سجن الحسكة

خالد إبراهيم

أثناء إي خلل أمني تحدث تشوهات في طبقات المجتمع، ناتجاً عن هذه التشوهات، تساقط جميع الأقنعة، وتتسرب أمور السلطة نحو الدرج الأتوماتيكي لتصبح بيد ضعاف النفوس من القتلة واللصوص وتجار القضايا الكبيرة والمصيرية، خصوصاً عندما تولد مجموعة من البشر، ويطلقون على انفسهم صفة الحزب المخلص، وصفة حماة الوطن والأرض والشرف، وهم بعيدون كل البعد عن الأيمان بقضايا شعوبهم ومكتسبات أمنهم واقتصادهم الوطني والقومي، ولا يخلوا الواقع من بعض الشرفاء في صفوف هذه اللطمة المسيطرة عسكرياً وأمنياً واقتصاديا، إلا أنهم بعيدين عن مراكز اتخاذ القرارات المصيرية، وإي صوت عال يعتبرونه تمرد أو عصيان على قرارات ونهج وفلسفة القائد الأوحد، لذا يجب تصفيته في أحدى معاركهم الدائرة هنا أو هناك، ليصبح شهيد الأمة.
حزب العمال الكردستاني بات ينجح لكسب ثقة الناس والاستحواذ على مشاعرهم وذلك عن طريق دماء أولادهم!!
أصبحنا نملكُ أكبر المقابر في المنطقة، وبتنا نصفق لقاتل الضحية دون أن ندري.
هذا جزءٌ بسيط مما آلت إليه سوريا عموماً والمناطق الكردية في كردستان سوريا والتي تنزُّ تحت سوط حزب العمال الكردستاني وفرعه المشوه ب ي د منذ عام 2011، وآخر ما شهدته الساحة السياسة والعسكرية هي ( ملحمة سجن الحسكة) كما أُطلق عليها مؤخراً، حيث أن هذا السجن يعتبر السجن المركزي في الشمال السوري، ولا يختلف عن باقي السجون المنيعة في سوريا عموماً، وهذا السجن كان بداخله آلاف من عناصر تنظيم (داعش) منهم قيادات مهمة، ومنهم عناصر كخبراء في القنص، وصناعة القنابل وتطوير الصواريخ.
إذا كان لابد من عزل هذه العناصر عن بعضها البعض، أو أتخاذ إجراءات أخرى تفي بتأمين السجن ومحيطة للحفاظ على أمن المنطقة بشكل كامل، والحفاظ على حياة المواطنين والعسكر أيضاً، إلا أن
( البروباغندا ) التي يقذها حزب العمال الكردستاني بين الحين والأخر، تشبه أحياناً أفلام هووليود، ولا ندري ما هو فائدة النفق  الذي تم إنجازه نحن هذا السجن وعلى مدار ثلاثة أعوام ولمصلحة من؟
وقبل أن نبدأ بتحليل الواقع، يجب علينا حل اللغز الذي جعل (قسد) وداعمه حزب العمال الكردستاني والمخابرات السورية والإيرانية من الإبقاء عليهم والعناية بهم وتامين أكلهم ولبسهم وكافة مستلزماتهم الخدمية والصحية طيلة هذه الفترة، حيث أن هذه الأموال التي صرفت على هذا التنظيم في داخل السجن كان الأجدر أن يتم تخصيصه لتحسين الواقع المعيشي والخدمي لعموم المناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني وداعميه.
وإذ كانت المنطقة فعلا في حالة حرب حقيقية وباعتبار أن هذا التنظيم هو أكبر خطر على أمن الوطن والمواطن، كان لابد من تصفيتهم بطرق عدة وعلى مدار تلكَ الأعوام الماضية، حيث لا حسيب ولا رقيب، يستطيع محاسبة الطرف المسيطر، هذا ولأنه وبكل بساطة يعتبر تنظيم داعش، تنظيماً إرهابياً وقد قتل ما قتل من الأجنّة والأطفال والنساء والشيوخ، وأغتصب آلاف النساء كرداً وعرباً، وأزهق أرواح السبايا وقتل حتى الشجر والحجر.
