نظام ولاية الفقيه وبعض تمظهرات أزمته البنيويّة السياسية والأخلاقية !

نزار بعريني 

في ظروف استثنائيّة(١) ،  أرسى” الخُمينيّ” –  روح الله ، وأكثر آياته العظمى شهرة ، وتأثيرا على مصائر شعوب  المنطقة طيلة قرون  – قواعد نظام  “الثورة الإسلامية”، (٢) ، ورسم خطوط  دفاعاته  ، إيدولوجيّا ودستوريا وعسكريا، بما يكرّس سلطة شخصية مطلقة، ويؤسس لبناء مؤسسات  “دولة استبداد”  “دينيّة ”  ، قلّ نظيرها حتّى في “عصور الخلافة المجيدة ” !(٣). 
في حيثيات الاحداث الأخيرة (٤) ، يمكن ملاحظة إصرار السلطة على  نفس النهج  ، بأي ثمن !! 
   إذ تُدرك  تلك السلطة  الشمولية جيّدا رفض قرابة ٧٠ في المئة من النساء الإيرانيات لقوانين فرض الحجاب القسري  (وقد توصلت  مركز دراسات استراتيجية ،تابعة  للرئاسة الإيرانية، عام ٢٠١٨ ، أنّ ٨٠ % من الإيرانيين ،من رجال ونساء، ضد إلزاميّة الحجاب)،
 فقد تعمّدت تفجير المعركة الحالية ضد النخبة المتميّزة ،  في سياق  حرب نظام ولاية الفقيه المستمرّة ضد حرية ورفاه وتقدّم الشعب الايراني ،وفي خطوة  إستباقية ، تستهدف قطع الطريق على حركة المعارضة الإحتجاجية الشعبية، التي تتّسع يوميا ،  في ظل أزمات  سياسية بنيويّة متعاقبة(٥) ،  وتهدد استقرار سلطة ولي الفقيه الإستبدادية ، أوّلا،  كما تسعى لتعزيز آليات النهب الأقتصادي  التي تمارسها أجهزة ” الدولة الظلّ” لأصحابها في قيادة   ” الحرس الثوري ” ، في ظل ما تواجهه صفقة ” الملف النووي ” من معوقات  ، منعت حتّى  اليوم  توقيعها ، وضخ مليارات الدولارات في اوردتها المتعطّشة، وشرايين الاقتصاد الايراني المنهك ؛  ولا ضير في أنّ تخوض سلطة ولاية الفقيه  معركتها الجديدة تحت دعاية ” الحشمة ” و  محاربة  ” الترويج للفساد في المجتمع الإسلامي والثوري “، الذي بات ، كما أكّد ” رئيسي ”  عملا  منظما  ومخططا ، ويتم تنفيذه باستثمارات كبيرة من دول الاستكبار”.!
بعيدا عن الدعاية ، أعتقد أنّ مدلولات” الحجاب ” السياسية ، لايمكن تغطيتها بدعاية الإلتزام بقوانين ” الشريعة الإسلامية ” ، او مواجهة  سياسات ” دول الاستكبار” !! كأيٌ من المظاهر التي ترتبط  بحوامل أيديولوجية، تعبّر سياسات سلطة النظام الايراني تجاه الحجاب، في احد جوانبها، عن الحرص على حماية  هوية “الولي الفقيه”  السياسية والأيدولوجية”، وبالتالي ، عن  حرص وجهد  سلطة النظام لمواجهة احتمال حصول انفجارات شعبية وسياسية ، قد تهدد –  في ظل حالة التدمير الممنهج التي تمارسها على الصعيد الداخلي، بحق مقوّمات الدولة الحديثة ، وما يتعرّض له النظام من ضغوط خارجية  – استقرار النظام !
