كفاح محمود كريم
منذ فترة فاجأني مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى وذو تاريخ معروف لدى الإعلاميين العرب في حروبه وجولاته في جبهات القتال، وهو في أروقة واستوديوهات قناة الجزيرة القطرية المثيرة للجدل في كل الأوساط السياسية والنخبوية في الشرق الأوسط، وكم كانت مثيرة تلك الألفة بين المسؤول الإسرائيلي والعاملين في القناة ذكورا وإناثا، القناة الأكثر إثارة وجذبا للرأي العام العربي في موضوعات تحرير فلسطين وإعلان الجهاد على الطريقة القرضاوية تارة أو على طريقة القائد الضرورة تارة أخرى ومن النهر إلى البحر.
وربما نجحت تلك المفاجأة في إعادتي قليلا إلى بدايات القرن الماضي وتحديدا إلى الثالث من كانون ثاني 1919 حينما وقع فيصل ابن شريف مكة (الحسين بن علي) والذي أصبح فيما بعد ملكا للعراق، وكان حينذاك ممثلا للمملكة العربية الحجازية، اتفاقية (فيصل_ وايزمان) مع الدكتور حاييم وايزمان ممثل المنظمة الصهيونية، والتي جاء في ديباجتها: ( إن الطرفان يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي…الخ )*، حيث نصت الاتفاقية على تعاون الطرفين لتنفيذ وعد بلفور الصادر في الثاني من نوفمبر 1917م بما في ذلك اتخاذ جميع الاجرءات لتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين وعلى مدى واسع.
وقد كادت تلك اللقطات الأليفة بين كادر المحطة والقائد الإسرائيلي أن تنسيني عشرات أو لعله المئات من الاجتماعات واللقاءات الأخوية العربية الإسرائيلية من غزة إلى القاهرة والرباط وعمان ودبي والدوحة وبقية الحواضر العربية الأخرى.
ولست هنا لتسجيل (مفاجأتي) جميعها فمعظم المواطنين في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في المحيط العربي يعيشون حياتهم كلها بالمفاجآت والـ (الجفلات) سواء كانوا نياما أم نصف نيام، بقدر محاولتي في التعرف على بعض أوجه التعاطي مع كثير من الأمور وربما العلاقة مع إسرائيل واحدة من أكثر المواضيع المثيرة للجدل وللعواطف الإنسانية هنا في المحيطين العربي والإسلامي، ولنرى:
إذا أردنا أن نغض النظر عن الاتصالات السرية التي كانت تجري على قدم وساق بين معظم الأنظمة السياسية العربية من المغرب وشقيقاتها هناك في شمال أفريقيا إلى قبلة الأنظار والجيوب عند تخوم الخليج وبلاد الشام وأردننا الصامد، منذ حربنا الجهادية الأولى في أربعينيات القرن الماضي التي أوهمنا فيها العالم بأننا نحن العراقيون آكلة لحوم البشر حينما أشاع الإعلام العربي والمخابراتي آنذاك رواية سلق أحد الجنود الإسرائيليين الأسرى أمام أقرانه، وحتى أكتوبر العبور إلى ضفة جوزيف سيسكو و (الاسطة كيسنجر)، والتي فضح الكثير منها وما زال القليل الغالي طي الكتمان إلى أن يأذن الله والراسخون في العلم أو يرحل صاحب السر في انقلاب أو احتلال أو هروب!
فإننا سنتحدث عن علاقة إسرائيل المعلنة مع معظم قادتنا العظام وثوارنا الأشاوس ومحرري قدسنا الشريف من (الشهيد) ياسر عرفات إلى أمير المؤمنين في غزة الإسلام والمسلمين إسماعيل بهية وصحبته الأجلاء في حماس الجهاد والمجاهدين، مرورا ببطل التحرير القومي الذي مات ولم تحقق الأمة أهدافه في قطعة ارض على حدود إسرائيل، إلى أحفاد بيت النبوة الكرام في مغربنا وأردننا وإيراننا وصولا إلى التابعين الأخيار من ملوكنا وأمرائنا وقادتنا المناضلين جدا جدا عند ضفاف الخليج الأملس والبحر الأبيض ومرورا بخلفائنا المجاهدين والمعطرين بدماء المفخخات والتذبيح من أفغانستان إلى عراق المقاومات والمزايدات والتزاوجات الجهادية والبعثوية والعروبية، ولبنان النصر الإلهي الذي يشابه انتصاراتنا العظيمة جدا في القادسية الثانية وأم المعارك العظمى والحواسم التي نجني ثمارها الآن شرقا وجنوبا وغربا ووسطا وأكثر من ستمائة مليار دولار فقط في ذمة العراقيين والعراقيات الماجدات.
