التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، عن شهر أيلول 2021
التأمت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين يوم الثلاثاء 20 / 9 / 2021، ومن خلال كلمات الأعضاء المشاركين تم طرح العديد من القضايا الدولية والإقليمية وأهم أزمات منطقة الشرق الأوسط بما فيها الأزمة السورية، التي تتعثر نحو الحل السياسي السلمي بموجب القرار الدولي 2254 ومرجعية جنيف1 رغم جهود ومساعي الدبلوماسية الدولية وفي المقدمة منها مساعي المبعوث الأممي إلى سوريا السيد ” غير بيدرسون ” الذي تلا تقريره المفصل على أسماع الحضور ولاسيما أمين عام الأمم المتحدة ” السيد انطونيو غوتيريز ” بشأن مساعيه من أجل انعقاد الدورة السادسة للجنة الدستورية المصغرة، والقضايا التي تمهد لها بما هي وقف القتال والمسائل الإنسانية والافراج عن المعتقلين السياسيين، خلص إلى إمكانية عقد اجتماع تلك اللجنة في 18 اكتوبر 2021 ومناقشة مواد دستورية، أو تقديم كل فريق مسودة بشأنها ..
في هذا السياق، يبدو أن ليس هناك ما تم الاتفاق عليه بين الأطراف الأساسية بشأن حل الأزمة السورية، رغم التحرك المستمر لتلك الأطراف وكل نحو خدمة اجنداتها ومصالحها، روسيا تسعى لإخراج القوات العسكرية للأطراف الأخرى بداعي وحدة الأراضي السورية تجلى ذلك في اللقاء الأخير في سوتشي بين الرئيسين ” الروسي فلاديمير بوتين والتركي أردوغان ” والذي أسفر عن تباين واضح في موقف الجانبين، وأمريكا تعلن عدم انسحابها من مناطق شرقي نهر الفرات في الآفاق المنظورة، وإيران هي الأخرى متغلغلة في مفاصل النظام السوري، ما يعني أن القوات العسكرية للأطراف المعنية ستظل باقية لآماد أخرى، رغم استمرار المساعي الروسية، ورغم ما يقال عن الانفتاح على النظام، وأن العديد من الدول تسعى للتطبيع معه، في حين لم يحصل ذلك بشكل رسمي حتى الآن ..
من جانب آخر، ومن خلال تفاعل الصراعات المختلفة ولاسيما الدينية والمذهبية على مستوى عموم المنطقة، هناك مخاوف من تفاقم تلك الصراعات حتى على مستوى سوريا أيضاً، خصوصاً وأن الاتجاهات الاسلاموية والمذهبية السياسية تزداد انتعاشاً رغم محاربتها دولياً، أو أن الدول تلك قد تزيد سعيرها لتأليبها ضد بعضها البعض كي تتآكل بنفسها، وهكذا بالنسبة للتطرف والإرهاب أيضاً، أي أن سوريا قد تكون في المراحل القادمة أمام صراعات حادة وصعوبات أكثر إيلاماً ..
في الجانب التركي والإيراني، هناك بوادر خلاف بين الجانبين عبر بوابة اذربيجان، حيث المناورات الإيرانية على الحدود بين الدولتين بدعوى أن باكو قد عززت علاقاتها مع إسرائيل، الأمر الذي أثار حفيظة تركيا للتضامن مع اذربيجان ” التي يتكلم شعبها التركية ” لتجري معها المناورات أيضاً على الحدود الإيرانية، خاصة وأن الاذربيجانيين في إيران يشكلون القومية الثانية بعد الفارسية، وهم يعانون الاضطهاد والحرمان من الحقوق القومية الخاصة بهم، بمعنى أن الصراعات الإسلاموية المذهبية تذر قرنها في تلك المنطقة أيضاً، وربما يأتي بعدها تدخل أفغانستان وحتى باكستان على خط الصراع أيضاً ..
أما العراق، فمنهمك في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العاشر من شهر اكتوبر 2021، حيث المنافسة قوية بين القوى والأحزاب السياسية والاتجاهات الدينية والمذهبية، والصراع حاد بين الاتجاهات الداعية إلى إنهاء منظومة الفساد وحامليها وبين الاتجاهات المناوئة لها، وكذلك من ينشد الديمقراطية وبناء سلطة تشريعية وتنفيذية وحتى قضائية بعيداً عن التوافقات الدولية والإقليمية ولاسيما إيران ومن معها، كما تدعو ذات الجهات إلى التمسّك بالدستور العراقي وتعزيز الفيدرالية ومن ثم حل الميليشيات غير النظامية أو دمجها بالجيش العراقي، لأن في تحقيق تلك القضايا يكمن – برأيهم – خلاص العراق وبالتالي وضعه على جادة الصواب ..
