توفيق عبد المجيد
تركيا هذه الدولة التي كان من المفروض أن تتجزأ وتتقسم وتتوزع على الأقطاب التي ربحت الحروب الكونية، تركيا هذه استطاعت أن تحافظ على كيانها التجميعي بفضل دهاء أتاتوركها الذي سارع الخطى للحاق بالركب الغربي والأوربي مستبدلاً غطاء الرأس التقليدي بالكوفية الأوربية ، متبنياً العلمانية، محاولاً إقناع نفسه ومن حوله أن الغطاء الجديد قد يغير الأدمغة التي تلقت وعلى مدى عقود عديدة ثقافة اللون الواحد والعنصر الواحد ، والتي تغلغلت في تلافيف الدماغ إلى درجة الإشباع ، فقد كان منظروهم وقادتهم يقولون لهم ليل نهار: (ما اسعد الذي يقول انه تركي) و (تركي واحد يساوي الدنيا) و (من لم يؤمن بتركيته في تركيا فاولئك هم الخدم والأذلاء…
تركيا هذه الدولة التي كان من المفروض أن تتجزأ وتتقسم وتتوزع على الأقطاب التي ربحت الحروب الكونية، تركيا هذه استطاعت أن تحافظ على كيانها التجميعي بفضل دهاء أتاتوركها الذي سارع الخطى للحاق بالركب الغربي والأوربي مستبدلاً غطاء الرأس التقليدي بالكوفية الأوربية ، متبنياً العلمانية، محاولاً إقناع نفسه ومن حوله أن الغطاء الجديد قد يغير الأدمغة التي تلقت وعلى مدى عقود عديدة ثقافة اللون الواحد والعنصر الواحد ، والتي تغلغلت في تلافيف الدماغ إلى درجة الإشباع ، فقد كان منظروهم وقادتهم يقولون لهم ليل نهار: (ما اسعد الذي يقول انه تركي) و (تركي واحد يساوي الدنيا) و (من لم يؤمن بتركيته في تركيا فاولئك هم الخدم والأذلاء…
طوبى لمن يقول أنا تركي، عظيم هو التركي) أو ( تركيا إعصار، تركيا برق) ، ولا ننسى الشعار الذي كان يجهر به أتاتورك أثناء ثورته (يالسعادة من يجهر بانتمائه التركي).
لقد اعتاد تاريخهم المتخم بالأكاذيب اختلاق أكذوبات جديدة كلما دعت الحاجة لغسل الأدمغة التركية وبرمجتها لتحريك هؤلاء المخدوعين كما تشاء فصاروا كالروبوتات التي تتحكم فيها عن بعد أجهزة معينة فتحركها بمرونة وقتما تشاء ، لقد دشنوا مجيئهم إلى هذه المنطقة بأكذوبة الحديث الذي نسبوه زوراً وبهتاناً إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليخدم أهدافهم الشريرة ومطامعهم الاستعمارية التوسعية، فيبشر بمجيء المهدي المنتظر محمد الفاتح (لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) علماً أن كبار علماء الحديث طعنوا في صحة هذا الحديث واعتروه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فمن السهل على من يصنع الأحاديث ويزورها وينسبها لسيد البرية أن يتجاوز كل المحرمات والمقدسات والخطوط الحمر وصولاً إلى الهدف بالطريقة الميكيافيلية .