وقبل الخوض في تفاصيل تلك العلاقات ربما يكون سؤالا كهذا مدخلا لكثير من أسرار تلك العلاقات المدهشة والمثيرة أحيانا والمقززة أحيانا أخرى!
مَن مِن هؤلاء جميعا ممن ذكرتهم أعلاه لم يتمتع بعلاقة خاصة جدا أو عامة مع إسرائيل سواء بشكل مباشر أو عن طريق الأحباب منذ تأسست إسرائيل وحتى يومنا هذا وعلى أرفع أو أعرض المستويات؟
وبالتأكيد سيجيب الكثير منهم بالنفي طبعا وهو كاذب ومراوغ وما زال يؤمن بان الجماهير ما هي إلا قطعان ماشية ولا يجوز لها أن تعرف الكثير من بواطن الأشياء أو تطلع على أسرار النضال والجهاد الليلي لقادتها الجدا ميامين.
لقد كانت العلاقات العربية الإسرائيلية غاية في الود منذ مليك إمارة شرق الأردن الأول وحتى جلالة الملك المرحوم في المملكة المغربية مرورا بأمراء وملوك العشائر والقبائل والأسر على الضفاف الدافئة والرؤساء الضروريين جدا (جمع الرئيس الضرورة) لمهازل هذه الدول وعنترياتها الساذجة والمقززة في تخدير شعوبها وتسطيح عقولهم في صراع أداموه أكثر من ستين عاما، للحفاظ على كراسيهم وامتيازاتهم وأهانوا شعبا عريقا مكافحا لو تركوه لوحده أن يقرر مصيره لكان اليوم غير ما هو عليه الآن من تذابح وتقاتل وتقهقر.
ويتذكر العرب جيدا تلك المليارات التي تم تقديمها كرشاوى لرؤساء الدول الإفريقية لقطع علاقاتها مع إسرائيل التي ما لبثت أن عاودت وأعادت علاقتها أقوى من ذي قبل مع الكيان الصهيوني، بل وزادت في إضافتها موريتانيا وجيبوتي وجزر القمر إلى قائمة الأصدقاء مع دويلة بني صهيون!؟
لقد تمتعت كل الأنظمة العربية من المغرب وحتى عُمان، مرورا بكل دول الخليج بما فيها بلاد الحرمين وما بين النهرين وبلاد الشام أو سوريا العظمى كما يشتهي البعض حينما يريد إدغام لبنان والأردن مع بلاد الأسود كما تفعل جارتنا الغالية جدا تركيا في ايماءآتها بإدغام (وصلة كاع) من شمال العراق (!)
وإذا كان الرئيس محمد أنور السادات أشجع من أعلن عن علاقته دون مواربة أو نفاق أو كذب، وذهب أمام الملأ ليخطب في الكنيست الإسرائيلي بشجاعة الفرسان، فأن الآخرين ادعوا بأنهم أعداء الدنيا والآخرة مع بني صهيون بينما كشفت الأيام تباعا علاقة معظم الذين كانوا يزايدون بعداء إسرائيل وبقذفها إلى البحر سواء بشكل مباشر أو عن طريق أولياء النعمة في واشنطون ولندن وباريس، أو من خلال الخدمات الجليلة المقدمة إليها بصواريخ سكود الذهبية التسعة والثلاثين وبغزوات الكويت وقبلها كوردستان وإيران.
وخلال أكثر من نصف قرن خاضت هذه الأنظمة وملوكها ورؤسائها حروبا بائسة بشعوبها وقودا وحطبا حفاظا على كراسيها وتدميرا لأي قوة يمكن أن تؤثر على ناصيتها في الحكم.
