العلم العراقي … ثانية !؟

  كفاح محمود كريم
    

    ربما يتجاهل البعض حقيقة ما كان يحدث بعد كل انقلاب منذ قيام دولة العراق وحتى سقوط شكلها المتخلف الذي استمر قرابة الثماني عقود ونيف، وما كان يحدث من تصفيات دموية لكل ما له علاقة بالانقلاب الذي قبله من رجال ونساء واموال ورموز، حتى إن العلم العراقي واحد من اكثر اعلام الدول في العالم تغيرا، حيث كان يتم ابداله بعلم اخر وفق مزاجات وتصورات قادة اي انقلاب من انقلاباته.
    وربما ايضا هذه هي المرة الاولى التي سيقرر العراقيون جميعا شكل علمهم القادم رغم انه قد تأخر كثيرا قياسا بما كان يحدث في تاريخه، الا إن المثير للعجب هو الدفاع الغريب (من غير البعثيين أو الذين فقدوا مصالحهم بغياب البعث عن السلطة) عن هذا النموذج الذي طلب الكثير من الوطنيين العراقيين تبديله او احداث تغيير في مكوناته اللونية والرمزية بعيدا عن ما كان يرمز اليه ويمثله من حقبة يفترض إنها ولت دونما رجعة.

  واذا كان للبعثيين او ممن فقدوا امتيازاتهم وحواسمهم بسقوط النظام السابق حق الدفاع عن جزء من تراثهم وثقافتهم ورمز دمويتهم في شكل العلم العراقي، فبماذا نبرر ازدواجية ونفاق بل ودفاع الاخرين ممن يعلنون ليل نهار بانهم كانوا ضد النظام السابق ومن ضحاياه وبواسطة هذه الاقاويل والادعاءات اخترقوا صفوف مجلس النواب والحكومة ومفاصل الدولة الجديدة وادعوا إنهم يناضلون ضد دكتاتورية صدام حسين التي صاغت وشرعت واصدرت قانون العلم العراقي الصادر من مجلس قيادة الثورة عام 1986 وفي ما يلي نصه:

                                 قرار رقم 202
باسم الشعب
مجلس قيادة الثورة
استاناداً الى أحكام الفقرة(أ) من المادة الثانية والاربعين من الدستور.
قرر مجلس قيادة الثورة بجلسته المنعقدة بتاريخ 8/3/1986.

اصدار القانون الاتي:

رقم (33) لسنة 1986
قانون
علم العـــــــراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المادة الاولى: يقصد في هذا القانون بــ(العلم) العلم الرسمي لدولة العراق وبـ(النظام) النظام المنصوص عليه في المادة الثانية عشرة من هذا القانون.
المادة الثانية: اولا_ يكون شكل العلم مستطيلا يبلغ عرضه ثلثي طوله، وينقسم الى ثلاثة مستطيلات افقية متساوية الابعاد، ويكون الاعلى منها احمر، والاوسط ابيض والاسفل اسود، وتكون في الاوسط منها ثلاث نجوم خضراء خماسية الزوايا وتتجه الذؤابة العليا لكل نجمة الى الاعلى تماما، وتكون الزوايا الخارجية لكل منها بمقدار 108 درجات، وتكون المسافات متساوية بين كل نجمة واخرى وبينها وبين حافتي العلم، وذلك وفق الشكل الملحق بهذا القانون.
ثانيا_ تمثل الوان العلم العراقي الوان الرايات العربية التي استخدمت في التأريخ العربي منذ فجر الاسلام حتى الوقت الحاضر، وتمثل النجوم الثلاث مبادئ الوحدة والحرية والاشتراكية.
ان هذه الراية قد قاتل بطلها شعب العراق في قادسية صدام المجيدة وقدم في سبيلها التضحيات دفاعا عن الوطن وحرية الشعب واستقلاله، وهي تمثل سمات العطاء والشهادة والتضحية التي اتضحت في هذه المعركة المجيدة.
المادة الثالثة: لا ينكس ولا يخفض العلم في أي مناسبة، ولا يعلو عليه عند رفعه في أي مكان في العراق اي علم اخر يرفع معه في المكان نفسه، ويكون دائما في مكان الشرف عند رفعه في العراق مع علم دولة او اعلام دول اخرى او غيرها من اعلام، ويحدد في النظام مكان الشرف في كل حالة من الحالات التي تقتضي تحديده.
المادة الرابعة: تحدد البنايات التي يرفع عليها ومراسم رفعه والايام التي يرفع فيها في النظام.
المادة الخامسة: يجوز رفع العلم على وسائط النقل الرسمية، وتحدد حالات رفعه والوسائط التي يرفع عليها في النظام، مع مراعاة قواعد التعامل الدولي.
المادة السادسة: يرفع العلم عند شروق الشمس وينزل عند غروبها عدا ما يستثنى في النظام.
المادة السابعة: يرفع العلم وينزل وفق المراسم العسكرية، عدا ما يستثنى في النظام.
المادة الثامنة: لا يجوز رفع العلم على سارية في البنايات غير الرسمية.
المادة التاسعة: لا يجوز صنع العلم او طبعه بأي شكل من الاشكال ولا بيعه الا بأذن من وزير الثقافة والاعلام، وتحدد شروط منح الاذن بنظام.
المادة العاشرة: تحدد في النظام شروط استعمال العلم للزينة في المناسبات الوطنية والقومية والاحتفالات.
المادة الحادية عشرة:اولا_ لايجوز رفع العلم اذا كان غير صالح للاستعمال من حيث تغير الوانه او تمزقه.
ثانيا_ اذا اصبح العلم غير صالح للاستعمال يتلف سرا بطريقة تصون حرمته.
المادة الثانية عشرة: يصدر نظام لتسهيل تنفيذ احكام هذا القانون.
المادة الثالثة عشرة: يلغى قانون العلم الوطني رقم (28) لسنة 1962 .
المادة الرابعة عشرة: ينفذ هذا القانون من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية ويتولى الوزراء تنفيذ احكامه.

