انتفاضة الكرامة

إبراهيم اليوسف

لا لقنديل متحكمة بمصير أي جزء كردستاني خارج “باكورbakur”
الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها”القادة” القنديليون الذين لاحدود لجشعهم في امتصاص الدم والمال، وبأية وسيلة كانت في إصدار قرارهم- الأكثر حمقاً- ذي الرقم 119 والذي هو امتداد لوباء كوفيد19 كما ربطت المحامية رقية جمعة- في منشور لها على صفحتها الفيس بوكية- بين الرقمين، والحدثين، وبعد أن لم يكفهم استحلاب المناطق التي لاتزال أسيرة قبضتهم، وبعد أن حلوا فيها عابرين ثقلاء، وسرعان ماغدوا أصحاب  القرار.البيت، والمتحكمين بشؤون وقرارأهل البيت: تارة من خلال التدخل في أمر رب الأسرة  ذاته في شراكته في أولاده، وتارة في إحداث بلبلة اجتماعية وتفككاً يكادان يطالان كل بيت، من خلال سن قوانين ارتآها نص عرضي وهي ليست إلا آراء ناص فرد، لاعلاقة لنا به و بها، وفصلت في ذهنيته مدونها كمؤلف بل كمولف- وأنا هنا في إطار نقد النص للناص- في كارثيته-  بل أخذ منها الناص ذاته: هامش الهامش، أو متن المتن. هذه الخطوة كان عليهم- أي القنديليين- إدراك أنها بلاغطاء، فإذا كان بعض بلهائنا يصدقون أنهم أتوا من أجل تحرير “روج آفا”، وهم مخذولون مهزومون في مهادهم، لم يحرروا قن دجاج، من قبل أكبرمحتل لكردستان: تركيا، حتى اللحظة! وما تم في كردستان سوريا ماكان إلا بفضل عاملين:
-عظمة روح شبابنا –نحن- وعلاقات الكرد مع أهلهم من مكونات المكان وفسيفسائه!
-ثقافة كردي المكان التي لم تتشوه إلا بعد أن نفثت فيها سموم ثقافة “قنديل”، وهي أصلاً: قنديل الأسيرة!
لقد تحدثنا عن كل مرحلة سابقة عاث خلالها أزلام قنديل فساداً ومقتلة بحق إنساننا ومكاننا، وماعلاقتهم بنا إلا علاقة محتل، وإن كنا لفرط صدق كرديتنا نقف إلى جانبهم في كل محنة يجروننا إليها مكرهين، في الوقت الذي يقول لنا بعض كرد “باكور” هنا في أوربا” أتينا لننقذكم” بل يقول بعض صبيتهم وسفهائهم الديجيتاليين”  المسعورين:”لستم رجالاً” بل يشتمون عظام موتانا في قبورهم، و إن كان أول من أوصلنا إلى هذا المصير بعض أزلامهم من مكاننا:” كادرواتٍ” مغسولي الأدمغة وبعيداً عن التعميم- ومرتزقةً سابقين تركوهم حيناً وعادوا إليهم بعد طلوعهم النملي المتجدد، أو سقطة غيروا بوصلتهم، على حين منافع ورعب- وأعني أرباب الوباء ولا أعني البسطاء المغرَّربهم- والتقيت نماذج من هؤلاء هنا، وفي الإمارات، وأستغرب تصحُّر محايِهم من الحياء.
لاوقت للإطالة. لا وقت للبلاغة. لا وقت للعويل: إذ لابد لكل شرفاء شعبنا- وأولهم من هم حاضنة ب ي د المغرر بها-  أن يقفوا برجولة وحزم وشجاعة ضد القرار المجرم، المملى من قبل مجرم، عن مجرم، بخصوص التطاول على لقمة الناس. أقول اللقمة: لأن في رفع سعر المازوت- وحده- تطاولاً على حياة ابن” روج آفاي كردستان”، ضمن متوالية بلانهاية. لأن في ذلك تطاولاً على مصيره. على كرامته. على وجوده. على ماضيه. على حاضره. على مستقبله، ومن دون أن أنسى الشريك: ابن المكان!
مناطقنا مستقرة، وكان في إمكانها إعداد قوة عسكرية أعظم من القوة التي يتبجح القنديليون بأنهم كانوا وراء تشكيلها، لأن هذه القوة تأسست قبل مقدمهم وتدميرهم لها ولبنية منظومة إنساننا الوجدانية والاخلاقية. قبل استقدامهم الذي تم وفق منظومة شروط كنا مغفلين عنها. كنت شخصياً، لا أصدق اللعبة، إلى وقت لابأس به، مأخوذاً بحمية قومية، إلى أن تمكن هؤلاء العابرون وفعلوا مافعلوا ويفعلون. إن أول ماهو مطلوب، الآن، هو إسقاط، وليس رفع- إلغاء- تسعيرة بلهاء، مسعورة، مرتفعة، فحسب، بل وأن يكون مطلب جميعنا:
فلترحل قنديل!
وعلى اقتصاديينا حساب ما جناه هؤلاء من أموال بيع النفط لتركيا وداعش والنظام وسواهم، وهكذا بالنسبة لسطوهم على فائض مردود المواسم، والأتاوات، وحتى إقدامهم على سرقة الإغاثات، وصدقات الفطر، والمواسم، ليكون ذلك مبيناً لنا أجمعين. ولابد من أن ندرك أن قنديل لم تفشل فقط في مكاننا، بمثل كل أفاعيلها، بل سقطت في المستنقع، وما مغارات الغباء. الأنفاق، المصفق لها، نفاقاً، من لدن بعضنا- تحت عمران مدننا وخارجها- والتي كلفت مليارات الدولارات وكانت كفيلة بإعماروطننا كله إلا خيرشاهد على أحد أوجه إنهيارها الأخلاقي والسياسي!
لقد طفرت الدموع من عيني وأنا أجد أكثر من صديق لي ورفيق وزميل- ضمن انتفاضة أجيال متواصلة-اليوم- قوامها من تبقوا من شباب كانت دوريات التجنيد الظالم تبحث عنهم في اللحظة ذاتها – كي تتصديهم-  وهم في مظاهرات الشرف والكرامة. في انتفاضة الرَّغيف. في انتفاضة الوقود، يطالبون بإسقاط ماوقع عليهم من ظلم:
عار علينا أن نسكت!
عار علينا ألا نقول لهم لا
ولأدققن كلامي، للمرة الألف:
أنا مع كل جزء كردستاني في النضال ضمن حدود جزئه.  مع كل الأجزاء وهو في جزئه. مع أي تعاون مع الأجزاء. مع أي تعاون معنا، كما هو تعاون- الإقليم- معنا، حتى الآن، وضد أي تدخل آخر. ضد أية وصاية. وصاية أي جزء على آخر، إلى أن تتحقق ظروف- قيامة كردستان الموحدة  التي يتشدق بها هؤلاء كي يأكلوا- حلاوتهم بعقولنا- يلتهمونا، لقمة سائغة، ونكون وقود جشعهم- وجسراً يعبروننا ويهدمون ملامحنا، ونكون مجرد برغٍ في ماكنتهم، فأقول: لا لقنديل!
18-5-2021
* قرار الشؤم القبيح  والهالك119 صدر في 17-5-2021

