عبداللطيف محمدامين موسى
إن دراسة المستجدات والتطورات المتسارعة التي تعصف بالمنطقة عموماً وكوردستان على وجه الخصوص تقود الى نتيجة حتمية لا لبس فيها وهي بأن الأزمة هي أزمة الصراع والتنافس على تحقيق الأجندات من قبل الدول الإقليمية في توسيع نفوذها وتحقيق مصالحها على حساب حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره, وكما لتضرب بذلك تلك الدول عرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات الدولية الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة المتعلقة بحق الأنسان في العيش بكرامة وديمقراطية أسوة بشعوب الدول المتحضرة, وكما أن صراع كوردستان مع تلك القوى والدول أنما صراع مرير مرده الى موقعها الجيوستراتجي في خلق التوازن بين المحاور وخرائط التحالفات المشكلة نتيجة الصراع ليدفع الشعب الكوردي الثمن في عدم الاستقرار الناجم عن تأثره بأقوى صراعات المنطقة كالحروب العالمية واتفاقية لوزان وسيفر اللواتي تنصلتا من حقوق الشعب الكوردي كمون قومي للعيش في جغرافيته الأصيلة كوردستان ,
وكذلك الحرب الباردة ووقعها في جعل كوردستان ساحة الصراع ومع انهيار جدار برلين في هيمنة القطب الواحد و حرب الخليج و صدور القرار الدولي 688 الناجم عن الهجرة المليونية, وأحداث أخرى دفعها ثمنها الشعب الكوردي وسقوط نظام صدام والمعاناة مع الجماعات المتشددة القاعدة وداعش ,وظهور أحداث الربيع العربي في استغلال حاجة الشعوب ورغبتها في الديمقراطية لتوفر في ذلك الأرضية المناسبة لظهور اللادولة وحكم المليشيات على حساب الدولة المركزية في العراق وسوريا ولبنان واليمن لتقودنا إلى السؤال الذي يراود مخيلة القارئ لكريم لماذا يتم استهداف كوردستان .أن استهداف كوردستان من قبل المليشيات الساعية الى تحقيق مصالح الدول الإقليمية على حساب سيادة العراق تعود الى جملة من الدوافع من أهمها كسر وضرب إرادة الشعب الكوردي في سعيه الدائم من أجل الحصول على حقوقه المشروعة التي تكفلها له كافة المواثيق والأعراف الدولية الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ,وكذلك تهدف تلك الاستهدافات الى ضرب رمزية أربيل عاصمة السلام والتعايش والتي عرفت برمزيتها في محاربة الارهاب وتلك البطولات التي لما لتتحقق لولا تضحيات قوات البيشمركة الأبطال وبقيادة مباشرة من المرجع مسعود بارزاني في ساحات القتال ,وكما تأتي تلك الاستهدافات من أجل التقليل من عظمة وأهمية المشروع القومي الكوردي الذي يرعاه المرجع مسعود بارزاني في دعم أجزاء كوردستان ولاسيما كوردستان سورية ,وكذلك تأتي هذه الاستهدافات المتكررة نتيجة رفض أربيل الخضوع والمساومة والاستسلام للمشاريع الايرانية وبوجه الخصوص الضغط من أجل جعل إقليم كوردستان ممراً لنقل الأسلحة والمخدرات إلى سورية و لبنان وفي هذه النقطة لابد من الإشارة إلى ذلك بأن الدافع الاساسي وراء الاستهداف المتكرر لمطار أربيل هو الرفض التام في جعل مطار أربيل أسوة بمطارات كثير من دول المنطقة كنقاط لتهريب الأسلحة والمخدرات وتهريب البشر لصالح القوى الإقليمية لذا السعي هو أغلاق مطار أربيل وجعله خارجاً عن الخدمة من خلال تلك الاستهدافات المتكررة والشبه اليومية ,وكذلك تلك الاستهدافات المتكررة تصب في خانة ضرب منجزات التنمية وإيقاف عجلة الأعمار التي شهدتها كوردستان في مجالات الاستثمار والمشاريع على كافة الأصعدة ,وخير دليل على ذلك الاستهداف محطة كورمور للطاقة التي أفقدت الملايين من الشعب الكوردي وحرمتهم من الطاقة في هذه الظروف الباردة ,وكذلك محاولة التشويش على النجاحات والتقدم الذي يحصل بين بغداد وأربيل ولاسيما بين حكومة رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني والأستاذ محمد شياع سوداني ومحاولاتهم المستمرة في أيجاد حلول جذرية للمشاكل العالقة بين بغداد واربيل. أن استهداف البينية الحيوية ومصادر الطاقة في كوردستان سورية من قبل تركيا تندرج ضمن سياسة كسر إرادة الشعب الكوردي في البقاء والتشبث بأرضه, وكما تعد هذه الاستهدافات سبب اساسي في أحداث تغير ديمغرافي يدفع بالشعب الى الهجرة من كوردستان سورية ,وليدفع الشعب الكوردي في كوردستان سورية ثمن بعض السياسات الخاطئة والغير المحسوبة في رهن إرادة الشعب للصراعات والأجندات الإقليمية والشعارات والأيديولوجيات التي لا تناسب واقع شعبنا الكوردي ومجتمعه لتكون السبب الاساسي في إعطاء تركيا المبرر لقصف منابع ومصادر عيش الشعب في كوردستان سورية. في المحصلة, لابد من القول بأن تلك الاستهدافات المتكررة والشبه اليومية على كوردستان إنما هي تعبير عن سياسات الدول المعادية الى كسر وسحق إرادة الشعب الكوردي في النضال من أجل حقوقه ,ولتعبر عن رفض الشعب الكوردي في الخضوع والاستلام لمصالح تلك الدول على حساب المساومة على حقوقه, وكما لتؤكد حقيقية واضحة بأن استمرار النضال هو السبيل الوحيد في الحفاظ على وجود الشعب الكوردي وبقائه على جغرافيته الأصيلة كوردستان.