الثورة الإيرانية، آمال وتحدّيات – الجزء الثاني

نزار بعريني. 

٢- المقاومة الإيرانية، الديمقراطية!   
في  البرنامج السياسي الذي تتبنّاه ” المقاومة الإيرانية “، وادبيات وخطب قادتها، ثمّة  تأكيد على الطبيعة الديمقراطية للنظام السياسي البديل ، الذي يناضلون على بناءه .(١) 
 الإشكالية ليست هنا، في طبيعة الطرح النظري ! في مواقع أخرى ، تتبدّى مظاهر الخلل  ! 
أ- بعيدا عن الدعاية ووسائل الترويج ، وتجيير بطولات وتضحيات المقاومين الديمقراطيين الإيرانيين ،الذين خاضوا نضالات قاسية  في مواجهة نظامي الشاه والملالي، اعتقد أنّه تمّ حرمان “المقاومة الوطنية الديمقراطية ” من خيرة قياداتها ، وأكثرهم  تمرّسا وإخلاصا، وبالتالي تفريغها  من عوامل قوّتها ، وفاعليتها، في سياق صيرورة  ترويض مستمرة ، قادتها  عمليا سلطة النظام الايراني (٢)، وساهمت فيها بأشكال مختلفة سياسيات أمريكية وأوروبيّة ( تماما كما حدث في ترويض ” المعارضة السورية ” طيلة عقود )، وقد باتت هياكل وتنظيمات ” صوتيّة ” تقودها السيّدة” مريم رجوي”، في استثمار سياسي  لنضالات زوجها  واسمه ،و تحت يافطة ” المقاومة الوطنية الديمقراطية الإيرانية”، وهي عمليا، وعلى صعيد الوعي السياسي والممارسة والفاعلية ، اقرب إلى معارضاتنا الديمقراطية العتيدة ! 
ب-   في واقع الصراع، المحّك الحقيقي يتكشّف في الممارسة السياسية والإعلامية. 
إذا كان قد مارس” الغرب الديمقراطي” ،في سياق تعارض مصالحه مع سياقات التغيير الديمقراطي  والانحياز لشتّى أشكال النظم المعادية للديمقراطية لسلطات، اشكال مختلفة من التدجين تجاه المعارضة الايرانية-  كان ابرزها سياسات الحكومات الفرنسية والإمريكية المتواطئة مع اجراءات سلطة النظام  القهرية في اعقاب انتصار ثورة الملالي  المضادة – وقد استهدفت، على المدى الطويل ” تفصيل “معارضات على مقاسات اجندتها ، وصناعة ادوات سيطرتها  السياسية والثقافية، وهو ما حصل عمليّا ، فعوضا عن إدراك هذه الطبيعة المعادية للتغيير الديمقراطي  في سياسات الحكومات الديمقراطية، أوروبيا وأمريكيا، واخذها بعين الإعتبار القصوى في سياسيات  وخطاب ” المقاومة “، يُبرز خطاب “مريم رجوي” السياسي افكار دعاية مختلفة ، تتمحور حول التعويل على سياسات ودعم واشنطن وشركائها  لنضالات الإيرانيين ضدّ طغمة الولي الفقيه ، ولمسارات التغيير الديمقراطي، بما يؤكّد طروحات  دعاية واشنطن حول أكاذيب  دعمها لقوى التغيير الديموقراطي؛ وهي أكبر خدمة يقدّمها هذا النوع من الوعي السياسي والثقافي المُضلل للرأي العام لسياسيات الولايات المتّحدة  !! من جهة ثانية ، وبخلاف ذلك ، جيّرت سلطة الملالي البيئة السياسية التي  اعقبت الغزو الأمريكي للعراق ٢٠٠٣- وما حصل من بناء نظام سياسي  تشاركي  مع وكلاء ايران  وأذرعها السياسية والميليشياوية- لتوجيه سلسلة من الهجمّات الممنهجة، نجحت الى حدّ كبير خلال سنوات في” تحييد ” المقاومة الإيرانية التي تتخذ من العراق مرتكزها الرئيسي، ومنطلقها لتحدّي الملالي، خاصّة  “معسكر لبرتي “، حيث موقع تمركّز قوات المقاومة الإيرانية الأكبر  خارج البلاد؛  ولم تجد السيّدة رجوي ما تواجه به هذا التكامل الموضوعي،” الإيرو أمريكي” ، سوى بيانات التنديد ، وإحصاء عدد الضحايا !!
