في حيثيات ومآلات الصراع السياسي في ايران!

نزار بعريني

أعتقد أنّ الصراع السياسي الراهن  في ايران –   الذي يشكّل احدى حلقات التمرّد الشعبي الواسع في مواجهة سلطة إستبداد قهريّة ، طاغية ،  و الذي فجّره مقتل الشابة ” ژينا أميني” على يد جلاوزة ” الأمر بالمعروف والنهي  عن المنكر ” الخمينية ، و اخذ شكل مظاهرات شعبية  غاضبة ، يمكن أن تتحوّل  إلى ثورة  شاملة ، ترفض منظومه النظام  القانونية والسياسية ، و ممارسات أجهزته الإستبدادية ، و تهدد شكل النظام السياسي المسيطر؛ في ظل  معطيات الواقع الإيراني ، الأقتصادية والسياسية ، وإصرار مُستهجن على  التعامل بكل وحشية مع المواطنين الايرانيين العزل ؛ عوضا عن محاسبة القتلة ، والعمل على تغيير اسباب المظالم – قد يسير في احد اتجاهين :
١-اذا صدّقنا دعايات ” نظام المقاومة ” وعدوّه ” الديمقراطي ” عن وجود  حالة صراع رئيسي بين  اهداف وادوات مشروع  الولايات المتّحدة  الإقليمي والنظام الايراني، يصبح من الطبيعي أن تستغلّ الولايات المتّحدة، بعد ن استعادت حيويتها  التكتيكية والاستراتيجية ،( بعد مرحلة” خمول استراتيجي” ، استغلّها الايرانيون والروس للقفز على المنطقة!)، الحرك الشعبي في ساحات ومدن ” عدوّها ” لإحداث اعمق اشكال التغيّرات السياسية  ! 
بناء عليه ، نتوقّع حصول  تصعيدا  للحراك الشعبي ، بدعم من الخارج ،  تُجيزه بالدرجة الاولى الولايات المتّحدة،عبر وسائل ضغط على النظام ،تستخدم فيها واشنطن  اوراق قوّتها ، وادواتها الإقليمية ، من أجل ، و بما يؤدّي إلى  فرض  تغييرات سياسية هامّة في قمّة الهرم السلطوي. 
اعتمادا على هذا النسق من التحليل ، من الطبيعي أن نتوقّع أن يكون الهدف الرئيسي لدعوة ” بلينكن” ، وزير الخارجية  الأمريكي ، واجتماعه مع وزراء خارجية كل من الدول الأعضاء في” مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وكذلك الجمهورية اليمنية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ، في مدينة نيويورك بتاريخ ٢٣  أيلول الجاري ، بعد أقلّ من اسبوع من تفجّر ” الثورة ” ،في ١٥ الشهر ، ليس فقط “من أجل التأكيد على الشراكة التاريخية والدائمة بين بلدانهم وتعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات” ، كما جاء في البيان الختامي، بل، والاهم في هذا الظرف الثوري ،  من اجل وضع ” خطّة هجوم ” لإسقاط النظام الإيراني  ، او ” تحسين سلوكه “( كما يحبّذ الأمريكان القول !)،طالما انّ الهدف الأساسي لتلك الشراكة هو ” مواجهة الخطر الايراني “!!.(١)
٢- 
 في سيناريو متناقض مع أكاذيب ” الدعاية ” ، ويتساوق مع حقيقة تقاطع المصالح والسياسات، الإحتمال الأرجح  في تقديري  هو عدم اقدام الولايات المتّحدة  على ايّة خطوات عملية ، قد تصبّ في خدمة السناريو السابق. بل على العكس ، قد تقوم بإجراءات لمساعدة النظام الايراني، يأتي في مقدّمتها توقيع صفقة  الأتفاق النووي ؛ اذا أدركت جدٍية الاخطار التي يخلقها الشارع !(٢).
ثانيا ،
السناريو الاوّل ، المتفائل ، يقوم  بالدرجة الاولى على ارضية تصديق دعايات النظام الايراني  والمسؤولين الأمريكان ،بفرضية وجود علاقات صراع تناحري ، وهي كما أظن  منفصلة تماما عن حقائق الواقع!