المؤكّد  أنّ  سياسات  “قمع النساء ” هي  اكثر الممارسات استبدادية لنظام رأسمالي  ، ريعي ، مرتبط بقوانين السوق الرأسمالي العالمية ، ويمارس كلّ أشكال العداء للديمقراطية  وحقوق الإنسان، متغطّيا بنظريّة  ” ولاية الفقيه” ، ومتجلببا  بعباءة الإسلام ؛ وهي أدوار تمارسها سلطة النظام  على الصعيد الايراني الداخلي ، وعلى المستوى الإقليمي ، وتشكّل بأهدافها وأدواتها ، أخطر مواقع تقاطع المصالح  والسياسات مع الولايات المتّحدة، التي تحالفت تاريخيا ، وما تزال ، مع أعتق  أنظمة الاستبداد ” الدينية “، واكثر الانظمة العنصرية إجراما   ؛ النظامين السعودي والإسرائيلي !!
في مواجهة حراك نسوي مؤثّر  ضدّ قوانين فرض الحجاب القسري ، يعزّز فرص انفجار شعبي واسع ، طوّر النظام الايراني آليات تعقّب ومراقبة،  تستهدف كرامة وجيوب الايرانيين ، وتسعى لإخضاعهم؛ ويوفر خطباء وأئمة صلاة الجمعة وممثلو المرشد الإيراني، علي خامنئي، الحماية للمسؤولين الذين يتورطون في مثل هذه الخروقات الحقوقية، مطالبين  بضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المرأة !
أحمد خاتمي، إمام الجمعة في طهران، سبق أن وصف النساء الإيرانيات اللواتي يرفضن الحجاب القسري ب”اللصوص”؛ وأضاف  قائد قوة الشرطة، حسين أشتري، أنّ قواته تقوم بتوقيف ما لا يقل عن ألفي امرأة إيرانية كل يوم في مختلف المدن الإيرانية على خلفية عدم التزامهن الحجاب الإجباري، وقد وصل ” الإهتمام “بقضايا المرأة إلى مكتب الرئاسة حيث  يضع” رئيسي”  قضية الحجاب وزي النساء في قمة أولوياته ؛وقام بإحياء “استراتيجيات تنمية ثقافة العفة”، التي  تعود إلى عام 2004 ،في فترة حكومة محمود أحمدي نِجَاد الأولى !!
ضمن هذا السياق ،يأتي ما أعلنه  “محمد صالح هاشمي كلبايكاني” ، سكرتير ما تُسمّى  “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”،  عن موافقة   الرئيس الإيراني،” إبراهيم رئيسي” ، على قانون جديد ،  يتعلّق بملابس النساء!!
 مما جاء في تصريحات ” كلبايكاني”: 
“إذا ما صدرت عن شخص في الأماكن العامة، مثل المترو والباص، تصرفات غير مألوفة وغير متزنة، فالكاميرات تصور ذلك. وتتم مطابقة الصورة مع بطاقة الهوية الشخصية (تلقائياً) وسترسل غرامات إلى بيته”، قد تصل ، وفقا لتأكيدات المسؤول إلى  “حوالي مليونَي تومان”، ، أي ما يعادل ٦٦ دولاراً أميركياً. 
إذا علمنا انّ “المادة 638 من القوانين ذات الصلة   تنص على معاقبة كلّ من لا تلتزم ‏بارتداء الحجاب الإسلامي بالحبس والجلد، مسلمةً كانت أم غير مسلمة، ندرك طابع النهب في القوانين الجديدة ، التي تهدف إلى تحويل “الجريمة” إلى مخالفة مالية ، يسددها المواطن الإيراني لمؤسسات ” الدولة ” على شكل غرامة ، على حساب لقمة عيشه !! فاللواتي لا يلتزمن ب”الحجاب الإسلامي” في الأماكن العامة  ، تقوم الكاميرات بتصويرهن ، وتغريمهن …”
     بغضّ النظر عن حالة التمرّد التي قد يصل إليها الشعب الايراني في مواجهة سلطة إستبدادية ، هي الوجه الآخر للنظام السعودي ، 
من المؤكّد  أنّ أوروبا والولايات المتّحدة   لن تسمح بسقوط نظام الملالي أو إصلاحه  ، لانّه الضامن الأكثر فاعلية بما يستخدمه من نهج وأدوات  ( من إسرائيل والسعودية ) لحالة الخراب والتفشيل التي تعمّ المنطقة …وهي البيئة الأمثل لإستمرار آليات النهب والسيطرة التشاركية، المحليّة والإقليمية والإمبريالية، على اضخم ثروات الكرة الأرضية !! 