واستمرت إسرائيل في تطورها العسكري والمدني بينما تقهقرت تلك الأنظمة الفاسدة وانزوت في زوايا محاربة شعوبها وتبذير ثرواتها الوطنية في حروب وصراعات ومشاريع فوضوية وتحت مسميات بائسة كما حصل في العراق خلال أكثر من ثلاثين عاما وما يحصل في كثير من بلدان المنطقة وتحت نفس التسميات وباستخدام أسلحة فاسدة ومزرية ومثيرة للاشمئزاز تلك التي يطلقون عليها تسمية العلاقة مع إسرائيل.
ويتذكر العراقيون والعرب في بلدانهم مئات الآلاف من الذين تمت تصفيتهم بتهمة العلاقة أو العمالة لإسرائيل والامبريالية والرجعية بمجرد معارضتهم لتلك الأنظمة الفاسدة في حكمها وثقافتها ومبادئها، والتي كانت وما زالت في أجهزة إعلامها تستخدم نفس تلك اللغة في التعامل مع شعوبها، وما يحصل الآن في أوساط إعلامية وغيرها من تشبيه إقليم كوردستان العراق بإسرائيل الثانية ما هو إلا نتاج تلك الثقافة البائسة والمقززة في إشاعة الكراهية للآخرين باستخدام أسلحة فاسدة ومزرية كاتهام الآخرين بالعلاقة مع إسرائيل وهم الغارقون حتى أذنيهم في علاقات تجارية أكثر دناسة من أي علاقة أخرى مع إسرائيل وغيرها في التآمر على العراق أو غيره من بلدان المنطقة وشعوبها، وإشاعة الإرهاب والعنف والأحقاد بين مكونات العراق ومذاهبه واستقدام عصابات الجريمة المنظمة من مختلف البلدان الأجنبية سواء من دول الجوار أو غيرها والتعاون مع كثير من أجهزة المخابرات الدولية لتعطيل الحياة في العراق، واحتضانها والعمل تحت أمرتها وتوجيهاتها لتحويل العراق إلى حفنة من تراب كما تعهد الرئيس السابق صدام حسين إذا ما تمت إزاحته عن السلطة.
لقد أثبتت التجارب والسنين الماضية إن أكثر الناس ادعاءاً بمعاداة إسرائيل هم أكثرهم علاقة وتنسيقا معها وراء الكواليس، وإن الذين ما زالوا يتاجرون بهذه البضائع هم أكثر التجار ربحا في علاقاتهم مع كل المتناقضات في بلادنا وما حولها من خلال انتهازيتهم وميكافيليتهم التي تعلموها في مدارس النظام السابق واقرأنه في المنطقة.
وقد كادت تلك اللقطات الأليفة بين كادر المحطة والقائد الإسرائيلي أن تنسيني عشرات أو لعله المئات من الاجتماعات واللقاءات الأخوية العربية الإسرائيلية من غزة إلى القاهرة والرباط وعمان ودبي والدوحة وبقية الحواضر العربية الأخرى.
ولست هنا لتسجيل (مفاجأتي) جميعها فمعظم المواطنين في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في المحيط العربي يعيشون حياتهم كلها بالمفاجآت والـ (الجفلات) سواء كانوا نياما أم نصف نيام، بقدر محاولتي في التعرف على بعض أوجه التعاطي مع كثير من الأمور وربما العلاقة مع إسرائيل واحدة من أكثر المواضيع المثيرة للجدل وللعواطف الإنسانية هنا في المحيطين العربي والإسلامي، ولنرى:
إذا أردنا أن نغض النظر عن الاتصالات السرية التي كانت تجري على قدم وساق بين معظم الأنظمة السياسية العربية من المغرب وشقيقاتها هناك في شمال أفريقيا إلى قبلة الأنظار والجيوب عند تخوم الخليج وبلاد الشام وأردننا الصامد، منذ حربنا الجهادية الأولى في أربعينيات القرن الماضي التي أوهمنا فيها العالم بأننا نحن العراقيون آكلة لحوم البشر حينما أشاع الإعلام العربي والمخابراتي آنذاك رواية سلق أحد الجنود الإسرائيليين الأسرى أمام أقرانه، وحتى أكتوبر العبور إلى ضفة جوزيف سيسكو و (الاسطة كيسنجر)، والتي فضح الكثير منها وما زال القليل الغالي طي الكتمان إلى أن يأذن الله والراسخون في العلم أو يرحل صاحب السر في انقلاب أو احتلال أو هروب!