فبعد كلّ ما حصل في المنطقة منذ ١٩٨٠ ، من تمدد لأدوات المشروع الإيراني  ، من مصلحة جميع السوريين ، وفي مقدمتهم ، المصدّقين لدعايات النظام الايراني التي حاولت  تبرير اهداف مشروع سيطرته الإقليمي ، التساؤل :
كيف نفهم  ونفسّر حقيقة الاسباب التي مكّنت سلطة النظام   الايراني  (٣)من  التمدد والسيطرة على قلب منطقة” مثلث النفط الاستراتيجي العالمي”، في ايران والسعودية والعراق ، ومحيطها الجيوسياسي ؟ 
أليس من المستحيل  ان يغامر النظام الايراني( او غيره ! لنتذكّر عواقب   الغزو السوفياتي لأفغانستان ..المتاخمة لمنطقة النفوذ الأمريكي). بمحاولة  تحقيق هذه السيطرة،  اذا ادركنا انّها بالأساس، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، هي المنطقة الاستراتيجية رقم ١ في خطط السيطرة الإقليميّة والهيمنة العالمية الأمريكية؟  
هي المنطقة  التي ادرك قادة الولايات المتّحدة  منذ بديات اكتشاف النفط في السعودية ، ثلاثينات القرن الماضي  قيمة” الكنز” ، واهميته الاستراتيجية في عوامل السيطرة العالمية ، وبذلوا كل ما هو ممكن لضمان  وضع يدهم عليه من خلال علاقة جدّا خاصة ؛ قامت على تحالف غريب ، بين اكثر الانظمة اغراقا في الرجعية والاستبداد ، مع اعظم الديمقراطيات العالمية  !
إنّ ابسط حقائق الواقع  تقول بامتلاك  المنطقة” كنز عالمي” ، مَن يتحكّم به ،يضمن وسائل السيطرة  على العالم  !
اليس “النفط والطاقة” هما  السبب الاساسي للصراع الروسي/ الأمريكي على أوكرانيا وأوروبا  اليوم؟ 
فكيف إذا كانت المنطقة  يزيد مخزونها عن  ٤٠ %من احتياطات  العالم ؟ وكيف اذا اصبحت الطاقة  أهمّ سلاح بيد الولايات المتّحدة لتمكين  سيطرتها ،ليس فقط على  حليفتها أوروبا ، بل وعلى الصين واليابان ؛ وهو بالتالي اهم سلاح للحفاظ على هيمنتها العالمية؟
التساؤل : 
لنفترض انّ ما حققه النظام الايراني من سيطرة على مواقع النفط والغاز هو، وفقا لدعاية الشيطان الأكبر ، ونظرية المقاومة،  في مواجهة مع الولايات المتّحدة، ألا يبقى التساؤل حول كيفيّة” تصريف” تلك الثروة   ، اكثر اهميّة من امتلاكها  ؟
بمعنى ،هل يستطيع النظام الإيراني بيع  نفطه وغازه – ناهيكم عن نفط العراق – دون موافقة  الولايات المتّحدة؟
 ألا تتحكّم الولايات المتّحدة بجميع وسائل وطرق وآليات تصدير النفط ( والتجارة العالمية)، وتسطيع منعها ؟ اليس هدف نظام العقوبات الامريكي  ضد ايران هو “التحكّم بآليات وكميّات النفط “التي يبيعها النظام الايراني ؟ حتّى ما يهرّبه ، يستحيل أن يحصل دون “غضّ النظر ” من قبل الأمريكان ؟ 
مالذي يمنع ” اسرائيل ” من مطاردة سفن ” التهريب الايرانية ” لولا ادركاها انّها تتمّ بضوء اخضر أمريكي ؟ 
لنتذكّر ” محاصرة العراق ”  ومنعه من تصدير نفطه !!
أكثر من ذلك ، انظروا الى طبيعة الصراع في أوكرانيا وأوروبا!
العامل  الأساسي الذي فجّر الحرب هو سعي الولايات المتّحدة لوقف” تدفّق” الغاز الروسي إلى أوروبا- قبل الحرب ،  لم يسمح” ترامب” للقيادة الألمانية بتشغيل  خط غاز ” نورد ستريم٢ ” الذي بنته روسيا والمانيا ، بتكلفة باهظة ،    رغم جاهزيته منذ  ٢٠١٩  !!
روسيا ، دولة عظمى ، وتملك ” ترسانة نووية “( مش ” حفنة ” من اليورانيوم المُخصّب !) ، و” مخزون  ”  من  اكبر احتياطات  النفط والطاقة في العالم ، لكنّها لا تستطيع  تصديرها حتّى الى جيرانها الأوربيين دون موافقة واشنطن ، وان فعلت ، انظروا العواقب !!
فكيف لنظام الملالي امتلاك القدرة والجرأة على السيطرة على ثروات المنطقة ، وتصديرها الى العالم ، في مواجهة مع الولايات المتّحدة؟! 
لكنّ ، في الواقع ، هو يتمدّد ، وتسيطر اذرعه على عواصم مثلث النفط، ومحيطه الجيوسياسي؛ وتصرّ  الدعاية على نجاح  محور المقاومة  في  مواجهة ” محور الولايات المتّحدة ” والانتصار عليه ؛ وهو ما  ، تكذّبه حقائق الواقع!!