هذا النفق تم استخدامه لتهريب قيادات داعش، والأرقام تتفاوت بين الحين والأخر ولا يوجد عددٌ بعينه عن حجم أعداد عناصر وقيادات هذا التنظيم وهروبه بهذا الشكل المفبرك، حيث أن الإهمال المقصود بات واضحاً، ويستطيعون تقليم أظافر الإعلاميين وتهديدهم بالقتل إن نقلوا حقيقة من هنا أو هناك، وبإمكانهم اعتقال أغلب قيادات المجلس الوطني الكردي إن خرجوا للتظاهر السلمي، ويغيّبون كل شريفٍ ووطني غيور وإبعاده عن الساحة السياسة وإلحاق أشدّ التهم إليه، وعلى ما يبدو أن أمير حامد وبهزاد دورسن والضباط الثمانية وعموم المغيبيين قسراً هم أخطر من هذا التنظيم (داعش) وكان أخرها تهديدي شخصياً بالتصفية الجسدية وعائلتي وأهلي في الوطن.
ويتفننون بترهيب الناس البسطاء وتجويعهم أيضاً وتراهم مزودين ومدججين بالأسلحة الثقيلة على شكل دورياتٍ لا يخترقها الهواء والنور، إلا أنهم ومنذ أعوام وحتى الأن فشلوا بحراسة سجناً معبأ بعناصر أخطر تنظيم على الأرض وذلك لتقديم المسرحيات بين الحين والأخر وعلى حساب دماء الشرفاء والبسطاء المغرر بهم.
كيف دخلت كل تلكَ الأسلحة ووصلت إلى محيط السجن؟
ومنها إلى داخل السجن؟
السيناريو واضح تماماً، عندما نرى ونسمع عن لملمة صفوف داعش في جبال سنجار وغيرها والأوامر الإيرانية لسحب الحشد الشعبي من مناطق ديالى وكركوك، سنعلم إن حدود وأمن إقليم كردستان العراق وسيادته في خطر وشيك
أن البازار الذي نتج عنه تهريب السجناء العراقيين ” الدواعش ” وبهذه الطريقة المخزية بمسرحية كان اداؤها هش ونصها السيناريو والحوار يفي بالتقيؤ
ستجتمع جميع الخلايا النائمة من جديد، وقيادات داعش الكبار يختبؤون في سنجار والمخطط هو منطقة ديالى وكركوك وسنلاحظ تراجع الحشد الشعبي واغلب افراد الجيش العراقي ستشهد انسحابا غير مبرراً، طبعا القرار على ما يبدوا ليس بيد إيران وحدها، القرار كعادته قرارا دولي ولكل مستفيد من إراقة الدماء وسيطرة الأنظمة الشمولية على المنطقة.
في كل عام وبمناسبة أم بغيرها، تخرج علينا منظمة حزب العمال الكردستاني بفانتازيا جديدة!!
سجنٌ كبير مثل سجن الحسكة والذي كان قريبا من بيتي حيث كنت أسكن، وفيه كل هذا لكم الهائل من قاتلي الأطفال والنفوس البريئة إلى ألان ولماذا؟
هذه المجموعة الضخمة هي نفسها التي قتلت الآلاف من ب ي د وقسد والبيشمركة و المواطنين العزل ، عربا وكرداً، لماذا تم الاحتفاظ بهم لليوم؟ ومع اي جهة كان يتمنى حزب العمال الكردستاني التفاوض معهم لأجل الدواعش؟
هل هؤلاء يستحقون شرف الاحتفاظ بهم للمساومة عليهم ؟
وأخراً وليس أخيراً:
أنني أحمل هذا التهديد بجدية، وأوجّه أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني وأحمّلهم كامل المسؤولية إن لحق بي وعائلتي إي الأذى.
ما هكذا تُبنى الأوطان، ولتعلم هذه الثّلة أن لكل زمنٍ رجالاته

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…