خالد بهلوي
بعد أيام نعايد بيوم المرأة ..وفي بنت بتصرخ وبتبكي وبتقول (“والله بنيّة,والله بنية ) تؤكد على عفتها وطهارتها ولكن هيهات من يسمعها : مجموعة ذكور (كبار السن _ في منتصف العمر _ ويافعين) مجتمعين لضرب فتاة بهدف حفظ الشرف وغسل العار بالرجم حتى الموت و التشجيع من كل من يمر بها ..حدث هذا في منطقة الرقة – تل السمن وحدثت سابقا وممكن ان يحدث في أي منطقة أخرى .
الشكر لكل الجهود وكل الأقلام التي تتضامن مع الضحية على تغطيتها الحدث ودفاعها عن جميع النساء المظلومات واللاتي يذهبن ضحية الجهل والعقوبات المخففة من القانون ومن ضغط المجتمع المتخلف الجاهل الذي لازال يعتبر الشرف والكرامة محصورة بعذرية الفتاة وكل من يتخطى أو يحاول كسر هذه التقاليد يستحق عقوبة الموت .
قتل النفس جريمة وأبشعها على الإطلاق القتل الأبوي الذي يتم تخطيطه وتنفيذه ضمن الأسرة الواحدة بحجة تقويم سلوك معين أو للتبرئة من خطيئة ارتكبها احدى بنات الأسرة ؛
وأكثر الجرائم نسمعها هنا وهناك في منطقة الشرق قتل الفتاة البريئة التي تختار حياتها الخاصة مع شخص تقتنع جازمة أنها ستكون سعيدة معه بغض النظر عن قوميته أو طائفته أو دينة مستندة على التفاهم والأخلاق والتطابق في الآراء والمواقف وأسلوب الحياة بعد معرفة وتجربة وقناعة بعيدا” عن تأثير الاهل والعادات والتقاليد .
والتي تحاول الفتاة من خلال هذه الاختيار أن تبرهن أنها قادرة على تحمل مسؤولياتها وطريقة وأسلوب حياتها لوحدها وان تمارس الديمقراطية والرأي الآخر ولو مرة واحدة في حياتها ؛ لان المرأة في منطقة الشرق تعيش وتكبر تحت مراقبة الأسرة وقيودها عند الاختلاط أو الزواج حتى في حياتها الزوجية دائماً تتلقى الأوامر والتعليمات وتنفذ بصمت متحملة كل التغييرات في حياة زوجها أو الأسرة أو ضيق الحال .
انثى قتلت بوحشية دون رأفة أو رحمة قتلت خيانة وغدرا من اعز الناس إليها دون محاكمه او طلقة رحمة التي ينالها كل المجرمون في التاريخ والمرتكبين أبشع الجرائم ضد الإنسانية؛ حتى هذه تحرم منها ضحايا ما يسمى بجرائم الشرف وغسل العار
منها لم تستطع نظراتها الأخيرة إن تتلقى الشفقة ولم تعطى لها حرية اختيار طريقة موتها بالشنق أو بالرصاص من القتلة والمجرمون من الأسرة التي عاشت وكبرت فيها والتي كانت على امل ان تتلقى العطف والإرشاد والحنان من الأهل .
ولم تكن تفكر يوما ولم تتخيل أن الغدر سيأتيها من اقرب الناس أليها من القلوب العمياء التي امتلأت حقدا خوفا او من تأثير المجتمع لتضرب بعصى تقطع أوصال جسدها الطاهرة كالشاة المذبوحة.
ثم تقام الحفلات والزغاريد معلنة أنه تم غسل العار وأعادت للأسرة شرفها وعفتها بالدم المنهال من جسد ابنتهم لتروي الأرض طهارة وتمردا على العادات والتقاليد المستندة إلى الجهل والتخلف
لهذه فقتل النساء والفتيات اللاتي يتزوجن دون موافقة الاهل او يخطأن في لحظة ضعف لا تأتي من فراغ أو حقد شخصي .بل من تأثير وضغط المجتمع والتقاليد التي لا ترحم حيث يشحن ذهن وتفكير الأسرة بضرورة غسل العار التي لحق بالعائلة وشرفها واسمها ؛ ولا يتم غسل العار إلا بالجريمة والقتل والغدر والخيانة.
فالمرآة إنسانه معرضة للخطأ والصواب وكما قيل منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ؛ من حقها أن تختار طريقة زواجها بالرضي وبقناعتها وهذا الحق شرعته كل الاديان والمذاهب ؛ والمضحك المبكي ان الرجل الشريك في الخطأ طليقا حرا دون محاسبة او عقوبة
بان عقد الزواج يكون جائزا إذا شهد على ذلك رجلين اثنين أو رجل وامرأتين للدلالة على صحة قبول الطرفين دون ضغط أو أكراه وهذا ما فعلته او تفعله بعض الفتيات اللاتي قتلن او ابعدن عن الاهل وعن المجتمع. بحجة اختلاف المذاهب او الأديان او الطائفه .
ستبقى ذكرى القتل الوحشي لاي فتاة خاصة اذا كانت بريئه عارا وخزيا على القتلة والمجرمين؛ منارا تضيء الطريق للأجيال القادمة لنبذ والتمرد على كل خطأ وطريقا للحرية والديموقراطية الحقة وابسطها حق الزواج دون اكراه .