الوقائع تُظهر انّه يستحيل أن تحقق أذرع النظام الايراني هذا التمدد الإقليمي ، وتفشيل لمقوّمات الدول ،دون ان يكون في سياق تحقيق اهداف المشروع الأمريكي   ، وليس في مواجهته، او في ” غفلة منه   !!
من جهة أولى ، 
انظروا حال اطراف محور المقاومة  اليوم !
  الجميع يستغيث ، وينتظر قشّة النجاة الأمريكية !
مصير روسيا اليوم ، الدولة العظمى ، تقرره سياسات واشنطن  ومصالحها  !
استقرار الصين  مرهونا  بقرار امريكي؛ وهو القادر على أشعال  فتيل حرب مدمّرة في بحر الصين ، تُعيد” الرفاق  الحمر”  الى مرحلة القرون الوسطى ، ويعتمد على قرار واشنطن بتفجير حرب طاحنة مع تايوان !!
مآلات الصراع في ايران ، ومصير  نظام طهران اليوم ،أكثر من أيّة لحظة سابقة ،  تحدده سياسيات الولايات المتّحدة بالدرجة الاولى !
من جهة ثانية ، 
 دعاية واشنطن عن  حالة” الانسحاب التكتيكي والتراخي الاستراتيجي ” التي عانت منها السياسيات الأمريكية ، والتي سمحت للنظام الايراني وروسيا بملء الفراغ ، على طريقة ” القط والفأر ”  ليست أكثر  من  ترّهات اعلامية ، ولا  تصمد أمام حقائق الواقع ؛ رغم ما بذله نخبة  جهابذة التحليل  المعارض والمؤيّد   ( د سمير التقي…طلال أبو غزالة …)  من جهد لتحويل أكاذيبها  الى رأي عام!
فالولايات المتّحدة هي المتحكّم الرئيسي بخيوط  السلم والحرب في سوريا ، والإقليم ،  وقدرتها على هذا الفعل لا ترتبط بعدد جنودها ، او كمية عتادها ، وعدد مواقع سيطرتها ؛ وهي على هذه الحال من التقنين  ليس لضعفها او غفلتها أو  لانّها كانت خارج رقعة الصراع ، بل لاّنها تُحرّك قواها  بخيوط لعبتها المسيطرة ، منذ اللحظات الأولى !!
ثالثا، ،
إذا وضعنا ترّهات الدعاية جانبا ، لنتساءل: 
ما هو الهدف الرئيسي لسياسات سلطة  النظام الإيراني الداخلية والخارجية – التي تعكس مصالح القوى السياسية والطبقية المهيمنة ، و التي لا تختلف عن سياسات جميع  أنظمة دول العالم الثالث ، صغيرها، وكبيرها ، أنظمة الدول الرأسمالية التابعة ، التي تشكّل الحلقة الأضعف في النظام الرأسمالي العالمي؟ 
في ظل معطيات  الواقع – التي تقول  بهيمنة إمبريالية أمريكية ،  خاصّة في منطقتنا ، قلب منطقة مثلث النفط والطاقة-  الحقيقة الابرز  الذي تُدركها النخب السياسيّة الحاكمة اليوم ،( ومَن جهلها او تجالها …دفع الثمن !) هي انّ   قدرة سلطة  أي نظام سياسي على الاستمرار ، بغضّ النظر حجم و فاعلية وسائل سيطرتها  الداخلية ، تعتمد بالدرجة الاولى على قيمة  الاوراق التي تمتلكها في اللعب على رقعة المصالح الأمريكية!
في دول انظمة الإستبداد ، حيث تفتقد سلطاتها  للشرعية الشعبية والوطنية، يصبح البحث عن وسائل وأدوات ( أوراق قوّة ) خارجية ( إقليمية ) تسطيع من خلالها ضمان استمرار  مظلّة الحماية الأمريكية، من اجل استمرار  وتعزيز سلطتها الداخلية ، هو الهاجس الاوّل ، والمهمّة المركزية التي لا تغفل عنها اعين القادة!   .
بناءا عليه ، يمكن الإعتقاد بإدراك قادة النظام الايراني  أنّ  مصلحة النظام في إيران ، وضمان استمراره ،  كغيره من أنظمة الاستبداد ، هو أن يمتلك أوراق قوّة كافية لضمان قبوله  على مائدة مصالح   الولايات المتحدة الأمريكية( بصفتها الدولة  الأقوى، والأقدر على تأمين الحماية، مقابل ” الخدمات ) ، وضمن جوقة ” شركائها” الاستراتيجيين الإقليمين ( تركيا – نظام آل سعود ، إسرائيل، و الأنظمة العربية )  ، كضمان اساسي  وحقيقي الإستمرار، وتأبيد سيطرتها  الداخلية ! . 
