خالص مسور
ايران، الدولة المتعددة القوميات والمذاهب، والتي تئنّ تحت حكم آيات الله الفاسدين، الذين يتملكهم الخوف على الدوام حول مصير حكمهم في دولة المشانق والإرهاب، الخوف من فرسان الحرية والديمقراطية من فسيفساء الشعوب الإيرانية، وهو ما يقضّ مضاجع هؤلاء الحكام الذين يمارسون سياسة أشبه بتيوقراطية ماضوية مهترئة الأركان والمباديء، متخذين من الإسلام الشيعي هوية لهم وستاراً، في دولة دأبت في حكمها على الإعدامات والمشانق. آيات الله
لتثير المزيد من التساؤلات حول مسيرتها وممارساتها اللامسؤولة بحق الإنسانية وشعوبها، وليس أقلّها نصب حبال المشانق المتكررة للنشطاء السياسيين والمطالبين بالحرية، ودون أن تبلغ ذنوبهم وما اقترفوه مستوى الجزاءات التي تقرّها عليهم محاكم الهمجيبن والمستهترين من هؤلاء الحكام وأزلامهم،
وهو ما يوحي للمراقبين بأنّ حكام إيران المهووسين بحبال المشانق المثيرة للاشمئزاز هم عنصريون فاسدون ومتعصبون للعرق القومي الفارسي إلى أبعد الحدود، وادعاؤهم بالتدين باطل لا أساس له، ولهذا فهم يتحسسون زوال حكمهم في القريب العاجل، بنيران الغضب الشعبي العارم ووجود حالة من عدم الاستقرار التي تسود البلاد داخلياً والضغوطات الدولية خارجياً أيضاً، وهو ما يجعلنا نعتقد بأنّ حالة من الهيستيريا السياسية والعسكرية تننتاب ذهنيّة حكام إيران المشهورين بالنفاق السياسي واستغلال المذهب والطائفية لبقاء حكمهم أكبر فترة ممكنة.
ومن المفيد الإشارة هنا إلى أنّ دولة إيران أصبحت بؤرة أيضاً للتنطيمات الإرهابية، التي امتهنت التكفير والقتل والتدمير، ومعاداة العالم الحر وشعوبها، وكتأكيد على ذلك فقد صرّح وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قبل أيام من مغادرته منصبه، أكد فيه بأنّ الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الإرهابي قتل في طهران. وهو ما يجعل هذا الأمر سبة في جبين حكام دولة المشانق والاضطهاد والقمع والتعذيب وانغماسها في الهدم والدم.
وإذا ما ألقينا نظرة في سلوك حكام إيران المارقين، فسنرى حالات من إعدامات لا تعدّ ولا تحصى بحق الشباب المتحمس للحرية والكرامة، بحجة أنّ هؤلاء الشباب النشطاء وقفوا في وجه ما يسمى بالدولة الإسلامية المزيفة. وبهذا بات في حكم المؤكد بأنّ هذه الدولة الخارجة عن الشرائع السماوية والأرضية تسير بأفعالها الهوجاء نحو الهاوية والزوال، وبشكل حتمي لا لبس فيه، لأنّها جسم غريب عشعش في فضاءات الثوابت الإنسانيّة، ولهذا أضحت إيران، وتحت حكم أصحاب اللحى الطغاة، دولة مارقة تمتهن الاحتلال والسيطرة واللصوصية وسرقة ثروات جيرانها في وضح النهار، وهو ما يعني طعنة نجلاء في ثوابت دولة المشانق ومستواها الأخلاقي. آيات الله
وبالمحصلة، فحكام إيران الطائفيون لا يريدون شعوباً أصدقاء في محيطهم، بل أزلاماً وتابعين يخدمون أطماعها التوسعية في المنطقة، فالحال هذه يتطلب التضييق على هذه الدولة ذات المشانق في المنطقة بصيغتها الديكتاتورية والطائفية، وبكل شعاراتها ومشانقها المنصوبة على الدوام، حتى يتم تحرير الشعب الإيراني والعالم من جرائمها الإرهابية، وهو ما يتطلب من الشعب الإيراني المقاوم أن يستعدّ لانتفاضات عارمة نعتقد أنّها قادمة وستسحق عصابات التخريب والإجرام والمشانق، ليتنفس الشعب نسائم الحرية، ولينشئ دولته الديمقراطية الأثيرة، والانطلاق نحو آفاق المستقبل الزاهر.