 في متابعة خطاب السيدة رجوي السياسي لانجد صعوبة في تشخيص نفس اعراض ” عمى الآلوان ” التي تعاني منه ” المعارضات السورية “، ويجعلها تقدّم وعي سياسي مضلل لطبيعة الصراع  وقواه، كما يتجسّد في تعويلها على ” المجتمع الدولي”، وقائدته الولايات المتّحدة لدعم نضالات الشعب الايراني  ،وجهوده لتغيير سلطة النظام، على طريق  التغيير الديمقراطي؛ في جهل او تجاهل لواقع الشراكة الاستراتيجية بين اهداف وادوات المشروع الايراني الإمريكي للسيطرة الإقليمية، الذي يضمن  بقاء مظلّة الحماية الأمريكية ؛ وهي  احد الاسباب الجوهرية لبقاء سلطة النظام الايراني، وتجددها ! 
تتحدّث السيدة “رجوي” في أحدى رسائلها لواجهات معارضات ايرانية في الولايات المتحدّة  عن توقّع ” الشعب الإيراني من جميع الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، إعادة النظر في سياساتها والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ” !!، 
  في احد خطبها  حول ” تاريخ المقاومة الإيرانية “، تسترسل السيدة رجوي في الحديث عن مزاياها ” الديمقراطية ” التي يجب ان تجعل من وقوف الولايات المتّحدة  واوروبا الديمقراطية ”  إلى جانب الشعب الإيراني الحل الوحيد الصحيح والضروري والموثوق والمستقبلي”،  و ” ..الاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط هذا النظام وإرساء الديمقراطية وحكم الشعب في بلاده،.. وهو حق … غير القابل للتصرف”،  في جهل أو تجاهل  ُمريب لحقائق السياسيات الأمريكية التي تجعل من تلك العوامل الديمقراطية  ذاتها سببا وجيها لدعم سلطة الملالي الإستبدادية !. (٣).
هل حقّا  تجهل السيدة رجوي استحالة ان “تتجاهل” الولايات المتّحدة وشركائها ايّة سياسات على سطح الكوكب تضرّ بمصالحها ، فما بالكم اذا كان الخطر يطال مصالح تلك الدول في قلب منطقة” مثلث النفط والطاقة” الإستراتيجي العالمي؟. اذا كانت تجهل، فهي مصيبة ، ستقود  قيادتها  المستمرة ، التي ورثتها، نضالات الشعب الايراني الى المزيد من الهزائم …وهو المطلوب ، من وجهة نظر مصالح واشنطن وباريس…التي تتحقق بوجود نظام الملالي، وليس بفضل نظام ديمقراطي!! 
٣- الكارثة الحقيقية على مآلات نضال الشعب الايراني الديمقراطية تمثّلها ما تسمّى “المعارضات القومية” التي تشكّل الوجه الآخر” للإسلام السياسي” في سوريا والإقليم، وتتقاطع  جهودها مع الأدوار الوظيفيّة لقوى اليافطات القومية- السوريّة والعربية والكردية ! 
في الواقع ، لدينا في سلوك ووعي القوى القومية الإيرانية ما يؤكّد حقيقة أنّ “القوميّة السياسية ” هي في نهاية المطاف الوجه الآخر” للإسلام السياسي”!
اذا غضينا النظر عن ما شكّلته ” التيارات القومية الرئيسة  خلال حقبة” الحرب الباردة” من بطانة وغطاء لسلطات الانظمة الديكتاتورية ، العسكرية ، التي تتناقض سياساتها مع اهداف وقوى ومشاعر القوميين انفسهم ، ناهيكم عن ” الديمقراطية”، فقد ساهم ما يقدّمون  في هذه المرحلة من الصراع من ثقافة وقراءة ، وما يمارسون سياسيّا ، في إعطاء تبريرات لسياسات سلطات الانظمة  القمعية  ضدّ جمهور الحراك الشعبي ونخبه ؛ وقد صبّت جهودها السياسية والميليشياوية  في تيّارحماية سلطات النظم الإستبدادية ،ومثّلت بعض   أدوات تفتيت وحدة جمهور وحراك التغيير الديمقراطي، وتفشيل مقوّمات  الدولة الوطنية! 
ليس غريبا عن سلوك نخب هذا التيّار، الذي يتغطّى بيافطات الديمقراطية والثورية ،  إنكار “طابع الثورة الديمقراطي”، وتركيز خطابها  على اشكال التناقضات الاجتماعية والسياسية، الطائفية والإثنية ، التي تبرر لها دعاية طروحاتها القومية، الإنفصالية ، بما  يضلل السوريين، ويغطّي على ارتهانها لأجندات قوى الثورة المضادة، على جميع الصعد! 
