ليس تبريراً بل ربطاً للنتائج بالمقدمات

ياسر إلياس

 
القتلة يضحكون و يقهقهون ، و هم يقتلون الناس بتلك البشاعة ، الإنسان الطبيعي يضحك حين يمارس هواياته في الرسم و الموسيقا و الخط و السباحة و الرياضة !
منذ البدء كان القتل ، حين يكون القتل بحد ذاته حفلاً ابتهاجياً ، أو نكتة مضحكة أو مهنة ، هواية ،القتل على الغريزة و الشهوة ، القتل للتسلية و التسري ،القتل للترفيه ،القتل لمجرد الاختلاف في الدين ، الاختلاف في العرق ، الاختلاف في النبي المتبع ، الاختلاف في المذهب ، الاختلاف في الرأي ، الإله كان قاتلاً أيضاً لأنه قتل كل من لم يؤمن به ، و لم تعترضوا ،و أنبياؤهم قتلوا الناس أيضاً ، ليس لأن الناس لم يؤمنوا بالله ، بل لأنهم لم يؤمنوا بنبواتهم ! و مع ذلك قدستموهم و اتبعتموهم و لا زالوا يقتلون بأيديكم ،فكان لزاماً على كل من جاء بعدهم من السلف الصالح أن يكون قاتلاً أيضاً و استحر القتل .
القتلة و أتباعهم و أعوانهم و جماهيرهم لا يشعرون بالعار و الإثم و الندم و السوء لمصرع الناس على أيديهم 
بدأ ذلك حين تم توريط الله في كل تلك الجرائم ..
تناسل القتلة عبر تاريخهم ، اختلفت قبائلهم و مذاهبهم
اختلفت أزمانهم ، أسماؤهم ، أماكنهم ، اختلفت ضحاياهم ، لكن المنبع الفكري و الثقافي و التربوي واحد
لا تحتاج هذه العشيرة إلى مسوغات و مبررات كثيرة لإجازة القتل و ترخيصه و لإمضاء سيفه على الرقاب 
براحة ضمير لا مثيل لها في كل ثقافات العالم !
كل خلفائكم قتلوا الناس بالملايين و مع ذلك أنتم تتغنون ببطولاتهم و تتمدحون أعمالهم و تتخذونهم رموزاً ، و تدرسون حياتهم الدموية كنموذج للحكم الرشيد السديد العادل ،..
لماذا تعترضون الآن على القتل ؟
لماذا لم تعترضوا على مجازر خالد بن الوليد ؟
الحجاج الثقفي ، فضاؤكم الالكتروني يمتلئ بصور التمجيد للقتلة.
لماذا لم تعترضوا على العباس السفاح ، و المنصور السفاح .
العباس قتل أهل الموصل من رجال و نساء و أطفال و أفناهم عن بكرة أبيهم ، لماذا لم تعترضوا ؟
إنّ معاوية بن أبي سفيان كان يدفن الأحياء خنقاً تحت الأرض، وكان المنصور يقيم عليهم البناء فوق الأرض، وهذا هو الفارق الوحيد بين خليفة الشام وخليفة العراق.
قتل صدام  و جنوده ملايين الأكراد وهم يضحكون 
مجدتموه و لم تستنكروا فعلته ، بل و ضحكتم معه 
على الضحايا و استهزأتم و لا تزالون !
هل تتذكرون قهقهة صدام و جنوده القبيحة على جثث وأشلاء الملايين من الأرواح البريئة ؟
هل فكرتكم لحظة بقيمة تلك الأرواح و الأنفس ؟
أتاتورك و جنوده و من تبعهم بفسق و مجون و إجرام 
قتلوا ملايين الكرد و الآرمن و هم يضحكون .
لم تستنكروا ، بل و ضحكتم مع الجاني و استتخفتم بالجريمة و استهونتم الضحية ، و احتقرتم شأنها!
أنتم تنتمون إلى كل القتلة و كل القتلة ينتمون إليكم 
هم نماذج أخلاقكم و قدوة حياتكم ، و عنوان صلاحكم
و رموز عزتكم ، و عنوان خلاصكم و فخركم .
صفحاتكم الفيسبوكية تكتظ يومياً بصور التقديس للمجرمين مغلفة بالأجواء الإيمانية المزيفة و تخيلات 
العظمة الدينية الباطلة .
لماذا هزتكم مجزرة التضامن مع أنها حلقة صغيرة من سلسلة إجرامية عمرها مئات السنين !
القاتل يخرج من رحم أفكاركم و عقولكم و نفوسكم .
