للمعلومة …. الإبقاء بتواجد ب ك ك في المناطق الكردية

د. محمد رشيد

السبب الذي ليس هو الوحيد في انه لماذا لا تطرد تركيا المرتزقة الابوجية ب ك ك من المنطقة الكردية ومناطق اخرى عربية في سوريا، وتسمح لهم بالتحكم والسيطرة عليها …؟ 
ليس بالخافي على ان تركيا الدولة تحارب ب ك ك، منذ ان أعلن هذا الفصيل الكفاح المسلح، بدأ منذ بداية الثمانينات، وتحصنهم في البداية كمجموعات متفرقة في جبال منطقة الاناضول، الى ان تم طردهم، ومن ثم هربوا وتحصنوا في بقعة جغرافية وعرة ثلاثية الاضلع والزوايا، (منطقة قنديل > ليست مرسومة دوليا بين تركيا والعراق وإيران كما اشار السروك بارزاني في أحد تصريحاته).
وباستمرار تلك المجموعات تحصنا في الجبال، وبارتزاقهم على مساعدات من دول اليونان إيران سوريا والعراق من المقبور صدام، وجني خوات ولملمة مساعدات من الجالية الكردية في اوربا بالسلبطة والتشبيح والترهيب وتجارة المخدرات،
.وتحكمهم فيما بعد بالمناطق الكردية السورية،  بعد السماح لتحركاتهم وتأهيلهم وتدريبهم من قبل المخابرات السورية، سواء في لبنان او في معسكرات خاصة في سورية في منتصف ثمانينات من القرن الماضي، والى ان تم طردهم من سوريا من قبل النظام الذي أواهم  ورعامهم في نهاية التسعينات  من القرن الماضي، بعد ان اوجدوا لهم معقلا بجيب ثلاثي الابعاد لهم في قنديل،  وتم طرد جزء منهم لمرة ثانية من قبل الجيش التركي من عفرين وتل ابيض وسري كاني وجرابلس عام 2017، ..وكان بإمكان  الاتراك للقضاء عليهم، ولكن تم الإبقاء عليهم لاعتبارات  عديدة، وخاصة مراعاة الامريكان تم الكف والإبقاء عليهم، لسبب وجيه وهو احد الاسباب الاستراتيجية على المدى البعيد بالنسبة للأتراك ، او كما يقال التعامل معهم بـ” سياسة القوة الناعمة ”  مع الخصم او مع العدو بصيغته من قبل العالم الأمريكي ” جوزيف ناي ” .
وكما هو معلوم أيضا منذ انطلاقة الثورة السورية، فان اولائك الهمج الساكنين في جبال قنديل وعلى مدى سنوات، تم جلبهم   من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السوري لقمع الكرد كمخلب القط،  وتوزيعهم في مناطق كردستان سورية  ( في البداية كانت الدفعة الأولى عشر باصات   (400 ) مقاتل نزلت في قامشلو  وفي ساحة الصوامع، والدفعة الثانية الف مقاتل، وتتالت الدفعات الى ان وصل  العدد الى اكثر من عشرة الاف مقاتل بالإضافة الى العناصر الشابة من مخيم ” مخمور”  والذين كان تم قد استضافتهم من قبل مقبور العوجة 1996 حيث كانوا قاطنين في مخيم ” اتروش ” بالقرب من دهوك ( 14 الف شخص)  بعد التهديد التركي، ومع الوقت تكاثروا ووسعوا المخيم، بالاستيلاء على أراض في مخمور وعلى مقرات حكومية ومبان لمفوضية الأمم المتحد وخاصة مع تهديد داعش عام  2014، ومن ثم كان التوسع الثاني بعد انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها ( من ضمنها مخمور ) حتى انهم تمركزوا على الجبل المطل ” قره جوخ ” بمساعدة الحشد الشعبي كمثيل شنكال .وقواعد في مناطق كرميان جنوب السليمانية تحت رعاية الحشد الشعبي، وشكلوا قواتهم الخاصة  (( وحدات المدافعون )) بذريعة حماية المخيم ..