صدام حسين
رئيس مجلس قيادة الثورة

                                الاسباب الموجبة

كانت الراية في تأريخ العراق والتأريخ العربي بشكل عام رمزا مهما من رموز الكرامة والعزة الوطنية والقومية، وقد اولاها اجدادنا أهمية متميزة سواء في دفاعهم عن مبادئهم أو في احتفالاتهم الوطنية، واعتزازاً من ثورة السابع عشر/الثلاثين من تموز المجيدة بالعلم العراقي وما يمثله من قيم الرفعة والاعتزاز بالرمز الوطني، ونظرا لاهمية الاحكام والمراسم المتعلقة بالعلم، ولعدم تضمين قانون العلم الوطني رقم 28 لسنة 1963 لكل هذه الاحكام والمراسم فقد شرع هذا القانون(*).

(*) نشر القانونان (32 و 33 ) في جريدة الوقائع العراقية العدد (3090 ) الصادر في 24/3/1986 .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

النقل عن الفرنسية إبراهيم محمود باريس – أكد البروفيسور حميد بوزأرسلان على ضرورة تحقيق الكُرد للاندماج الداخلي، وشدد على أن المسألة الكردية، بسبب الاستعمار فوق الوطني لكردستان، لا تقتصر على دولة واحدة بل هي شأن إقليمي. وتحدثت وكالة الأنباء ANF عن المسألة الكردية مع حميد بوزأرسلان، مؤرخ وعالم سياسي متخصص في الشرق الأوسط وتركيا والمسألة الكردية، يقوم بالتدريس في كلية…

درويش محما* خلال الاعوام الستة الماضية، لم اتابع فيها نشرة اخبار واحدة، وقاطعت كل منتج سياسي الموالي منه والمعادي، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم اتواصل معها ولا من خلالها، والكتابة لم اعد اكتب واصبحت جزءا من الماضي، كنت طريح الخيبة والكآبة، محبطا يائسا وفاقدا للامل، ولم أتصور للحظة واحدة خلال كل هذه الأعوام ان يسقط الاسد ويهزم. صباح يوم…

إبراهيم اليوسف من الخطة إلى الخيبة لا تزال ذاكرة الطفولة تحمل أصداء تلك العبارات الساخرة التي كان يطلقها بعض رجال القرية التي ولدت فيها، “تل أفندي”، عندما سمعت لأول مرة، في مجالسهم الحميمة، عن “الخطة الخمسية”. كنت حينها ابن العاشرة أو الحادية عشرة، وكانوا يتهكمون قائلين: “عيش يا كديش!”، في إشارة إلى عبثية الوعود الحكومية. بعد سنوات قليلة،…

سمير عطا الله ظهر عميد الكوميديا السورية دريد لحام في رسالة يعتذر فيها بإباء عن مسايرته للحكم السابق. كذلك فعل فنانون آخرون. وسارع عدد من النقاد إلى السخرية من «تكويع» الفنانين والنيل من كراماتهم. وفي ذلك ظلم كبير. ساعة نعرض برنامج عن صيدنايا وفرع فلسطين، وساعة نتهم الفنانين والكتّاب بالجبن و«التكويع»، أي التنكّر للماضي. فنانو سوريا مثل فناني الاتحاد السوفياتي،…