بهذه الأقوال التي تنضح حقداً وكراهية على كل من يجاهر بأنه من قومية أخرى عبؤوا الرؤوس وشحنوا النفوس لتحقد على المكونات الأخرى ، بهذه الثقافة البغيضة ثقافة أتاتورك وأرطغرل ، بهذه العقلية التوسعية الاستعمارية العثمنلية البالية التي سيطرت على العقول والقلوب وتحت عباءة الإسلام الحنيف حاولوا أن يرتكبوا العدوانات مؤكدين أنهم أمناء لهدي حكامهم ومنظريهم العنصريين والفاشيين ، من منطلقهم البغيض الذي يمجد الترك فقط ، فهم يرفضون الشعب الكردي بل يتجاهلون وجوده ، ويمدون أذرعهم الطويلة إلى أماكن أخرى لأنهم يقولون وبصراحة: (نرفض كياناً كردياً لدينا ونرفضه في أي مكانٍ آخر) ومن شوقهم وحنينهم إلى العمامة العثمانية ومجد أتاتورك وارطغرل البغيضين شدوا الرحال هذه المرة وكالمرات السابقة صوب إقليم كردستان في توغل ظنوه رحلة ترفيهية أو مناورة عسكرية محدودة يعودون منها حاملين رؤوس الأبطال ليزفوا بشرى النصر لأسيادهم ، ولكنهم هزموا شر هزيمة وتركوا خلفهم جنوداً وذخائر
تركيا التي تدعي الديمقراطية وتحاول الانضمام إلى نادي الدول المتحضرة تجد نفسها دائماً مربوطة وبشدة إلى ماضيها الاستعماري الانكشاري البغيض ، الذي مازال يمارس الإلغاء والإنكار للقوميات الأخرى المتعايشة مع الشعب التركي وترفض بشدة الاعتراف بها منطلقة من إرثها القديم وتراثها الاستعماري البغيض الذي ارتكب أبشع المجازر والإبادات بحق الشعبين الأرمني والكردي ، تركيا البرلمانية التي يشرعن برلمانها للحرب والعدوان والاجتياحات بعكس كل برلمانات العالم ، فإذا كان البرلمان وهو المؤسسة الديمقراطية الأعلى في تركيا يشرعن للعدوان فلا نلوم العسكر الذين مازالوا يرتدون بزة أتاتورك ويؤمنون بالسحق والقتل والبطش والتنكيل ، أم أن معظم هؤلاء البرلمانيين مازالوا عسكراً ولكن بثياب مدنية ؟
قد تحاول تركيا أن تجرب التوغل في أراضي الإقليم مرة أخرى ومرات بالنيابة عن الدول الإقليمية التي قد تختلف على كل شيء لكنها لا تختلف على (خنق حمامات الحرية و السلام من الطيران في فضاء كوردستان) لكن عليها أن تلتفت إلى الخلف وما ستسببه هذه الاجتياحات من كوارث على المجتمع التركي الذي ستمزقه الشقوق والتصدعات والانقسامات التي ستعصف به وتحوله إلى أكثر من دولة لأن سياسة العصا الغليظة التي تمارس تجاه الأكراد وهم القومية الثانية في تركيا ليست في صالح حزب العدالة والتنمية الذي يحاول العسكر الانقضاض عليه وفرملة العجلة التركية بذرائع شتى منها أن العلمانية الأتاتوركية في خطر للعودة مرة أخرى إلى الماضي التليد والأمجاد البالية وليعود الجيش مرة أخرى فينقض على ديمقراطيتهم ويصادر قرارهم مرة أخرى في مجلس الأمن القومي التركي الذي باتت الأكثرية المدنية صاحبة القرار فيه بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد من حزب العدالة والتنمية ، يعود الجيش ليقبض على مقاليد الحكم بيد من حديد وليخنق كل تطلعات الشعوب التركية نحو الديمقراطية واللحاق بركب الدول المتطورة والمتحضرة ، فهل يتعمد التيار المعتدل من قادة حزب العدالة والتنمية إبعاد الجيش عن الساحة الداخلية وإلهائه بالأخطار الخارجية لكي لا ينشغل بهاجس الانقلاب على المعتدلين والعودة بتركيا إلى أيام التسعينات من القرن الماضي ؟
يقول الدكتور محمود عثمان : (عقلية النخبة الحاكمة هي التي أنتجت حزب العمال الكردستاني ، فهم ينكرون كل شيء متعلق بالشعب الكردي”هم النخبة الحاكمة في تركيا ” ما زالوا على هذه العقلية، في حين أن حزب العمال الكردستاني اليوم هو غير ما كان عليه بالأمس، فهو اليوم يبادر بوقف القتال ويدعو إلى حوار سياسي والى تفاوض لحل المشكلة الكردية في البلاد، ويعرب عن استعداده للانخراط في العملية الديمقراطية بتركيا، ولكن القيادات التركية ما زالت تتعامل مع كل هذه التطورات بنفس العقلية السابقة).