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

سمير عبيد أولا: قلناها ونكررها ان السياسات التركية ” الكولونيالية الاستعلائية “لا تختلف عن السياسات الإيرانية “الكولونيالية الاستعلائية”فالاولى مغلفة بالاسلاموية والانسانية والشعارات الفلسطينية وهي في الحقيقة “قومية عثمانية توسعية صرفة” والثانية مغلفة”بالتشيع ونصرة المستضعفين “والشعارات حول فلسطين وهي بالحقيقة “قومية فارسية توسعية صرفة”!.والسياستان في تركيا وايران كان ولازال الغرب غير غافل عنهما اطلاقاً . فوضع الغرب الخطط لصدها…

إبراهيم اليوسف تحمل احتفالات نوروز لهذا العام “2025م – 2637ك” أهمية استثنائية، خصوصًا لدى الكرد في سوريا، وفي عموم كردستان. يأتي هذا العيد القومي في وقتٍ حاسم يتزامن مع سقوط النظام البعثي العنصري وأركانه، الذي لطالما سعى إلى قمع هذه المناسبة ومحاربتها بشتى الطرق. منذ وصول البعث إلى السلطة، كانت معاداة الكرد جزءًا أساسيًا من سياساته، وكان الاحتفال…

أحمد حسن   شعلة نوروز اتقدت منذ ألاف السنين وستبقى متقدة الى الأبد رمز انتصار كاوا الحداد على الطاغية أزضحاك أو ( ازدهاك ) رمز الطغيان والديكتاتورية . فشعلة نوروز رمز الانتصار على الاستبداد والظلم والطغيان وهذا ما نعتز به كشعب كوردي أننا عندما انتصرنا على الطاغية أشعلنا شعلة الحرية والسلام تنبئ بيوم جديد ننتقل من الظلام الى النور ومن…

عنوان التقرير: تقرير تحليل نتائج استبيان حول الحركة القومية الكردية في سوريا (RESPONSES) 1. المقدمة – الهدف من الاستبيان: مستقبل الحركة الكردية في سوريا. – الفئة المستهدفة: المواطنون الكرد السوريون، االمجموعات الوطنية، النخب الثقافية، نشطاء المجتمع المدني، وممثلو الشتات – عدد المشاركين: 250 مشارك. – فترة الإجراء: من 2 آذار إلى 9 آذار. 2. منهجية العمل – طريقة التوزيع: عبر…