 تقدّم بعض اشكال الوعي السياسي  النخبوي “القومي ” الإيراني تبريرا، وتعطي غطاءا “وطنيا” لممارسات النظام القمعية، وتظهره بموقع الحامي لسيادة الدولة ، ووحدة ترابها الوطني ، في مواجهة مع  قوى ” إنفصالية “،  عندما تُعلن أنّها تعتبر انّ  ” القوميات ” غير الفارسية ” تقع تحت سلطة ” أحتلال فارسي وينبغي أن تستغلّ ظروف الحراك الشعبي  لتحقيق استقلالها القومي  ، بغضّ النظر عن مآلات الصراع السياسي على السلطة ، أو  طبيعة السلطة المركزية!! (٤).
لنستمع إلى ما يقوله السيد ” منصور الأهوازي” ،الناطق بلسان” الجبهة الوطنية الديمقراطية الأحوازية “…و المسؤول عن العلاقات العربية ،على موقع  ” Massar.IDM.org  ، في تعقيبه على طلب الأستاذ ” عماد الظوهرة ” بوضع الحضور بصورة ما يحدث اليوم  على ارض الواقع”: 
“خاض الأحوازيين ثمانية عشر انتفاضة وثورة ضد الاحتلال الايراني….
نحن كأحوازيين، نؤمن بتحرير الأحواز واستقلالها !
صار للأحواز محتلّة ما يُقارب المئة عام . يطمح شعبنا الى الحرّية والاستقلال، والخلاص من الهيمنة الايرانية/ والإحتلال الفارسي!!
الذي يحصل اليوم داخل ايران ليس بجديد ، لأنّ الشعوب في داخل ايران دائما تنتفض ضدّ الإحتلال الفارسي ..وتبعث برسائل للمجتمع الدولي…انه ايران ليس شعب واحد   وانّما شعوب ، أُحتلّت من قبل ايران عام ١٩٣٦، حين شُكّلت ايران على حساب الشعوب غير الفارسية…… 
نحن ضدّ اسقاط النظام….نعتبر الثورة فرصة للأحوازيين لكي يأخذوا فرصتهم… 
مطالب الشعوب غير الفارسية تختلف عن مطالب الشعب الفارسي . الشعوب غير الفارسية تبحث عن الحرية والخلاص من الاحتلال. 
….هدفنا واضح ، وهو تحرير الأحواز ..والخلاص من الاحتلال الايراني…”. 
هل نحتاج الى” ذكاء خاص” لكي نكتشف ما تؤدّي إليه  هذه الطروحات” الإستقلالية”   بالمجمل  والمحصّلة ، بغضّ النظر عن النوايا والوعي ( وهي ليست بريئة ، عند قيادات الصف الأول!)،من تبرير لسياسيات  القمع ، وتفتيت للجمهور ونخب المعارضة، و تغيير لطبيعة الصراع ، لصالح السلطة ذاتها!!(٥).
(١)-  
خطّة مريم رجوي لمستقبل إيران في 10 مواد.
1. لا لولاية الفقيه. نعم لحكم الشعب في جمهورية تعددية بأصوات حرة للشعب. ….”
في نفس الإطار، تتساءل السيدة رجوي : 
” 
لماذا يعتبر الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني الحل الوحيد الصحيح والضروري والموثوق والمستقبلي؟
لأن الشعب الإيراني أصبح مرناً في النضال ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي.
وتبلورت حصيلة معاناتهم الطويلة في مقاومة تاريخية وبديل ديمقراطي.” 
تتجاهل السيدة رجوي انّ في صيرورة  المعارضة ” بديل ديمقراطي ” يكمن السبب الجوهري لدعم نظام الملالي، الإستبدادي !! هل يُعقل ان تنطلي دعاية واشنطن  وأكاذيبها حول حرصها “لتعزيز الديمقراطية ” في منطقة ” مثلث النفط ” ومحيطه الجيوسياسي؟ وماذا عن الحقائق ، منذ ١٩٥٣؟ 
 (٢)- في “باريس” حيث  ” تُعسكر ” قيادة ” المقاومة الإيرانية ” السياسية ، التي تقودها السيدة مريم رجوي، بعد عمليات تصفية ضدّ اهمّ رموزها الوطنية الديمقراطية ، وفي مقدمتهم ” شابور بختيار ” ١٩٩١ ،و” مسعود رجوي “٢٠٠٣ ،( الذي تمّ تغيبه في العراق  ٢٠٠٣بعد الغزو  ) يتمّ  في الواقع  ” احتجاز ” ما تبقّى من قيادات ” المقاومة الايرانية ” ، في صالات فسيحه ،تتسع للمهرجانات والخطب الرنانة ، مقابل إطلاق يد الخميني وميليشياته للسيطرة على إيران !