وكدليل على سلوك الطغاة من حكام إيران المهزوزين، فإنّهم يستميتون اليوم في الحصول على السلاح النووي رغم أنّ الإسلام يحرم استعمال هذا النوع من السلاح، ولذا فإصرارهم على إنجازه هو النفاق يعينه، وهذا التلهف على هذا السلاح في سبيل استعماله ضد الابرياء من الشعوب الإيرانية بل تهديد العالم كله وضرب مصالحه، وخاصة في منطقة الشرق الاوسط، ذات الموقع الاستيراتيجي الهام والمؤثر.
ولن تغيب عن هؤلاء الحكام محاولات السيطرة على الخليج كله وتسميته بالخليج الفارسي الأوسع، حسب وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف. ويعتمد حكام دولة المشانق في هذا على الميليشيات العراقية المتمذهبة المتطرّفة والخارجة على القانون، كميليشيات حزب الله العراقي، واللبناني، والحشد الشعبي، وممن يسمون أنفسهم بفاطميين، وزينبين… إلخ. وذلك لابتلاع العراق، وسورية، واليمن، والبحرين أيضاً، وتقويض المصالح الدولية فيها وفي المنطقة عموماً.
كما للنساء في هذه الدولة حصة ونصيب من الاضطهاد والمشانق والسجون، فيتعرضن للملاحقة والسجن والتعذيب والاغتصاب، والصور الماثلة أمامنا اليوم هو الفتاة “نازنين محمد نجاد” التي تقبع الآن في سجون دولة المشانق، وفي أوضاع مزرية مخلة بحقوق الانسان، وما يزال مصيرها غير محسوم، ومثلها الممرضة بهارة سليماني التي نقلت إل سجن نيفين السيء الصيت، وكذلك سجينة الرأي راحلة أحمدي التي أصيبت بالشلل في السجن دون تلقيها العلاج المطلوب، وغيرهن الكثيرات اللائي لا يمكن تسميتهن كلهن، بالإضافة إلى استهتار الحكومة الإيرانية بشعبها من حيث معالجتها وباء الكورونا، فتركت الحبل على غاربه ليفتك هذا الوباء بآلاف المواطنين الإيرانيين دون أن تبذل الحكومة الجهد المطلوب في هذه الظاهرة الخطيرة والمستعصية.
ومن جانب آخر، فإنّ وجود الصواريخ البالستية بالإضافة إلى السلاح النووي الذي تسعى إيران جاهدة للحصول عليه وتحت يديها، فسيكون خطراً جدياً في دولة ونظام حكم لا يعرف للإنسانية سبيلا. ولهذا ستكون من مهام الدول المعنية بالأمر ردع التهديد والإرهاب، ووقف عمليات الإعدامات والمشانق بحق الشعوب الإيرانية، ومنع تنفيذ المجازر التي تطبخها إيران على نار هادئة، ومنعها من الحصول على السلاح النووي، والتي ستكون حينها في أيد غير أمينة بل مجرمة إلى حدّ التهور، وبهذا يمكن القول بأنّ حكام إيران دراكولات العصر يأكلون لحوم ضحاياهم بالمشانق المنصوبة في كل السجون والساحات المسيجة بالدم وآهات الأبرياء وسجناء الرأي، وبدون رحمة أو توقف، وفي هذا المسعى فهم يحاولون إفراغ الشعوب الإيرانية من المعارضين ومن غير الفرس من شبابها، وممارسة نوع من المجازر الجسدية والسياسية بحق هذه الشعوب التواقة للحرية، لتخلق بالتالي شعوباً هرمة لا تستطيع ممارسة المقاومة في وجه الطغاة، والوصول إلى الانعتاق والحرية التي هي حق مشروع لكل الشعوب في العالم أجمع. آيات الله
المصدر: thelevantnews