إقليم كوردستان، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يحقق تحولاً نوعياً في خوضه غمار الانتخابات العراقية عبر قوائمه العديدة للمرشحين، حيث حاز على كسب ثقة مختلف المكوّنات العراقية القومية والدينية واستقطابها بتشكيل تلك القوائم الانتخابية في مختلف المحافظات والمناطق شملت العرب والتركمان والمسيحيين والایزدیین ..الخ، وعبر برنامج انتخابي متقدّم، وهو عازم على كسب أكبر قدر من المقاعد البرلمانية، وبما يزيد عن الدورة السابقة حيث كان الحزب الأول على مستوى العراق برمّته، كما يسعى لنقل تجربة كوردستان الديمقراطية الى عموم العراق، ما أثار حفيظة بعض الأطراف الكوردستانية والعراقية، في سعي منها لنشر البلبلة واللجوء إلى أساليب رخيصة في المهاترات المتبعة في سابق الأزمان لمحاربة ” البارتي ” متناسين أن الديمقراطي الكوردستاني أقوى من أن ينال منه هذا السلوك الذي عفا عليه الزمن، وسيمضي قدماً في خدمة كوردستان وشعبها بل حتى في خدمة عموم العراق، لأنه يمثل نهجاً قويماً نهج الكوردايتي ” نهج البارزاني الخالد، بل يمثّل المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده الرئيس المناضل مسعود بارزاني بهمّة واقتدار نحو تحقيق أماني شعبنا وتطلعاته على مستوى عموم أجزاء كوردستان ” شاء من شاء وأبى من أبى ” ذلك شأن من يعمل بجد وإخلاص من أجل شعبه وقضيته العادلة ..
كوردستان الغربية، من الملاحظ ” إن انتفاضة ” عودة المهجرين إلى عفرين مستمرة رغم العراقيل والعقبات التي تعترض سبيلهم، والحملات الإعلامية ضدهم، في حين أن عودتهم إلى بيوتهم وممتلكاتهم هي الطريقة المثلى لهم نحو أمنهم واستقرارهم، بل تهجيرهم منذ البداية كان الخطأ القاتل لهم، وكان السبب الأساسي في مساعي تغيير الطبيعة الديمغرافية في المنطقة، هذا وعلى أمل أن يتم ذلك في سري كانييه ” رأس العين ” وگري سپي ” تل أبيض ” في القريب العاجل ..
وفيما يتعلق بموضوع التوافق الكردي بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، فلا زال الجانب الآخر ( ب ي د ) يمارس انتهاكاته ضد المجلس وأحزابه ومكوّناته من خطف لكوادره وحرق لمكاتبه وقمع لنشاطاته إلى جانب الحملات الإعلامية ضده ” أي المجلس ” في خرق سافر للاتفاق الموقع من جانبه وجانب الراعي الأمريكي، وهي مثابة رسائل واضحة للمجلس وللأميركيين ولجماهير شعبنا بأنهم لن يعودوا إلى المفاوضات من أجل التوافق الكردي من جديد، بينما مجلسنا مازال متمسكاً بخيار التوافق الكردي على قاعدة اتفاقية دهوك والاتفاق المذكور أعلاه ذي البنود الستة، وهذا ما تم التأكيد عليه مراراُ سواء للرأي العام أو للراعي الأمريكي ..هذا وإضافة للانتهاكات تلك، واضح أن هناك أسلوباً متبعاً منذ فترة لتجويع الناس في منطقتنا عبر رفع أسعار السلع الاستهلاكية، ورفع سعر المحروقات ولاسيما المازوت، ليتم بموجبه رفع أسعار عموم المواد الأساسية للحياة، وفي ذلك ضغط هائل على طبقة الفقراء وإجبارهم على الهجرة خارج البلاد ..
ومن الجدير ذكره، أن ممثلي مجلسنا قد حضرا على هامش اجتماع الجمعية العمومية بدورتها المذكورة أعلاه في نيويورك من خلال وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المدعو لذاك الاجتماع، حيث أجريا الكثير من اللقاءات مع الأمريكيين والأوربيين وغيرهما سواء في نيويورك او في واشنطن، وشرحاً عبرها الوضع السوري عامة والكردي خاصة، ومعاناته وما ينبغي له من معالجة جادة، بما في ذلك مناطق المعاناة ( عفرين، سري كانييه، كري سبي )..
المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
قامشلو في 8 / 10 / 2021