صلاح بدرالدين
مقدمة لابد منها :
بالرغم من ان معظم النخب السياسية ، والثقافية ، وغالبية المناضلين الوطنيين من الكرد ، والسوريين ، من العرب ، والمكونات الأخرى اقله منذ خمسة عقود ، وحتى الان اما يعرفونني عن كثب ، او تابعوا مواقفي السياسية ، وكتاباتي ، ولكنني أرى من المفيد إعادة التعريف باسطر قليلة :
١ – دخلت المعترك النضالي منذ شبابي ، وكنت مع رفاق كثر في اطار التيار القومي اليساري الديموقراطي المنبثق عن كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ الملتزم بمبادئ واضحة في ١ – الانطلاق من وجود شعب كردي سوري من السكان الأصليين ، يعيش في مناطقه التاريخية ، ٢ – يستحق ان يقرر مصيره السياسي ، والإداري في اطار سوريا الديموقراطية الواحدة ،٣ – ان الحركة الكردية جزء من الحركة الديموقراطية السورية ،
٤ – وان التفاهم الكردي العربي هو حجر الأساس ، ٥ – وان أولى المهام دحر الاستبداد، واجراء التغيير الديموقراطي ، ٦ – دعم الثورة في كردستان العراق ١٩٦١ ، والوقوف الى جانب الزعيم الراحل مصطفى بارزاني وقيادته الشرعية ، ٧ – المواجهة الفكرية ، والثقافية لكل التيارات اليمينية ، والانتهازية الكردية السورية ، ٨ – بناء التحالفات الكردية السورية ، والوطنية ، والكردستانية ، ٩ – بناء وتمتين علاقات الصداقة والعمل المشترك مع قوى حركة التحرر العربية ، والاممية ، ١٠ – المواجهة الفكرية ، والسياسية ، والثقافية لجميع فصائل الإسلام السياسي السنية ، والشيعية ، ١١ – التمسك باستقلالية القرار الوطني الكردي السوري ، والعمل على صيانة الشخصية الكردية السورية ، وتنشيط العمل الفكري ، والثقافي ، ١٢ – مواجهة التيار المغامر في الحركة الكردية فكريا ، وسياسيا ، الذي يتجسد في جماعات – ب ك ك – ومواليها ، ١٣ – نقد وتخطئة أحزاب طرفي الاستقطاب ، وتحديد انحرافاتها عن خط – الكردايتي – ١٤ – دعم حراك ” بزاف ” من اجل إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها . ١٥ – اعتبار المكونات القومية ، والدينية المتعايشة مع الكرد في كل مناطقهم من تركمان ، وكلدان – سريان – آشوريين وغيرهم ،شركاء المصير، ١٦ – رفض عسكرة المجتمع الكردي السوري ، او تجنيد النساء ، والشباب لاعمال عسكرية ، ١٧ – إقليم كردستان العراق ، وقيادته التاريخية ، ومؤسساته الشرعية المنتخبة ، ومنجزاته القومية ، والوطنية التي هي مفخرة لكل كرد العالم ، خط احمر لايجوز المساس به ، ١٨ – انعقاد مؤتمر وطني سوري عام باشراف لجنة تحضيرية تمثل كل المكونات خطوة نحو حل أزمة معارضي النظام ، ١٩ – .العمل على تجسيد هذه المبادئ ، وتحقيقها ، من خلال النضال السياسي ، المدني ، وعبر الحوار ، بمعزل عن استخدام الوسائل العنفية ، والزجرية ، او التخوين ، والالغاء . ٢٠ – منذ نحو خمسين عاما ، وحتى بعد انسحابي من العمل الحزبي ( ٢٠٠٣ ) حيث امارس قناعتي كشخص مستقل ، مازال المتضررون ( فرادى او مجتمعون ) من تحقيق البنود التسعة عشرأعلاه ( وما اكثرهم ) يواجهوننا ليس بالحوار ، والمكاشفة ، والنقاش ، ولكن بشتى الوسائل المقيتة والمتخلفة : اعتقالات – اختطاف – تصفيات – حملات إعلامية هستيرية – تخوين ، اضاليل ، اتهامات من كل الأنواع حتى يومنا هذا .