فإننا سنتحدث عن علاقة إسرائيل المعلنة مع معظم قادتنا العظام وثوارنا الأشاوس ومحرري قدسنا الشريف من (الشهيد) ياسر عرفات إلى أمير المؤمنين في غزة الإسلام والمسلمين إسماعيل بهية وصحبته الأجلاء في حماس الجهاد والمجاهدين، مرورا ببطل التحرير القومي الذي مات ولم تحقق الأمة أهدافه في قطعة ارض على حدود إسرائيل، إلى أحفاد بيت النبوة الكرام في مغربنا وأردننا وإيراننا وصولا إلى التابعين الأخيار من ملوكنا وأمرائنا وقادتنا المناضلين جدا جدا عند ضفاف الخليج الأملس والبحر الأبيض ومرورا بخلفائنا المجاهدين والمعطرين بدماء المفخخات والتذبيح من أفغانستان إلى عراق المقاومات والمزايدات والتزاوجات الجهادية والبعثوية والعروبية، ولبنان النصر الإلهي الذي يشابه انتصاراتنا العظيمة جدا في القادسية الثانية وأم المعارك العظمى والحواسم التي نجني ثمارها الآن شرقا وجنوبا وغربا ووسطا وأكثر من ستمائة مليار دولار فقط في ذمة العراقيين والعراقيات الماجدات.
وقبل الخوض في تفاصيل تلك العلاقات ربما يكون سؤالا كهذا مدخلا لكثير من أسرار تلك العلاقات المدهشة والمثيرة أحيانا والمقززة أحيانا أخرى!
مَن مِن هؤلاء جميعا ممن ذكرتهم أعلاه لم يتمتع بعلاقة خاصة جدا أو عامة مع إسرائيل سواء بشكل مباشر أو عن طريق الأحباب منذ تأسست إسرائيل وحتى يومنا هذا وعلى أرفع أو أعرض المستويات؟
وبالتأكيد سيجيب الكثير منهم بالنفي طبعا وهو كاذب ومراوغ وما زال يؤمن بان الجماهير ما هي إلا قطعان ماشية ولا يجوز لها أن تعرف الكثير من بواطن الأشياء أو تطلع على أسرار النضال والجهاد الليلي لقادتها الجدا ميامين.
لقد كانت العلاقات العربية الإسرائيلية غاية في الود منذ مليك إمارة شرق الأردن الأول وحتى جلالة الملك المرحوم في المملكة المغربية مرورا بأمراء وملوك العشائر والقبائل والأسر على الضفاف الدافئة والرؤساء الضروريين جدا (جمع الرئيس الضرورة) لمهازل هذه الدول وعنترياتها الساذجة والمقززة في تخدير شعوبها وتسطيح عقولهم في صراع أداموه أكثر من ستين عاما، للحفاظ على كراسيهم وامتيازاتهم وأهانوا شعبا عريقا مكافحا لو تركوه لوحده أن يقرر مصيره لكان اليوم غير ما هو عليه الآن من تذابح وتقاتل وتقهقر.
ويتذكر العرب جيدا تلك المليارات التي تم تقديمها كرشاوى لرؤساء الدول الإفريقية لقطع علاقاتها مع إسرائيل التي ما لبثت أن عاودت وأعادت علاقتها أقوى من ذي قبل مع الكيان الصهيوني، بل وزادت في إضافتها موريتانيا وجيبوتي وجزر القمر إلى قائمة الأصدقاء مع دويلة بني صهيون!؟
لقد تمتعت كل الأنظمة العربية من المغرب وحتى عُمان، مرورا بكل دول الخليج بما فيها بلاد الحرمين وما بين النهرين وبلاد الشام أو سوريا العظمى كما يشتهي البعض حينما يريد إدغام لبنان والأردن مع بلاد الأسود كما تفعل جارتنا الغالية جدا تركيا في ايماءآتها بإدغام (وصلة كاع) من شمال العراق (!)