أخشى ما أخشاه أن يتسبب حزب العمال الكردستاني في صراع كردي – كردي (إذا لم يأخذ ظروف إقليم كردستان العراق بعين الاعتبار) هذا الصراع الذي بات مشروعاً للقوى الإقليمية ، بل راهنت عليه هذه القوى الإقليمية ومازالت تراهن وتخطط من وراء الكواليس وفي دهاليز الظلام لإضعاف القوة الكردستانية الناهضة من الكبوات العديدة التي من المفروض أن ينتبه إليها عناصر حزب العمال الكردستاني خاصة وبوادر تشكيل حلف إقليمي جديد باتت تلوح في الأفق ، لكي لا يختلقوا هموماً ومشاغل جانبية للإقليم الكردستاني الذي يجب أن يحافظ عليه الكرد في كل مكان لأنه سيؤثر إيجابياً في المستقبل وبكل تأكيد على الأجزاء الكردستانية الأخرى .
أخيراً أعرّج إلى التاريخ فأنقل من إحدى صفحاته هذه الحادثة : يقال إن السفير التركي دخل على عبد الناصر لينقل احتجاج بلاده على بث الإذاعة الكردية من القاهرة، فرد عليه ناصر باستغراب: “على حد علمي لايوجد أكراد في تركيا ” ملمحاً إلى الازدواجية التي يتخبط فيها المسؤولون الترك ، فهم كما قلنا في البداية على استعداد لمحاربة أي تطلع كردي حتى في جنوب إفريقيا .
أقول للقادة الأتراك واعظاً وناصحاً لكي يبادروا إلى حل جميع مشاكلهم بمنطق العصر الذي ينبذ الاحتكام إلى الحوار المسلح والدبابة والبندقية ويجهر بالدعوة إلى الحوار العقلاني السلمي : لقد تراجع كثيراً إلى الخلف دور دولتكم التقليدي إذا لم تستطيعوا الخروج من الشرنقة الأتاتوركية ، انتهى دوركم كحارس وحائط صد في وجه التغلغل الشيوعي إلى المنطقة والخليج الذي صار يكتظ الآن بالأساطيل الأمريكية والقواعد العسكرية بفضل تلميذكم المقبور صدام ، ولم تعد القوى العظمى بحاجة إليكم بعد انحسار الخطر السوفييتي ، بل أنتم الآن عبء على الغير تستجرون مليارات الدولارات من خزائنهم للقيام بدور انعدمت الحاجة إليه بعد المتغيرات العالمية التي حصلت ، وتذكروا دائماً أننا نعيش في عصر الانتصار فيه دائماً للمصالح بغض النظر عن شرعيتها أو لا شرعيتها ، ولا تنسوا أن لا مصلحة لأية قوة طامعة في المنطقة في دولتكم التجميعية التركيبية ، وأن جميع الشعوب المستعبدة والمستعمرة ستتحرر عاجلاً أو آجلاً وستندفن الإمبراطوريات الاستعمارية في بطون التاريخ والمستقبل دائماً للشعوب.
لقد اعتاد تاريخهم المتخم بالأكاذيب اختلاق أكذوبات جديدة كلما دعت الحاجة لغسل الأدمغة التركية وبرمجتها لتحريك هؤلاء المخدوعين كما تشاء فصاروا كالروبوتات التي تتحكم فيها عن بعد أجهزة معينة فتحركها بمرونة وقتما تشاء ، لقد دشنوا مجيئهم إلى هذه المنطقة بأكذوبة الحديث الذي نسبوه زوراً وبهتاناً إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليخدم أهدافهم الشريرة ومطامعهم الاستعمارية التوسعية، فيبشر بمجيء المهدي المنتظر محمد الفاتح (لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) علماً أن كبار علماء الحديث طعنوا في صحة هذا الحديث واعتروه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فمن السهل على من يصنع الأحاديث ويزورها وينسبها لسيد البرية أن يتجاوز كل المحرمات والمقدسات والخطوط الحمر وصولاً إلى الهدف بالطريقة الميكيافيلية .