في هذا السياق وقبل أيام نشر في موقع فيسبوكي يسمى ( زمان الحدث ) خبرا يتهمني بانني قايضت الضباط الكرد الثمانية الذين اختفوا عام ٢٠١٣ بابن اختي – شبال إبراهيم – بمعنى انني سلمت الضباط للنظام السوري ، لقاء اطلاق سراح شبال ، من دون تبيان كيف ؟ وأين ؟ ومتى ؟ ، بطبيعة الحال انني الان لست بوارد الرد على – أشباح – ، لانه لم يزيل باسم مؤسسة ، او تنظيم ، او جهة سياسية ، أو حتى باسم شخص ، بل اردت التوضيح للرأي العام لمعرفة مايدور في الغرف المظلمة .
بطبيعة الحال لن استرسل بموضوع اعتقال ، واطلاق الناشط الشبابي شبال إبراهيم ، لانه معروف للجميع وهو أوضح الموضوع اكثر من مرة ، فقط أذكر القراء بأن بعض الجهات وخصوصا جماعة ب ك ك زعمت حينها علنا أنها تدخلت ، وتوسطت لدى النظام ، ونجحت في اطلاق سراحه ، والان تتهمني انني من قايضته بالضباط ؟ علما ان هذه الجماعة وقفت اثناء الثورة مع النظام ، وقامت بخطف ، وتصفية ، وتسليم عدد من المناضلين ، ومن جملتهم الضباط الثمانية ، ودورسن ، وأبو عادل وغيرهم .
مايتعلق الامر بالضباط الثمانية ، وكما أعلنت ، وكتبت قبل أعوام ومدون في كتب مذكراتي ، سمعت للمرة الأولى عن موضوعهم من كل من العقيد رياض الاسعد قائد الجيش الحر آنذاك ، ومساعده العقيد مالك الكردي ، والمقدم ابوثائر البيضا وذلك خلال زيارتي لهم بمعسكرهم في منطقة انطاكيا ، واتصل بي أيضا البعض من عائلات الضباط ، كوني كردي سوري معروف مقيم بكردستان العراق ، فاخبرت الجميع بان لاعلم لي بهذا الموضوع ، ولامعرفة مع أي من هؤلاء الضباط ، ولاتواصل ، مع تعاطفي العميق معهم ومع عائلاتهم الكريمة ، ، وبعد عودتي الى أربيل التقيت ببعض المسؤلين وفي المقدمة الأخ الرئيس مسعود بارزاني ، وتاكدت ان لاعلم لهم أيضا ، وانهم لم يدعوهم ولم يصلوا الى كردستان العراق ، ثم تم التأكد من ان اساييش – ب ي د – القى القبض عليهم في السويدية على الحدود من الجانب السوري ونقلوهم باتجاه ديريك ، وتردد ان ( الجنرال ) مظلوم اعترف بذلك في احدى لقاءاته مع كرد سوريين .
في حقيقة الامر اتهامي بالامر ، هو اتهام لقيادة وحكومة إقليم كردستان العراق ، وقد تناول الاتهام الصديق سكرتير الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق بالاسم ، بمعنى محاولة اثبات ان هؤلاء انتقلوا الى الإقليم وان جماعة ب ك ك غير مسؤولة هذا هو الهدف من هذا التضليل ، والاسئلة التي يمكن ان تطرح بهذا المجال هي :
١ – كيف سلمت هؤلاء وانني مهاجر ولاجئ هناك ، وسياسي مستقل لاعلاقة لي بالاحزاب منذ عام ٢٠٠٣ ، ولست بموقع المسؤولية والقرار ، وليس لدي قوات عسكرية ، ومقرات ، وليس لدي اية علاقة مع نظام الاجرام الاسدي ؟؟!! .