وإذا كان الرئيس محمد أنور السادات أشجع من أعلن عن علاقته دون مواربة أو نفاق أو كذب، وذهب أمام الملأ ليخطب في الكنيست الإسرائيلي بشجاعة الفرسان، فأن الآخرين ادعوا بأنهم أعداء الدنيا والآخرة مع بني صهيون بينما كشفت الأيام تباعا علاقة معظم الذين كانوا يزايدون بعداء إسرائيل وبقذفها إلى البحر سواء بشكل مباشر أو عن طريق أولياء النعمة في واشنطون ولندن وباريس، أو من خلال الخدمات الجليلة المقدمة إليها بصواريخ سكود الذهبية التسعة والثلاثين وبغزوات الكويت وقبلها كوردستان وإيران.
وخلال أكثر من نصف قرن خاضت هذه الأنظمة وملوكها ورؤسائها حروبا بائسة بشعوبها وقودا وحطبا حفاظا على كراسيها وتدميرا لأي قوة يمكن أن تؤثر على ناصيتها في الحكم.
واستمرت إسرائيل في تطورها العسكري والمدني بينما تقهقرت تلك الأنظمة الفاسدة وانزوت في زوايا محاربة شعوبها وتبذير ثرواتها الوطنية في حروب وصراعات ومشاريع فوضوية وتحت مسميات بائسة كما حصل في العراق خلال أكثر من ثلاثين عاما وما يحصل في كثير من بلدان المنطقة وتحت نفس التسميات وباستخدام أسلحة فاسدة ومزرية ومثيرة للاشمئزاز تلك التي يطلقون عليها تسمية العلاقة مع إسرائيل.
ويتذكر العراقيون والعرب في بلدانهم مئات الآلاف من الذين تمت تصفيتهم بتهمة العلاقة أو العمالة لإسرائيل والامبريالية والرجعية بمجرد معارضتهم لتلك الأنظمة الفاسدة في حكمها وثقافتها ومبادئها، والتي كانت وما زالت في أجهزة إعلامها تستخدم نفس تلك اللغة في التعامل مع شعوبها، وما يحصل الآن في أوساط إعلامية وغيرها من تشبيه إقليم كوردستان العراق بإسرائيل الثانية ما هو إلا نتاج تلك الثقافة البائسة والمقززة في إشاعة الكراهية للآخرين باستخدام أسلحة فاسدة ومزرية كاتهام الآخرين بالعلاقة مع إسرائيل وهم الغارقون حتى أذنيهم في علاقات تجارية أكثر دناسة من أي علاقة أخرى مع إسرائيل وغيرها في التآمر على العراق أو غيره من بلدان المنطقة وشعوبها، وإشاعة الإرهاب والعنف والأحقاد بين مكونات العراق ومذاهبه واستقدام عصابات الجريمة المنظمة من مختلف البلدان الأجنبية سواء من دول الجوار أو غيرها والتعاون مع كثير من أجهزة المخابرات الدولية لتعطيل الحياة في العراق، واحتضانها والعمل تحت أمرتها وتوجيهاتها لتحويل العراق إلى حفنة من تراب كما تعهد الرئيس السابق صدام حسين إذا ما تمت إزاحته عن السلطة.
لقد أثبتت التجارب والسنين الماضية إن أكثر الناس ادعاءاً بمعاداة إسرائيل هم أكثرهم علاقة وتنسيقا معها وراء الكواليس، وإن الذين ما زالوا يتاجرون بهذه البضائع هم أكثر التجار ربحا في علاقاتهم مع كل المتناقضات في بلادنا وما حولها من خلال انتهازيتهم وميكافيليتهم التي تعلموها في مدارس النظام السابق واقرأنه في المنطقة.
* جورج انطونيوس / يقظة العرب، تاريخ حركة العرب القومية.