بهذه الأقوال التي تنضح حقداً وكراهية على كل من يجاهر بأنه من قومية أخرى عبؤوا الرؤوس وشحنوا النفوس لتحقد على المكونات الأخرى ، بهذه الثقافة البغيضة ثقافة أتاتورك وأرطغرل ، بهذه العقلية التوسعية الاستعمارية العثمنلية البالية التي سيطرت على العقول والقلوب وتحت عباءة الإسلام الحنيف حاولوا أن يرتكبوا العدوانات مؤكدين أنهم أمناء لهدي حكامهم ومنظريهم العنصريين والفاشيين ، من منطلقهم البغيض الذي يمجد الترك فقط ، فهم يرفضون الشعب الكردي بل يتجاهلون وجوده ، ويمدون أذرعهم الطويلة إلى أماكن أخرى لأنهم يقولون وبصراحة: (نرفض كياناً كردياً لدينا ونرفضه في أي مكانٍ آخر) ومن شوقهم وحنينهم إلى العمامة العثمانية ومجد أتاتورك وارطغرل البغيضين شدوا الرحال هذه المرة وكالمرات السابقة صوب إقليم كردستان في توغل ظنوه رحلة ترفيهية أو مناورة عسكرية محدودة يعودون منها حاملين رؤوس الأبطال ليزفوا بشرى النصر لأسيادهم ، ولكنهم هزموا شر هزيمة وتركوا خلفهم جنوداً وذخائر
تركيا التي تدعي الديمقراطية وتحاول الانضمام إلى نادي الدول المتحضرة تجد نفسها دائماً مربوطة وبشدة إلى ماضيها الاستعماري الانكشاري البغيض ، الذي مازال يمارس الإلغاء والإنكار للقوميات الأخرى المتعايشة مع الشعب التركي وترفض بشدة الاعتراف بها منطلقة من إرثها القديم وتراثها الاستعماري البغيض الذي ارتكب أبشع المجازر والإبادات بحق الشعبين الأرمني والكردي ، تركيا البرلمانية التي يشرعن برلمانها للحرب والعدوان والاجتياحات بعكس كل برلمانات العالم ، فإذا كان البرلمان وهو المؤسسة الديمقراطية الأعلى في تركيا يشرعن للعدوان فلا نلوم العسكر الذين مازالوا يرتدون بزة أتاتورك ويؤمنون بالسحق والقتل والبطش والتنكيل ، أم أن معظم هؤلاء البرلمانيين مازالوا عسكراً ولكن بثياب مدنية ؟
قد تحاول تركيا أن تجرب التوغل في أراضي الإقليم مرة أخرى ومرات بالنيابة عن الدول الإقليمية التي قد تختلف على كل شيء لكنها لا تختلف على (خنق حمامات الحرية و السلام من الطيران في فضاء كوردستان) لكن عليها أن تلتفت إلى الخلف وما ستسببه هذه الاجتياحات من كوارث على المجتمع التركي الذي ستمزقه الشقوق والتصدعات والانقسامات التي ستعصف به وتحوله إلى أكثر من دولة لأن سياسة العصا الغليظة التي تمارس تجاه الأكراد وهم القومية الثانية في تركيا ليست في صالح حزب العدالة والتنمية الذي يحاول العسكر الانقضاض عليه وفرملة العجلة التركية بذرائع شتى منها أن العلمانية الأتاتوركية في خطر للعودة مرة أخرى إلى الماضي التليد والأمجاد البالية وليعود الجيش مرة أخرى فينقض على ديمقراطيتهم ويصادر قرارهم مرة أخرى في مجلس الأمن القومي التركي الذي باتت الأكثرية المدنية صاحبة القرار فيه بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد من حزب العدالة والتنمية ، يعود الجيش ليقبض على مقاليد الحكم بيد من حديد وليخنق كل تطلعات الشعوب التركية نحو الديمقراطية واللحاق بركب الدول المتطورة والمتحضرة ، فهل يتعمد التيار المعتدل من قادة حزب العدالة والتنمية إبعاد الجيش عن الساحة الداخلية وإلهائه بالأخطار الخارجية لكي لا ينشغل بهاجس الانقلاب على المعتدلين والعودة بتركيا إلى أيام التسعينات من القرن الماضي ؟
يقول الدكتور محمود عثمان : (عقلية النخبة الحاكمة هي التي أنتجت حزب العمال الكردستاني ، فهم ينكرون كل شيء متعلق بالشعب الكردي”هم النخبة الحاكمة في تركيا ” ما زالوا على هذه العقلية، في حين أن حزب العمال الكردستاني اليوم هو غير ما كان عليه بالأمس، فهو اليوم يبادر بوقف القتال ويدعو إلى حوار سياسي والى تفاوض لحل المشكلة الكردية في البلاد، ويعرب عن استعداده للانخراط في العملية الديمقراطية بتركيا، ولكن القيادات التركية ما زالت تتعامل مع كل هذه التطورات بنفس العقلية السابقة).