على الصعيد الإقليمي ، يبدو جليّا تقاطع مصالح وسياسات النظام الإيراني مع مصالح جميع القوى الإقليمية والدولية – المتناقضة مع صيرورات بناء مقوّمات المشروع الديمقراطي الوطني لشعوب المنطقة-  جسّدتها ممارسات اجهزة الحرس الثوري  تجاه حراك وفرص التغيير الديمقراطي، بدءا من لبنان النصف الاوّل من ثمانينات القرن الماضي( ١٩٨٢- ١٩٨٩ ، وليس انتهاء بلبنان ، ٢٠١٩ ؛ وقد تمحورت حول استخدام جميع وسائل القمع الممكنة لمنع تحوّل “حراك الشعوب السلمي الإصلاحي ” إلى صيرورات  تغيير ديمقراطي، وطني، تضع أسس ومقوّمات الدولة الديمقراطية الحديثة !
هي اهمّ حقائق الصراع  في سوريا والإقليم ، التي تعمل دعايات النظام الايراني ( المقاوم ) والولايات المتّحدة( الديمقراطية ) لإخفائها ، تحت ستارة دخان كثيف من الأكاذيب ، تعمل أبواق ” النخب ” ، على كلا الجانبين الايراني والأمريكي ، على ترويجها ، بما يضلل  الرأي العام!
(١)- 
ميّزها،   تاريخ نضالي وكاريزمه  شخصية ، وما حصل عليه  من دعم خارجي ، اقتصر في الظاهر على فرنسا ،  وانجزه من  تحالف مع  ” الفقهاء ” الاوفياء من طبقة رجال الدين   ، و سهولة التخلّص من منافسيه – نخبة من  أهمّ رجال الدين  وأكثرهم شعبية داخل دوائر سلطته السياسية والفقهيّة – و” تحييد ” معارضيه- حتى  أولئك الذين قادوا وشاركوا الشعب في ثورته،  مثل” أبو الحسن بني صدر،اوّل رئيس للجمهورية الجديدة، و جبهة ” مجاهدي خلق”-  إضافة إلى  سهولة استئصال أعدائه في ” الجيش ” وعناصر النظام السابق” بشكل كلّي-  مستغلّا إلى اقصى حد حالة ” انهيار سريع للجيش الإيراني “- خامس أقوى جيش في العالم ،تنحاز قياداته بشكل مطلق لنظام الشاه ، لكنّه    بات تحت سيطرة مباشرة من قبل   “جنرالات الإستخبارات الأمريكية”   بعد ” ترحيل ” الشاه  في أواسط ك١ ١٩٧٨ ، قبل أقل من شهر من وصول ” الخميني ” على متن طائرة فرنسية –  دون مقاومة ؛ وحالة الصمت المريب ” الاوربيّ والأمريكي- خلف  ستارة  مسرحية ” الرهائن  ” –  و في ظروف الحرب ” العراقية – الإيرانية ، التي حوّلت ” ميليشيات الحرس الثوري ” الاولى – ضعيفة التسليح والتنظيم ، وقد اقتصر سلاحها الخفيف على ما” أغتنمه “عناصرها من مستودعات الشرطة والجيش !!- الى جيش عرمرم ، تسيطر لاحقا إحدى فيالقه النخبة – القدس – على أهمّ  عواصم المنطقة؛  التي تشكّل ” حجر الزاوية ” في استراتيجيات السيطرة الإقليمية، والهيمنة العالمية  للولايات المتّحدة ، وفي سياق حروب أمريكية   مستمرّة منذ مطلع الثمانينات لإحتلال افغانستان والعراق – المحيط الجيوسياسي  لقلب “مثلث النفط الاستراتيجي العالمي” في السعودية وإيران والعراق !!