القاتل منكم و إليكم و عليكم ؛جبلته ، أخلاقه ، تربيته ، منابته ، مرجعياته السلوكية و فلسفته النظرية و نماذجه الاقتدائية ، مؤثراته الاجتماعية و النفسية ، مكوناته المزاجية ،و إنْ لم يصل بصلاتكم و يتمتم بدعائكم ، و يتل بتلاوتكم ، و يكبر بتكبيرتكم و يؤذن بأذانكم لكنه ينهل من نفس ثقافتكم و ينحدر من نفس أرومتكم ، و يستلهم من ذات التاريخ ، و يحمل نفس القيم و الموروث ، و يتشارك معكم ذات العادات و الأفكار ، و الأصول العقيدية .
لقد حاولتم زوراً و بهتاناً نفي العروبة و الإسلام عن عائلة الأسد ، و جهدتم بكل بؤس و تعاسة و سخف نسبته إلى الكرد ( بهرز ، ديالى – سنجار .. أي شيء في الرغيف !؟
كما فعلت محمية قطر الاستعمارية!
المهم إلصاقه بالكرد ، و تبرئة ساحة العروبة من الإجرام 
إنها الحالة اليتيمة الوحيدة التي تعترفون فيها بالكرد و هو حينما تلفقون لهم تهمة دنيئة  أو تنسبون إليهم صفة ذميمة مرذولة !!
خسئتم و خسئ بشاركم !متى كان بشار كردياً ؟ في المدارس و الجامعات الكردية التي أنشأها ؟ في اللغة و الفلكلور و الثقافة الكردية التي سمح بها ؟ أم في اعترافه بالمكون الكردي التاريخي الآصل من العروبة !؟ أم في المواقع و المراكز و المناصب الدبلوماسية و السياسية و العسكرية التي شغلها الكرد في عهده و عهد أبيه !!؟؟
بشار و أبوه اللذان كانا كأتراككم و فرسكم لا يطيقان حتى سماع كلمة ( كردي ) !!
بشار كان كمعاويتكم و يزيدكم  و حجاجكم ومنصوركم و متوكلكم وصدامكم و أتاتورككم و خمينيكم و أردوغانكم 
لم يحصل الكرد منهم إلا على المجازر و الإبادات و السجون و القمع المنهجي الموثق المدستر المؤرشف بالأدلة !!
هل تتذكرون حين تماهيتم مع بشار و أبيه في قمع الكرد و قهرهم ، هل تتذكرون استهزاءاتكم  و سخرياتكم و حلولكم في ذات المجرم و عقله و ذهنه و تطابقكم مع صورته الجبروتية؟؟!
بشار يشبهكم و لا يشبهنا ، و صدام أيضاً !!
يشبه أولئك الذين مارسوا القتل و السلب و الاستيطان و السبي في عفرين و رأس العين و تل أبيض و الرقة و الموصل !!
أيها الدجالون الأفاقون المنافقون 
هل كان أعتى عتاة مجرمي التاريخ إلا منكم !؟
أيها الزناة المتوحشون الحشاشون الدمويون 
هل رأيتم مجرماً كردياً واحداً خلال التاريخ كله !!؟؟
لكن انتهاز أي فرصة لتشويه التاريخ ، و تضليل الناس 
هي صفة سرسنية موروثة قديمة و نعرف بقراءتنا للتاريخ
أن الغدر و النفاق و الخيانة و الكراهية و الغزو و الحقد و الاستيطان و العنصرية و الأصولية و الانتهازية و السلب و احتقار الأمم الأخرى وادعاء الحقائق المطلقة خصال سرسنية لها جذورها و مدارسها و روادها و أعلامها في تاريخكم و ثقافتكم .
أنتم تقتلون أنفسكم بأنفسكم ولن تخرجوا من دائرة القتل ، و كل القتلة يعرفون بنيتكم الثقافية و المعرفية وتركيبتكم المزاجية ، و يمكن لأي مجرم أن يعتلي السلطة تحت شعار تحرير فلسطين أو فتح الأندلس أو إعادة فتح الهند ..
الآن نعريكم و نكاشفكم و نصارحكم 
و لا نمالئكم طمعاً أو رهبة 
لا نمالقكم 
أيها الكذابون الأفاكون ، أنتم لستم حزانى و لا آسفين 
على ضحايا مجزرة التضامن ، أنتم حزانى لأن المجرم و القاتل الذي من عشيرتكم و قبيلتم  ليس من فصيلتم 
أنتم حزانى لأنكم لا تستطيعون التصفيق و التهليل و التكبير للسفاح كما كنتم تصفقون و تكبرون لجرائم صدام و أتاتورك و خميني .. !
أيها الهستيريون ، تتساءلون كيف أصبح القتل شيئاً مألوفاً ، و فعلاً مصروفاً !؟
أنتم المجرمون لأن ثقافتكم هي التي أوصلت المجرمين إلى رقابكم و كلما انتهى عهد مجرم سيأتي مجرم آخر ليقتلكم .. لأنكم تمجدون القتلة و القتل ..!
…………….
 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…