٢ – لمصلحة من هذه الاخبار الكاذبة الملفقة ؟ الهادفة الى – خلط الأوراق – كما كتب احد الاصدقاء ؟ هل لها علاقة بتفاعلات اغلاق معبر سيمالكا من جانب مغامري جماعات ب ك ك ؟ او هل لها صلة باقتراب وقت اندماجها العسكري ، والأمني مع أجهزة نظام الاستبداد ؟ .
٣ – من يقف وراء هذا الموقع الفيسبوكي ؟ ومن يموله ؟ هل هم الاخوان المسلمون من خلال ( حصتهم ) المعلومة من الكرد السوريين ؟ لان الخبر منشور حتى الان فقط في مواقع ذات صلة اما بجماعات ب ك ك ، وجماعة الاخوان المسلمين التي تتمتع أيضا بعلاقات وثيقة مع نظام طهران ، ، ام ان الموضوع هو باكورة التعاون العملي بين الطرفين ، ومحاولة الاخوان استثمار تلك العلاقة ، بعد هبوط قيمتهم حتى في تركيا الاردوغانية ، بل طرد رفاقهم المصريين ، بغية الانفتاح على الامارات ، والسعودية ، ومصر ؟ .
٤ – ومن هو هذا الكاتب الالمعي في جوقة هذا الموقع ، الذي ( دمج ) كل الأوراق المزورة التي طبعت في مكتب مدير المخابرات العسكرية بالجزيرة ،الضابط الأمني – محمد منصورة – قبل نحو ثلاثين عاما وتحديدا عامي ١٩٩١ – ١٩٩٢ ، عندما مهد لشق – حزب الاتحاد الشعبي الكردي – وكنت رئيس الحزب حينذاك ، نعم – دمجها – مع أوراق صفراء أخرى صادرة من اعلام – ب ك ك – منذ نحو تسعة أعوام ، او من بعض ايتام – منصورة – الذين دار عليهم الزمن الان ، والتي تفاعلت مع ( دمى ) الاخوان من الكرد السوريين ، بحثا عن مواقع جديدة هنا وهناك على حساب سمعة الشرفاء .
٥ – فقط اشفق على شباب غر قد تورطوا في العمل بهذا الموقع المشبوه ، وبعضهم يتعامل مع احداث حصلت قبل ولادتهم ( ولا اردد هنا مايقوله ظرفاؤنا العامودييون ) ، وما زال لديهم متسع من الوقت لمراجعة الذات ، والاعتذار ، وتسمية من يقف وراء الموقع ، وذلك قبل فوات الأوان .
٦ – بالإضافة الى التبعات القانونية والسياسية الخطيرة لحبك مثل هذه الاخبار الملفقة ، فان هؤلاء ضربوا في الصميم كل الاخلاقيات ، وأساؤوا الى مشاعر أهلنا من عائلات أولئك الضباط الكرد الشجعان ، باستخدام أسمائهم زورا لتحقيق مصالح حزبية ، وآيديولوجية ، وأحقاد شخصية .
الساحة الكردية السورية مفتوحة ، وتتوفر الفرص ، والوسائل الإعلامية ، من اجل الحوار الشفاف ، ومعالجة قضايانا الشائكة ، وهناك البعض من النخب ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، بدأت فعليا ونباركها ، أما الذين يختبؤون بالجحور ، ويبثون السموم من الغرف المظلمة ، فلاشك انهم مفلسون ، واجراء عند الآخرين ، ولايتمتعون لا بالشجاعة ، ولا بالثقة بالنفس .
امام مثل هذه المظاهر – الشاذة – البعيدة عن تقاليد شعبنا ، اناشد كل النخب الفكرية ، والثقافية ، والسياسية ، وجميع الوطنيين الكرد ، والسوريين بكل مكان ، الى التمسك بالحوار السلمي الهادئ ، والمثمر ، وتعميقه لتناول قضايانا المشتركة ، وإنقاذ بلادنا ، وطرح المشاريع ومناقشتها ، لحل القضية الكردية السورية حسب إرادة الكرد ، والتوافق الوطني .