(٢)-المضادة لصيرورة  التغيير  الديمقراطي، التي اطلقتها  حلقات” ثورة شعبية ” عظيمة خلال ١٩٧٧- ١٩٧٨،وتضحيات ملايين الإيرانيين ،ومثّلت  تتويجا  لنضال إصلاحي ،  ديمقراطي ،  تاريخي ، خاضه الشعب الايراني طيلة عقود ، في مواجهة سلطة نظام الشاه الديكتاتورية ).
(٣)- عملت “الخمينية” – الأيديولوجيا المؤسّسة” للجمهورية الإسلامية الإيرانية”  ، على استبدال نظام ” الملكية  الدستورية “، وما راكمه نضال الإيرانيين من إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية طيلة عقود،  بنظام  “الثيوقراطيّة “، الريعي ، المطلق؛ تطبيقا لنظرية الخميني التي تقول 
أنّ” الفقهاء الإسلاميين” هم الحاملون الحقيقيون ليس للسلطة الدينية فقط  ، بل للسلطة السياسية أيضًا، والذين يجب أن يُطاعوا كتعبير عن الخضوع لله، والذين  يُعد حكمهم مقدماً على كل القوانين الثانوية!!
في خطته “للحكومة الإسلامية”  ، لم يضع الخميني أبدًا تعريفًا منهجيًا للدولة “الإسلامية” و”الاقتصاد الإسلامي” ولم يصف  آلية الحكم ،و أدوات التحكّم، أو القيم والمبادئ الموجهة، بل ركّز  جلّ اهتمامه على التأسيس لسلطة سياسيّة وميليشياوية مطلقة ، له ، ولورثته من بعده  ، وللنخبة الخاصة من ” فقهاء رجال الدين ” ، في اجواء حروب دنكشوتية ضدّ الجميع… ! 
يتميّز النظام السياسي الإيراني عن سائر النظم السياسية العالمية بمبادئ دستورية فريدة، خلقت   مؤسسة “الولي الفقيه” أو “المرشد الأعلى” ، وضمنت تربّع زعيمها  ، الولي الفيه ” ،على قمة هرم السلطة، وتمكين  ” ملكها ” ،” المرشد الأعلى “، من  صلاحيات  دستورية  غير محدودة !!
(٤)-
التي ذهب ضحيتها بشكل خاص  نخبة من  النساء الإيرانيات ، قتلا واعتقالا وتنكيلا وتغريما  ، وأعقبها تظاهرات  شعبية  ونسائية واسعة إحتجاجا على مقتل الشابة الإيرانية/ الكردية ” جينا أميني “، تحت التعذيب في مركز اعتقال ” شرطة الإرشاد “، كما أكّد والدها المكلوم السيّد ” أمجد ” في مقابلة مع ” إيران إنترناشيونال” .
(٥)-إضافة إلى التناقض الرئيسي بين “سلطة نظام استبدادي” ، ونضالات الشعب الايراني لتحقيق  اصلاحات سياسية  ديمقراطية ،  يتجسّد  أبرز تناقضين  داخل النظام الإيراني  في الصراع  بين الإصلاحيين ( الذين  تعرضوا  إلى اشكال مختلفة من الإضطهاد السياسي ، وصلوا إلى درجة من التهميش غير مسبوقة، والمحافظين( بقيادة ولي الفقيه )،من جهة ،وبين” سلطة الرئاسة” المحدودة  وسلطات ولي الفقيه المطلقة، من جهة ثانية  !! 