 بغضّ النظر عن حيثيات اندلاع الحرب ” العراقية الإيرانية ١٩٨٠- التي اعطت نتائجها الولايات المتّحدة  فرصة ذهبية لتثبيت قواعد عسكرية دائمة في السعودية والعراق –  فقد وفّرت  في الواقع  ،على الصعيد الداخلي ، أفضل الظروف لمجموعة الخميني   لتصفية الخصوم والمنافسين ، و تثبيت اركان سلطة نظام ولي الفقيه !!
فقد شهدت  تلك الحقبة الأكثر دموية في تاريخ ايران  ” تحييد ”  عشرات الألوف من ” ضباط ” الجيش الإيراني وعناصره، و الآلاف من المعارضين السياسين الذين اطلقت سراحهم حكومة “بختيار “الديمقراطية، التي قلبها الخميني في شباط ١٩٧٩ – وقد رسمت احادثها  النهاية الطبيعية  لفترة حكم ” بني صدر “القصيرة،وقد  اتُهم  بتعطيل المجهود الحربي، وعزل بناء على قرار “مرشد الثورة الإسلامية”، وأصبحت حياته مهددة في الأيام القليلة التي تلت ذلك، فاختفى عن الأنظار، إلى أن استطاع الهرب إلى منفاه الاختياري في فرنسا ،  وكان أوفر حظّا من آخرين ، لاقوا حتفهم ، في ظروف صراع مكشوف ، استخدمت  فيه  أذرع الحرس اقذر الوسائل ، وصلت الى درجة استخدام “السلاح الأبيض “،  لقتل معارضين ، وفي قلب عاصمة الديمقراطية وحقوق الانسان- باريس – على مرأى ومسمع من أجهزة ” الحكومات الديمقراطية “!
 خلال   ١٩٨٨، وقبل نهاية الحرب، اعدمت فرق موت خاصّة ، كان الرئيس “ابراهيم رئيسي” ابرز أعضاءها ، حوالي  30000 سجين سياسي ، متّهمين بالانتماء  لمجاهدي خلق ! 
(٣)- مع الأسف ، تساهم ” صالونات ”  نخب “المعارضات الإيرانية ” في ترويج ما يغيّب  طبيعة المصالح المشتركة بين سلطة النظام الايراني والولايات المتحدة”، التي تشكّل ، في نهاية التحليل ، مظلّة الحماية الأكثر فاعلية . يأتي في هذا رؤيتها لطبيعة “الصراع ” المرتبط  بمسرحية  “الصراع حول ” الملف النووي “!! 
في “رسالة إلى المؤتمرين  في البرلمان الفرنسي ” 
تقول السيدة رجوي ” زعيمة المقاومة الإيرانية “: 
على مدى العقود الأربعة الماضية، لم يدفع النظام الإيراني ثمن الجرائم التي ارتكبها داخل إيران وخارجه( وشو تفسير ذلك، من وجهة نظر مصالح الدول القادرة على جعله يدفع الثمن، يا سيدة رجوي!؟) ولم تواجه أوروبا والمجتمع الدولي بشكل حاسم مع ممارسات هذا النظام. (هل كانت لتقف ” اوروبا والمجتمع الدولي ” متفرّجين ، لو كانت سياسات النظام تهدد مصالحهم ….أي تسامح هذا ؟!)
   ثمّ تضيف : 
” …في أغسطس 2002، كشفت المقاومة عن الموقعين النوويين الرئيسيين للنظام.(كثّر خيركم ، والله ، كأنّه اجهزت الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية عاجزة عن معرفتهم !!)
مع الأسف، لم يستغل العالم هذه الفرصة لإنهاء الأنشطة الخطيرة للملالي بشكل دائم.(أيّ تضليل هذا ! لم يستغل ..قدّيش هذا “العالم ” جاهل بمصالحه!! 
” من ناحية أخرى، ظل الملالي يضطهدون الشعب الإيراني طوال هذه السنوات؛ كما في الوقت نفسه، يواصلون زعزعة استقرار المنطقة، وخاصة في العراق ولبنان وسوريا واليمن…(!!).
