الحوار الكردي الكردي في روج افاي كردستان وغياب صوت المستقلين

حواس محمود 

انطلق الحوار الكردي في ابريل 2020 ،  ورغم التوصل الى بعض النقاط الاتفاقية الى ان هذا الحوار عدا عن كونه بطيئا وغير جاد وتعترضه العراقيل والمنغصات والتشويش رغم الرعاية الامريكية له فانه لم يعد ايضا محل اهتمام غالبية الشعب الكردي  صاحب المصلحة الحقيقية في حال انجاز الاتفاق النهائي بين الطرفين الانكسي اي المجلس الوطني الكردي  وال ب ي ن ك  اي احزاب الوحدة الوطنية  – بسبب طول الانتظار والملل وتعرضه  لمعاناة المعيشة وغلاء المواد وضعف الخدمات  وغيرها من الاسباب – ، هناك اسئلة جديرة بالطرح تتمثل في  مرور فترة طويلة على بدء الحوار وعدم التوصل حتى الان لاي اتفاق نهائي وازدياد الشرخ بين الطرفين من خلال ممارسات قوى محسوبة على  ال ب ي د ، ممارسات تخل  بعملية الحوار وتكاد تنسفه من الاساس  مع ضعف الحماس والدعم الامريكي لهذا الحوار رغم ان الحوار سيتم اذا ضغط الراعي الامريكي باتجاه حوار كردي كردي مثمر وبناء .
وفي الاونة الاخيرة كانت هناك مساع  امريكية لتسوية الخلافات بين طرفي الحوار ، وكان المبعوث الامريكي الجديد قد التقى منتصف ديسمبر الماضي بشخصيات من الانكسي واخرى من احزاب الوحدة الوطنية التي يقودها ال ب ي د   ( 1) 
المشكلة في الحوار الكردي الكردي انه مجرد حوار بين كتلتين كرديتين متنافستين  وكل طرف يتبع اجندات اقليمية ودولية مختلفة  ، اضافة الى افتقاد الكتلتين للبعد الشعبي الكاسح ، وذلك بسبب نشاط هاتين الكتلتين الحزبيتين  ، الفاقد لتحقيق متطلبات الشعب القومية والوجودية والمطلبية المعيشية ، لذلك هناك حماس واهتمام ضعيف بهذا الحوار لهذا السبب وايضا بسبب ان هذا الحوار اخذ وقتا اطول بكثير مما كان يتوقع الشعب الكردي والمكونات الاخرى في روج افاي كردستان   ، وكانت الكتلتان قد اعلنتا  في وقت سابق التوصل لاتفاق جزئي وكان من بنود هذا الاتفاق توزيع حصص السيطرة الاقتصادية والسياسية والادارية والامنية  40 ب 40 والعشرين الباقية للمستقلين ، لكن اي مستقلين ؟ ، كل طرف يقوم باختيار  10 شخصيات مستقلة – بالاسم – ومنحازة – بالفعل – وهذا ما شكل نقطة خلل كبيرة في هذا الحوار ، ان  المستقلين وقوى المجتمع المدني تشكل ثقلا كبيرا في المجتمع الكردي ورغم ذلك فان اصواتهم غائبة بسبب عدم تبلورهم ضمن مؤسسة اومنظمة او جمعية ، انما شخصيات وقوى مشتتة هنا وهناك – اغلبية صامته – ، ان الراعي الامريكي مطلوب منه ان يهتم بهذه الشريحة المهمة في الحوار الكردي الكردي ليكون حوارا  فاعلا يؤدي الى نتائج ايجابية ليس على صعيد الكتلتين الحزبيتين انفتي الذكر انما على صعيد قوى المجتمع الكردي كافة ، نحن نلحظ عدم اهتمام الراعي الامريكي بهذه الشريحة الهامة جدا ، علما ان دعم هذه الشريحة والضغط باتجاه فك ارتباط ال ب يد عن حزب العمال الكردستاني يقوي من الاتفاق الكردي المرتقب – ان حصل – ويبعد الحجج التركية بارتباط ال ب يد بحزب العمال الكردستاني التركي ، ويثبت الوجود الامريكي في شمال شرق سوريا من خلال التحالف مع قوات سورية الديموقراطية ( قسد ) ويفسح المجال لانضمام فصائل عديدة من المعارضة السورية المسلحة المعتدلة وبالتالي الضغط باتجاه اضعاف  الموقف الروسي والدفع باتجاه الحل السياسي في سورية . 
هذا ، وعلينا الا ننسى  المقولة  التي يتداولها المثقفون والسياسيون الكرد ومفادها انه اذا كانت هناك رغبة امريكية جادة وحقيقية في انجاح هذا الحوار فان ذلك بامكانها ذلك رغم التخريبات التي تقوم بها منظمة جوانن شورشكر – الشبيبة  الثورية –  ( وهي منظمة تابعة ل ب ك ك)  مرة  لاسقاط العلم الكردي والدوس عليه ومرة احراق مكاتب بعض احزاب المجلس الوطني ومرة بتجنيد القاصرات واخرها كان الهجوم على معبر سيمالكا الحدودي مع كردستان العراق والتسبب  بايقافه الى اشعار اخر ، وغيرها من الاعمال التخريبية التي تسبب في زيادة رقعة الخلاف الكردي الكردي وبالتالي اليأس من هذا الحوار وافشاله . 
……………………………………………………..
هامش 
( 1)  انظر :  ” تحركات امريكية لتفعيل الحوار الكردي ”  السورية نت  30/ 12/ 2021 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…