 من جهتهم ، يرى “الإصلاحيون ” أن سلطات “الولي ” تتجاوز كثيرا تلك السلطات التي كان دستور 1906 قد منحها لشاه إيران، وهم في مطالبتهم بإعادة النظر في ولاية الفقيه يسعون على الأغلب  إلى مراجعة أسس النظام السياسي  في إيران:
هل يقوم على أساس تفويض من الشعب الإيراني، والحكم  باسمه ، وبما يخدم مصالحه ، ويحمي مصالح الدولة الايرانية  العليا ، أم على تفويض” إلهي” ، باسم “الإمام الغائب”، وبما يضمن مصالح وهيمنة طبقة ” الفقهاء ” ؟ 
أعتقد  أن ّهذا التناقض  سيظل محوريّا ،  يهدد باستمرار استقرار النظام، إلى أن يحدث توازن بين صلاحيات  منصب “رئيس الجمهورية  ” و” الولي الفقيه” ؛ وهو الإستعصاء  الذي  يجسّد  جوهر التناقض الرئيسي  داخل النظام ، الذي يذهب بعض المتابعين للشأن الإيراني إلى وصف جهازه  التنفيذي بحكومة “ذات رأسين” ؛ الولي الفقيه ورئيس الجمهورية!
الفروقات بين المؤسستين نوعيّة : 
 بينما يتولى الولي الفقيه منصبه مدى الحياة( على غرار خليفة المسلمين  )، وينتخبه “مجلس الخبراء”، ويتمتّع عمليا بسلطات مطلقة، يُنتخب رئيس الجمهورية  بشروط يحددها الولي من خلال مؤسسة ” صيانة الدستور “، وبسلطات تنفيذية مقيّدة، من الشعب مباشرة ،لمدة أربع سنوات ،قابلة للتجديد مرة واحدة. 
حصل  أقوى” اختبار” للعلاقة بين الموقعين في سياق   احتجاجات طلابية وشعبية غير مسبوقة،أعقبت الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن “فوز ” المحافظ “، “محمود أحمدي نِجاد” بولاية ثانية، يوم 12 حزيران 2009 ،أمام منافسه الإصلاحي” مير حسين موسوي”، ووسط اتهامات بالتزوير!!
لقد دفعت نتائج  الانتخابات ، وردود الافعال الشعبية الغاضبة ، التي وصلت إلى حالة تمرّد واسع ، البلاد نحو أزمة داخلية هي الأكبر منذ انتصار ” الثورة الإسلامية”  عام 1979؛ وكشفت عن انقسامات كبيرة بين النخبة الحاكمة، وانتهت،  أمنيّا بحملة قمع واسعة – طالت آلاف الشباب المحتجّ على التزوير الفاضح ، لم توفّر ” موسوي ” شخصيا وعائلته  -وسياسيا ، بحملة إعلاميّة ، انحاز فيها  المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية -وبشكل حاسم – لصالح ” نزاهة الانتخاب “، و تثبيت  نِجاد  في “ولاية جديدة”!
 مرّة ثانية ، في تشرين الثاني 2012، تراجع “البرلمان الإيراني”  عن استجواب  ” أحمدي نجاد ”  بشأن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، بعد أن تدخل “خامنئي” شخصيّا  لصالح نجاد، مؤكّدا  “إن البرلمان يجب ألا يعمل لمصالح أعداء إيران”!!!
مع ذلك، لم تكن لتستمر طويلا ” علاقات الوئام”  بين المرشد والرئيس !
 فقد طفت على السطح  خلافات حول مجموعة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين نجاد ورموز التيار المحافظ الذي يتزعّمه المرشد ، ونتج عن ذلك أن توصيف نجاد شخصيّا ،وأتباعه ،ب “التيار المنحرف” ، في ظل أزمات  إقتصادية ، تجلّت في انهيار  الريال الإيراني!
من المفيد الإشارة إلى أنّ ” مجلس صيانة الدستور ” هو المؤسسة الأهمّ التي يستخدمها المرشد لتحديد شخصية الرئيس ، وضبط سلوكه !
قبيل انتخابات 2013 وضبطا للمشهد السياسي القادم، أكد أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني” أحمد جنتي”  على ضرورة ” أن يكون مرشحو الرئاسة سياسيين أتقياء ومطيعين للولي الفقيه”!!.
وفقا لجنّتي ، ٩٥ عاما ، ” على الرئيس أن يدرك  أنّه   يستمد شرعيته من القائد – الولي الفقيه!. 
  أيلول – ٢٠٢٢

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…