ماهي أسباب عِداء حزب العمال ( الكوردستاني ) PKK للحزب الديموقراطي الكوردستاني PDK ولعائلة البارزاني على وجه التحديد ؟؟

جمال حمي 

حتى نفهم الأسباب لابد لنا من المقارنة مابين الحزبين ( PDK و PKK ) مع أنها مقارنة مجحفة وظالمة بحق PDK ، لكننا نجد أنفسنا مضطرون على فعل ذلك في بعض الأحيان ومن باب مكرهًا أخاك لا بطل حتى تصل الفكرة إلى أكبر قدرٍ من الناس ولاسيما أصحاب العقول الخاملة .
– تأسس الحزب الديموقراطي الكوردستاني PDK من رحم الحركة التحررية الوطنية الكوردية عام 1946 أي قبل ولادة عبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكوردستاني PKK بسنة أو بسنتين ، وهو حزب عريق ولديه تاريخ نضالي كبير ومن أقدم الآحزاب السياسية الكوردية قاطبةً ، بينما ولد حزب العمال الكوردستاني PKK في أقبية مخابرات الأنظمة التي تستعمر كوردستان عام 1978 ، وبالتالي فإن PDK يمثل آمال وطموحات الشعب الكوردي في التحرر والإستقلال بينما يمثل PKK إرادة الأنظمة الغاصبة لكوردستان في إستعباد الشعب الكوردي وطمس هويتهم وإنكار حقوقهم القومية المشروعة .
-الحزب الديموقراطي الكوردستاني PDK هو صاحب المشروع القومي الكوردي التحرري ويقود المؤمنين به وبمشروعه نحو الحرية والإستقلال وبناء الدولة الكوردية كحق شرعي وطبيعي كفلته كل الشرائع السماوية والأرضية ، بينما حزب العمال PKK فمشروعه هو الإرتزاق على حساب دماء الشعب الكوردي وحقوقهم المشروعة ، وهو أصغر بكثير من أن يحمل مشاريع وطنية وإنسانية لكنه يسخر كل طاقات وموارد الكورد البشرية والمادية في خدمة مشاريع الأنظمة الغاصبة لكوردستان وينفذ مخططاتها ومؤامراتها بحق الشعب الكوردي مستخدمًا كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب .
-الحزب الديموقراطي الكوردستاني PDK يتعاطى مع مجمل القضايا السياسية والوطنية والإنسانية في كوردستان ومحيطها ومع الخارج أيضًا بعقلية الدولة والقانون والدستور بينما يتعاطى PKK مع مجمل القضايا داخليًا وخارجيًا بعقلية العصابات والمافيات ويستخدم منطق القوة والإجرام والإرهاب .
وبالتالي لاتوجد قواسم مشتركة مابين الحزبين المذكورين لامن قريبٍ ولا من بعيد بل إنهما على النقيض تمامًامن بعضهما البعض كباقي التناقضات في الحياة كالليل والنهار والخير والشر ….. إلخ 
أما أسباب كره وعداء تنظيم PKK للحزب الديموقراطي الكوردستاني فهي تنقسم إلى قسمين ، القسم الأول يتعلق بالأنظمة الغاصبة لكوردستان ، فهو يتحدث ويتصرف بلسان هذه الأنظمة فهي التي تعادي وتكره PDK وعائلة البارزاني على وجه التحديد لأن هذه العائلة والحزب الذي تقوده هو الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها مؤامراتهم وهي العقبة الكعداء في وجه محو الكورد وهي الشوكة التي علقت في حلوقها ، أما تنظيم PKK فهو لسان حال هذه الأنظمة وهي من تحركه ضد الحزب الديموقراطي الكوردستاني وهو مجرد عبد مأمور لها يقبض ثمن خياناته وآفعاله وممارساته المشينة بحق الكورد عامةً وبحق حزب PDK وعائلة البارزاني على وجه الخصوص .
أما القسم الثاني : فقيادات تنظيم PKK تكره الديموقراطي الكوردستاني وعائلة البارزاني لأن هذه العائلة بالنسبة إليهم هي المرآة التي ترى فيها قيادات PKK قباحة وجوههم وآفعالهم وهي التي تعكس فشلهم وخيباتهم في تحرير شبرٍ واحد من كوردستان الشمالية التي ينتمون إليها وهي كجهاز كشف العملات المزيفة التي تكشف زيفهم وتفضح خياناتهم بحق أبناء الشعب الكوردي ولذلك هم يحاربون عائلة البارزاني ويشنون حملات إعلامية كاذبة ومضللة على الحزب الديموقراطي نيابةً عن أنفسهم بالأصالة حقدًا وحسدًا وعن الأنظمة الغاصبة لكوردستان بالوكالة ، فالحزب الديموقراطي الكوردستاني هو العدو الأكبر والخطر الأكبر الذي يهدد زوال الأنظمة التي تحتل كوردستان ، وعندما يقول تنظيم PKK أن الحزب الديموقراطي الكوردستاني يشكل خطرًا على كوردستان فهو يقصد أنه يشكل خطرًا على الأنظمة التي تحتل كوردستان وزوال هذه الأنظمة يعني زوال تنظيم PKK أيضًا ولذلك يحارب تنظيم PKK عن نفسه بالآصالة وعن تلك الأنظمة بالوكالة وهذه حقيقة لاينكرها إلا من سفه عقله أو كان صاحب منفعةٍ ومصلحة .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…