخبة التي لا يأتي منها سوى وجع الرأس السياسي.
هذا كله معروف ومفهوم بالنسبة للنخبة وبالنسبة للعامة ..إذا أين المشكلة؟!
بتقديري المشكلة – مرة أخرى – في السيكولوجية التي تتفاعل مع هذه الظروف دون أن تفكر ببدائل (التفكير السكوني).
وليس بالضرورة أن يكون البديل هو انقلاب أو ثورة أو عنف من أي نوع..!
لماذا لا نتجه تربويا، إلى تربية الذهنية والسيكولوجية..؟ على الأقل من النخبة والقوى المعارضة ..؟
لماذا – إذا- هذا العداء التاريخي، والمزمن، للقوى الحية، والفاعلة والبانية في المجتمع..؟!
هذه العلاقة بين السلطات وبين القوى الحية والفاعلة… كانت سائدة في مرحلة تاريخية معينة في حياة الشعوب الغربية أيضا.
فكانت محاكم التفتيش -مثلا- وكان إعدام العالم غاليليو..وكان سجن الباستيل..
وكانـت النازية..
وكانت الفاشية..
وما أنتجت من فظائع ترتجف لذكراها القلوب، وتخجل من ذكراها النفوس الحية والواعية ..!
كانت النتيجة، حربان كونيتان مدمرتان (الحرب الكونية الأولى 1914/1981 والحرب الكونية الثانية 1939/1945) والملايين من الضحايا، وآلاف الكيلومترات من المساحات المدمرة لجهة الزراعة او العمار او غير ذلك، فضلا عن آثار لا تزال تتفاعل في حياة الشعوب، ومنها آثار قنبلة هيروشيما و ناغازاكي في اليابان..
والتي قال مخترعها -بعدما عاين النتيجة الفظيعة -:
“يا إلهي ماذا صنعت..؟!
قالها متألما ونادما..
وقال شيئا شبيها ألفرد نوبل السويسري..
بعدما وجد استخدام البشر للديناميت الذي اخترعه في تدمير البشر لبعضهم بعضا، فخصص أموالا طائلة للتكفير عن ذنبه لخمسة جوائز كل عام تقدم لمن خدم البشرية في مجال السلم والعلم المفيد..
وهي المسماة “جائزة نوبل”
ولكن هذه الحالات جميعا، تركتها الشعوب الغربية خلف ظهرها ..
وأصبحت في ذمة التاريخ بكل مآسيها، ولم يبق منها سوى الذكرى التي تتجدد للعظة والعبرة ..!
يقول المثل الكردي :heger tu nezanî bi nêre li cîranî .
وترجمته: إذا كنت جاهلا فانظر ما يفعل جارك.
(أو تعلم من سلوك جارك).
والمشكلة الكبرى أننا كشعوب متخلفة، نعاني من خلل -ثقافيا – في التكوين السيكولوجي الذي ساهمت فيه عوامل تراكمت عبر الزمن منها:
الاستبداد السياسي في السلطة، دولة كانت أو حزبا، ملكية كانت أو باسم الجمهورية-
(في الواقع لا توجد دولة جمهورية في العالم العربي- ولكن توجد دولة تحت اسم الجمهورية)
فالمدلول الدقيق في الفكر السياسي للدولة، هو دولة المؤسسات التي تشكلت عبر إتباع النظام الديمقراطي في الانتخابات.
وهذا ما لا يوجد في هذه المجتمعات -ومنها العربية بل والكردية أيضا (في أحزابها) وربما بنسبة او وتيرة مختلفة بسب اختلاف الواقع ..
والاستبداد، ذو دور مؤثر جدا من الناحية السلبية، حيث تنتشر الشعاراتية غطاء لكل ما هو سلبي.
وهو خطير جدا-ومنها:
الاستبداد الأسري (الاجتماعي).