وفقا لقوانين تلك اللعبة الأمريكية   ، فاز ” نظام الشاه” ١٩٥٣ ، في مواجهة حكومة مصدّق  الديمقراطية، وكسب نظام الملالي الإستبدادي عام ١٩٧٩  ،في مواجهة” ملكية الشاه الدستورية ” ، الديكتاتورية  ، وسيبقى نظام الملالي ،  طالما مازال يملك اوراق قوّة في خدمة مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية، ولايبدو في شوارع طهران ما يبشّر الأمريكان  بما هو ” أفضل “!! 
في خلاصة القول ، 
اعتقد أنّ اساس المصلحة المشتركة بين أمريكا ونظام إيران   يتجسّد في ما يملكه النظام الايراني من ادوات ووسائل للقضاء على احتمالات التحوّل الديمقراطية في اي منطقة السيطرة الإقليمية  الإيرانية عموما ،  وتفتيت وحدة الشعوب الوطنية ، وقطع صيرورات الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي؛  وهو العامل الأساسي في تقاطع مصالح المشروعين ،والورقة الأقوى التي تضمن  بقاء النظام الايراني  كلاعب رئيسي على  لوحة المصالح الأمريكية، وتحت مظلّة الحماية الأمريكية؛ رغم تعارض  نتائجه  مع  مصالح شركاء واشنطن التاريخيين- اسرائيل والسعودية وتركيا، وحتّى الباكستان !!
ألا تزال تمتلك سياسات نظام الملالي الطائفية وأذرعه الميليشياوية  قوّة تدميرية  ضدّ الشعوب ومؤسسات  الدول الوطنية ، اكثر فاعلية من ادوات ، وأذرع شركاء السيطرة الأمريكية الكبار ، خاصّة ” الإسرائيلي”؟ 
السلام والعدالة  لشعوب المنطقة!
(١)وزارة الخارجية الأمريكية
تعميم إعلامي
مكتب المتحدث الرسمي
24 أيلول/سبتمبر، 2022 
صدر نص البيان التالي عن حكومات الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن واليمن: 
بداية النص: 
اجتمع وزراء خارجية كل من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وكذلك الجمهورية اليمنية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بدعوة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مدينة نيويورك بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2022 من أجل التأكيد على الشراكة التاريخية والدائمة بين بلدانهم وتعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات. 
وشدد وزير الخارجية على التزام الولايات الدائم بالأمن والدفاع الإقليمي لشركاء الولايات المتحدة واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وكذلك تطوير المجالات المشتركة للتعاون والتكامل، بناءً على قمة جدة للأمن والتنمية الناجحة في تموز/يوليو 2022. 
وأكد الوزراء على الشراكات التاريخية والاستراتيجية وكذلك الشراكات الطموحة والمتنامية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والدول الأعضاء فيها، وكذلك العراق والأردن واليمن، من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي في الشرق الأوسط ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الأزمات الإنسانية والغذائية والصحية والمناخية”. 
(٢)-
ضمن هذا السياق ، يصبح الهدف الرئيسي لوزير الخارجية الأمريكي  من لقاء شركائه   هو توضيح سياسات بلاده القادمة تجاه ايران ، واحتمال توقيع الاتفاق  النووي ، وتنبيه الزعماء  من خطورة “انتصار ثورة شعبية” في ايران على استقرار انظمتهم !!
من المفيد الإشارة إلى اهميّة التعقيب الذي كتبه الصديق العزيز  ” Ahmad Ali Mohamad ” :
“.. أوّد أن أشير إلى أن أية تصريحات أمريكية لدعم الحراك الشعبي الإيراني إنما تأتي في إطار دعم نظام الملالي وبالضد من مصالح الحراك الثوري وأهدافه، هذا النظام الذي يستمد شرعيته ويسوق سياساته من خلال نظرية المؤامرة الأمريكية عليه ، وبناء على ذلك فهو بحاجة ماسة لهكذا تصريحات لتخوين الحراك الشعبي وتبرير استخدام كل أشكال العنف ضد هذا الحراك تمهيدا لتصفيته ، إن أفضل دعم يمكن أن تقدمه أمريكا للشعب الإيراني الثائر هو الابتعاد عن المشهد وترك الشعب الإيراني يخوض معركته مع النظام بشرف ، وهي لن تفعل ذلك بكل تأكيد..”
 (٣)-
التي استطاعت السيطرة على  طهران في شباط ١٩٧٩، بمجموعة ميليشيات لايتجاوز عدد افرادها بضعة مئات ، ولا يتعدّى تسليحها ما نهبته من مخازن الشرطة والجيش من  البنادق اليدوية ، وتحت سمع وبصر اوروبا ، وبدعم فرنسي مباشر ،  وفي  مناخ معاد للجار الشيوعي السوفياتي وفي مواجهة مع ” جيش الشاه “،   اقوى خامس جيش في العالم ، ويقع مباشرة  تحت سيطرة  جنرالات الإستخبارات الأمريكية !!
أيلول – ٢٠٢٢ 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…