 وهؤلاء النازلين من جبال قنديل والجبال المحيطة بها ومن مخيم مخمور الذي كان مفرخه أساسية للابوجية ب ك ك، (اربعة  منهم كانوا طلبة  لدي يدرسون في كلية القانون بهولير، اعتقد الان قضاة في المناطق الكردية السورية وكانوا يفضون الي سرا بتحفظ البعض من المعلومات حول ذهابهم الى المناطق الكردية السورية في فترة الصيف )، هؤلاء كانوا عاشوا واعتاشو  كوحوش ضارية في الجبال النائية و حتى انهم ولعدة سنوات كانوا بسبات كالدببة القطبية، لم يكن لهم من الحركة والتحرك (عدم مضايقة الجيش التركي )،  وبالتالي الخلو من الشعور الإنساني والاحساس البشري والقيم والاخلاق والتربية، سوى الاكل والشرب والتدريب، وتحرشات احيانا في مناطق حدودية مع ايرا ن” پاژك “الى ان تم الاتفاق والتوقف،  وبقرى وبأهالي كردستان العراق  ومخافر حدودية في تركيا، واعتداءات وارهاب على نشطاء كرد في الخارج .
 تركيا بدورها سهلت لهم الامر وغضت الطرف من دون اعتراض بتواجدهم في سورية تحت اجنحة النظام، وعندما شعرت تركيا بالتخوف لعدم استطاعة النظام بالسيطرة عليهم بتماديهم ونزعتهم لإنشاء   مركز كقنديل ثانية، قضضتهم بان طردتهم من تلك المناطق (عفرين والباب واعزاز) والمتاخمة لفصائل سورية موالية لها ووضعتها تحت تصرفهم ودفعت بهم في منطقة الجزيرة، مع تواجد عصابات منهم تحت رحمة النظام في البعض من احياء حلب (اشرفية والشيخ مقصود..) ومنبج وتجمع بمعسكرات في أطراف حلب، الشهاء وأطراف من الباب وغيرها. 
بيت القصيد : بتحكمهم  وتسلطهم في المنطقة الكردية  حيث المال والماء والخضرة والوجه الحسن، استخدمت تركيا تجاههم ((سياسة القوة الناعمة )) وذلك بدب اولاءك القتلة  يدب فيهم روح  الاستمتاع  والرفاهية بالحياة الرغيدة ومن دون رادع ، وذلك بدب روح الخمول والتثاقل والتكاسل،  وعلى مدى سنوات سيتناسو على ما كانوا عليه من دببة، وبالتالي الترهل وفقدان روح القتال  ومن الصعب بمكان العودة على ماكنوا عليه، وعلى الرغم من اختطافهم لأطفال الكرد وارسالهم الى قنديل ليتم تربيتهم وتنشئتهم ليكونوا بدلاء، ولكن ذلك من المحال  حيث التطور التقني والتواصل في عصر الاتصالات  لا يمكن ان يكون كما في السابق من القرن الماضي) اذ كان يمنع عليهم في تلك الجبال النائية حتى الاستماع الى راديو سوى نشرة الاخبار( المسؤول فقط كان بحوزته جهاز راديو صغير يسمح لهم لفترات قصيرة محددة) والاستماع لخطب اوجلان من اشرطة الفيديو و قيل مؤخرا السماح للنظر الى فضائية ميديا ت ف (كل جبل  يوجد فيه جهاز فيديو، يسجل البث ومن ثم ينظر اليه من قبل المقاتلين الدببة ).
ومع وبين هذا وذاك يتصيد المخابرات التركية البعض من كوادرهم ونشطائهم في المناطق الكردية السورية او في شنكال وجبل “قره جوخ “- مخمور، او حتى في إقليم كردستان العراق، أو باغتيالات او تصفيات لبعضهم البعض او القصف بالطائرات او بمسيرات ” دروون” كما حدث قبل عدة ايام بأحراق سيارتين وقتل اغلبهم بالقرب من قامشلو، او هروبا حاملا معه رزم من الدولارات كما حدث  لابنة شقيق صالح مسلم او مؤخرا لابن عم او شقيق ظابط  كبير (لا يوجد خط املائي < الكتابة باللهجة الصورانية) برتبة چاويش شاهين عبدي ..او هروبا والتجائهم الى عناصر الجيش التركي المرابط على الحدود السورية التركية وبحوزته ملايين الدولارات …

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…