الخطأ في التربية الدينية -اعتقادا وقيما و ضوابط…
التركيبة النفسية العشائرية، والتي تجعل التظاهر والمظهرية مسلكا أساسيا في حياتها، وما يتبع ذلك من انعكاس سلبي على تكوين الشخصية الفردية.
انتشار حالة الأمية – وربما هي أخطرها-..
هذه الحالة الثقافية المختلقة، والتي لا نعترف بها إلا في معرض التنكيت -وهذا الأمر ذاته- انتشار حالة التنكيت السياسي – له دلالته في تعمق الاختلال الثقافي تربويا- وهذه مشكلة يرى فيها علم النفس استعصاء حقيقيا أمام المعالجة، وربما هذا هو السبب فعلا في استمرارنا على هذه الحالة، وعدم القدرة على تجاوزها وعلى التطور..
إذ من المعلوم –وفق علم النفس- أن المعالجة يتطلب الاعتراف بحالة الاختلال أولا.
فمن يعترف بحالة الاختلال هذه من المتنفذين-ملوكا ورؤساء ووزراء مسؤولين عموما ..الخ..؟
وكيف يتم الاعتراف، مادام هؤلاء المتنفذين يتبعون سياسة منهجية، وهو الإبقاء على جوع وجهل وخوف وتشتت شعوبهم..؟!
يشكل ذلك المناخ التربوي الملائم لحصول الاختلال، ونموه وتكريسه سيكولوجيا، ومن ثم ثقافيا بشكل دائم.
أي تصبح حالة اختلال مزمنة لا تستعصي على الحل، ولكن المعالجة تصبح صعبة.
وهذا النزوع نفسه حالة تعاني من اختلال..
لأنه ضد المسار الطبيعي لما يجب ان تكون عليه التنمية البشرية بأبعادها المختلفة وخاصة البعد التكويني للشخصية..
-الرأسمال البشري الذي ترى النظريات الاقتصادية المعاصرة أنه الأهم والأشد فعالية- وأحد الأدلة الواضحة، التنمية عبر التكنولوجيا الحديثة –الكومبيوتر وآثاره-
هؤلاء المتنفذون -رؤساء..
ملوك..
أمراء..
مسؤولون في مستويات مختلفة، منها مسؤولوا الأحزاب..الخ .
هؤلاء يرون – منذ الخلافة الأموية والعباسية وما تلاها من حالات الحكم السياسي العربي..- شعوبهم وكأنها رعايا –لا مواطنين- لذا فإن أسلوب الإدارة يتجلى في سياسة فرق تسد، والقمع الأمني في كل اتجاه.
ولذا فقد أضيف اصطلاح جديد الى الثقافة النضالية، هو “الاحتلال الداخلي” وقد درج هذا المصطلح في أدبيات المعارضات السياسية.
فاستعداء القبائل على بعضها، وتكريس الخصائص المتخلفة فيها ..
وضرب الأحزاب ببعضها..
واللعب على حبال الاختلاف الديني أو العرقي أو الطائفي..الخ .كل ذلك من وسائل ضمان الحكم.
(الهاجس الوحيد في ذهنية الحاكم العربي سابقا وحاضرا ..!).
أليست الانقلابات المستمرة، أو تضخيم الأجهزة الأمنية إلى درجة أن توصف بالدولة الأمنية،
وغير ذلك من الممارسات المنحرفة..إداريا…الخ.
أليست جميعا تعبيرا عن الرغبة في الحكم بأية وسيلة كانت..؟!
وفي هذه الحالة، كيف يمكن الوصول الى الاستقرار مادام كل جماعة -أيا كانت- تتطلع في إزالة القائمين بالعمل لتحل محلهم عنفا، ويتكرر العمل (دورة عنف دائمة) في حين حلت الشعوب المتقدمة –ببساطة- المشكلة بالتداول السلمي عبر صناديق الانتخابات.
فحل التطلع الى الكفاءة وحسن استقطاب الجماهير وسيلة فعالة للوصول الى الحكم، وتحقيق المشاركة المتبادلة بين قوى المجتمع الحية ..