أخشى ما أخشاه أن يتسبب حزب العمال الكردستاني في صراع كردي – كردي (إذا لم يأخذ ظروف إقليم كردستان العراق بعين الاعتبار) هذا الصراع الذي بات مشروعاً للقوى الإقليمية ، بل راهنت عليه هذه القوى الإقليمية ومازالت تراهن وتخطط من وراء الكواليس وفي دهاليز الظلام لإضعاف القوة الكردستانية الناهضة من الكبوات العديدة التي من المفروض أن ينتبه إليها عناصر حزب العمال الكردستاني خاصة وبوادر تشكيل حلف إقليمي جديد باتت تلوح في الأفق ، لكي لا يختلقوا هموماً ومشاغل جانبية للإقليم الكردستاني الذي يجب أن يحافظ عليه الكرد في كل مكان لأنه سيؤثر إيجابياً في المستقبل وبكل تأكيد على الأجزاء الكردستانية الأخرى .
أخيراً أعرّج إلى التاريخ فأنقل من إحدى صفحاته هذه الحادثة : يقال إن السفير التركي دخل على عبد الناصر لينقل احتجاج بلاده على بث الإذاعة الكردية من القاهرة، فرد عليه ناصر باستغراب: “على حد علمي لايوجد أكراد في تركيا ” ملمحاً إلى الازدواجية التي يتخبط فيها المسؤولون الترك ، فهم كما قلنا في البداية على استعداد لمحاربة أي تطلع كردي حتى في جنوب إفريقيا .
أقول للقادة الأتراك واعظاً وناصحاً لكي يبادروا إلى حل جميع مشاكلهم بمنطق العصر الذي ينبذ الاحتكام إلى الحوار المسلح والدبابة والبندقية ويجهر بالدعوة إلى الحوار العقلاني السلمي : لقد تراجع كثيراً إلى الخلف دور دولتكم التقليدي إذا لم تستطيعوا الخروج من الشرنقة الأتاتوركية ، انتهى دوركم كحارس وحائط صد في وجه التغلغل الشيوعي إلى المنطقة والخليج الذي صار يكتظ الآن بالأساطيل الأمريكية والقواعد العسكرية بفضل تلميذكم المقبور صدام ، ولم تعد القوى العظمى بحاجة إليكم بعد انحسار الخطر السوفييتي ، بل أنتم الآن عبء على الغير تستجرون مليارات الدولارات من خزائنهم للقيام بدور انعدمت الحاجة إليه بعد المتغيرات العالمية التي حصلت ، وتذكروا دائماً أننا نعيش في عصر الانتصار فيه دائماً للمصالح بغض النظر عن شرعيتها أو لا شرعيتها ، ولا تنسوا أن لا مصلحة لأية قوة طامعة في المنطقة في دولتكم التجميعية التركيبية ، وأن جميع الشعوب المستعبدة والمستعمرة ستتحرر عاجلاً أو آجلاً وستندفن الإمبراطوريات الاستعمارية في بطون التاريخ والمستقبل دائماً للشعوب.
25/10/2007