” باختصار، الشعب الإيراني مستعد أكثر من أي وقت مضى لإسقاط النظام. لقد حان الوقت لأن يقف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب الإيراني ومطلبه في التغيير.”
لقد أظهر الشعب الإيراني بوضوح رغبته وعزمه على التغيير. إنه يرفض هذا النظام برمته..
يتوقع الشعب الإيراني من جميع الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، إعادة النظر في سياساتها والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني.(!!!)
تتجاهل السيدة رجوي انّ في صيرورة  المعارضة ” بديل ديمقراطي ” يكمن السبب الجوهري لدعم نظام الملالي، الإستبدادي !! هل يُعقل ان تنطلي دعاية واشنطن  وأكاذيبها حول حرصها “لتعزيز الديمقراطية ” في منطقة ” مثلث النفط ” ومحيطه الجيوسياسي؟ وماذا عن الحقائق ، منذ ١٩٥٣؟  
….في عام 1977، على الرغم من وجود العدد الكبير من المستشارين في إيران، لم تستطع الولايات المتحدة فهم الواقع الموضوعي في إيران(!!!!)( شو اغبياء هؤلاء الأمريكان ، الذين أدركوا منذ اكتشاف النفط السعودي قيمة الكنز الذي تحتضنه دول المنطقة …واسقطوا حكومة ” مصدّق ” عندما قررت تأميم النفط !)في المقابل، كانت إيران توصف بجزيرة الاستقرار.
هل تريد الولايات المتحدة وأوروبا تكرار نفس التجربة هذه المرة أیضاً؟
نحن نقول، ‌يجب اتخاذ سياسة صحيحة مسؤولة.
سياسة إبداء الحزم ضد النظام والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني”.(!!). 
أيُّ تضليل هذا ! 
(٤)- ..تماما كما اعتبرت دعاية “المعارضات الطائفية ”  أنّ” الأكثرية السنيّة” تقع تحت احتلال سلطة “الطائفة العلوية” وحلفائها من الأقليات (غسان عبود !)، ودعايات ” القوميين الكرد ” بوقوع  الكرد تحت احتلال شوفيني ” عربي ”  وأنّ التحرر ” الطائفي ” و ” القومي ” هي المهمّة الاولى للأكثرية السنّيّة وللشعب الكردي،  وتصبح المهمّة المركزية ” التحرر” من سلطة  احتلال طائفي / شوفينيّة – لاحظوا  مدلول مفاهيم  ” المناطق المحررة ” الذي روجته أورينت، و ” روج آفا “، الذي اطلقته قسد على مناطق سيطرتها – ويصبح من الطبيعي أن تبحث تلك النخب عن ” دعم خارجي ” لتحقيق اهدافها التحررية، بموازاة حصول النظام على دعم لتثبيت سلطته ، في مواجهة تحدّيات  الحراك ! امّا صراع السوريين لتحقيق هدف الحراك الشعبي السلمي  المركزي- الأنتقال السياسي ، فلم يُعد ضمن اجندات  نضالهم ، بل  ويصبحون على استعداد للوصول الى ايّة صفقة مع سلطة النظام نفسه، لشرعن” انجازاتهم ” التحررية!
(٥)- 
لنستمع إلى ما يقوله السيّد ” هوفز ” احد رموز قيادات ” المعارضة  الأذربيجانية “: 
“… من وجه نظرنا ، لحقوقنا القومية الأولوية ..والحديث عن حقوق الانسان تحت سلطة الاحتلال هو خداع للنفس! 
من وجهة نظر الجانب الأذربيجاني ، هذه ليست ثورة ، وهي ليست مسألة حجاب…نحن نعتبر حالنا قومية ..كالعرب ..ونحن تحت الإحتلال … لسنا أقلية ..نحن شعب تركي ، نسكن في جنوب أذربيجان. 
هي ليست ثورة ..ولانريد ثورة…الشعب الاذربيجاني لا يسعى إلى ثورة…ولا الى تغيير النظام…نحن لسنا اقلية نبحث عن حقوق الاقليات او حقوق الإنسان… 
نحن ببساطة أمّة …ونريد حقوقنا القومية ..بلدنا ، اذربيجان واقعة تحت الاحتلال الايراني …نريد دولة اذربيجانية ، على غرار الكثر من الدول العربية في المنطقة .  المعارضة الأذربيجانية لاترى فيما يحصل ثورة إلا اذا ادّت الى استقلال أذربيجان الجنوبية ..”!
ت١ – ٢٠٢٢

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…