وتتجه الفعالية لبناء المؤسسات، بدلا من العبودية للشخصيات والأفراد.
وقد صدق التصور، التكريس..!
ألم يتجه القائمون على الحكم الى توريث أبنائهم ..
ومنهم من فعل (سوريا)، ومنهم من لا يزال يتكتك ليفعل (مصر-ليبيا-اليمن…وغيرها).
ونحن لا نتحدث عن الملكيات والإمارات فهي من صلب ثقافتها وبنية نظامها..
وتكاد تتخذ منطق الثابت الذي لا ينبغي ان يناقش -حتى-.
إذا ربما لا نستغرب الواقع الذي تعيشه النخبة في بلاد متخلفة، فالحكم أهم من عشرات بل مئات وربما الآلاف من العلماء والمفكرين والفلاسفة والمبدعين على كل صعيد..!
وتتجه القوى المبدعة والمفكرة والفاعلة تنفيذيا..الخ لتقدم طاقاتها المبدعة الى المجتمعات الغربية (المتقدمة) وكانت شعوبها أوطانها أحق بها لو لم تهدرها القوى الحاكمة -وتغتالها- بسبب حالتها المختلة –هوسا بالحكم-..!
.يصح -هنا – القول القائل (أنا وبعدي الطوفان).
ألم يقل صدام حسين: ((لا أسلم العراق إلا أرضا بدون شعب)).
وها هو يفعلها حتى بعد موته؛ عبر مجموعات تتمول من أموال اغتصبها من قوت شعبه، ليصرفها على الدفاع عن نظام حكمه -حيا او ميتا- وعندما سقط النظام عمليا، فهو يصرفه على تمويل تهديم شعبه ووطنه..عبر المليشيات التي تحرق الصغير والكبير والدار والعمار والأخضر واليابس..الخ ولا أقصد –هنا – بالضرورة شخصية صدام وإنما نهجه ومن مثله.!
ما يحتاجه الحاكم من مستلزمات رفاهيته يستوردها بسهولة وهو ممسك بزمام أموال المواطنين باسم الضرائب، وبطريقة احتكار العمل والتجارة ..عبر أساليب لا تخطر بالبال..بدءا من تهريب المال إلى بنوك الخارج، ومرورا بشركات، بأسماء رسمية توكل إلى زبانيته ليسرق في ضوء النهار، كما أشارت بعض الأعمال الفنية (لصوص النهار) وأضيف القول: (لصوص قانونيون أو رسميون) ما داموا يفعلون ذلك في موقع يعتبر –نظريا- قانوني ..كالمسؤول، الموظف، المدير، الوزير ..الخ.
فضلا عن استغلال الوسائل الدبلوماسية والبعثات والشراكة مع رجال أعمال، و الشنتة الدبلوماسية …الخ.!
فلم يشغل الحاكم العربي، ومن مثله، نفسه بالنخبة التي لا يأتي منها سوى وجع الرأس السياسي.
هذا كله معروف ومفهوم بالنسبة للنخبة وبالنسبة للعامة ..إذا أين المشكلة؟!
بتقديري المشكلة – مرة أخرى – في السيكولوجية التي تتفاعل مع هذه الظروف دون أن تفكر ببدائل (التفكير السكوني).
وليس بالضرورة أن يكون البديل هو انقلاب أو ثورة أو عنف من أي نوع..!
لماذا لا نتجه تربويا، إلى تربية الذهنية والسيكولوجية..؟ على الأقل من النخبة والقوى المعارضة ..؟
فلا تنبطح أمام الظاهرة ..
وتتخذ التملق والخنوع والخضوع السلبي وسيلة في الحياة سواء للاقتراب من السلطات أو في التعامل مع المصلحة..
وتتخذ التملق والخنوع والخضوع السلبي وسيلة في الحياة سواء للاقتراب من السلطات أو في التعامل مع المصلحة..